كشفت دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي عن إنجازات كبيرة في قطاع العمل التطوُّعي خلال عام 2023، حيث سجَّلت 873,787 ساعة تطوُّعية، بزيادة 63% عن عام 2022 من خلال 1,185 فرصة تطوُّعية.

وقال سعادة محمد البلوشي، المدير التنفيذي لقطاع المشاركة المجتمعية والرياضة في دائرة تنمية المجتمع: «إنَّ الدائرة بصفتها الجهة المنظِّمة للقطاع الثالث، الذي يعدُّ التطوُّع أحد مُمكِّناته، طوَّرت منذ تأسيسها أُطُر العمل التطوُّعي وفق أفضل الممارسات العالمية، بهدف إنشاء منظومة متكاملة تدعم أفراد المجتمع وتحفِّزهم إلى المشاركة المجتمعية، ما يسهم في بناء مجتمع حاضن ومتلاحم».

وأضاف سعادته: «حرصت الدائرة على التعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع الثالث، لتعزيز بيئة العمل التطوُّعي، وتحفيز الأفراد والفِرق التطوُّعية على الانخراط في هذه المنظومة، عبر إيجاد بيئة تطوُّعية كفؤة وفاعلة، ونشر الوعي بأهمية العمل التطوُّعي كإحدى الأولويات الاجتماعية التي تسهم في تحقيق الأثر الاجتماعي المنشود».

وتابع سعادته قائلاً: «عملت الدائرة مع هيئة المساهمات المجتمعية – معاً ومؤسَّسة الإمارات وهيئة الهلال الأحمر، على سد الفجوات التي يشهدها العمل التطوُّعي، إلى جانب التعاون مع العديد من المؤسَّسات الرائدة في مجال العمل التطوُّعي، لتعزيز البيئة الداعمة للمتطوعين، ما يسهم في حفظ الحقوق وتحديد الواجبات لجميع المتطوعين من الأفراد والفِرق التطوعية والجهات التي ترغب في استقطاب المتطوعين. وتعمل الدائرة على مراجعة السياسة وتطويرها لتكون أكثر مرونة في التكيُّف مع المتغيّرات، بهدف استقطاب مزيدٍ من الأفراد للمشاركة في العمل التطوُّعي».

وثمَّن سعادة محمد البلوشي الجهود التي يبذلها كلُّ متطوِّع، مؤكِّداً أنَّ الكل شريك في مواصلة الارتقاء بمكانة إمارة أبوظبي.

وأعلنت دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي عن القيمة الاقتصادية للعمل التطوُّعي العام في إمارة أبوظبي، التي تبلغ 72 درهماً في الساعة، في خطوة تعدُّ الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة، نفَّذتها بالتعاون مع مؤسَّسة الإمارات وهيئة المساهمات المجتمعية – معاً ومركز الإحصاء – أبوظبي.

وكشفت الدائرة أنَّ إجمالي قيمة العمل التطوُّعي في إمارة أبوظبي بلغ خلال عام 2023 أكثر من 62,912,000 درهم، ما يؤكِّد أنَّ العمل التطوُّعي ركيزة رئيسية لتعميق دور الأفراد والمؤسَّسات في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويشكِّل قيمة مهمة تضاف إلى الناتج المحلي الإجمالي.

وتهدف دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي إلى تبسيط عملية حساب القيمة الاقتصادية للعمل التطوُّعي في أبوظبي، بتطبيق أفضل الممارسات العالمية وتكييفها بما يتوافق مع منظومة التطوُّع في أبوظبي.

وقال سعادة محمد هلال البلوشي: «ندرك تماماً أنَّ العمل التطوُّعي يتضمَّن قيمة اجتماعية عميقة، لكنَّ قدرتنا اليوم على احتساب قيمة العمل التطوُّعي العام للمرة الأولى في أبوظبي تعكس بدقة ملموسة أهمية التطوُّع والأثر الإيجابي الكبير الذي يعود به المتطوعون على مجتمعنا».

وأضاف: «يسهم ذلك في تحفيز المؤسَّسات والأفراد في أبوظبي إلى تقديم الدعم وتوفير الموارد اللازمة، لمضاعفة أثر المتطوعين، وتوسيع نطاق مساهماتهم لتشمل مختلف أنحاء الإمارة».

وقال سعادة أحمد طالب الشامسي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات: «نشهد كل عام زيادة ملحوظة في عدد المتطوعين في إمارة أبوظبي، ما يؤكد التزام أفراد مجتمعنا بتقديم الدعم لكل من يحتاج المساعدة. ونشيد بجهود دائرة تنمية المجتمع ونجاحها في تمكين الأفراد وحثهم على الارتقاء بمجتمعهم، ونفخر بتعاوننا مع الدائرة في تحقيق تلك الأهداف، ونتطلع لأن نكون جزءاً من النجاح والتغيير الإيجابي في الأعوام المقبلة».

