تصريحات كباشي.. مدفعية الاسلاميين و(طرب القحاتة)
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
حتى المواقف والتوجهات الاستراتيجية التى تعبر عن مطالب الشعب فى مرحلة ما بعد الحرب يحاولون ادخالها فى اتون الصراعات السياسية ،ويجردونها بلا وعي من قيمتها الوطنية والموضوعية، اعنى تصريحات الفريق اول شمس الدين الكباشي عضو المجلس السيادي مساعد القائد العام للقوات المسلحة والتى طالب فيها بوضع ( المقاومة الشعبية) بعيدا عن التوظيف السياسي.
يبدو جليا ان قوانا السياسية لم تستفد من تجربة الحرب المريرة ومازالت فى ضلالها القديم بيمينها ويسارها ، اذ ليس هنالك مايستحق غضب الاسلاميين من حديث الكباشي، وليس هنالك من مسوغات للاعتقاد بان الجنرال يستهدفهم بتصريحاته، ولا اجد كذلك ما يرقي فى الحديث لاطراب مشايعي وحلفاء ومؤيدي التمرد من قيادات تحالف (تقدم) الحاضنة السياسية للدعم السريع والجناح المليشي داخل حزب الامة التى يقتل التمرد قياداته وكوادره بالجزيرة صباح مساء..
طارت الاخبار امس بفرحة غامرة تلبست قيادات وقواعد قحت بعد تصريحات الكباشي، وخرج بعض قياداتها يرحبون بالتصريحات من باب الكيد للاسلاميين، وقد كان يليق بهم الحزن والكباشي يوجه لهم الضربة القاضية ويعلن تشييع مشروعهم للابد باعلانه ان الجيش لن يدخل فى اية عملية سياسية قبل نهاية المعركة، تصريحات الكباشي تعني انهيار الفكرة التى انشئ من اجلها تحالف (تقدم) بقيادة عبدالله حمدوك وخروج قحت خارج دائرة السباق والتنافس على حكم الشعب بالصيغة التى صممتها اجندة اقليمية خارجية معلومة ارادت ان تحملهم على ظهر دبابة ال دقلو للقصر الجمهوري، وبعد فشلها فى ذلك حاولت تجميعهم فى العواصم العميلة لصياغة مشروع سياسي يجعلهم جزءا من المشهد القادم .. ولكن هيهات..
بعض الاسلاميين ظنوا ان الكباشي يعنيهم بوصفهم جزءا اساسيا من فكرة المقاومة الشعبية، وقد صمدوا بالتاكيد خلال مرحلة الحرب، وتناسوا مرارات مواجهاتهم مع العسكر واختاروا خندق الجيش والشعب، وارى ان على الاسلاميين عدم استعجال جني المكاسب الى حين انجلاء المعركة، لانهم قدموا انفسهم للشعب بطريقة تستحق الاحترام وينبغي ان (لا يستعجلوا على رزقهم السياسي) لان تصنيف المقاومة وتجييرها لمصلحة جهة او حزب امر يضر بامن البلاد القومي ويهدد وجودها مستقبلا..
لااعتقد ان الامر يحتاج لكل هذه الجلبة التى تحاول القفز فوق ما يرتجيه الشعب السوداني ، وفى تقديري ان الكباشي نجح تماما فى التعبير عن تطلعات كل المواطنين لمرحلة ما بعد الحرب، فقد انتهى عهد تربية القوات بعيدا عن حاضنة الجيش القومي الموحد، الامر يتجاوز المقاومة الشعبية ويشمل حتى الحركات المسلحة، بلادنا لدغت كثيرا من جحر النوايا الحسنة، حيث تقف تجربة تمرد مليشيا الدعم السريع التى تربت وترعرعت في كنف الجيش ومن مال الشعب خير شاهد على ماساة الغدر والخيانة التى دفع فواتيرها جميع اهل السودان.
اصاب الكباشي، وبعيدا عن تهريج السياسيين من هنا وهناك فقد نجح فى التعبير عن امال كل السودانيين خلال المرحلة القادمة، لانريد اية لافتات للمزايدة باسم المقاومة التى ينبغي ان تكون من الشعب وللشعب وان تقدمها الاسلاميون وانضمت لها غاضبون.
لا اعتقد ان الاسلاميين بحاجة الى كل هذه المدفعية الثقيلة التى وجهوها نحو تصريحات الفريق اول شمس الدين الكباشي، فالشعب يعلم ما فعلوا ويرصد كل مواقف القوى السياسية وستاتي مرحلة تمايز الصفوف بعد الحرب وسيختار المواطن بالتاكيد بين الوطنيين والعملاء..
محمد عبد القادر
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
تصريحات زيلينسكي وبوتين.. استمرار الحرب أم السعي نحو السلام الدائم؟
في ظل تصاعد الهجمات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا، والتي أسفرت عن خسائر بشرية ومادية جسيمة على الجانبين، أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عن تمسك بلاده بمبادرته التي تقتصر على عدم استهداف البنية التحتية المدنية الروسية.
عرضت نشرة الأخبار التي قدمها الإعلاميان إيمان الحويزي ومحمد عبيد، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان "تصريحات زيلينسكي وبوتين.. استمرار الحرب أم السعي نحو السلام الدائم؟"، فقد أكد زيلينسكي أن وقف الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة بعيدة المدى من شأنه أن يضمن سلامة هذه الأهداف، مشدداً على استعداد أوكرانيا لأي حوار يفضي إلى تحقيق هذا الهدف.
وأوضح الرئيس الأوكراني أن وقف إطلاق النار الشامل والدائم يشكل الخطوة الأولى نحو سلام مستدام وآمن في المنطقة.
وتأتي تصريحات زيلينسكي قبيل اجتماع مرتقب في لندن يوم الأربعاء المقبل، بين ممثلين عن أوكرانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، لبحث سبل إنهاء الحرب التي تدور رحاها مع روسيا منذ أكثر من ثلاث سنوات.
من جانب آخر، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو لديها موقف إيجابي تجاه أي مبادرة سلام، متوقعاً أن يكون لدى كييف الموقف ذاته.
وذكر الكرملين أن روسيا لا تزال منفتحة على التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية، وأن موسكو والولايات المتحدة تعملان معاً على هذا الملف، كما أعربت موسكو عن أملها في أن تسفر هذه الجهود عن نتائج ملموسة.
وفي تطور آخر، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله بشأن المحادثات الجارية بين روسيا وأوكرانيا، مشيراً إلى أن الأمور تسير "بشكل جيد جداً" في المفاوضات.
وأبدى ترامب أمله في أن تتمكن موسكو وكييف من التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع من شأنه أن يضع حداً للصراع الدائر بين البلدين.
مع استمرار الجهود الدبلوماسية، يبقى الأمل معقودًا على هذه المحادثات التي قد تحدد مصير الأزمة الأوكرانية ومستقبل العلاقات بين روسيا والدول الغربية.