موقع النيلين:
2024-11-25@09:29:04 GMT

???? تسابيح “كدمول” وسكاي للفبركة والتضليل

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT


لم تكن تسابيح خاطر مجرد مذيعة قدمت نشرة الأخبار (الفضيحة) تلك، فهى جزء من آلة إعلامية تمارس الكذب والتضليل، وينقصها، أي تسابيح، فقط (الكدمول) لستر رأسها الخاوي والجسد المعروض للفُرجة، وكان بإمكانها فحص المعلومات والصور، واستفسار محرر النشرة قبل البث المباشر، للتأكد من أنها فبركة خبيثة، لو كانت تنشد الحقيقة بالفعل،

فهى مثلاً بدأت هذا التقرير بالإشارة إلى صحيفة الصيحة، وهى صحيفة جنجويدية يمتلكها حاليًا آل دقلو، وتخدم أجندة المليشيا مباشرة، ثم نسبت معلومة وجود داعش وتحويلات مالية أيضًا إلى ما أسمته بمواقع عالمية، تجنبت ذكر اسمها، وهذا يعني احتماليين، أما أنها مواقع جنجويدية أيضاً، أو غير موجودة بالأساس، ثم دلف التقرير إلى خلط متعمد بالإشارة إلى الدكتور محمد علي الجزولي، وهو بالمناسبة أسير لدى الدعم السريع منذ الأيام الأولى للحرب،

ومعروف للناس مراجعاته ومواقفه الأخيرة ضد داعش، ثم اجتهد التقرير لكسر عنق الحقيقة بعرض ما قام به بعض الجنود بالتمثيل بجثث الهلكى من المرتزقة، وهو سلوك غاضب وغير مبرر رفضته قيادة الجيش وأصدر فيه الناطق الرسمي بياناً ساعتها، وهو كذلك أمر عارض لا علاقة له البتة بداعش،

والمصيبة الأكبر التي وقعت فيها سكاي نيوز، البوق المساند للجنجويد، عرض مقطع فيديو زعمت فيه القناة دخول داعش إلى السودان، ليتكشف بعد ذلك أن الفيديو من الصومال ويعود للعام ٢٠١٦، وبالتالي فإن الخبر وما تقوم به القناة جملة هو جزء من البروباغندا الإماراتية القائمة على التشويه والإساءة للجيش وللشعب السوداني، ويدخل في باب التحريض والحرب النفسية، ولا ينبغي أن يمر مرور الكرام،

ويستوجب الرد الرسمي وفتح بلاغات في القناة وفي تسابيح التي يبدو انها لا تتردد في بيع نفسها لأول مشتر آت، وقد صدق وأبلغ الإعلامي يسري فودة في مقدمته الشهيرة “حينما يتحول الأبيض إلى رمادي، ويتحول الرمادي إلى أسود، ويتحول الأسود إلى عدوان، فتش عن الإعلام، وحينما يتحول الحق إلى شك، ويتحول الشك إلى زور، ويتحول الزور إلى بهتان فتش عن الإعلام”!

عزمي عبد الرازق

.

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

“في خيمة واحدة”

