سودانايل:
2024-12-19@01:46:56 GMT

الكرة في مرمى السودان فأين سيلعبها؟

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

بقلم: حسن أبو زينب عمر

الموت أهون من خطية
من ذلك الاشفاق تعصره العيون الأجنبية
قطرات ماء معدنية
فلتنطفئي.. يا أنت .. يا قطرات .. يا دم .. يا نقود
يا ريح يا ابرا تخيط لي الشراع
متى أعود؟
بدر شاكر السياب

اختتمت في مدينة بورتسودان الأسبوع الماضي ورشة ضبط الوجود الأجنبي ومراجعة الهوية في السودان. الورشة أقيمت تحت اشراف وزير الداخلية المكلف شرطة خليل باشا سارين .

.وقالت التقارير ان الورشة التي امتدت ثلاثة أيام وأقيمت في مقر جهاز المخابرات العامة أصدرت عدة توصيات أهمها الوجود الأمني ومهدداته الأمنية وتأثيراتها السلبية على الأمن القومي والنسيج الاجتماعي فضلا عن ضغط هذا المكون الأجنبي على الخدمات العامة للمواطنين والتي هي في أصلها شحيحة بل ان الذي تلبيه لا يشاهد بالعين المجردة.
(2)
الورشة دعت في خطابها الختامي وضمن توصياتها الى سن تشريعات صارمة لضبط الوجود الأجنبي والحد من أخطاره على الأمن القومي فضلا عن مراجعة القوانين التي تنظم الوجود الأجنبي وموائمتها لقوانين الهجرة والاستثمار والعمالة الأجنبية.
(3)
الواقع ان هذا جهد يجد كل التقدير فرغم انه جاء متأخرا فهو أفضل من أن لا يأتي كما يقول المثل الفرنسي والسبب أن السودان كان أما كمريض متهم بوجود خلايا سرطانية تم اهمالها حتى تمددت الآن أوراما الى كل الجسد أو كان في حالة سبات عميق فوق قنبلة موقوتة انفجرت الآن في ظل أوضاع بالغة التعقيد ..أول هذه التعقيدات انه لا توجد حتى الآن احصائيات دقيقة عن الأجانب المتواجدين على ترابه والمخالفين لقوانين الإقامة ان كانت هناك أصلا قوانين .
(4)
هناك إحصائية صادرة عام 2012 تقدر عددهم بأربعة ملايين ولكن بعد حرب (داحس والغبراء) وبعد ضياع بوصلة ضبط الحدود تضاعف العدد في ظل أفضل الاحتمالات الى أربعة أضعاف وبالذات حينما اجتاحت هذا الحشود على ظهور تاتشرات (آل دقلو) لاستخدامهم في تمرده على الجيش الذي كان جزءا منه. أما أم المشاكل ان السودان يجاور ثمانية دول فقيرة يعاني معظمها من عدم الاستقرار ويتحرك انسانها الذي يستجير من الرمضاء بالنار بحثا أما للاستقرار في السودان البائس التعيس أو استغلاله كمعبر الى الجنة الموعودة (أوروبا و أمريكا) .
(5)
سهولة التسلل الى السودان تعززها عوامل طوبوغرافية منها أنه لا توجد معوقات طبيعية فمعظمها حدود منبسطة مسطحة فاذا عبرت هذا الخور فأنت غادرت السودان وخلف هذا السهل والجبل توجد دولة أخرى كما ان التداخل الاثني بين السودان وجيرانه وطيبة السوداني (زول الله ساكت) وقبوله بأي بشر يلجأ لبلاده حتى لو اقتسم معه حفنة الخبز أو قطرة الماء .
(6)
الذي يلفت النظر هنا ان السوداني يطلق كلمة (غرابي) على كل ذي سحنة سوداء وملامح أفريقية ولذلك يقبل به كمواطن مثله يتمتع بكل الحقوق والواجبات ناسيا عن جهل أو غباء بأنه قد يكون من تشاد أو افريقيا الوسطى أو النيجر أو بوركينا فاسو ..نفس هذا التعامل وهذه النظرة تنسحب أيضا على الشرق فالأريتيري والأثيوبي والجيبوتي والصومالي كلهم (أدروبات) .غياب المعايير العلمية للفصل بين المواطن والأجنبي ساهم بشدة في اذكاء نيران هذه المشكلة .
(7)
ثالثة الأثافي كما يقولون أن السودان في مأزق كبير فيما يتعلق بكيفية ضبط الوجود الأجنبي والسبب ان النوايا الحسنة وحدها لا تكفي هنا فبنظرة براجماتية فهو يفتقد للآليات والامكانيات القادرة على أداء هذا المهمة لأسباب كثيرة منها الكلفة العالية لعمليات الضبط والرقابة وايواء هؤلاء الأجانب ثم تحمل نفقات تسفيرهم الى بلادهم ..دراسة تجارب بعض الدول حتى الشقيقة تغني عن السؤال فقد شكل هؤلاء الأجانب الباحثون عن العمل صداعا حادا لأحد الدول الخليجية .
(8)
نقول هنا ان (الكشات) المتواصلة لم تفلح في حل المشكلة فكلما تم ابعادهم يعودون على متن أول طائرة أو باخرة مسنودين بتأشيرات دخول من شاكلة العمرة التي يمكن توظيفها أيضا في (الزوقة) ..هنا لجأت خذه الدول لبصمة الأصبع والعين التي لا تخطيء في التعرف على الشخصية التي سبق ابعادها لتحرمه من الدخول وتعيده من المطار او الميناء الى بلاده وعلى حسابه . كل هذا بجانب بجانب غرامات التأخير الباهظة التي حجمت المشكلة.
(9)
أوروبيا تمكنت إيطاليا في حشد التصدي المطلوب للظاهرة بعد تهديدها بفتح حدودها للمهاجرين القادمين من جزيرة (لامبيدوزا) مالم يتم اعتبارها مشكلة أوروبية وليست إيطالية كما قرر مؤتمر مالطا 2015 توزيع المهاجرين على الدول الأعضاء على أن تدفع الدولة الرافضة 20 ألف يورو كما وافق الاتحاد الأوروبي على تقديم قروض وفتح مراكز تدريب في دول أفريقيا للمساهمة في حل قضية العطالة.
(10)
غربا الى الولايات المتحدة فقد فشلت كل مساعي وبرامج إيقاف نزيف الهجرة من دول أمريكا اللاتينية وعلى رأسها المكسيك جارتها (الحيطة بالحيطة) رغم غاراتها وامطارها غابات (المسكيت) التي يتسلل من تحتها المهاجرين غير الشرعيين بقنابل النابالم حتى انتهى بها الأمر لتشييد حائط ضخم قدرت تكلفته بمئات الملايين من الدولارات .. وحده يقف السودان بصدر عار وعزلة قاتلة وامكانيات عدمية لمواجهة أكبر مشكلة في تأريخه الحديث فهل يلجأ الى البصيرة أم أحمد ؟.

