غلي ماء الصنبور يطهره من المواد البلاستيكية الدقيقة
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
يُعد شرب الماء بعد غليه أحد التقاليد القديمة في بعض الثقافات الآسيوية، وذلك نظرا لفوائده الصحية للإنسان، فالغليان يمكن أن يزيل بعض المواد الكيميائية ومعظم المواد البيولوجية الموجودة في الماء. وجاءت دراسة جديدة لتُقر أهمية غلي ماء الصنبور للتخلص من المواد البلاستيكية الدقيقة المتسربه إليه.
وخلصت الدراسة الجديدة المنشورة في 28 فبراير/شباط الماضي في مجلة "إنفورمينتال ساينس آند تكنولوجي ليترز"، إلى أن غلي ماء الصنبور قبل شربه لمدة 5 دقائق يمكنه إزالة 90% من الجزيئات البلاستيكية الضارة المحتملة، مما يجعلها إحدى الطرق الأسهل لاستهلاك ماء نظيف في المنزل.
ويقول الباحثون إن وجود مواد نانوية/بلاستيكية دقيقة متسربة من أنظمة معالجة المياه المركزية يثير قلقا عالميا متزايدا، لأنها تشكل مخاطر صحية محتملة على البشر عبر شرب المياه.
ودرس الباحثون مدى فعالية عملية الغليان في إزالة مواد البوليستيرين والبولي إيثيلين والبولي بروبيلين من مياه الصنبور، ووجد البحث أن غليان الماء يمكن أن يساهم في إزالة ما لا يقل عن 90٪ من هذه المواد التي تتراوح أحجامها بين 0.1 و150 ميكرومترا.
وتعمل درجات الحرارة المرتفعة على "تطهير" مياه الصنبور في المنزل من اللدائن البلاستيكية الصغيرة، وتساهم في تخفيف استهلاك الإنسان من اللدائن البلاستيكية الدقيقة بشكل غير ضار عن طريق استهلاك الماء.
ثقافة شرب الماء المغليوتاريخياً، كان الناس يتناولون الماء المغلي لأسباب ثقافية وطبية، ويتجنبون شرب الماء البارد لاعتقادهم بأنه يؤثر في توازن الأعضاء الداخلية والطاقة الحيوية. ولذلك نجد أنه من الشائع في المطاعم الصينية رؤية إبريقين أحدهما يحتوي على شاي صيني والآخر يحتوي على ماء ساخن.
وبحسب الطب الصيني، فإن شرب الماء المغلي يعتبر علاجا فعالا للعديد من الأمراض، فعندما يُعاني أحدهم من الانتفاخ يُنصح بتناول الماء الساخن، كما يُشجع على شرب الماء الساخن عند ضعف الدورة الدموية، وأيضا عند الإصابة بالزكام.
والمواد البلاستيكية الدقيقة عبارة عن قطع صغيرة من البلاستيك بطول أقل من خمسة مليمترات، ويمكن أن تكون ضارة للبيئة البحرية. وباعتبارها مجالا ناشئا للدراسة، فإن الأثر البيئي لها لا يزال لم يُكتشف بشكل كامل حتى الآن.
ويمكن أن يأتي الحطام البلاستيكي بجميع الأشكال والأحجام، ولكن تلك التي يقل طولها عن خمسة مليمترات أو بحجم ممحاة قلم الرصاص تقريبا؛ تسمى "اللدائن الدقيقة".
وتأتي المواد البلاستيكية الدقيقة من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك الحطام البلاستيكي الأكبر حجما الذي يتحلل إلى قطع أصغر فأصغر، بالإضافة إلى الخرزات الدقيقة، وهي عبارة عن قطع صغيرة جدا من بلاستيك البولي إيثيلين المصنّع التي تُضاف لمنتجات الصحة والجمال مثل بعض المنظفات ومعاجين الأسنان.
وتتسرب هذه الجزيئات الصغيرة بسهولة خلال أنظمة تنقية المياه وتنتهي في المحيطات والبحيرات الكبرى، مما قد يشكل تهديدا محتملا للحياة المائية.
ووفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، فإنه يستحيل تجنب هذه البقايا المتحللة من النفايات الصناعية والسلع الاستهلاكية، إذ إنها تنتشر في المحيطات والغلاف الجوي وداخل المياه المعبأة وحتى في البراز البشري.
وتذكر منظمة الصحة العالمية أن الدراسات عن تأثير المواد البلاستيكية الدقيقة على صحة الإنسان ما زالت محدودة وغير قطعية، إذ يُعتقد أن بعض المواد البلاستيكية غير ضارة، في حين تؤكد دراسات أخرى أن البعض الآخر مثل البوليسترين يقتل الخلايا البشرية ويسبب التهاب الأمعاء ويقلل الخصوبة لدى الفئران.