وقالت فاطمة عبدالله المرزوقي المدير التنفيذي لقطاع المشاركة المجتمعية والتطوع لدى هيئة المساهمات المجتمعية ـ معاً: «تحرص هيئة المساهمات المجتمعية – معاً، بصفتها جهة حكومية تعمل تحت مظلة دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، على بناء مجتمع متماسك ومتعاون وتطويره في الإمارة. ويمثّل المتطوعون عنصراً أساسياً في تحقيق هذا الهدف، ولذا نعمل على توفير فرص التطوع وبناء القدرات لتمكينهم من معالجة الأولويات الاجتماعية الرئيسية في الإمارة. وبذلك نتيح الفرص لهم بأن يكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم، فيسهمون في إحداث تأثير اجتماعي حقيقي يعزز رفاهية مجتمع أبوظبي».

وإضافة إلى وضع منهجية موحَّدة لاحتساب القيمة الاقتصادية للعمل التطوُّعي في أبوظبي، تطمح دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي إلى تطوير منهجية معيارية لتحديد قيمة العمل التطوُّعي في مجالات متخصِّصة على مستوى الإمارة.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المساهمات المجتمعیة دائرة تنمیة المجتمع إمارة أبوظبی العمل التطو فی أبوظبی

إقرأ أيضاً:

«سند السنع» تعزّز الهوية وتبرز القيم المجتمعية

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 
يزخر «مهرجان الحصن» بالمشاهد الثقافية والاجتماعية الحية، التي حوّلت قلب أبوظبي إلى ساحة نابضة بالحياة، فإلى جانب الأسواق والعناصر التراثية والقصص الملهمة، ضمن تفاعل جماهيري كبير، ترسخ قيم المجتمع في رسالة ناعمة تعزز لُحمة المجتمع وتضيء على الأجداد وعاداتهم الأصيلة. 
استكمالاً لسلسلة المسرحيات التي قدمها خلال السنوات الماضية، يعرض هذا العام «مهرجان الحصن» الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ويتواصل حتى 9 فبراير المقبل، مشاهد جديدة من الحياة اليومية والعادات والتقاليد الأصيلة في المجتمع الإماراتي، من خلال مسرحية «سند السنع» وتدور أحداثها في «فريج» تاريخي بأبوظبي، حول الصبي «سند»، البالغ من العمر 15 عاماً، والذي يُظهر ذكاءه وحبّه للمعرفة عبر مساعدته لجيرانه، مُبرزاً قِيم الترابط المجتمعي في الماضي، حيث يتكئ العمل المسرحي على أهمية تكريس وتعزيز دور الأسرة في المجتمع، وتعزيز القيم والهوية الوطنية والعادات والتقاليد ضمن منظومة تقوم على التسامح وحب الآخر.

ترابط مجتمعي
تشهد مسرحية «سند السنع» من تأليف الكاتبة شيخة الجابري، إقبالاً واسعاً من قبل الزوار، حيث تسلط الضوء على عادات وتقاليد المجتمع من خلال خمسة مشاهد حية، ترافقها العديد من الصور المجتمعية الأخرى التي ترتكز على قيم التضامن والتعاون والترابط الأسري حاملة الكثير من الدلالات. 
وقد تم تأليف المسرحية خصيصاً للمهرجان، لتروي بحس التشويق مشاهد من قصة أبوظبي التاريخية وما تعكسه من قيم التكاتف والترابط المجتمعي التي شكلت أساس الحياة في المدينة منذ بدايتها، إلى جانب شخصيات مثيرة للاهتمام لعبت دوراً أساسيات في حياة «الفريج»، حيث يظهر سند في المشهد، بعد أن احتفلنا العام الماضي بمولده مع أبويه مبارك وقماشة، ليصبح هذه السنة صبياً كامل الحضور بحبه للمعرفة وسرعة بديهته في محاولة لإيجاد حلول ذكية لمجتمعه.

حياة «لوّلين»
ضمن مساحات مفتوحة، يستمتع جمهور المهرجان بمشاهد المسرحية التي تزاوج بين الدعابة والتشويق، وتأخذ الزوار في رحلة معرفية، لتطلعهم على جانب من حياة «لوّلين» وأسلوب معيشتهم وكيف كانوا يستقبلون الأجهزة الجديدة الوافدة عليهم من مختلف أنحاء العالم مثل الراديو والسينما (السيلما)، وكيف كانت الأسرة الممتدة تحتوي الأبناء والأحفاد، وكيف كان المجتمع مترابطاً ومتعاوناً، حيث يعطف الكبير على الصغير، ويحترم الصغير الكبير، وغيرها من العادات السائدة بين جميع أهل «الفريج». 
وهذا العرض المسرحي يستقطب الزوار ويجبرهم على التنقل من مشهد لآخر، ليتعرفوا على عناصر التراث الغنية التي تزخر بها أبوظبي، وفي نفس الوقت يناقش القيم المجتمعية الأصيلة التي تميز بها المجتمع الإماراتي حتى اليوم.

