بتجرد:
2024-06-29@14:18:25 GMT

“الحشاشين”.. هل يدخل المسلمون الملكوت؟!

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

“الحشاشين”.. هل يدخل المسلمون الملكوت؟!

متابعة بتجــرد: قد لا تكون مشكلة مسلسل «الحشاشين»، في تزييف التاريخ، فالحقيقة أن كثيراً من الدراما التاريخية، لا يعتد بها في التأريخ، وإن كان هذا عذر أقبح من ذنب! تزوير الدراما لم يمتد للعبث بالوقائع التاريخية فقط، ولكنه امتد للنصوص الأدبية أصل العمل الدرامي، ولهذا عندما سئل نجيب محفوظ عن مدى تعبير المسلسلات والأفلام المأخوذة من أعماله عنها، قال بتحفظه المعهود، إنه ليس مسؤولاً إلا عن روايته!

المشكلة في مسلسل «الحشاشين» هي عدم الوعي التاريخي بحقيقة الحركة، وكل ما هو سلبي لا يصلح للإسقاط على جماعة الإخوان المسلمين، باعتبار أن هنا «حسن» وهناك «حسن»، حسن الصباح، وحسن البنا، فيبدو أن مؤلف المسلسل الرمضاني، لم يقرأ عن «الحشاشين»، إلا معلومات طائشة عبر الانترنت، فوجد أن الاسم وحده يكفي في عملية «الردح الدرامي»، عندما تستمد الدراما وظيفتها من أداء نساء الحواري في الأفلام القديمة، حيث يبدأ الأمر بـ «التقليح»، أو الهمز واللمز، وينتهي بـ «فرش الملاية»، واستخدام حركة الأيدي والحواجب في العراك؛ يُرجع في هذا لأغنية «يا عوازل فلفلوا»!

ولأنها قراءة سطحية، فيبدو أن المؤلف أعجبه الاسم، فوجده يكفي ويزيد للقيام بمهمته، وباعتبار أن «الحشاشين» هو الامتداد لمسلسل «الاختيار»، ومن باب تنوع الأدوات في المواجهة مع الجماعة التي لا تزال تؤرق النظام الحاكم بعد عشر سنوات من اختفائها من المشهد وتمدده فيه!

ولو فكر القوم، وأمعنوا النظر، وكان لديهم العلم الكافي بهذه الحركة، والزمان الذي وجدت فيه، لوجدوا أنها لا تصلح في معركة «التلسين»، ضد جماعة الإخوان، ولا يكفي للإسقاط السياسي، أن هنا «حسن» وهناك «حسنين»؛ حسن البنا وحسن الهضيبي، وفي سجون عبد الناصر أجبر الإخوان على الهتاف: «حسن البنا وحسن التاني.

. دول بيتاجروا في الأديان»!

فالحشاشون هم حلفاء النظام المصري، منذ حركة ضباط الجيش في 1952، فطائفة البهرة هي الامتداد للمذهب الإسماعيلي، الذي هو مذهب الحشاشين، وفي كل عام يلتقي سلطان البهرة برئيس الدولة ويتبرع لمصر بعشرة ملايين دولار، حدث هذا في عهد الرؤساء السابقين، عدا الرئيس محمد مرسي، وقد زاد العطاء لعبد الفتاح السيسي، بل إن سلالة طائفة الحشاشين هذه تولت قبل سنوات ترميم مساجد أهل البيت في مصر، على وعد بأنهم سيرممون القاهرة الفاطمية، مع أن الحشاشين أصلا خرجوا على هذه الدولة، لكنه «العك» الذي أنتجه الجهل بالتاريخ، وحري بمن لا يجيد قراءة التاريخ أن يخطئ في «الإسقاط السياسي»!

ونحن نعيش مرحلة غريبة الأطوار، عندما يعتصم أهل الحكم بالتاريخ لتكوين مرجعية بديلة عن الإخوان، مع جهلهم بالتاريخ، فيقعون في المحظور في كل مرة! فهم يعتصمون بفرعونية مصر، وكأن أزمة فرعون لم تكن مع نبي الله موسى، لكنها كانت مع المرشد العام لجماعة الإخوان، وكأن فرعون كان مما يفخر به مع كفره، مع أنه خائب فالأنهار تجري من تحته ولم يفكر في تعلم العوم، فغرق ومن كفر معه، وقبل الغرق قرر أن يكون إمعة، فلم يستقبل مصيره بشجاعة، حيث أعلن أنه أمن برب موسى وهارون!

