حتى المواقف والتوجهات الاستراتيجية التى تعبر عن مطالب الشعب فى مرحلة ما بعد الحرب يحاولون ادخالها فى اتون الصراعات السياسية ،ويجردونها بلا وعي من قيمتها الوطنية والموضوعية، اعنى تصريحات الفريق اول شمس الدين الكباشي عضو المجلس السيادي مساعد القائد العام للقوات المسلحة والتى طالب فيها بوضع ( المقاومة الشعبية) بعيدا عن التوظيف السياسي.

يبدو جليا ان قوانا السياسية لم تستفد من تجربة الحرب المريرة ومازالت فى ضلالها القديم بيمينها ويسارها ، اذ ليس هنالك مايستحق غضب الاسلاميين من حديث الكباشي، وليس هنالك من مسوغات للاعتقاد بان الجنرال يستهدفهم بتصريحاته، ولا اجد كذلك ما يرقي فى الحديث لاطراب مشايعي وحلفاء ومؤيدي التمرد من قيادات تحالف (تقدم) الحاضنة السياسية للدعم السريع والجناح المليشي داخل حزب الامة التى يقتل التمرد قياداته وكوادره بالجزيرة صباح مساء..

طارت الاخبار امس بفرحة غامرة تلبست قيادات وقواعد قحت بعد تصريحات الكباشي، وخرج بعض قياداتها يرحبون بالتصريحات من باب الكيد للاسلاميين، وقد كان يليق بهم الحزن والكباشي يوجه لهم الضربة القاضية ويعلن تشييع مشروعهم للابد باعلانه ان الجيش لن يدخل فى اية عملية سياسية قبل نهاية المعركة، تصريحات الكباشي تعني انهيار الفكرة التى انشئ من اجلها تحالف (تقدم) بقيادة عبدالله حمدوك وخروج قحت خارج دائرة السباق والتنافس على حكم الشعب بالصيغة التى صممتها اجندة اقليمية خارجية معلومة ارادت ان تحملهم على ظهر دبابة ال دقلو للقصر الجمهوري، وبعد فشلها فى ذلك حاولت تجميعهم فى العواصم العميلة لصياغة مشروع سياسي يجعلهم جزءا من المشهد القادم .. ولكن هيهات..
بعض الاسلاميين ظنوا ان الكباشي يعنيهم بوصفهم جزءا اساسيا من فكرة المقاومة الشعبية، وقد صمدوا بالتاكيد خلال مرحلة الحرب، وتناسوا مرارات مواجهاتهم مع العسكر واختاروا خندق الجيش والشعب، وارى ان على الاسلاميين عدم استعجال جني المكاسب الى حين انجلاء المعركة، لانهم قدموا انفسهم للشعب بطريقة تستحق الاحترام وينبغي ان (لا يستعجلوا على رزقهم السياسي) لان تصنيف المقاومة وتجييرها لمصلحة جهة او حزب امر يضر بامن البلاد القومي ويهدد وجودها مستقبلا..

لااعتقد ان الامر يحتاج لكل هذه الجلبة التى تحاول القفز فوق ما يرتجيه الشعب السوداني ، وفى تقديري ان الكباشي نجح تماما فى التعبير عن تطلعات كل المواطنين لمرحلة ما بعد الحرب، فقد انتهى عهد تربية القوات بعيدا عن حاضنة الجيش القومي الموحد، الامر يتجاوز المقاومة الشعبية ويشمل حتى الحركات المسلحة، بلادنا لدغت كثيرا من جحر النوايا الحسنة، حيث تقف تجربة تمرد مليشيا الدعم السريع التى تربت وترعرعت في كنف الجيش ومن مال الشعب خير شاهد على ماساة الغدر والخيانة التى دفع فواتيرها جميع اهل السودان.

اصاب الكباشي، وبعيدا عن تهريج السياسيين من هنا وهناك فقد نجح فى التعبير عن امال كل السودانيين خلال المرحلة القادمة، لانريد اية لافتات للمزايدة باسم المقاومة التى ينبغي ان تكون من الشعب وللشعب وان تقدمها الاسلاميون وانضمت لها غاضبون.

