سودانايل:
2024-11-18@12:18:15 GMT

الكرة في مرمى السودان فأين سيلعبها؟

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

بقلم: حسن أبو زينب عمر

الموت أهون من خطية
من ذلك الاشفاق تعصره العيون الأجنبية
قطرات ماء معدنية
فلتنطفئي.. يا أنت .. يا قطرات .. يا دم .. يا نقود
يا ريح يا ابرا تخيط لي الشراع
متى أعود؟
بدر شاكر السياب

اختتمت في مدينة بورتسودان الأسبوع الماضي ورشة ضبط الوجود الأجنبي ومراجعة الهوية في السودان. الورشة أقيمت تحت اشراف وزير الداخلية المكلف شرطة خليل باشا سارين .

.وقالت التقارير ان الورشة التي امتدت ثلاثة أيام وأقيمت في مقر جهاز المخابرات العامة أصدرت عدة توصيات أهمها الوجود الأمني ومهدداته الأمنية وتأثيراتها السلبية على الأمن القومي والنسيج الاجتماعي فضلا عن ضغط هذا المكون الأجنبي على الخدمات العامة للمواطنين والتي هي في أصلها شحيحة بل ان الذي تلبيه لا يشاهد بالعين المجردة.
(2)
الورشة دعت في خطابها الختامي وضمن توصياتها الى سن تشريعات صارمة لضبط الوجود الأجنبي والحد من أخطاره على الأمن القومي فضلا عن مراجعة القوانين التي تنظم الوجود الأجنبي وموائمتها لقوانين الهجرة والاستثمار والعمالة الأجنبية.
(3)
الواقع ان هذا جهد يجد كل التقدير فرغم انه جاء متأخرا فهو أفضل من أن لا يأتي كما يقول المثل الفرنسي والسبب أن السودان كان أما كمريض متهم بوجود خلايا سرطانية تم اهمالها حتى تمددت الآن أوراما الى كل الجسد أو كان في حالة سبات عميق فوق قنبلة موقوتة انفجرت الآن في ظل أوضاع بالغة التعقيد ..أول هذه التعقيدات انه لا توجد حتى الآن احصائيات دقيقة عن الأجانب المتواجدين على ترابه والمخالفين لقوانين الإقامة ان كانت هناك أصلا قوانين .
(4)
هناك إحصائية صادرة عام 2012 تقدر عددهم بأربعة ملايين ولكن بعد حرب (داحس والغبراء) وبعد ضياع بوصلة ضبط الحدود تضاعف العدد في ظل أفضل الاحتمالات الى أربعة أضعاف وبالذات حينما اجتاحت هذا الحشود على ظهور تاتشرات (آل دقلو) لاستخدامهم في تمرده على الجيش الذي كان جزءا منه. أما أم المشاكل ان السودان يجاور ثمانية دول فقيرة يعاني معظمها من عدم الاستقرار ويتحرك انسانها الذي يستجير من الرمضاء بالنار بحثا أما للاستقرار في السودان البائس التعيس أو استغلاله كمعبر الى الجنة الموعودة (أوروبا و أمريكا) .
(5)
سهولة التسلل الى السودان تعززها عوامل طوبوغرافية منها أنه لا توجد معوقات طبيعية فمعظمها حدود منبسطة مسطحة فاذا عبرت هذا الخور فأنت غادرت السودان وخلف هذا السهل والجبل توجد دولة أخرى كما ان التداخل الاثني بين السودان وجيرانه وطيبة السوداني (زول الله ساكت) وقبوله بأي بشر يلجأ لبلاده حتى لو اقتسم معه حفنة الخبز أو قطرة الماء .
(6)
الذي يلفت النظر هنا ان السوداني يطلق كلمة (غرابي) على كل ذي سحنة سوداء وملامح أفريقية ولذلك يقبل به كمواطن مثله يتمتع بكل الحقوق والواجبات ناسيا عن جهل أو غباء بأنه قد يكون من تشاد أو افريقيا الوسطى أو النيجر أو بوركينا فاسو ..نفس هذا التعامل وهذه النظرة تنسحب أيضا على الشرق فالأريتيري والأثيوبي والجيبوتي والصومالي كلهم (أدروبات) .غياب المعايير العلمية للفصل بين المواطن والأجنبي ساهم بشدة في اذكاء نيران هذه المشكلة .
(7)
ثالثة الأثافي كما يقولون أن السودان في مأزق كبير فيما يتعلق بكيفية ضبط الوجود الأجنبي والسبب ان النوايا الحسنة وحدها لا تكفي هنا فبنظرة براجماتية فهو يفتقد للآليات والامكانيات القادرة على أداء هذا المهمة لأسباب كثيرة منها الكلفة العالية لعمليات الضبط والرقابة وايواء هؤلاء الأجانب ثم تحمل نفقات تسفيرهم الى بلادهم ..دراسة تجارب بعض الدول حتى الشقيقة تغني عن السؤال فقد شكل هؤلاء الأجانب الباحثون عن العمل صداعا حادا لأحد الدول الخليجية .
(8)
نقول هنا ان (الكشات) المتواصلة لم تفلح في حل المشكلة فكلما تم ابعادهم يعودون على متن أول طائرة أو باخرة مسنودين بتأشيرات دخول من شاكلة العمرة التي يمكن توظيفها أيضا في (الزوقة) ..هنا لجأت خذه الدول لبصمة الأصبع والعين التي لا تخطيء في التعرف على الشخصية التي سبق ابعادها لتحرمه من الدخول وتعيده من المطار او الميناء الى بلاده وعلى حسابه . كل هذا بجانب بجانب غرامات التأخير الباهظة التي حجمت المشكلة.
(9)
أوروبيا تمكنت إيطاليا في حشد التصدي المطلوب للظاهرة بعد تهديدها بفتح حدودها للمهاجرين القادمين من جزيرة (لامبيدوزا) مالم يتم اعتبارها مشكلة أوروبية وليست إيطالية كما قرر مؤتمر مالطا 2015 توزيع المهاجرين على الدول الأعضاء على أن تدفع الدولة الرافضة 20 ألف يورو كما وافق الاتحاد الأوروبي على تقديم قروض وفتح مراكز تدريب في دول أفريقيا للمساهمة في حل قضية العطالة.
(10)
غربا الى الولايات المتحدة فقد فشلت كل مساعي وبرامج إيقاف نزيف الهجرة من دول أمريكا اللاتينية وعلى رأسها المكسيك جارتها (الحيطة بالحيطة) رغم غاراتها وامطارها غابات (المسكيت) التي يتسلل من تحتها المهاجرين غير الشرعيين بقنابل النابالم حتى انتهى بها الأمر لتشييد حائط ضخم قدرت تكلفته بمئات الملايين من الدولارات .. وحده يقف السودان بصدر عار وعزلة قاتلة وامكانيات عدمية لمواجهة أكبر مشكلة في تأريخه الحديث فهل يلجأ الى البصيرة أم أحمد ؟.

