قالت صحيفة لوموند إن مجموعة من المنتخبين المدافعين عن البيئة، دعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى فرض حظر على مبيعات الأسلحة لإسرائيل واستدعاء سفير فرنسا في تل أبيب، حتى لا يجعل فرنسا شريكة في الجرائم التي ترتكبها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي تستعد لهجوم كبير على منطقة رفح.

وأوضح المنتخبون البيئيون -في عمود بالصحيفة- أنهم فور وقوع أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وصفوا تصرفات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأراضي الإسرائيلية بأنها أعمال "إرهابية همجية"، وطالبوا باستمرار بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لديها، ودعوا إلى عدم الخلط بين اليهود بشكل عام، والفرنسيين من أتباع الديانة اليهودية بشكل خاص، وبين تصرفات الحكومة الإسرائيلية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4صحيفة روسية: هل ستسيطر الولايات المتحدة وإسرائيل على سقطرى اليمنية؟list 2 of 4صحيفة روسية: واشنطن لم تكن سعيدة بتصريحات ماكرون ضد موسكوlist 3 of 4لاكروا: الولايات المتحدة وألمانيا منجم إسرائيل للأسلحةlist 4 of 4فورين بوليسي: هل يستطيع بايدن الضغط على إسرائيل كما فعل بوش الأب؟end of list

ومنذ أن بدأت الأعمال الانتقامية الإسرائيلية لم تتردد مجموعة المنتخبين أيضا -كما تقول- في وصف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تجري في غزة، مشيرة إلى أن الأمر اليوم أصبح يتعلق بتحديد مدى مطابقة ما يجري بالإبادة الجماعية.

أطفال في غزة يعانون من سوء التغذية (رويترز) كارثة إنسانية

وذكّرت المجموعة في بيانها الموجه لرئيس الجمهورية، بأن محكمة العدل الدولية لاحظت وجود "خطر حقيقي ووشيك بوقوع إبادة جماعية في غزة"، من خلال الاستعداد لشن هجومها على رفح، الملاذ الأخير لأكثر من مليون فلسطيني نازح في منطقة تبلغ مساحتها 60 كيلومترا مربعا، تبدو حكومة بنيامين نتنياهو دائما أقرب إلى ما يمكن أن يسميه قضاة محكمة لاهاي إبادة جماعية.

ورأى المنتخبون أن وجود الجرائم الإسرائيلية أمر لا جدال فيه بعد 5 أشهر من الحرب، قُتل فيها أكثر من 30 ألف فلسطيني، بينهم 25 ألف امرأة وطفل، وتم تدمير أكثر من 50% من المنازل في غزة، بحسب تحليل أجرته هيئة الإذاعة البريطانية.

كما تم تهجير أكثر من 1.7 مليون فلسطيني، قسرا، وفقا للأمم المتحدة، وهاجم الجيش الإسرائيلي، عمدا، الصحفيين والعاملين في المجال الطبي والمدارس ودور العبادة والمستشفيات والبنية التحتية للطاقة.

وقد أدى الحصار والقيود الشديدة على المساعدات إلى خلق كارثة إنسانية على نطاق غير مسبوق، يمكن أن تتسبب، على المدى القصير، في عشرات الآلاف من الوفيات بسبب المرض والجوع، حيث إن 70% من الأسر تستهلك المياه المالحة أو الملوثة، حسب للأمم المتحدة.

ويوجد أكثر من نصف سكان غزة في حالة طوارئ غذائية، وأكثر من ربعهم في حالة "كارثة"، وفقا للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.

أما فيما يتعلق بنية حكومة إسرائيل التي تحدد جريمة الإبادة الجماعية، فتساءل بيان المجموعة هل تكفي العبارات العلنية مثل قول وزير الدفاع يوآف غالانت "نحن نقاتل حيوانات بشرية ونتصرف وفقا لذلك"، وتعبير نتنياهو عن رغبته في "خفض عدد سكان غزة إلى أدنى مستوى ممكن"، لوصف نية الإبادة الجماعية التي تنطوي على خطة منظمة تهدف إلى تدمير كل شيء؟

إبادة جماعية مستمرة

وأوضح نواب البيئة أن هذه الحقائق تجعلهم يصفون ما تقوم به إسرائيل بأنه إبادة جماعية مستمرة، وهم لذلك يريدون تنبيه المجتمع الدولي برمته إلى ضرورة الرد على خطورة ما يقع، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية لا تستجيب لأوامر محكمة العدل الدولية، مما يلزم فرنسا بالتحرك.

وعليه -تقول المجموعة- نكرر طلباتنا لإيمانويل ماكرون "سيدي الرئيس، لا تجعل فرنسا شريكة في الجرائم التي ترتكبها حكومة إسرائيل. عليك إصدار قرار فوري بفرض حظر على مبيعات الأسلحة وجميع المعدات والمكونات العسكرية التي لا تزال فرنسا تزود بها إسرائيل. استدع السفير الفرنسي واعتمد عقوبات اقتصادية وتحرك مع شركائك الأوروبيين حتى يتم تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل".

ودعا البيان كذلك الرئيس للمطالبة بدخول محققين من المحكمة الجنائية الدولية إلى غزة، لتوثيق وحفظ أدلة الجرائم المرتكبة هناك، وأن يجرؤ على الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب واحد، كما صوتت على ذلك الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ.

