احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في صور بعيد الفصح المجيد، فأقيمت الصلوات والقداديس والزياحات في الكنائس والاديرة، وألقيت عظات دعت إلى نبذ الحروب والصراعات من اجل المتألمين والمشردين والجائعين في لبنان وفلسطين والعالم.   

اسكندر

ففي كاتدرائية مار توما الرسول للروم الملكيين الكاثوليك، احتفل متروبوليت صور للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج اسكندر وابناء الأبرشية برتبة الهجمة وقداس الفصح، عاونه فيه الايكنيموس بشارة كتورة بحضور حشد من ابناء الرعية.



وبعد القداس الإلهي و الانجيل، ألقى المتروبوليت اسكندر عظة تناول فيها معاني المناسبة، وقال: "هوذا يوم القيامة فلنتهلل أيها الشعوب، فالفصح فصح الرب، لأن المسيح إلهنا قد أجازنا من الموت إلى الحياة، ومن الأرض إلى السماء، نحن المرنمين نشيد الانتصار".

أضاف: "بهذه الترنيمة الفصحية للقديس يوحنا الدمشقي أحييكم أيها الأحباء في هذا العيد المجيد، عيد قيامة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي أعتقنا من الخطيئة وأقامنا معه إلى حياة جديدة".

وتابع: "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنفرح ولنتهلل به. إنه فرح لأن المسيح وطئ الموت بالموت وأعطى الحياة للذين في القبور. والقيامة ليست حدثا زمنيا عابرا نتذكره في كل عام، إنها صحبة دائمة مع المسيح القائم من القبر، نعيشها في حياتنا اليومية بلا انقطاع، في إيماننا وصلواتنا وعلاقاتنا بالآخرين. إنها حياة جديدة لا تشبه حياة الخطيئة، حيث لا حزن بعد اليوم، ولا ألم، ولا تنهد. افرحي أيتها الأرض وابتهجي أيتها السماء، فقد قام المسيح الاله: "اغتاظت الجحيم لأنها أميتت، تناولت جسدا فصادفت إلها، تناولت أرضا فصادفت سماء. قام المسيح والأبالسة سقطت، قام المسيح والحياة انتظمت، قام المسيح ولم يبق في القبر ميت".

وقال: "هذا ما أدركه النبي أشعيا سابقا، ونحن اليوم نرنم هذه الترنيمة وقلبنا مملوء بالفرح، وقلبنا مملوء بالرجاء، لأن القيامة هي المجد الذي أعطي لنا لنكون إلى جوار الرب. والقيامة في الإنجيل المقدس هي حدث عظيم نراه في ظهور السيد المسيح للرسل الأحد عشر المجتمعين في العلية، وكان الرسول توما غائبا. كما نراه في ظهوره الثاني لهم وكانوا كلهم حاضرين، فأعطاهم سلطان مغفرة الخطايا، وهو قوة القيامة التي تمحو كل شر، وبها نحن مقيمون على إيماننا المسيحي. وكان قبل ذلك قد ظهر لمريم المجدلية في البستان وقد عرفته من صوته فمضت وأخبرت الرسل بأنها رأت المسيح (يوحنا 20: 18). وظهر كذلك على الطريق لتلميذي عماوس وقد عرفاه حين بارك الخبز ثم كسره وناولهما فانفتحت أعينهما وعرفاه. والمرة الأخيرة التي ظهر فيها لتلاميذه كانت على البحيرة، حيث أكل معهم. إننا نؤمن إذا بسبب شهود أخبرونا ونحن نصدقهم، لكننا نؤمن أكثر لأننا نرى الله كل يوم في حياتنا وفي داخل قلوبنا، حيث ينير لنا الدرب في وسط الظلمات والشدائد".

أضاف: "أيها الأحباء تمتعوا كلكم اليوم بوليمة الفصح، فالجميع مدعوون، الفقراء والأغنياء، البررة والخطأة، لأن الفقير يصبح غنيا بالمسيح الذي يسكن فيه، والخاطئ يخرج من إثمه لأنه أصبح شريكا للمسيح الخارج من القبر. أدخلوا جميعا، الذين جاؤوا في الساعة الأولى والذين جاؤوا في الساعة الأخيرة، أيها الأولون والآخرون افرحوا اليوم فالمائدة حافلة. لا يخشين من الموت أحد بعد اليوم، لأن المسيح الذي قبض على الموت أخمد أنفاس الموت وأعتقنا من سلطان الخطيئة، وأصبحنا بنعمة القيامة من ورثه الملكوت، وصار الموت لنا كمسيحيين هو عبور إلى مشاهدة وجه الله والتنعم بحياة جديدة لا تفنى الى جوار الرب".

