قصة فتاة أوكرانية ماتت بعد 24 ساعة من اعتناق الإسلام.. من هي داريا كوتسارينكو؟
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
24 ساعة كانت فاصلة لنقلها من حياة إلى حياة أخرى تمامًا، فبعد أن وصلت إلى الإمارات بتأشيرة زيارة قادمة من أوكرانيا تبحث عن فرصة عمل قبل ثلات سنوات، بدأت الفتاة العشرينية داريا كوتسارينكو في البحث عن الإسلام وتعلّم اللغة العربية، حتى انقلبت الأمور رأسًا على عقب قبل ساعات قليلة في إمارة دبي.
من هي داريا كوتسارينكو؟داريا كوتسارينكو فتاة أوكرانية تبلغ من العمر 29 عامًا، ظلت تبحث في تعاليم الدين الإسلامي وتفسير القرآن الكريم، وتحرص على تعلّم اللغة العربية خلال فترة إقامتها في الإمارات، ثم انتقلت من دولة لأخرى واستقرت بها، حتى قررت العودة مرة أخرى إلى الإمارات تبحث عن فرصة عمل خلال الأشهر الماضية، وفي هذه الزيارة الأخيرة شرح الله صدرها حتى اعتنقت الإسلام.
وبحسب وسائل إعلام إماراتية، فقد توفيت الفتاة الأوكرانية بعد إعلان إسلامها بيوم واحد فقط بسكتة قلبية وهي صائمة، إذ طلبت «داريا» قبل إسلامها بيوم واحد من أحد الفضلاء أن يُعطيها الحجاب الشرعي، كما أنّها لم تشرب الخمر مُطلقًا وحافظت طوال حياتها حتى قبل اعتناقها الإسلام على لباسها الواسع الفضفاض.
في منظر مهيب !
حضور جنازة الأخت/ داريا كوتسارينكو - رحمة الله عليها التي اسلمت ثم توفاها الله بعد اقل من ٢٤ ساعة من اسلامها و صيامها و الصلاة عليها في يوم الجمعة ..
نسأل الله ان يحسن خاتمتنا في الامور كلها ???? pic.twitter.com/g519u3GdeF
وعقب إعلان وفاتها، نشرت الصفحة الرسمية لخدمة جنائز الإمارات عبر موقع التواصل الاجتماعي X «تويتر سابقًا» موعد صلاة الجنازة على الفتاة الأوكرانية داريا كوتسارينكو، وكتبت: «جنازة الشابة: داريا كوتسارينكو / أوكرانية الجنسية (29 سنة)، توفيت بعد إسلامها بساعات قليلة وهي صائمة، كونوا لها أخوه فليس لها من يحملها على الأكتاف، يرحمها الله وعوض شبابها في الجنة، والصلاة بمسجد مقبرة القصيص».
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي أنباء وفاتها، مما دفع المئات من الإماراتيين والمقيمين لحضور جنازتها للصلاة عليها، ونشر حساب الشارقة للأخبار الإماراتي عبر حسابه قائلًا: «جمُوع غفيرة أدت صلاة الجنازة على الشابة الأوكرانية داريا كوتسارينكو التي توفيت أمس وهي صائمة بعد إسلامها بساعات قليلة».
الأخت المسلمة داريا كوتسارينكو اوكرانيه الجنسية "29 سنة" توفيت بعد إسلامها بساعات قليلة وهي صائمة
أدعوا لها أن الله يرحمها
اللهم اغفر لها وارحمها وعافها واعف عنها ووسع مدخلها واغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم آمين وموتى المسلمين pic.twitter.com/kLiOp2Stwk
وكتب أحد المقيمين الإماراتيين تعليقًا على خبر وفاتها: «داريا كوتسارينكو أوكرانية الجنسية مقيمة في الإمارات عمرها 29 سنة، أسلمت يوم الخميس 18 رمضان، وتوفيت وصلوا عليها الجنازة في صلاة الجمعة 19 رمضان، نطقت الشهادة وصلت يمكن فرض واحد ولا اتنين بالكتير، وصامت يوم واحد، سبحان الله يهدي من يشاء».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإسلام اعتناق الإسلام
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الإسلام انتشر بطريقة طبيعية بدون عنف ولا إجبار
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، انه إذا تكلمنا عن سيدنا رسول الله ﷺ باعتباره قائدًا مجاهدًا شجاعًا نبيلاً، ونراه ﷺ وهو يعلم قواد الجيوش في العالم بأسره حقيقة الحروب، وكيف تدار، ومتى تبدأ وكيف تنتهي، وبالاطلاع على الحقائق التاريخية يتأكد ذلك المعنى
ومن هذه الحقائق: أنه ﷺ لم يسع إلى الحروب وإنما فرضت عليه بسبب الاعتداء عليه، أو رغبة الظلم والعدوان، أو محاربة دين الله والآمنين، فقد فرض عليه ﷺ طوال قيادته للدولة الإسلامية اثنان وثمانون تحركا عسكريا، لم ينشب القتال في ستين منها، وخمس تحركات لم يقتل غير المسلمين، ومجموع القتلى والشهداء من الفريقين 1004 أشخاص منهم 252 شهيدا مسلما والباقي من المشركين.