تلتقي الجدران مع السقف، وتثبت الخشبة بجسدها النحيل تفزع العدو وتحمي قلوب النازحين، لكن ليس بوسعها دفع الغارات القادمة إلى هذا المكان، يتفاهم الجميع مع شظايا الحرب، ويعيشون ضمن المتاح. هناك ترقد جذور المعاناة في الأرض، بينما تتكرر المحاولات للوصول إلى مهد السماء.
ينبعث صوت من كل خيمة، ينادي الجثث الطاهرة بأن تقاتل معهم، ويطالب المركبات حولها بالالتفات نحوها لتحتضن بأذرعها المتربة عشرات الأسر الغزاوية، خيمة واحدة تولد شمسا صغيرة وتفرش طبيعة بلا ألوان. تطهو طعامًا غير مرئي يُنتظر بلا أمل. يتصاعد الدخان، لكنه يحمل دلالات ثقيلة على عبثية البقاء، تتقلص أمعاؤهم في صبر الانتظار، ولا مجال للهزيمة على أية حال.
تتنامى المأساة في عيونهم الغارقة، وأجسادهم البارزة. تتوسع قمصانهم وتتبدل ملامحهم، فيما تبقى أسماؤهم كما هي: أحمد هو أحمد، ياسين هو ياسين، وفاطمة هي فاطمة؛ لكن علامات النزوح استعمرت خلاياهم، فأصبحوا غرباء بين آلاف البشر. تأوي الخيام وحدها جميع النازحين، تشغلهم عن الموت، ولكنها لا تستطيع إطلاق أي رصاصة أو دك مستعمرات المحتل.
تمتلئ بالخدوش والدخان الأسود، وطسوتها المفتوحة تتشابه مع المغلقة، تشتركان في النظرة الفارغة إلى اللا شيء. لكنها لا تزال تستر جزءًا من معاناتهم، وتذكرهم بأنهم لا يزالون بين الأحياء المجاهدين.
حياتهم في تلك المساحة الضيقة لا تعترف بالشعور ولا بالتفكير، ولا حتى بالهروب، فكل الدول خائنة، وكل الوجوه تشارك شيطانًا أخرس يسبح في الصباح، ويشارك في قتلهم بالمساء. السواعد العربية مقطوعة الأصابع تجيد فقط الرقص على مرأى أحزانهم، بينما يبارك إعلامهم المعيب فسادهم السنوي.
تعيش قلوبهم في لحظة ممتدة، ولا علاقة للوقت بما هو قادم. يعرفون أن مصاصي الدماء سيهبون في أي غارة بلا شفقة، وليس هناك من يمنعهم. تلك القلوب مدهونة بالشقاء، تتأمل مصابيح معتمة بلا جدوى، لكنها تُبدع معجزة البقاء في خيمة واحدة. المسافات صغيرة لا تكفي لمرور شخص واحد، لكنها تكفي لتصنع صبرًا مقاومًا يغنيهم عن فقاعات العالم. لا مجال للمبيت أو حتى الاستلقاء بعد كل فاجعة، فالنار وحدها تشتعل، وتحاول العيش لأجلهم، وهم يحاولون ضم كل منهم الآخر دون أي صوت.
العالم كبيرٌ حولهم في غزة، والدول الأخرى تضج بالحياة وتنعم بالرخاء. الأذان يرتفع فوق كل مسجد، ويتعلم الناس حب الفضيلة كأنه الطريق الوحيد إلى الجنة. ولكن ماذا عن النازحين في غزة؟ أصبحت الخيمة مؤتمنة على كل روح، أكثر من أي دولة أخرى.

مقالات مشابهة

  • “في خيمة واحدة”
  • صحيفة غربية: العمليات اليمنية تمكنت من شل ميناء “إيلات” بالكامل
  • “العالم الآخر” مهووس بنجاحات لقجع والإعلام الرسمي يرفع وتيرة النباح
  • هذا موعد التسجيل في امتحاني “الباك” و”البيام”
  • التقرير الطبي يكشف حقيقة احتياج سعد الصغير للترامادول أمام المحكمة.. غدًا
  • “جيش” العدو الصهيوني يغرق في مستنقع لبنان
  • غسيل الاخبار والتضليل الإعلامي
  • يشتبه في وفاته جنائيا.. مفاجأة في التقرير الطبي لوفاة الملحن محمد رحيم
  • “السمكة الصغيرة التهمت الكبيرة”.. صحيفة إسبانية تعلّق على خسارة النصر أمام القادسية
  • بعملية مشتركة: تفكيك خلية لإرهابيي “داعش” تتواجد في عدة مدن مغربية وإسبانية