وختم: "في هذا العيد المبارك، نطلب إلى المسيح الذي دحرج الحجر عن باب القبر أن يفتح قلوبنا لنقبل بعضنا البعض، وأن نحب بعضنا كما هو أحبنا. من قال إنه في النور وهو يبغض أخاه فهو بعد في الظلمة. وأما من أحب أخاه فهو ثابت في النور (يوحنا 2: 9-10). وفي جو القيامة نصلي اليوم بحرارة من أجل المتألمين والمشردين والجائعين في لبنان وفلسطين وفي العالم أجمع، وأن يكون زمن القيامة موسم السلام والمصالحة ونبذ الحروب والصراعات، وأن يمسح الرب دموع الحزانى والمتألمين لكي ينهضوا معه من ظلمة القبر الى فرح القيامة. و قام المسيح والملائكة فرحت، قام المسيح والحياة انتظمت، قام المسيح فلا أموات في القبور. افرحوا وتهللوا. المسيح قام حقا قام".

وبعدها، أقيم زياح العيد في باحة الكنيسة .

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المسیح الذی قام المسیح

إقرأ أيضاً:

عبد المسيح من الديمان: لن نقبل بأن يقرّر أحد مصيرنا أو يجرّنا الى حروب

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في المقر البطريركي الصيفي في الديمان، النائب اديب عبد المسيح، يرافقه مدير مكتبه جان خوري، وعرض معه شؤونا وطنية.

وبعد اللقاء، قال عبد المسيح: "زيارتنا اليوم تعبر عن تضامننا ووقوفنا الى جانب البطريركية المارونية والبطريرك ضد الهجوم غير المبرر الذي يواجهه، خصوصا من اهل البيت، واؤكد ان البطريركية كانت وستبقى مساحة وطن وليست مساحة مستباحة لكل احد ليفسر كلام البطريرك او يشكك بمبادئ الكنيسة، فالبطريرك هو رأس مؤسسة وطنية كنسية وهو يطبق تعاليم السيد المسيح، والقانون اللبناني ويؤمن بسيادة لبنان، كما انه يطبق قوانين ومبادئ وسياسة الكنيسة ومجمع المطارنة التي يعبر عنها المطارنة دوما باجتماعهم الشهري".

وتابع: "اؤكد ان ما يحصل بموضوع الهجوم الذي اعتبره حزب الله هجوما عليه هو امر غير مبرر، فالبطريرك لم يصف ولم يقصد ان يقول عن حزب الله انه حزب ارهابي لكننا في المقابل نشدد على ان شريكنا في الوطن، اي حزب الله، يُعتبر مشكلة في البلد وهي مشكلة مرتبطة بسيادة الوطن، واستباحة الحدود وقرار اللبنانيين فهناك اكثر من نصف الشعب اللبناني يريد السلام ويرفض الحرب".

وقال: "اننا نؤمن بسيادة الدولة كما تؤمن بكركي بسيادة الدولة ولكننا نحترم الشريك طالما يحترمنا الاخير، ونشدد على احترام هذا الصرح، ولن نقبل بالتطاول على مقام البطريرك الماروني او المؤسسة المارونية، ونجدد ان خيارنا هو الدولة والحلول السلمية ولن نقبل بأن يقرر أحد مصيرنا او يجرنا الى حروب لا علاقة لنا بها، وبالتالي نحن مؤمنون ومتمسكون بحرياتنا ومتضامنون مع بكركي ومع المؤسسة الكنسية ومع غبطة البطريرك".

وردا على سؤال، قال عبد المسيح: "من غير المقبول اننا حتى يومنا هذا بلا رئيس للجمهورية، وقد اطلعت البطريرك على ان المعارضة سيكون لها خارطة طريق او اقتراح عملي جديد سيتم تقديمه للشعب اللبناني وللجنة الخماسية الاسبوع المقبل، وسننتظر اعلان هذا الاقتراح خلال مؤتمر ستعقده المعارضة ونأمل ان يكون هناك تجاوب من الفرقاء لهذه المبادرة، والا سيكون من الواضح ان هناك فريقا لا يريد رئيسا للجمهورية وينتظر المطبخ الخارجي ان يقرر عنه، او ينتظرون أن تنتهي الحرب وبذلك هم يربطون الموضوع الرئاسي بالحرب القائمة".

مقالات مشابهة

  • تفاصيل اللقاء الدوري لكهنة إيبارشية القوصية
  • فيصل فجر يدخل القفص الذهبي بعرس أسطوري احتضنته طنجة
  • أزمة اللاجئين السودانيين
  • الكوميديا تسيطر على موسم الصيف السينمائي
  • بطولة موسم جدة الدولية للموتوسيرف تواصل منافساتها
  • نادين الراسي تنقذ طفل من الموت «تفاصيل»
  • تذكار الأعياد السيدية الكبرى الثلاثة.. أحداث بارزة في التاريخ المسيحي
  • المطران جورج خضر المعلم الكثير النقاء
  • كيف احتفل مارك زوكربيرغ بـيوم الاستقلال الأمريكي؟ (شاهد)
  • عبد المسيح من الديمان: لن نقبل بأن يقرّر أحد مصيرنا أو يجرّنا الى حروب