الجزيرة:
2025-03-04@16:21:52 GMT

كيف جلبت أجهزة ستارلينك الأمل إلى سكان دارفور؟

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

كيف جلبت أجهزة ستارلينك الأمل إلى سكان دارفور؟

الفاشر- تشهد منطقة دارفور غربي السودان منذ سنوات طويلة صراعات دامية، أثرت بشكل كبير على حياة السكان المحليين في مختلف المجالات، خاصة في مجال الاتصالات، وتزايدت معاناة المواطنين بعد اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان من العام الماضي، حيث انقطعت الاتصالات لفترات طويلة، مما دفعهم للبحث عن وسائل اتصال بديلة، حتى ظهرت أجهزة ستارلينك فجأة كبديل فعال ومصدر أمل لسكان المنطقة.

ومنذ اندلاع الحرب في السودان، يعيش السودانيون في عزلة عن العالم الخارجي بسبب انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت، حيث لجأ بعضهم إلى التواصل مع عائلاتهم عبر شبكات الإنترنت الفضائية "ستارلينك"، التي وفرها بعض المستثمرين بشكل محدود في الأسواق وبعض الشوارع الرئيسية وفي المقاهي، بأسعار تتراوح بين 2 و3 آلاف جنيه (4.99 دولارا أميركيا) للفرد في الساعة الواحدة، في ظل ازدحام واكتظاظ من قبل المستفيدين.

وتعمل في السودان 4 شركات اتصالات رئيسية، هي زين، وأريبا، وسوداني (عبر نظام الكابلات الأرضية)، بالإضافة إلى كنار التي تغطي خدمة الإنترنت فقط، حيث تعتبر الاتصالات الحديثة من أهم الأدوات التي يعتمد عليها السكان في حياتهم اليومية، للتواصل والتبادل السريع للمعلومات.

ويعتبر ستارلينك جهاز اتصال تكنولوجيا يقدم خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، أنتجته شركة "سبيس إكس" التي أسسها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، ويتميز بتقديم خدمة إنترنت سريعة وعالية الجودة في المناطق النائية التي تفتقر إلى شبكات الإنترنت، حيث تصل سرعة خدمة الانترنت في الجهاز إلى مئات الميغابايتات في الثانية، وتعد هذه الأجهزة المتصلة بالهواتف وأجهزة الكمبيوتر بديلا مثاليا في المناطق التي تعاني من الانقطاع المستمر في الإنترنت بسبب الحروب.

خدمة ستارلينك توفر اتصالا بالإنترنت في المناطق النائية التي تواجه تحديات تقنية (الجزيرة) تغيير حياة

يقول آدم صالح، وهو أحد سكان مدينة زالنجي، للجزيرة نت "شهدت حياة السكان في المنطقة تغيرا تدريجيا بفضل استخدام أجهزة الاتصال ستارلينك"، وأضاف "بفضل هذه الأجهزة، أصبحت عملية التواصل بين السكان أسهل وأكثر فاعلية مما كانت في السابق".

وأشار آدم إلى تركيب العديد من أجهزة ستارلينك في مختلف أنحاء المنطقة، مما أتاح للسكان الاستفادة من التواصل الموثوق والسريع مع أقاربهم والاطلاع على الأحداث والأخبار الجارية في المنطقة.

بينما تقول فاطمة عمر، النازحة بمخيم زمزم جنوب مدينة الفاشر، للجزيرة نت إنها لم تتمكن من الاتصال بذويها في نيالا لمدة تزيد عن 4 أشهر، بسبب الحرب وانقطاع الاتصالات، وأردفت قائلة "ولكن بفضل ستارلينك، تمكنت من التواصل معهم وبشكل يومي، لقد أصبحت هذه الأجهزة تمنحنا فرصا جديدة في مجالات التجارة والتواصل الاجتماعي، مما أسهم في تحسين نوعية حياتنا وتعزيز اندماجنا في المجتمع رغم ظروف الحرب الجارية في البلاد حاليا".

وكان غياب الاتصالات والإنترنت، مع بداية النزاع في السودان وإقليم دارفور على وجه الخصوص قد أدى إلى تعطيل مصالح ملايين الأشخاص، خاصة التجار ورجال الأعمال، حيث تأثرت جميع عمليات تحويل الأموال عبر التطبيقات المصرفية، مما أحدث توقفا كبيرا في النشاط التجاري.