فإذا كشفت لهم هذا العبث قالوا إن فشل فرعون واحد لا يعني فشل الفرعونية، مع أن التاريخ لم يعرف هذه الفرعونية، فهي من أساطير الأولين!

ولم يقتصر الجهل على التاريخ القديم، ولكن امتد ليشمل التاريخ الحديث، ونقلنا عن أحدهم في مرحلة الخلاف مع أردوغان قوله إن السلطان سليم الأول، ويرمز له أردوغان، قتل طومان باي، ويرمز له السيسي، لكن في هذه المرة سيحدث العكس، أخذاً بالثأر، ولم يكن الكاتب اللوزعي يعرف أن «طومان باي» مملوكي، فهل يقصد ما يقول، وهل يشرفهم هذا النسب؟!

وإذا كان الحزب الوطني الحاكم، كان يختار الهلال والجمل رمزاً انتخابيا له، فإن تجمع أحزاب السلطة على قوائم حزب «مستقبل وطن» حدد مرجعيته باختيار كليوباترا، ثم نشر صورة نفرتيتي، لأن الأمر اختلط عليهم، وظنا منهم أن كليوباترا هذه ترمز لمصر القديمة، والرموز الإسلامية شأن اخواني، فوقعوا في شر أعمالهم، فالمذكورة كانت مقدونية وافدة محتلة، وليست مصرية، ولم تكن في سلوكها فوق مستوى الشبهات!

وكأني بالبهرة الذين يعيشون في مصر، وبسلطانهم السخي مع القوم، وهو يشاهد مسلسل «الحشاشين»، ويرى الطعنة من الحليف، وقد لا يدرك أن الحليف بالعمل قد ذبح نفسه بغير سكين!
إنها الحماقة التي أعيت من يداويها!

فتاوى القهاوي:

كانت المذيعة الراحلة سامية الأتربي تقدم برنامجاً على إحدى قنوات التلفزيون المصري اسمه «حكاوى القهاوي»، لا يزال يعرض حتى الآن على قناة «ماسبيرو زمان»، وهو واحد من برامج التسلية، يساعده في رسالته موضوعاته وضيوفه، وكذلك شخصية مذيعته، الهادئة في غير افتعال، والوقورة في غير تصنع، والبسيطة في غير تكلف!

وعندما تشاهد سامية الأتربي، وسلوى حجازي، وغيرهن من مذيعات الأيام الخالية ستقف على المهزلة التي نحياها، وهذا الصخب في البرامج التلفزيونية الذي تنتجه بهيمة الأنعام، وهذا ليس موضوعنا!

فقد أوحى لي «حكاوى القهاوي» بفكرة برنامج يليق بالفتاوى التي تتبناها «الشركة المتحدة» عبر قنواتها التلفزيونية في الشهر الفضيل، وهو «فتاوى القهاوي».

وفي الأسبوع الماضي كنا أمام رشقة جديدة من هذا النوع من الفتاوى، وقد تصدر المشهد مفتي مصر السابق علي جمعة، ضيف برنامج «ما يطلبه المستمعون من الفتاوى الشعبية»!

ولعل أهم هذه الفتاوى عندما تحول جمعة في احدى القنوات صدى لغيره، فالشيخ محمد أبو بكر أفتى عبر قناة «النهار» بأن الزوج لن يدخل الجنة إلا برضا زوجته (رواه المجلس القومي للمرأة وصححه علي جمعة)!

وبعد أسبوع من فتوى أبو بكر، كانت فتوى علي جمعة (مصحح الحديث) بأن الرجال لن يدخلوا الجنة إلا برضى النساء. هكذا بالمطلق؛ الرجال والنساء، وإذ أفتى جمعة من قبل بأنه وارد أن يلغي الله النار، فلم نعرف مصير الرجال الذين لم ترض عنهم النساء؟!

وعلى ذكر «فتاوى القهاوي»، فقد أفتى علي جمعة في برنامجه على القناة الأولى المصرية أن الجنة ليست حكراً على المسلمين، وكان صداه هو الشيخ كريمة، فقال المعنى نفسه على قناة «صدى البلد»!

والإثارة المطلوبة لن تكتمل إلا باستضافة أحد القساوسة لسؤاله هل سيدخل المسلمون الملكوت؟ وقد شاهدت قسيساً في فيديو يقول إن الإنجيليين لن يدخلوا الملكوت!