alfjeralgadeed@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الوجود الأجنبی

إقرأ أيضاً:

183% زيادة بالسجلات التجارية للاستثمار الأجنبي في شمال الباطنة

صحار- العُمانية

بلغ عدد السجلات التجارية للاستثمار الأجنبي في محافظة شمال الباطنة خلال النصف الأول من العام الجاري 1254 سجلا بارتفاع نسبته 183 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023م والبالغة 442 سجلا؛ ما يؤكد أهمية البيئة الاستثمارية للمحافظة المشجعة والجاذبة للاستثمار.

وقد طرحت المديرية العامة للتجارة والصناعة وترويج الاستثمار بمحافظة شمال الباطنة 26 فرصة استثمارية واعدة في العديد من القطاعات الاقتصادية، شملت الصناعة والأمن الغذائي والبتروكيماويات والمعادن، ما يؤكد البيئة الجاذبة للاستثمارات في المحافظة.

وقال علي بن خلفان الغيثي مدير عام المديرية العامة للتجارة والصناعة وترويج الاستثمار بمحافظة شمال الباطنة إن التكلفة الاستثمارية لهذه الفرص تبلغ 83 مليونًا و480 ألف ريال عُماني وهي مجهزة بدراسات جدوى اقتصادية ومتاحة سواء للمستثمر العُماني أو الأجنبي. وأضاف- في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية- أن محافظة شمال الباطنة شهدت ارتفاعًا في عدد السجلات التجارية خلال النصف الأول من العام الجاري لتبلغ 2624 سجلا تجاريا بزيادة قدرها 25 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2023م والبالغة 2098 سجلا تجاريا.

وأضاف أن المديرية العامة للتجارة والصناعة وترويج الاستثمار بشمال الباطنة تمكنت خلال النصف الأول من العام الجاري من إنجاز عدد من المعاملات التجارية والصناعية لتبلغ 112 ألفًا و388 معاملة منها 92025 معاملة مستخرجة عبر "منصة عُمان للأعمال"، مشيرًا إلى أن عدد شهادات المنشأ في النصف الأول من عام 2024م بلغ نحو 12456 شهادة مقارنة بـ 11969 شهادة في النصف الأول من عام 2023م. وأوضح أن عدد طلبات التراخيص الصناعية في محافظة شمال الباطنة سجل ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 85.2 بالمائة خلال النصف الأول من العام الجاري ليصل إلى 5529 طلبًا مقارنة بـ 2948 طلبًا خلال الفترة المماثلة من عام 2023م، مبينًا أن إجمالي رأس المال المستثمر بلغ ما يقارب 1.7 مليار ريال عُماني.

وأشار إلى أن المديرية أنجزت نحو 5943 معاملة تتعلق بالمواصفات والمقاييس و220 عينة فحص منتجات بالمختبرات و481 معايرة للموازين التجارية وموازين الصاغة، مؤكدًا على أن المديرية ماضية في تقديم خدماتها التجارية والصناعية والاستثمارية للمستفيدين، حيث بلغ عدد الطلبات الواردة إلى صالة خدمة المراجعين نحو 20434 طلبًا خلال النصف الأول من العام الجاري تنوعت بين خدمات وبلاغات واستفسارات؛ كما أنجزت المديرية نحو 1410 معاملات متعلقة بالملكية الفكرية.

 

مقالات مشابهة

  • الفرصة الاخيرة !
  • إعمار السودان
  • الإسلاميون والجيش واستراتيجية المليشيات: أدوات السيطرة التي تهدد مستقبل السودان
  • 183% زيادة بالسجلات التجارية للاستثمار الأجنبي في شمال الباطنة
  • إرسال عينة من المخدرات المضبوطة بحوزة البلوجر داليا فؤاد وشريكها الأجنبي للمعمل الكيميائي
  • الامية هي مصدر الشر!
  • ما مصادر التمويل التي ستوفرها قمة المناخ "كوب 29"؟
  • ندوة تناقش دور الموروث العربي في ربط الثقافات العالمية
  • مسؤول في “البنتاغون”: اليمن أصبح يمتلك تكنولوجيا صناعة الصواريخ الباليستية التي تستحوذ عليها الدول المتقدمة فقط
  • علي جمعة يكشف سرُّ الاتزان وحلُّ أسئلة الوجود