كما تعذر على المواطنين التواصل مع أفراد أسرهم، مما تسبب في قلق وتوتر نفسي لدى بعض الأشخاص ممن عاشوا في حالة عزلة عن الآخرين لعدة أشهر بسبب الحرب، كما تزايدت الصعوبة في الحصول على المعلومات الضرورية حول سلامة الأفراد في ظل الحرب ببعض المناطق، ووجود صعوبة في الوصول إلى معلومات موثوقة حول الأوضاع الأمنية والإنسانية، وهو ما زاد من حالة القلق بين السكان، حيث اضطر المواطنون في بعض المناطق إلى العودة إلى وسائل الاتصال التقليدية، مثل كتابة رسائل يدوية وإرسالها عبر الباصات السفرية، لنقل المعلومات إلى ذويهم.

مخاوف من الاستخدام

يعتبر إدخال أجهزة ستارلينك إلى إقليم دارفور خطوة مهمة في توفير الاتصالات والإنترنت، ويمثل تقدما تكنولوجيا سيغير حياة الناس، ومع ذلك، هناك من يشير إلى المخاطر المحتملة نتيجة استخدامه.

ففي حديثه للجزيرة نت، يقول مهندس الاتصالات أحمد حامد إن "ستارلينك تعمل بالأقمار الصناعية، لذا فهي لا تحتاج إلى لوحات مفاتيح ومقاسم مثل خدمات شركات الاتصالات الأخرى"، وأشار إلى المخاطر المحتملة في استخدامها، خاصة من ناحية الأمن والخصوصية، حيث يمكن التجسس على المعلومات أو اختراقها عن طريق الأقمار الصناعية.

وقال إنه "يجب استخدام أجهزة ستارلينك بشكل قانوني ودقيق، كما يجب على السلطات المختصة في السودان دراسة وتنظيم استخدام هذه التكنولوجيا وفقا للقوانين واللوائح المحلية"، وشدد على ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند استخدامها.

فيما يري المهندس أبو بكر آدم، المتخصص في الشبكات، أن هناك العديد من المفاهيم المغلوطة بشأن خدمة ستارلينك، ولفت إلى أنها "ليست مجرد خدمة إنترنت فضائية عادية، بل هي خدمة تهدف إلى توفير اتصال إنترنت في المناطق النائية، التي تواجه تحديات تقنية"، وأوضح أن "هذه الخدمة لا تقتصر على الأفراد العاديين فحسب، بل تعتبر أيضا مفيدة للمنظمات والمؤسسات في تلك المناطق، فهي توفر لهم اتصالا قويا وموثوقا به، مما يساعدهم في تنفيذ أنشطتهم وتواصلهم مع العملاء في جميع أنحاء العالم".

ودعا آدم المواطنين إلى عدم الوقوع في الأفكار المغلوطة حول خدمة ستارلينك، مؤكدا أنها تعتبر حلا فعالا ومبتكرا لتوفير الاتصال بالإنترنت في المناطق التي تواجه صعوبات في الوصول إلى خدمات الاتصال التقليدية، خاصة في ظل الحروب.

تكلفة الاشتراك في خدمة ستارلينك تبدأ من 160 دولارا للشهر (الجزيرة) تكاليف شراء

ذكر المواطن خالد إدريس من الفاشر في حديثه للجزيرة نت أنه غير مطلع على تفاصيل الاشتراك المالي لأجهزة ستارلينك، حيث يستخدمها فقط عن طريق شراء الوقت في السوق، وأوضح أن العديد من الأفراد في إقليم دارفور لا يستطيعون امتلاك وتوفير أجهزة ستارلينك في منازلهم، بسبب ارتفاع سعره، الذي يصل إلى حوالي 3 ملايين جنيه سوداني (4991 دولارا أميركيا تقريبا).

وأشار إلى أن هذا الارتفاع الكبير في السعر يؤدي إلى مشكلة في القدرة الشرائية المحدودة للكثير من الناس، وقال إن "الأسعار المرتفعة تجعلها غير ميسرة للعديد من الأفراد الذين يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة، وبالتالي، يجد العديد من الأفراد صعوبة في الاستمتاع بخدمات ستارلينك وفوائدها بسبب القيود المالية التي يواجهونها".