لماذا يحجب الرأي الكنسي، ونحن نعيش أزهى عصور الوحدة الوطنية؟

تطوير ماسبيرو: متى تنتهي المهمة؟

ذكرنا برنامج «نور الدين»، الذي تنتجه «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية»، بالتكليف القديم للشركة، الذي تم بالإسناد المباشر، وهو تطوير ماسبيرو، إذاعة وتلفزيون!

فالبرنامج يبث على القناة الأولى المصرية، وهل مفهوم التطوير أن تنتج الشركة البرامج، كما تنتج المسلسلات، وتعرضها على القنوات الرسمية، في مهمة غامضة المعالم، غير محددة المدة، غير معلوم قيمتها المالية، إلا إذا كانت التطوير هو لتمكين الشركة من وضع يدها على المبنى ومقدراته وميزانيته، وهنا نسأل عن معنى وجود الهيئة الوطنية للإعلام، ما دامت الشركة تتصرف في المبنى تصرف المالك في ما يملك.. هل يمكن لأحد أن يخبرنا عن ملامح هذا التطوير غير البرنامج التعس ليوسف الحسيني، والأكثر تعاسة للمفتي السابق؟

كلمني عن التطوير لو سمحت!

أرض – جو: نعلم أنه تم وضع اليد على قناة «الناس» التي كانت اختصاصاً سلفياً منذ نشأتها وقبل الانقلاب العسكري، ومع ذلك نجح دعاة بأعينهم في غزوها للمنازل، وبعد الثورة كان البرنامج المحتفى به لدى قطاع كبير من الإسلاميين هو الذي يقدمه الشيخ خالد عبد الله، لكني نسيت القناة، وبينما أقوم بجولة بين القنوات وجدتها أمامي فتركتها لثلاث ساعات لعلي أجد على النار هدي!

لقد وفروا لها البدائل من علي جمعة، وأسامة الأزهري، إلى معز مسعود.. ومع ذلك فشلت! فلماذا نجحت من قبل وفشلت الآن؟

صحافي من مصر

main 2024-03-31 Elie Abou Najem

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: علی جمعة

إقرأ أيضاً:

“حداء الإبل”.. لغة للتواصل بين الإبل وأهلها ضمن التراث الثقافي غير المادي السعودي

حضرت “الإبل” في حياة إنسان شبه الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ، ولم يستغنَ عنها حتى اليوم، فبعد أن كانت مظهراً لتميزه وثرائه، ومصدراً لرزقه وعطائه، وأداة لسفره وترحاله؛ حتى أضحت أيقونة ورمزاً من رموز تراثه الأصيل المستمد من تاريخه التليد.

ونتج عن هذا التواصل الإنساني مع الإبل، فن شعبي جميل يتناقله المجتمع جيلاً بعد جيل يسمى “الحداء”، وهو نوع من الشعر الخفيف الذي يقال لتطريب الإبل، وحثها على السير بتعابير شفهية تقليدية تمكّن الرعاة من مناداة إبلهم وجمعها والتواصل معها.

ويتوارث أبناء الجزيرة العربية “فن الحداء” للتواصل مع قطعان إبلهم من خلال بعض الأصوات والتعبيرات التي اعتادت الإبل على سماعها والاستجابة لها.

وبحسب المصادر التاريخية، فإن مضر بن نزار بن معد” هو أول من “حدا” للإبل ” بعد أن سقط من بعيره وانكسرت يده وصاح بصوته “وايداه! وايداه!”؛ وكان حسن الصوت؛ فأصغت إليه الإبل وجدّت في السّير؛ ومن هنا بزغت فكرة استعمال الحداء لنداء الإبل، ويذهب البعض إلى أن هذه الهمهمات ساعدت “الخليل بن أحمد الفراهيدي” على اكتشاف مفاتيح العروض والأوزان الشعرية.

ويقال: أن بداية “الحداء” كان عن طريق التدوية أو الدوّاة، وهو نداء الإبل بصوت رفيع، وجاء في بعض معاجم اللغة أن راعي الإبل إذا أراد أن يستحث إبله لتجيء إليه مسرعة؛ زجل بصوته وغنّى لها بكلمات مثل.

.

هَيد هيد، أو: هي دو هي دو.

أو: دوه دوه.

أو: ده ده بضم الدال.

أو: داه داه، وهذا ما زال مستعملاً إلى اليوم جنباً إلى جنب مع الرجز، ولم يلغ أحدهما الآخر، وهو يختلف من بيئة إلى أخرى.

