هنأ الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء وكيل الأزهر السابق، مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة ‏الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس المجلس، ‏بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس مجلس حكماء المسلمين.‏

شومان: الدرس الأكبر من غزوة بدر أن التوكل على الله مفتاح الانتصار أمين كبار العلماء: التوكل على الله الدرس الأكبر من غزوة بدر

وأشاد الأمين العام لهيئة كبار العلماء بجهود المجلس ومبادراته خلال العقد الأول من تأسيسه، مؤكدا أن هده الجهود تبرهن على صدق وإخلاص القائمين على مشروعات المجلس وأعضائه من حكماء المسلمين، مشيرا إلى أن المجلس يضم نخبة من خيرة علماء ‏الأمة ومفكريها من مختلف الأقطار، معربا عن تقديره الكبير لرعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لعمل المجلس وأنشطته الطيبة، والدعم اللامحدود الذي توفره دولة الإمارات العربية المتحدة لمبادرات المجلس ورسالته وفي مقدمتها تعزيز الأخوة الإنسانية والسلم المجتمعي، وترسيخ الوحدة الإسلامية.

تأسيس المجلس يمثل ركيزة ‏في تعزيز التواصل والحوار ‏بين علماء الأمةالدكتور عباس شومان 

كما أعرب الدكتور عباس شومان عن تقديره للدور الكبير الذي يقوم به المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، مشيرا إلى أن تأسيس هذا المجلس يمثل ركيزة ‏في تعزيز التواصل والحوار ‏بين علماء الأمة وانخراطهم مع واقع المجتمع العربي والإسلامي والعالمي، وهو ما يؤكد أهمية ‏الجهود المبذولة في تحقيق الأهداف السامية والنبيلة التي تأسس عليها المجلس.‏

ويعد مجلس حكماء المسلمين هيئة دوليَّة مستقلَّة تأسَّست في 21 رمضان من عام 1435هـ، ‏الموافق 19 يوليو عام 2014 م، تهدف إلى تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة، وتجمع ثلَّة من ‏علماء الأمَّة الإسلاميَّة وخبرائها ووجهائها ممَّن يتَّسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطيَّة، ‏بهدف المساهمة في تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة، وكسر حدَّة الاضطرابات والحروب ‏التي سادت في بعض المجتمعات المسلمة، وتجنيب الأمة عوامل الصراع والانقسام والتَّشرذم.‏

أمين هيئة كبار العلماء: الأزهر على مرَّ تاريخه هو الحارس الأمين للإسلام

وكان قال الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، كان الأزهر على مرَّ تاريخه -ولا يزال- الحارس الأمين على الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقًا، وكانت هيئة كبار العلماء قديمًا وحديثًا القلب النابض في الأزهر الشريف، توجه لبناء نسق إسلامي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار، وذلك على عدَّة محاور، منها ما يتعلق ببناء الإنسان السوي الصالح، ومنها ما يتعلق بصياغة مناهج علميَّة تتخذ من العقيدة والأخلاق والشريعة مرتكزًا لهذه المناهج الأزهرية، ومنها ما يتعلق بخطاب دعوي يوحِّد الصفوف، ويفنِّد الشبهات، ويرسِّخ القيم والمبادئ والمثل العليا، وبينما تقوم هيئة كبار العلماء بهذه المهمة التوجيهيَّة فإنها لا تنشغل عن مهمة أكبر وأعظم تتعلق بمعالجة القضايا العصريَّة، وتقديم الاجتهادات الفقهيَّة.

وأكد خلال الجلسة الختامية بالمؤتمر الذي تقيمه كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بعنوان: "نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن: رؤية واقعية استشرافية"، أن المتابع لما تموج به الساحة من رؤى فقهيَّة جديدة، أو أطروحات لفكر فقهي جديد -بغض النظر عن سلامة هذا الطرح أو فساده- يجد أنَّ هيئة كبار العلماء كانت على قدر المسئوليَّة في تلبية حاجة العالم الإسلامي، بما يضمن قدرته على التجاوب مع معطيات العصر، دون المساس أو التفريط في ثوابت الدين، وأصوله.

واستعرض خلال الورقة البحثية التي قدمها تحت بعنوان "التغيرات العصريَّة وقضايا الاجتهاد" رؤية هيئة كبار العلماء في معالجة التغيرات العصريَّة، وجهود هيئة كبار العلماء في بناء وعي فكري آمن، من الإصدارات العلميَّة، والملتقيات التوعويَّة والفكريَّة، والبيانات والقرارات.