وخلص البيان الذي وقعه عدد كبير من النواب المدافعين عن البيئة أن لدى فرنسا والاتحاد الأوروبي أدوات ملموسة لممارسة ضغط قوي على حكومة نتنياهو، من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وفتح مفاوضات السلام، ووضع حد فوري للرعب الذي لا يوصف من هذه الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات ترجمات إبادة جماعیة أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

غالانت يهاجم حكومة نتنياهو: يسعون لحكم عسكري في غزة على حساب جنودنا

شن وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي المقال يوآف غالانت أمس الأربعاء انتقادا حادة على حكومة بنيامين نتنياهو، بسبب خطط الاستعانة بشركات خاصة تحت ذرائع توزيع المساعدات الإنسانية بقطاع غزة، معتبرا أن ذلك يعني "حكما عسكريا سيدفع الجنود حياتهم ثمنا له".

وقال غالانت عبر حسابه على منصة إكس إن "الحديث الذي يتناول توزيع الغذاء على سكان غزة من قبل شركات خاصة تحت حراسة الجيش الإسرائيلي، كلام منمق لبداية حكم عسكري".

وأضاف، أن ما سماه "ثمن الدم سيدفعه جنود الجيش الإسرائيلي، وستدفعه إسرائيل، في ظل ترتيب سيئ للأولويات سيؤدي إلى إهمال مهام أمنية أكثر أهمية".

كما اعتبر غالانت، أن على "إسرائيل تجهيز ما وصفه بكيان بديل يحل محل الجيش الإسرائيلي في السيطرة على المنطقة، و"إلا فإننا في الطريق إلى حكم عسكري"، مشددا على أن الحكم العسكري في غزة ليس جزءا من أهداف الحرب، وإنما عمل سياسي خطير وغير مسؤول.



ومطلع الشهر الجاري، أقال نتنياهو، غالانت، وعيّن بدلا منه وزير الخارجية السابق يسرائيل كاتس، على وقع خلافات تتعلق بطريقة إدارة الحرب في غزة.

والثلاثاء، اجتمع وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس مع كبار قادة الجيش، لبحث إمكانية استخدام شركة أمريكية أمنية، لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وفق ما ذكرته صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية.

وأشارت الصحيفة إلى أن "الاجتماع عقد الاثنين الماضي، ودار حول تغيير طريقة توزيع المساعدات الإنسانية حتى لا تنتهي في أيدي حركة حماس"، منوهة إلى أن الاجتماع تضمن إمكانية دخول شركة أمن أمريكية خاصة، إلى أحياء معينة في غزة وتحمل مسؤولية الجانب المدني وتوزيع المساعدات.

وذكرت أن الجيش الإسرائيلي سيمنح الشركة الأمريكية الغطاء الأمني فقط، لافتة إلى أنه شارك في المناقشة قائد شعبة العمليات بالجيش عوديد باسيوك، ورئيس شعبة الاستراتيجية أليعازر توليدانو، ومسؤولون آخرون عسكريون.

واستعرض كبار قادة الجيش الإسرائيلي "المزايا والعيوب للخطة أمام الوزير وأعربوا عن عدد من المخاوف بشأنها"، وفق الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن توليدانو "قلقه من تورط إسرائيل مجددا في مجزرة صبرا وشاتيلا أخرى".

وبعبارة أخرى "أعرب عن قلقه من أنه إذا قامت الشركة الخاصة التي ستعمل في أحياء غزة بإيذاء سكان غزة عندما يكون الجيش الإسرائيلي في القطاع بالقرب من هناك، فإن العالم سيحمل مسؤولية الحادث إلى الجيش الإسرائيلي"، وفق ذات المصدر.

ووقعت تلك المجزرة الأليمة في مخيمي "صبرا" و"شاتيلا" للاجئين الفلسطينيين غربي العاصمة اللبنانية بيروت، في 16 سبتمبر/ أيلول 1982، واستمرت ثلاثة أيام خلال فترة الاجتياح الإسرائيلي في العام نفسه، والحرب اللبنانية الأهلية (1975- 1990)، وخلفت بين 750 و3500 شهيد، أغلبهم من الفلسطينيين.



ووفق صحيفة "إسرائيل هيوم" فقد رفض وزير الحرب الإسرائيلي "هذه الادعاءات، وقال إنه من المستحيل مقارنة شركة أمريكية بالفصائل التي ارتكبت المجزرة في صبرا وشاتيلا، ولا مكان للمقارنة بين الحالتين".

وأعرب توليدانو، ومسؤولون آخرون بالجيش في المناقشة، بينهم رئيس قسم القانون الدولي في مكتب المدعي العام العسكري، عن تخوفه من معضلة أخرى في ما يتعلق بإدخال شركة الأمن الأمريكية الخاصة للتعامل مع المساعدات الإنسانية، وفق ذات المصدر.

مقالات مشابهة

  • حكومة الاحتلال: نتنياهو لن يخضع للضغوط ولن يتراجع حتى تحقيق أهداف الحرب
  • النيابة العامة الإسرائيلية تقدم لائحة اتهام بحق المتحدث باسم نتنياهو بتهمة تسريب معلومات أمنية بهدف المس بأمن إسرائيل
  • غالانت يهاجم حكومة نتنياهو: يسعون لحكم عسكري في غزة على حساب جنودنا
  • ثمانية أسباب تجعل من ماركو روبيو وزيرا كارثيا للخارجية الأمريكية
  • المدعية العامة الإسرائيلية تشعل الأجواء الداخلية في حكومة نتنياهو.. ماذا حدث؟
  • أزمة بين فرنسا وأذربيجان بسبب "الاستعمار" و"جرائم ماكرون"
  • الجنائية الدولية تحقق في جرائم الكاني واختفاء نواب شرقا وسجن نائب غربا
  • التنافس الدولي في البحر الأحمر.. تداعيات التحركات الإسرائيلية والفرنسية على الأمن المصري .. والسودان كساحة للتنافس الدولي
  • حكومة نتنياهو تعيد تنفيذ الانقلاب القانوني وبأقصى سرعة
  • إعلام إسرائيلي: إنهاء الحرب على غزة ليس في صالح حكومة نتنياهو