ثم تطور الدُّوّاة من مجرد همس أو صوت أو مناداة على الإبل إلى غناء شعري له طرقه وأساليبه ومفرداته الخاصة، ودخلت فيه مع مرور الزمن المعاني والكلمات الشعرية المغناة، والأشطر الموزونة، فجمع عذوبة الصوت وسحر القافية المستمد من بيئة البدو وثقافتهم الأصيلة.

ومما يُذكر في قوة تأثير الحداء في الإبل ” أن أبا جعفر المنصور سأل حدّاءً، فقال له: ما بلغ من حُسن حدائك؟ قال: تُعطّش الإبل ثلاثاً فتُدنى من الماء، ثم أحدو فتتبع كلها صوتي، ولا تقرب الماء”.

وقد أصّلت المعاجم العربية وأمهات كتب التراث العربي لـ “حداء الإبل”، كما تحتوي على كمٍّ هائلٍ من الحكايات والقصص والمرويات والأراجيز المرتبطة به، وحفظت كتب التراث الشعبي مجموعة كبيرة من المرويات الشفاهية لأحديات العرب المتأخرين على ظهور إبلهم وصهوات جيادهم، ولعل من أحدث الكتب التي تناولت هذا الباب ديوان: “الرجز والحداء” الذي ألّفه الباحث في الموروث الشعبي “إبراهيم الخالدي”، ووثّق من خلاله رحلة الحداء الطويلة في تاريخ الأدب العربي؛ انطلاقاً من بدايته الأسطورية حتى عهد البداوة الأخير التي انتقل بها الحداء من الارتباط الوثيق بالإبل، إلى علاقة مميزة بالخيل وإن لم تنقطع صلته برفيقه القديم “الجمل”، وتؤكد هذه الدراسة تماهي “الحداء” الواضح مع بحر “الرجز”، وهذا البحر السهل أتاح الترنم بالحداء لغير الشعراء؛ حتى صار الحداء أغنية العرب جامعة.

وأشار “الخالدي” في تصريح له لوكالة الأنباء السعودية “واس” “إلى أن وجود الحادي من أساسيات القوافل المرتحلة في الصحراء، وأهم أدوات الرعاة الحاذقين، وأجمل فنون الغزاة المحاربين”.

وأكمل: “إن جرجي زيدان ذكر أن مقاطع الشعر المستعملة للحداء تشبه مشي الجمال الهوينا، ولو ركبت ناقة، ومشت بك الهوينا لرأيت مشيها يشبه وزن هذا الشعر تماماً.

” و “الحداء ” أقرب ما يكون إلى النظم البسيط المكون من بيتين بقافيتين، وبصوت يردده اثنان، وأحياناً عندما تكون الدّلو التي يستخرج بها الماء من الآبار كبيرة جداً، يردده أربعة بصوت جهوري، يصل أحيانا في هدأة الليل أو الفجر إلى أماكن بعيدة، ولا يتقيد بلحن واحد، بل تتعدد ألحانه وطريقة أدائه من بيئة إلى أخرى، وتكون ألفاظه شجيّة، تخلب ألباب الإبل، ومعانيه ذات أبعاد تتعلق بشؤون حياة الرُّعاة اليومية، وتشمل كلمات الحداء الشعرية ببساطتها وخفتها وعدد كلماتها القليلة، التنظيم، والقوانين، وطرق السقاية، وأهداف الرحيل، وحياة البادية عامة، وما يجول في نفس الرُّعاة من همّ وشجن.

اقرأ أيضاًالمنوعات“المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض” تحذر من زيادة خطر الإصابة بحمى الضنك

ويؤكد رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لدراسات الإبل “ذود”، الدكتور محمد العتيبي: “أن الحداء كان معروفاً منذ العصر الجاهلي، وعادة ما يقال للإبل عند وردها إلى الماء، أو عند سيرها إلى المرعى أو أثناء الترحال من مكان إلى آخر، وهو عبارة عن ترنيمات قصيرة مؤثرة في جمع الإبل وسيرها وانتظام عودتها إلى مُرُحِها “.

وللحداء مناسبات مختلفة فمنها: “حداء الرحيل”، و “حداء السفر”، وحداء سقي الإبل الذي يسمى “العوبال”، وهناك حداء الأوبة المسمى عند العامة “الهوبال” وهو خاص بجمع الإبل وسوقها إلى مرحها أو مكان رعيها، وهناك “حداء السواني” ويغنى للإبل التي تجذب الماء من البئر لتنشط في سيرها.