لا اعتقد ان الاسلاميين بحاجة الى كل هذه المدفعية الثقيلة التى وجهوها نحو تصريحات الفريق اول شمس الدين الكباشي، فالشعب يعلم ما فعلوا ويرصد كل مواقف القوى السياسية وستاتي مرحلة تمايز الصفوف بعد الحرب وسيختار المواطن بالتاكيد بين الوطنيين والعملاء..

محمد عبد القادر

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يحرر «سنجة» وعينه على ولاية «الجزيرة» وسط تقهقر الدعم السريع

أعلن الجيش السوداني مواصلة تحركاته لمحاصرة ميليشيا الدعم السريع خلال العملية الشاملة المنفذة منذ 26 سبتمبر الماضي، وجرى استعادة السيطرة على بلدة اللكندي بولاية سنار، بجانب السيطرة على بلدة سنجة بنفس الولاية.

وبحسب البيان الجيش السوداني، وفقا لوكالة الأنباء السودانية (سونا)، يشتد القتال في ولاية سنار، إذ تحركت الفرقة 17 مشاة سنجة وبإسناد من الكتيبة الاحتياطية بالفرقة الرابعة بالدمازين في إقليم النيل الأزرق، وتم طرد ميليشيات الدعم السريع من المنطقة.

بدوره، كشف المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية، وزير الثقافة والإعلان، خالد الأعيسر، عن نجاح القوات السودانية في استعادة مدينة سنجر عاصمة ولاية سنار، من يد الدعم السريع السبت، متابعا: «لحظة الحساب قادمة»، وبيَّن في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه سيتم محاسبة كل مرتكبي الجرائم بما يتناسب مع أفعالهم.

مواجهة التحديات

واستطرد الأعيسر في منشوره: «إن عزم الشعب السوداني وإرادته في مواجهة التحديات والصعاب يعكسان قوة وصمود الشعب وأجهزته العسكرية والأمنية التي لا تعرف الانكسار، وإن الثقة التى يتمتع بها السودانيون في قواتهم المسلحة والمخابرات والقوات النظامية الأخرى، بالإضافة إلى القوات المشتركة والمستنفرين، ستظل ثابتة وراسخة رغم حجم الاستهداف الداخلي والخارجي، وهذه الثقة هي دليل على وحدة الهدف ووضوح الرؤية وتماسك الإرادة الوطنية».

تحية للقوات المسلحة السودانية

وواصل: «هذا الصمود المستمر يؤكد أن الشعب السوداني وقواته على موعد مع تحقيق المزيد من الانتصارات التي ستُعيد للبلاد أمنها واستقرارها، وتطهرها من الفتن التي زرعها المتمردون والعملاء ومن يقف خلفهم من دول وأطراف متورطة، وعادت مدينة سنجة اليوم إلى حضن الوطن بفضل الله وعزيمة الأبطال، ولحظة تطبيق العدالة والمحاسبة قادمة، وستطال كل من ساهم فى هذه الجرائم»، موجهة التحية للقوات المسلحة السودانية والأجهزة الأمنية والقوات المشتركة.

نجاح الحصار

وحاصر الجيش السوداني مدينة سنجة أسبوعين قبل أن ينجح في السيطرة عليها، على أن يتحرك بعدها لاستعادة ولاية الجزيرة، في الوقت الذي توغلت قوات الدعم السريع على بلدات رورو وجريوة وقيلى وجمام بمحلية التضامن شمال غرب إقليم النيل الأزرق وسط عمليات نزوح واسعة في ظل حرب مستمرة منذ 15 إبريل 2023 بين الطرفين.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يحرر «سنجة» وعينه على ولاية «الجزيرة» وسط تقهقر الدعم السريع
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف بصواريخ “107 ” مرابض مدفعية الاحتلال الإسرائيلي في موقع “فجة” العسكري شرق مدينة غزة
  • السودان تعلن عن استعادة الجيش لمدينة سنجة اليوم
  • سلسلة المخازي
  • من يوقف الحرب وكيف
  • بعد تصريحات مشروعات النواب..تسهيلات ممنوحة قانونا لدمج الاقتصاد غير الرسمى
  • فلسطين.. مدفعية الاحتلال تستهدف بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
  • أجندة خارجيّة بتنفيذ محلّي للهجوم على بري
  • اكتشاف 50 قذيفة مدفعية من الحرب العالمية الأولى
  • موازنة الموت!!