هذه الأرقام ليست من الفظاعة حتى تجبر العالم بأسره أن يخشى من الإسلام ويدخل فيه خوفا من السيف، بل إن عدد قتلى حوادث السيارات في عام واحد في أي مدينة كبيرة يفوق هذا العدد.
وذلك يؤكد أنه ﷺ لم يكن الخيار الأول عنده القتال، وكان يبتعد عن القتال قدر استطاعته حتى لا يجد من القتال بدا بأن يدافع عن نفسه وينصر المظلومين وينشر الإسلام.
وقد أنتجت هذه الحروب نحو ستة آلاف وخمسمائة أسير عفا رسول الله ﷺ عن ستة آلاف وثلاثمائة أسير، ولم يأسر ويستمر الأسر إلا على مائتين، فكانت حروبه ﷺ رحمة للعالمين، وهو سيد ولد آدم ولا فخر.
وبذلك الخلق وتلك الأرقام يعلمنا رسول الله ﷺ كيف نجاهد جهاد النبلاء، كيف نكون أتقياء مراقبين لله حتى في ظل احتدام المعركة، كيف نذكر الله في كل وقت وخاصة في وقت الجهاد، وقد اكتنف جهاده ﷺ حقائق كثيرة ينبغي أن يعلمها المسلمون، فمن كان يجاهد؟ وكيف كان تواضعه ولجوءه إلى ربه في أصعب الأوقات؟ وكيف صار أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ بعده على هديه في الجهاد؟.
وقد واصل الصحابة الكرام مسيرة نبيهم ﷺ في نشر الإسلام، والدعوة إلى الله على بصيرة، وبالحكمة والموعظة الحسنة، وكانوا لا يلجئون إلى القتال إلا إذا فرض عليهم من قوى العالم المتجبرة.
فلم ينشر المسلمون دينهم بالسيف، وقد شهد بذلك المنصفون من أبناء الحضارة الغربية، فهذا المستشرق الفرنسي جوستاف لوبون في كتابه (حضارة العرب) - وهو يتحدث عن سر انتشار الإسلام في عهده ﷺ وفي عصور الفتوحات من بعده -: «قد أثبت التاريخ أن الأديان لا تفرض بالقوة...، ولم ينتشر القرآن إذن بالسيف بل انتشر بالدعوة وحدها، وبالدعوة وحدها اعتنقته الشعوب التي قهرت العرب مؤخرا كالترك والمغول، وبلغ القرآن من الانتشار في الهند التي لم يكن العرب فيها غير عابري سبيل ما زاد عدد المسلمين على خمسين مليون نفس فيها».
ونسجل شهادة الكاتب الغربي الذي يدعى (توماس كارليل)، حيث قال في كتابه «الأبطال وعبادة البطولة» ما ترجمته: «إن اتهامه ـ أي سيدنا محمد ـ بالتعويل على السيف في حمل الناس على الاستجابة لدعوته سخف غير مفهوم ؛ إذ ليس مما يجوز في الفهم أن يشهر رجل فرد سيفه ليقتل به الناس، أو يستجيبوا له، فإذا آمن به من يقدرون على حرب خصومهم ، فقد آمنوا به طائعين مصدقين، وتعرضوا للحرب من غيرهم قبل أن يقدروا عليها».
إن من يقرأ التاريخ ويلاحظ انتشار الإسلام على مر العصور يعلم أن الإسلام لم ينتشر بالسيف، بل انتشر بطريقة طبيعية لا دخل للسيف ولا القهر فيها، وإنما بإقامة الصلات بين المسلمين وغيرهم وعن طريق الهجرة المنتظمة من داخل الحجاز إلى أنحاء الأرض.