فيلم “أوبنهايمر” يُعرض في اليابان وسط تحذيرات من ذكريات قد يثيرها
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
متابعة بتجــرد: عُرض فيلم “أوبنهايمر” الحائز على جائزة الأوسكار في اليابان لأول مرة اليوم الجمعة بعد ثمانية أشهر من حملة تسويقية مثيرة للجدل ومخاوف حول كيفية استقبال قصته التي تدور حول القنبلة النووية في الدولة الوحيدة التي تعرضت لقصف ذري.
وتدور أحداث الفيلم حول عالم الفيزياء الأميركي جيه، “روبرت أوبنهايمر” الذي قاد سباق تطوير القنبلة النووية وحقق إيرادات عالمية تقرب من مليار دولار وفاز هذا الشهر بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم.
ودمر الانفجاران الذريان مدينتي هيروشيما وناجازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية، وأسفرا عن مقتل أكثر من 200 ألف شخص.
وقال “كاواي”، أحد سكان هيروشيما، “بالطبع هذا فيلم رائع ويستحق الفوز بجوائز الأوسكار”.
وأضاف كاواي أن الفيلم يصور أيضا القنبلة النووية بطريقة تبدو وكأنها تشيد بها، ولأن له جذورا في هيروشيما، وجد أنه من الصعب مشاهدته.
وذهب كاواي، وهو موظف حكومي، لمشاهدة الفيلم في يوم الافتتاح بدار عرض تبعد كيلومترا واحدا فقط من قبة القنبلة الذرية في هيروشيما، وهي بمثابة نصب تذكاري في المدينة.
وأضاف “لست متأكدا من أنه فيلم ينبغي للشعب الياباني أن يبذل جهدا خاصا لمشاهدته”، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.
وأظهرت صور انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي لافتات معلقة على مداخل بعض دور العرض في طوكيو تحذر من أن الفيلم يتضمن مشاهد لتجارب نووية قد تستحضر ذكريات عن الأضرار الناجمة بسبب القنبلتين.
واستبعدت شركة “يونيفرسال بيكتشرز” اليابان في البداية من جدول عرض الفيلم على مستوى العالم، لكن شركة “بيترز إند” اليابانية لتوزيع الأفلام المستقلة اختارته في نهاية المطاف وتحدد تاريخ عرضه بعد حفل توزيع جوائز الأوسكار.
main 2024-03-31 Bitajarodالمصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
ذكريات (قوري الجاي ) على (صوبة علاء الدين ) و(منقلة الفحم)
يناير 19, 2025آخر تحديث: يناير 19, 2025
عبد الكريم إبراهيم
يعد الشتاء فيما مضى في العراق، فرصة لتبادل الاحاديث ،ولَم شمل الاسرة التي تبحث عن الدفء كما تبحث عن حلاوة حديث أيام زمان بما حفظته ذاكرة الأجداد من قصص وحكايات تدخل السعادة على قلوب الجميع لاسيما الاحفاد الذين تستهويهم مثل هذه السرديات المشوقة. ربما يختلف برد الشتاء اليوم عن ذي قبل، كما يقول الأستاذ (مسعد عبتحرير تحرير حالة الظهور ود) من أهالي باب الشيخ ” البرد كان اقسى من اليوم، وأحياناً تتجمد بعض برك الماء بفعل الصقيع، ولعل هذا ناجم عن التغييرات المناخية والتلوث وطبيعة البناء التي كانت أغلب مواده صديقة للبيئة “. ويذكر عبود كيف أن الاسرة كانت تتجمع حول (صوبة علاء الدين) أو موقد النار في المنقلة حيث أحاديث سمر الشتاء الطويل . ويضيف ” الخروج في الليل يكاد يكون غير ممكن بسبب برودة الجو، لذا تلجأ اغلب العوائل للتجمع حول المدافئ مع قوري الجاي والبخصم وأحاديث كبار السن عن الطنطل وعنتر وعبلة و شكنول ومنكول و الملك احمد وغيرها من الموروثات الشعبية الشيقة “. فيما تقول الحاجة (مهدية صاحب) من أهالي الصدرية أن الأجداد هم من يدخلون السرور على قلوب الاحفاد حيث الحكايات المشوقة وهذه الأخيرة قد سمعها بدورهم من أجدادهم” وتضيف صاحب ” يذهب الرجال في الاغلب إلى مقهى المحلة حيث أحاديثهم الخاصة التي تتركز حول أخبار المحلة والعمل والمصالحة بين الخصماء والزواج والخطوبة وغيرها من القضايا الاجتماعية وأحياناً تُطعم بالسياسة والرياضة ” . بدخول المدافئ النفطية أنتهى عصر منقلة الفحم إلى حد ما ،كما يذكر لنا(محمد وهاب) من أهالي الكرادة ” كانت أغلب العوائل في السابق تعتمد على الحطب والفحم في التدفئة والطبخ ، ولكن مع دخول المدفأة النفطية تغير الحال أصبحت هي المسيطرة في التدفئة حيث لا يفارقها قوري الجاي والدراسين مع البخصم “. وبعد التطور في وسائل التدفئة تخلى بعض الناس عن تقاليدهم الاجتماعية كما يقول (سعد هادي ) باحث في الموروث الشعبي العراقي ” لعبلت الوسائل الحديثة في اضمحلال بعض العادات والتقاليد الاجتماعية، وأحياناً تقلمت معها ، فنهاك الطقوس عند بعض العوائل البغدادية في أيام الشتاء من تحضير بعض الاكلات الشتائية مثل الشلغم واللبلبي والماش ودبس والراشي والمدكوكة “. ويعلل هادي سبب تواجد هذه الاكلات على المائدة العراقية في الشتاء كونها تعطي الدفء والطاقة التي تحتاجها الانسان في الأيام الباردة فضلا عن كونها سهلة التخضير ومحبوبة من قبل الصغار والكبار. ويضيف ” ربما يكون الجاي مع احاديث السمر هما انيس العوائل في أيام الشتاء حيث تتجمع الاسرة حول الصوبة ومنقلة الفحم “.
تعد مدفأة علاء الدين النفطية بشكلها الدائري هي من أكثر وسائل التدفئة التي حملت معها الذكريات الجميلة كما يقول (مصدق أمين ) من أهالي مدينة الصدر ” كنا نجتمع حول صوبة علاء الدين كي نقوم بتكسيب الخبز والصمون ولعل لشكلها المدور، جعل الاسرة تنتظم في حلقة حولها مع قوري الجاي والبخصم حيث تحلو مشاهدة التلفزيون ” ويتحسر أمين بلهفة على تلك الأيام ” الحياة كانت بسيطة مما يجعلها ذات تأثير اكثر في النفوس. التطور والتكنولوجيا يعطيان للإنسان بعض المتطلبات الحياتية ولكنهما في نفس الوقت يأخذان منه بعض الأشياء الحلوة منها بساطة الحياة وعدم التعقيد “.
أصبحت اليوم مدفأة علاء الدين وذكرياتها الحلوة من الماضي، بعد دخول وسائل التدفئة والاتصالات الحديثة لتسلب لملة الاسرة حلاوتها وتفرض عليها نمطاً معيناً من العيش تبعد عنها الروح الاجتماعية.