ووفقا لمالك مقهى ستارلينك المستثمر محمد سليمان، فإن "الخدمة المقدمة مدفوعة وليست مجانية، ويشير إلى أن تكلفة الاشتراك (الإيجار الشهري) تبدأ من 160 دولارا. وبالإضافة إلى ذلك، هناك رسوم أخرى تبلغ 320 دولارا، تُدفع لزيادة سرعة الاتصال، وهو ما يحتاجه العملاء للاستمتاع بإنترنت عالية الجودة، لاسيما في تحميل الفيديوهات وإرسال الملفات الكبيرة.

وفيما يتعلق بطريقة إدخال أجهزة ستارلينك إلى إقليم دارفور، أشار المستثمر سليمان إلى أنه يتم استيراد تلك الأجهزة من ليبيا، حيث تدخل السودان عادة عبر الصحراء أو في بعض الأحيان عبر تشاد، وتكون هذه الأجهزة متوفرة لدى بعض المستثمرين، وبحسب سليمان، يتم شحن حزم الإنترنت عن طريق وكيل خارجي، وتتميز بأن سعتها غير محدودة وغير مقيدة بالسرعة أو الجودة العالية المحددة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات خدمة ستارلینک هذه الأجهزة فی السودان فی المناطق للجزیرة نت العدید من إلى أن

إقرأ أيضاً:

إفطارهم فى الجنة.. أحمد جمال من رائحة الأمل إلى أفق الشهادة

في قلب الأرض الطيبة، وفي ربوع مصر التي لا تعرف الانكسار، تُروى قصة الشهيد أحمد جمال الفقي، الذي قرر أن يواجه الموت في اللحظة التي قرر فيها أن يكون بطلًا، وحارسًا للأمن في وطنه.


الشهيد أحمد جمال

لم يكن أحمد مجرد ضابط شرطة، بل كان عريسًا حديث العهد بحياة جديدة، حلم أن يبني بها عائلة ويبني وطنًا. لكنه، في لحظةٍ من لحظات البطولة التي لا تُنسى، قرر أن يضحي بكل ما في قلبه، ليبقى الوطن آمنًا.

بدأت القصة مع أحمد جمال، الذي التحق بكلية الشرطة عام 2004، وتخرج في 2008، ليبدأ مسيرته في خدمة وطنه، عمل أحمد في العديد من الأماكن، من قسم أول إمبابة إلى الانتشار السريع بمرور الجيزة، ثم مباحث المنطقة الأثرية في الهرم، وأخيرًا في قطاع أمن الجيزة، حيث خدم بجدٍ وإخلاص. لكن أكثر ما كان يميز أحمد، هو إصراره على أن يكون في أماكن الخطر، في مكانٍ لا تنحني فيه الرؤوس، بل تقف لتواجه التحديات بشجاعة. وبعد انتقاله للعمل في قسم شرطة ثالث العريش في شمال سيناء، كان يردد دائمًا: "لما كلنا نرجع القاهرة مين يحمى البلد؟". كانت تلك كلمات تؤكد حبه للوطن، ورغبته في الدفاع عنه بكل ما أوتي من قوة.

في يوم 12 أبريل 2015، انفجرت عبوة ناسفة في سيارة مفخخة أمام قسم شرطة ثالث العريش، ليكتب أحمد جمال اسمه في قائمة الشهداء. لم يكن ينقصه شيء؛ كان عريسًا لم يمضِ على زواجه سوى 6 أشهر فقط، وكان ينتظره المستقبل الذي طالما حلم به، ولكن، في لحظةٍ حاسمة، وقف أمام الموت بشجاعة، مدافعًا عن وطنه حتى آخر لحظة، كان أحمد يعرف أن العمل في العريش يعني أن يعيش على حافة الخطر، لكنه اختار هذا الطريق من أجل مصر.

"أنا فخورة أنني زوجة شهيد"، تقول مروة علي، زوجة الشهيد أحمد جمال، وهي تروي قصتها مع زوجها الذي أصبح رمزًا للتضحية والشجاعة، كانت مروة حاملًا في طفلها الأول حين استشهد زوجها، وبكل فخر قررت أن تطلق عليه اسم "أحمد"، ليكون خلفًا لوالده، ويكمل المشوار الذي بدأه.
تقول مروة، "كل عام وأنت بخير يا أحمد.. عارفة انك مبسوط في الجنة.. فخورة بك.. وفرحانة إني زوجة شهيد". كلماتها مليئة بالحب والفخر، على الرغم من الحزن الذي يعصف بقلبها، لكنها تعرف أن زوجها، الذي ضحى بنفسه من أجل الوطن، سيظل في قلبها وفي قلب كل من يعرفونه.

