هامش المناورة يضيق.. التيار أمام خيارات محدودة!
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
بدأ "التيار الوطني الحرّ" يجد نفسه في الآونة الأخيرة أمام خيارات محدودة تجعل هامش المناورة لديه ضيّقاً جداً، خصوصاً بعد خلافه مع حليفه الوحيد "حزب الله" والذي اتّخذ مؤخراً مسار المواجهة بعد أن كان يشكّل في البداية نوعاً من أنواع التمايز في الخطاب بما يتلاءم مع حاضنته الشعبية. اليوم بات هذا الخلاف يحتاج الى حلّ سريع يتطلّب تنازلاً من قيادة "التيار" الامر الذي يحاول رئيسه جبران باسيل تجنّبه تماماً.
سعى "التيار" في المرحلة الماضية وفي إطار خلافه مع "حزب الله" للقيام بخطوات جدية باتجاه المعارضة، وهذا الأمر ترافق مع خطاب سياسي عالي النّبرة تجاه "الحزب" على اعتبار أن "التيار" يريد تحقيق أمرين؛ أولاً إيجاد عمق سياسي آخر يتحالف معه ويعوّض به غياب حليفه الشّيعي، وثانياً أن يظهر لحارة حريك أن ثمة خيارات أخرى يستطيع التوجّه نحوها، الأمر الذي من وجهة نظره قد يدفع "حزب الله" الى تقديم التنازلات حرصاً على الغطاء المسيحي الذي هو بحاجة اليه على الساحة السياسية.
لكن "التيار" تلقّى ضربات قاسية بعد إبداء المعارضة بوضوح عدم رغبتها بإدخال باسيل الى دائرتها من خلال أي تحالف من أي نوع أو شكل كان عليه، وربطت المعارضة رفضها بنوايا رئيس "التيار" التي زعم البعض أنه يدركها، لذلك فإنّ المعارضة صرّحت من خلال اكثر من طرف أساسي فيها بجملة شروط عالية السقف من بينها اعلان "التيار" موقفاً حاسماً من سلاح "حزب الله"، وأن لا ينحصر موقفه بالمعركة العسكرية التي يخوضها الأخير مع العدوّ الاسرائيلي على الجبهة الجنوبية للبنان. وهذا يعني قطع العلاقة بشكل نهائي مع "الحزب" بقرارٍ لا عودة عنه.
اتّجه فريق المعارضة في لبنان الى نقطة أحرج بها "التيار"، إذ أعلن حزب "القوات اللبنانية" عدم رغبته بالتقارب مع باسيل في خطاب يشبه الإذلال السياسي "للتيار" بحال كان جاداً بمسألة التقارب والحوار، وهذا الأمر جعل "التيار" أمام خيارين؛ إمّا إعلان هزيمته والاستسلام الكامل لقوى المعارضة وتقديم كل أوراقه السياسية والاعلامية والشعبية لها حتى تقبل به حليفاً، أو التراجع تكتيكياً والعودة الى حضن "حزب الله" بشكل تدريجي وهذا ما قد يتقبّله "الحزب".
لكن في ظلّ التوازنات السياسية الراهنة، سيشكّل الخياران خسارات شعبية لـ"التيار" ورئيسه جبران باسيل، خصوصاً أن العودة للتحالف مع "الحزب" سيكون له تداعيات داخل "التيار"، لأن جزءاً كبيراً من قياداته يرفض تجديد التقارب، وبات يُعلن العداء لـ"حزب الله" بشكل واضح، ولهذه القيادات اليوم نفوذ واسع داخل التنظيم وتأثير كبير على القاعدة الحزبية والجماهيرية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
إلى متى ستبقى إسرائيل في جنوب لبنان؟
زادت إسرائيل من عمليّات إستهداف واغتيال عناصر بارزين من "حزب الله"، على الرغم من وقف إطلاق النار، واستمرارها بخرق الإتّفاق الذي أنهى الحرب برعاية أميركيّة وفرنسيّة، وسط استمرار احتلالها لـ5 تلال استراتيجيّة في جنوب لبنان، والتضييق على المواطنين عبر عمليّات التمشيط والإستطلاع بهدف منعهم من العودة إلى قراهم، من إعمار منازلهم المُدمّرة.ومن الواضح أنّ الإتّصالات الديبلوماسيّة لم تُفضِ إلى نتيجة حتّى الساعة، للضغط على إسرائيل للإنسحاب الكامل من الأراضي اللبنانيّة، وتلافي إستئناف الحرب إذا ما قرّر "حزب الله" في المستقبل شنّ عمليّات عسكريّة كما كان الحال عليه قبل العام 2000، تحت غطاء "المُقاومة. كذلك، فإنّه يبدو أيضاً أنّ لا ضغوط تُمارسها الولايات المتّحدة على الحكومة الإسرائيليّة لتطبيق إتّفاق وقف إطلاق النار، فالإدارة في واشنطن تُشارك تل أبيب الرأيّ في أنّه أصبح من الضروريّ تسليم "الحزب" لسلاحه إلى الجيش، ولم يعدّ الأمر مرتبطاً فقط بمنع تواجد عناصره وعتاده في منطقة جنوب الليطانيّ، وإنّما في كافة البلاد.