ولم يستطع “الحداء” الاستمرار في لغته الفصيحة وفق ما ورد في كتاب “الحداء” للباحث محمد العجيري، خصوصاً بعد أن ترك اللغة من تمسكوا بلهجاتهم الجديدة المولّدة، فتحول الحداء من اللغة الفصيحة إلى اللغات الدارجة لأهل الأمصار، ويوضح المؤلف أن هذا الإرث لم يتم تأليفه من قبل مجموعة معينة من الأفراد، بل انتقل من جيل إلى جيل، وخضع للحذف والإضافة حسب الاحتياجات البيئية للأفراد المستخدمين له، حتى وصل إلينا على الشكل الذي هو عليه، ولن يتوقف عن التعديل حتى يصل إلى مراحل التسجيل.

ومن أمثلة أحديات بدو الجزيرة العربية التي قالوها بلهجتهم العامية ما يسمى بالهوبال وهو ينقسم إلى حداء ورجز، فأما الحداء فهو الذي يغنّى أثناء انتظار الدّلو وهو يصدر من قاع البئر إلى حين الإمساك بها، ومن أمثلة ذلك قولهم: “سق القعود وهِمّه يسقي خواته وأمّه”، “الله عليك قليّب يجمع خبيث وطيب”، “إن زولمن والتمن زهاب أهلهن تمّن “، “يا مرحبا وارحابي بأم السنام النابي”، ” يا شمّخ العشاير يا مجوزات الباير”، “صب القلص لشعيلة كم درهمت من ليلة”، “ملحا جليلة واخر وإن جاء الدَّحم تستاخر”، “يا مرحباً وأهليني بأم الدلال الزيني”، ” برقٍ يلهله قبله ينبت شتيل وربله” “.

وأما الرجز فهو خاص بالإمساك بالدّلو وتفريغ الماء في الحوض ومن أمثلته قولهم: “يا غليّم رده يا غليّم رده” فإذا ارتوت الإبل وأرادوا أن يحثّوها إلى مزيد من الشرب، قالوا: ” يا الإبل واخذي علّة وقودي ويا قاك الله.

ياو – ياو”.

وقد سجل فن “حداء الإبل” ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي السعودي في منظّمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، كأبرز الموروثات التي ما زالت حيّة في التراث الشعبي.

وتحظى الإبل بمنزلة كبيرة في وجدان المجتمع العربي عامة، والمجتمع السعودي على وجه الخصوص؛ بصفتها إحدى أهم موروثاته الثقافية، حيث تلقى اهتماماً من الدولة -أيدها الله-، التي اعتمدت بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – ” نادياً للإبل” يعنى بكل ما من شأنه الاهتمام والحفاظ على موروث الآباء والأجداد، وترسيخ مكانتها في نفوس الأجيال الناشئة.

ولأجل هذا الارتباط الوثيق بين الثقافة المحلية والإبل؛ بادرت “وزارة الثقافة” بتسمية هذا العام 2024 بـ “عام الإبل”؛ باعتبارها قيمة ثقافية، وركيزة من ركائز الحفاظ على الهوية الوطنية الأصيلة، والتراث العربي الأصيل، وتعريف العالم كله بهذا المكون التاريخي الذي أصبح وجهة سياحية، وثروة ثقافية، وتراثية، وسعياً منها إلى تحقيق العديد من المكتسبات في كل ما من شأنه الحفاظ على الموروث وتنميته بطرق مدروسة وبما يعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني.

مقالات مشابهة

  • “غذاء العقل”… هذه فوائده
  • “حداء الإبل”.. لغة للتواصل بين الإبل وأهلها ضمن التراث الثقافي غير المادي السعودي
  • السفير عُمَر عبد الحميد عَدِيْل “من نبلاء الدبلوماسية السُّودانية”
  • تأملات في مواقف “تقدم” (٢)
  • “سي إن إن”: لماذا ستكون الحرب بين حزب الله و”إسرائيل” أكثر خطورة من السابق؟
  • أحلام تعلّق على إحراج أنغام: “اسمي ليس إساءة”
  • من هو “المليونير” الذي اختاره ترامب نائباً له؟
  • مشروع “النخبة” يدخل عامه السادس بمزيد من المواهب
  • إسلام جمال يرزق بمولوده الأول عز الدين
  • إسلام جمال يحتفل بقدوم مولوده الأول "عز الدين"