وفي رسالةٍ للإرهابيين الذين حاولوا أن يزرعوا الفزع والخوف في نفوس المصريين، تقول مروة: "أعمالكم الجبانة والخسيسة لن تنال منا، وإنما تزيدنا إصرارًا وقوة". تلك الكلمات هي أصدق رد على كل من يحاول المساس بوطننا، فهي شهادة أن أبناء هذا الوطن لن يتراجعوا، بل سيواصلون العطاء، بل ويزيدون العزيمة. لم يتوقف رجال الشرطة عن تقديم التضحيات، ولكنهم في الوقت نفسه، انتصروا في المعركة ضد الإرهاب، وجعلوا من الشهادة طاقةً للمزيد من الصمود.

مروة، التي لم تكن وحيدة في مواجهة الحزن، تلقت دعمًا كبيرًا من الدولة وأجهزتها المختلفة، من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يذكر الشهداء في كل مناسبة، إلى وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، الذي وجه بتقديم الرعاية الكاملة لأسر الشهداء.
قالت مروة إن هذا الدعم لا يخفف فقط من الألم، بل يبعث في قلبها طاقةً جديدة لتربية ابنها على حب الوطن والولاء له، تمامًا كما فعل والده.

أحمد جمال الفقي ليس مجرد شهيد سقط في معركة، بل هو بطل حي في قلوب كل المصريين. هو قصة شجاعة، وعزة، وحب للوطن لا يتوقف. ورغم أن جسده غادر، إلا أن روحه ستظل ترفرف في كل زاوية من وطننا، رمزًا لكل من يسعى لحمايته، وكل من يضحي من أجل أن يعيش في سلام.

في قلب هذا الوطن الذي لا ينسى أبنائه، يظل شهداء الشرطة رمزًا للتضحية والفداء، ويختصرون في أرواحهم أسمى معاني البذل والإيثار، رغم غيابهم عن أحضان أسرهم في شهر رمضان، يبقى عطاؤهم حاضرًا في قلوب المصريين، فالوطن لا ينسى من بذل روحه في سبيل أمنه واستقراره.

هم الذين أفنوا حياتهم في حماية الشعب، وسطروا بدمائهم صفحات من الشجاعة والإصرار على مواجهة الإرهاب، هم الذين لم يترددوا لحظة في الوقوف أمام كل من يهدد وطنهم، وواجهوا الموت بابتسامة، مع العلم أن حياتهم ليست سوى جزء صغير من معركة أكبر ضد الظلام.

في رمضان، حين يلتف الجميع حول موائد الإفطار في دفء الأسرة، كان شهداء الشرطة يجلسون في مكان أسمى، مكان لا تدركه أعيننا، ولكنه مكان لا يعادل في قيمته كل الدنيا؛ فإفطارهم اليوم سيكون مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا.

مع غيابهم عن المائدة الرمضانية في بيوتهم، يظل الشعب المصري يذكرهم في صلواته ودعواته، تظل أسماؤهم محفورة في ذاكرة الوطن، وتظل أرواحهم تسكن بيننا، تعطينا الأمل والقوة لنستمر في مواجهة التحديات.

إن الشهداء هم الذين حفظوا لنا الأمان في عز الشدائد، وهم الذين سيظلون نجومًا مضيئة في سماء وطننا، فلهم منا الدعاء في كل لحظة، وأن يظل الوطن في حفظ الله وأمانه.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • ثغرة في أنظمة “آبل” تثير المخاوف بشأن الخصوصية
  • جلبت لهم الشقاء..هل ندم ترامب على ما فعله بروسيا؟
  • أيهما يصل للشيخوخة مبكرًا: سكان المناطق الحارة أم الباردة.. دراسة تحسم الجدل
  • إيه الحكاية؟.. حسام موافي: سكان هذه المناطق أقل عرضة للإصابة بأمراض الشريان التاجي
  • تحذير هام من وزارة الاتصالات بشأن ستارلينك
  • إفطارهم فى الجنة.. أحمد جمال من رائحة الأمل إلى أفق الشهادة
  • شيخة الجابري تكتب: مرحباً خيرَ الشهور
  • وزيرة الاتصالات تعلن عن توقيع عقد عالمي جديد في مجال الترانزيت
  • موقع أميركي: تحول مثير في حرب أوكرانيا من ستارلينك إلى ستارشيلد
  • الحرب تغتال بهجة رمضان في السودان