ويقول خبير عسكريّ في هذا السياق، إنّ الوجود الإسرائيليّ في الجنوب بات على صلة بمصير سلاح "حزب الله"، وسيظلّ جيش العدوّ في التلال الخمس لسببين: الأوّل كما ذُكِرَ هو إنهاء دور "الحزب" العسكريّ ودفعه للإنخراط في العمل السياسيّ، والثاني، تحسين الحكومة الإسرائيليّة لشروطها في أيّ تفاوض، فهي تتوغّل وتقضم مناطق في سوريا في موازاة ما تقوم به في جنوب لبنان وفي غزة وفي الضفة الغربيّة، لبناء مناطق عازلة لحماية مستوطناتها من أيّ عمل معادٍ من قبل "محور المقاومة" أو أيّ حركات متطرّفة.
ويُضيف المصدر عينه أنّ إدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب تُلوّح بتعليق المُساعدات العسكريّة للجيش، إنّ لم تقم الدولة اللبنانيّة بنزع سلاح "حزب الله" وتفكيك بنيته التحتيّة، ما يُشير إلى أنّ واشنطن الراعي الرسميّ لاتّفاق وقف إطلاق النار، تُساند إسرائيل في مطلبها القاضي بقيام القوى العسكريّة في لبنان بمُصادرة عتاد "الحزب" في كافة المناطق.
ويُذكّر أيضاً الخبير العسكريّ أنّ الولايات المتّحدة اشترطت مع الدول المانحة نزع سلاح "حزب الله" لتقديم المُساعدات لإعادة إعمار المناطق المُدمّرة، بينما أعلن "الحزب" على لسان البعض من قياداته ونوابه، أنّ موضوع سلاحه غير مطروح على الطاولة في الداخل، وأنّ كلّ ما يهمّه هو أنّ تقوم الحكومة ورئيس الجمهوريّة بجهودٍ ديبلوماسيّة من أجل إنسحاب العدوّ نهائيّاً من الجنوب، إضافة إلى وقف أعماله العدائيّة، وعدم خرقه للقرار 1701 برّاً وجوّاً وبحراً.
وأمام ما تقدّم، يتّضح أنّ موضوع الإنسحاب الإسرائيليّ الكامل من الجنوب قد يتأخر، لأنّه أصبح شائكاً وصعباً، كون إسرائيل ومعها أميركا بات هدفهما نزع سلاح "حزب الله" عبر تطبيق الـ1701 حرفيّاً وبقيّة القرارات الدوليّة وفي مُقدّمتها الـ1559. من هذا المُنطلق، فإنّ إدارة ترامب قد تُوقف المُساعدات للجيش غير آبهة إنّ أدّى ذلك إلى إعطاء الشرعيّة إلى "الحزب" لمقاومة الإحتلال، فهي تضغط لإنهاء الدور العسكريّ لحليف إيران في لبنان، وفي الوقت عينه، تُشدّد على حقّ تل أبيب في ضمان أمنها عبر تأييد مطالبها بتسلّم القوى العسكريّة اللبنانيّة للأمن، كذلك، عبر تهجير الفلسطينيين من غزة، والسيطرة على مناطق جديدة في سوريا.
المصدر: خاص لبنان24