وأوضح، أن هيئة كبار العلماء تشتبك مع واقع الناس ومستجدات عصرهم بغية تقديم أنموذج معرفي يحمل في قسماته عوامل التطور وموجبات التقدم التي ينشدها الإسلام، وقد ترجمت هيئة كبار العلماء هذا الاشتباك من خلال ما تعالجه من قضايا، وتتنوع القضايا العصريَّة التي تُعنى هيئة كبار العلماء بها، فمنها ما تكون ذات صبغة فقهيَّة، ومنها ما تكون ذات صبغة أخلاقيَّة، ومنها ما تكون ذات صبغة اجتماعيَّة، وهي في مجملها تحقق وعيًا فكريًّا آمنًا، كما أن هيئة كبار العلماء تحمل على عاتقها أمانة التبليغ والدعوة إلى الله -عز وجل-، وتأمل أن تؤدي إلى بناء مجتمع آمنٍ فكريًّا، سليم عقديًّا، قويم خلقيًّا، وفي سبيل تحقيق هذه الغاية اتخذت هيئة كبار العلماء حزمة من الإجراءات اللازمة لتحقيق الأمن الفكري.

واختتم، أن هيئة كبار العلماء تأمل أن تحقق انطلاقة كبرى في مختلف التخصصات الشرعيَّة والعربيَّة لنشر صحيح الدين، وحسم الجدل في كلِّ القضايا الخلافيَّة، وفي طور التجديد المؤسسي لهذه الهيئة العريقة، لتكون القبلة الأولى للمسلمين في التلقي العلمي، والملاذ الأمن للباحثين والمتعطشين للدراسات الجادة التي تتصل بعلوم الشرع الشريف، وانتهز الفرصة لدعوة أساتذة كليتكم العريقة للمشاركة في نشاط هيئة كبار العلماء بالأبحاث الفريدة، والرؤى الإبداعيَّة التي تليق بالأزهر كأكبر مؤسسة علميَّة في العالم، وبمصرنا الحبيبة كدولة رائدة في العلم والمعرفة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كبار العلماء وكيل الأزهر شيخ الأزهر مجلس حكماء المسلمين علماء الأمة مجلس حکماء المسلمین الدکتور عباس شومان هیئة کبار العلماء الأمین العام ومنها ما ة التی

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر يدعو إلى وضع دستور أهل القبلة لتعزيز وحدة المسلمين

دعا فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى وضع ميثاق أو دستور يجمع علماء الأمة من مختلف المذاهب، تحت مسمى "دستور أهل القبلة" أو "الأخوة الإسلامية"، وذلك لتعزيز الوحدة بين المسلمين.

وأشار شيخ الأزهر، خلال كلمته في مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي، إلى أهمية الاستناد إلى الحديث النبوي الشريف: "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا فذاكم المسلم"، ليكون هذا الدستور مرجعًا يُرسّخ قيم التعايش والتآخي بين أتباع المذاهب المختلفة.

كان فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، القى كلمة خلال افتتاح مؤتمر الحوار " الإسلامي-الإسلامي" في العاصمة البحرينية المنامة، أكد فيها على ضرورة تحقيق اتحاد إسلامي تعاوني للدفاع عن حقوق الأمة والتصدي للظلم والطغيان.

وأشار شيخ الأزهر، إلى التجربة الأوروبية التي نجحت في تحقيق اتحاد يضمن السلام والاستقرار رغم اختلاف اللغات والأعراق، متسائلًا: "كيف يعجز المسلمون عن تحقيق اتحاد يقوم على المشتركات العديدة التي تجمعهم، من دين وثقافة ولغة ومصير مشترك؟".

كما تطرق إلى خطورة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، محذرًا من المؤامرات التي تسعى لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم، لكنه أشاد بالموقف العربي والإسلامي الموحد الرافض لهذا الظلم، معتبرًا إياه بارقة أمل في وحدة الصف الإسلامي.

وفي ختام كلمته، وجه شيخ الأزهر شكره للعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة على رعايته للمؤتمر، مثمنًا جهوده وحرصه على قضايا الأمة الإسلامية في ظل التحديات التي تهدد كيانها وتراثها الحضاري.

مقالات مشابهة

  • الجزيرة نت تكشف التعديلات الدستورية التي أجازتها حكومة السودان
  • شيخ الأزهر يُهدِي رئيس الوزراء الماليزي درع «حكماء المسلمين»
  • أستاذ بالأزهر لـ أئمة ألمانيا: يجب مراعاة الضوابط العلمية للخروج بفتوى سليمة
  • ماذا يمنع المسلمين؟ شيخ الأزهر: أوروبا تمكنت من الاتحاد رغم تعدد أجناسها وأعراقها ولغاتها
  • شيخ الأزهر يدعو إلى وضع دستور أهل القبلة لتعزيز وحدة المسلمين
  • شيخ الأزهر: موضوع التقريب بين أبناء الأمة شغل العلماء ردحا من الدهر
  • شيخ الأزهر يحذر من بث الفرقة بين المسلمين: "خطر على أبناء الأمة"
  • شيخ الأزهر يحذر من محاولات بث الفرقة بين المسلمين: شغلت أذهان العلماء طويلا
  • الأمين العام لمجلس التعاون: قادة دول المجلس يولون أهمية كبرى لدعم الشباب وتعزيز مسيرتهم
  • مدير الشئون الدينية في السنغال يشيد بجهود الأزهر الشريف في تعزيز قيم الوسطية