alfjeralgadeed@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الوجود الأجنبی

إقرأ أيضاً:

أدنى الأجور في أوروبا: تعرف على الدول التي تتصدر القائمة والتفاصيل اللافتة حول تركيا

من المتوقع أن تعقد لجنة تحديد الحد الأدنى للأجور في تركيا اجتماعها الثالث في الأيام المقبلة، حيث سيتم الإعلان عن الحد الأدنى للأجور المطبق في عام 2025. وفي الوقت نفسه، تصدرت تركيا قائمة الدول الأوروبية التي لديها أقل حد أدنى للأجور، حيث يصل الحد الأدنى في تركيا إلى 463 يورو، ويليها بلغاريا، المجر، لاتفيا، ورومانيا.

الحد الأدنى للأجور في تركيا لعام 2024

في عام 2024، تم تطبيق الحد الأدنى للأجور في تركيا بمقدار 17,000 ليرة تركية صافية. ويتوقع أن يبلغ معدل التضخم في تركيا حوالي 45% لهذا العام، بينما من المتوقع أن يتراوح معدل التضخم في العام المقبل بين 25%.

يعبر ممثلو العمال عن توقعاتهم بزيادة الأجور بما يتناسب مع معدل التضخم، بينما يطالب ممثلو أصحاب العمل بأخذ التوقعات التضخمية بعين الاعتبار. وتشير التوقعات إلى زيادة الأجور بنسبة حوالي 35%.

الحد الأدنى للأجور في أوروبا

وفقًا لدراسة نشرتها شركة Qery البحثية، في ديسمبر 2024، تم نشر بيانات الحد الأدنى للأجور في الدول الأوروبية. وفيما يلي قائمة بأقل 10 دول في الاتحاد الأوروبي من حيث الحد الأدنى للأجور لعام 2024، مع اضافة تركيا الى القائمة:

تركيا: 463 يورو

بلغاريا: 477 يورو

المجر: 675 يورو

اقرأ أيضا

الطقس في تركيا ليوم 17 ديسمبر 2024

الثلاثاء 17 ديسمبر 2024

لاتفيا: 700 يورو

رومانيا: 743 يورو

مقالات مشابهة

  • السفير لياوليتشيانج : مصر كانت من أوائل الدول التي دعمت مبادرة "الحزام والطريق" وهي شريك أساسي في البناء
  • باريس ترحّب بعودة الليبيين للمشاركة الديمقراطية وتدعو لإنهاء الوجود الأجنبي
  • المغرب: سنكون من أوائل الدول التي ترخص العملات المشفرة
  • المغرب: سنكون من أوائل الدول التي ترخص للعملات المشفرة
  • الدول الأوروبية التي تقدم أعلى أجور
  • الديون الخارجية والتنمية في افريقيا
  • أدنى الأجور في أوروبا: تعرف على الدول التي تتصدر القائمة والتفاصيل اللافتة حول تركيا
  • التحديات التي تواجه لقاحات كورونا الجديدة
  • بنك السودان المركزي يحدد فئات العملة القديمة التي ما تزال سارية
  • الكرة النسائية.. مدرب مسار وحارس مرماه في حفل جوائز الكاف اليوم