أخبار ذات صلة «اللوفر أبوظبي» يكشف الستار عن معرض «ملوك أفريقيا وملكاتها: أشكال الحكم ورموزه» الهاشمي: نواصل مبادرات تعزيز التماسك الاجتماعي لتحقيق «رؤية القيادة»

مسرح مفتوح
وقالت الكاتبة شيخة الجابري، مؤلفة العرض المسرحي «سند السنع»، إن المسرحية تستكمل عرض الطقوس الخاصة باستقبال المولود التي تم تقديمها العام الماضي، موضحة أن المشاركة في «مهرجان الحصن» فرصة حقيقية لتسليط الضوء على عنصر مهم من عناصر تراث إمارة أبوظبي، خاصة أن المسرحية التي كتبتها تتميز بالواقعية وترصد عادات وتقاليد مجتمعية وصوراً ارتبطت بالذاكرة الشعبية لأهل الفريج. 
وأضافت الجابري «سعيدة بتكليفي بهذا العمل الفني للمرة الثانية، وهذا التشريف وضعني أمام مسؤولية حقيقية، لترجمة العادات والتقاليد والمشاهد المجتمعية التي ارتبطت بالذاكرة الجمعية لأهل الإمارات، لأنقل الفكرة على الأرض، من خلال كتابة نص يستقطب جمهوراً عريضاً يتداخل مع الممثلين في مكان مفتوح ومساحة واسعة بأرض المهرجان.
ولفتت الجابري إلى أنها سبق وكتبت مسرحيات في العديد من المناسبات، لكن الاختبار الحقيقي هو الكتابة لـ«مهرجان الحصن»، موضحة أن «سند السنع»، تنقل قيم السنع وعاداته وتقاليده إلى المجتمع على لسان طفل عمره 15 عاماً، فالسنع لم يأت من فراغ وإنما من رؤية القيادة الرشيدة وحرصها على وجود مجتمع متماسك ينشأ أبناؤه على القيم والتقاليد التي سار عليها الأجداد، ضمن مجتمع منفتح على العالم، يتمتع بصفات التلاحم والتسامح والاستقرار المستدام.

5 مشاهد
أكدت شيخة الجابري أن مسرحية «سند السنع»، تتكون من 5 مشاهد، ويقوم ببطولتها مجموعة من الممثلين وعدد من الأطفال، وهذه المشاهد تتمثل في: المزرعة (العزبة)، والطارش، والفزعة، والسيل، والسينما (السيلما)، وهذه المشاهد تعود لأواخر الستينيات، بداية بمشهد «العزبة» حيث يتعلم «سند» في الصحراء، ليشتد عوده ويتحمل المسؤولية، وفي مشهد «الطارش»، أو مندوب البريد الذي ينقل العلوم والرسائل والوصايا، في وقت كان رجال الفريج يذهبون للعمل في بعض الدول المجاورة، يتم تسليط الضوء على سند وكيفية تعامله مع المندوب في خطاب يتضمن الاحترام والود لكبار السن، وفي مشهد «الفزعة» يظهر بيت خال سند، الذي يقوم بتوسيع بيته بمساعدة أبناء الفريج في توفير مواد البناء له، وهنا يبرز احتواء الخال لسند ومساعدة سند لخاله، الذي له 5 من الأبناء، تأكيداً على أهمية الإنجاب لمساعدة الآباء في مواجهة أعباء الحياة في ذلك الوقت. 

مشهد السينما
في المشهد الثالث «السيل»، تمتزج فيه الكوميديا مع الغوص في الماضي، حيث كانت الأمطار والسيول تجتاح البيوت، وهنا، وفق الجابري، يتم التأكيد على دور الأسرة الممتدة، حيث يهرع الجميع وقت الشدة نحو الدار الكبيرة، حيث يقطن الجد والجدة، ليظهر الجد في المشهد راوياً حكايات البحر وما يصاحبها من مخاطر وصبر، وهنا تبرز قيم التعاضد والتلاحم بين أفراد المجتمع، فيما يُعتبر مشهد السينما (السليما)، كما كان يتم نطقها، فاكهة العرض، حيث تبرز المسرحية تفاعل أهل الفريج مع السينما والإقبال عليها بشغف وحب.

مقالات مشابهة

  • المسؤولية المجتمعية للشركات.. أولوية لتنمية وازدهار المجتمع في 2025
  • أبوظبي توفر منظومة متكاملة لمرافق خدمية بمعايير عالمية
  • «التخطيط والمساحة» بالشارقة تُكرم موظفيها المتميزين
  • مروان آل علي: ملتزمون بدعم الشراكات المجتمعية
  • «سند السنع» تعزّز الهوية وتبرز القيم المجتمعية
  • «تنمية المجتمع» تطلق جائزة أبوظبي للتميز في دمج أصحاب الهمم
  • تحت رعاية خالد بن محمد بن زايد.. تنمية المجتمع تطلق جائزة أبوظبي للتميز في دمج أصحاب الهمم
  • وزارة الشباب : تختتم فعاليّات المُلتقي الأول لإعداد قادة المتطوعين لتشجيع النشء علي المشاركة المجتمعية
  • 896 مليار درهم إجمالي الأصول.. إنجازات مصرف الإمارات في 2024
  • تنمية المجتمع بأبوظبي دور رائد في بناء المجتمع