طرق منزلية لإزالة البلاستيكبحث العلماء في الدراسة الجديدة طرقا منزلية عملية لإزالة المواد البلاستيكية الصغيرة من مياه الشرب، ومن ضمن الأسئلة التي سعوا للإجابة عليها بشكل خاص ما إذا كان بالإمكان للماء أن يخلصنا من التلوث البلاستيكي الدقيق.
وجهز الباحثون عينات من ماء الصنبور تحتوي على العديد من المعادن الشائعة إلى جانب ثلاثة مركبات بلاستيكية دقيقة شائعة هي البوليسترين والبولي إيثيلين والبولي بروبيلين.
وبعد غلي العينات لـ5 دقائق وتركها لتبرد، لاحظ الباحثون انخفاضا حادا في كمية المواد البلاستيكية الدقيقة، فقد رصدوا انخفاضها بنسبة 90% تقريبا في المواد البلاستيكية الدقيقة، لأن كربونات الكالسيوم في الماء تصبح صلبة عند درجات حرارة أعلى، مما يؤدي إلى حبس جزيئات البلاستيك بداخلها.
ويقول الباحثون إن استخدام هذه الطريقة إلى جانب مرشح القهوة البسيط لإزالة الكالسيوم المتصلب، يمكن أن يكون طريقة سهلة لإزالة الجزيئات التي قد تضر بالصحة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات المواد البلاستیکیة الدقیقة شرب الماء یمکن أن
إقرأ أيضاً:
أطعمة يُنصح بنقعها في الماء قبل تناولها لتعزيز فوائدها الصحية
متابعات ـ يمانيون
يجهل الكثيرون أن بعض الأطعمة تحتاج إلى نقع في الماء قبل استهلاكها لتحقيق أقصى فائدة غذائية منها، ولتسهيل عملية الهضم وتخفيف آثارها الجانبية على المعدة. إليكِ أبرز الأطعمة التي يُنصح بنقعها في الماء وفقًا لما أورده موقع Times of India:
الزبيب: تنظيف للجسم وتعزيز للهضم
نقع الزبيب في الماء طوال الليل يجعله أكثر فائدة للصحة، إذ يزيد من تركيز مضادات الأكسدة فيه، ويسهل على الجسم هضم سكرياته. كما يساعد الزبيب المنقوع على تنقية الجسم من السموم، ودعم وظائف الكبد، مما يجعله خيارًا ممتازًا لبدء اليوم.
اللوز: غذاء للدماغ والبشرة
تحتوي قشرة اللوز الخارجية على مادة “التانين” التي تعيق امتصاص العناصر الغذائية. لذلك يُنصح بنقعه طوال الليل لتقشيره بسهولة وتناوله في الصباح. ويُعرف اللوز المنقوع بدوره في تحسين وظائف الدماغ، تعزيز الهضم، والمساهمة في نضارة البشرة وصحتها.
بذور الشيا: أحماض أوميغا 3 وسهولة الهضم
تناول بذور الشيا جافة قد يسبب الاختناق أو عسر الهضم. بينما يساعد نقعها في الماء على ترطيب الجسم وتحسين هضمها، كما يعزز امتصاص العناصر الغذائية الهامة فيها مثل أحماض أوميغا 3 المفيدة للقلب والمخ.
البقوليات: وداعًا للغازات وسوء الهضم
نقع البقوليات مثل العدس والحمص والفاصولياء في الماء يُزيل منها حمض الفيتيك وبعض المثبطات الأنزيمية التي تقلل من امتصاص المعادن. كما يساهم هذا النقع في تقليل وقت الطهي، ويخفف من الانتفاخات والغازات التي يعاني منها البعض عند تناول البقوليات.
الحلبة: قوة تنظيمية للجسم
يُفضل نقع بذور الحلبة مع قليل من القرفة وعصير الليمون طوال الليل، حيث يسهم ذلك في تسهيل عملية الهضم. كما أن الحلبة المنقوعة تساعد على محاربة الالتهابات، وتنظيم مستويات السكر في الدم، وهي مفيدة لمرضى السكري وللنساء في حالات الاضطرابات الهرمونية.
نقع بعض الأطعمة في الماء ليس مجرد عادة تقليدية، بل هو إجراء صحي يضمن الاستفادة القصوى من عناصرها الغذائية، ويقلل من مشاكل الهضم والامتصاص. لذلك، قبل تناول هذه الأطعمة، فكري في نقعها أولاً لتحصلي على فوائدها الكاملة بطريقة طبيعية وآمنة.