أزمة داخل «الأمة القومي».. رباح المهدي «تتبرأ» والأمانة العامة ترد
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
أزمة تباين المواقف داخل حزب الأمة القومي، تفجرت على أعقاب اختيار قوات الدعم السريع أعضاء من الحزب في الإدارة المدنية لولاية الجزيرة التي أعلنت تكوينها مؤخراً.
الخرطوم: التغيير
تصاعد الخلاف داخل حزب الأمة القومي ، بين الأمانة العامة التي يقودها الواثق البرير ومساعدة رئيس الحزب رباح الصادق- كريمة زعيم الحزب التاريخي الراحل الإمام الصادق المهدي- وذلك عقب تبرؤ الأخيرة من مواقف الحزب بشأن الحرب الجارية في السودان منذ نحو عام.
وتبرأت رباح، من بيانات ومواقف الحزب بشأن ما حدث ويحدث في السودان جراء الحرب المندلعة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 ابريل الماضي.
وقالت في بيان، يوم السبت، إن بيانات الحزب الواردة في صفحته الموثقة تنتهك قرار الحزب برفض الحرب واتخاذ مسافة واحدة من طرفيها، وأنه ينبغي إحالة المسؤولين عنها للمساءلة الحزبية، وقبلها أحيلوا للمساءلة الشعبية.
وأضافت بأن البيانات الصادرة لا تمثل حزب الأمة وتلطخ وجهه بالسكوت عن انتهاكات طرف والتركيز فقط على انتهاكات الطرف الآخر، وأنه “سوف يأتي يوم الحساب عنها قريباً، وحتى حينها فإنني اتبرأ منها”.
وتفجرت الأزمة داخل الحزب على أعقاب اختيار قوات الدعم السريع أعضاء من الحزب في الإدارة المدنية لولاية الجزيرة التي أعلنت تكوينها مؤخراً.
مخالفة قرار الحزبوأشارت رباح، إلى نشرها بياناً في صفحتها صادر عن مجلس التنسيق للرد على تساؤلات الناس بشأن صحة نسبة المشاركين في إدارة الدعم السريع بولاية الجزيرة للحزب، والذي اعتبر مشاركة أو انضمام أي عضو في التنظيم لأي إدارات مدنية يشكلها أطراف النزاع مخالفًا لقرار الحزب ولا يمثل إلا نفسه.
واستنكرت رفض مسؤولي الحساب نشره بذريعة عدم شرعية اجتماعاته، وتساءلت: “هل اقتضت البيانات الصادرة مؤخرا حول قصف القوات المسلحة للفاشر أو اعتقال الاستخبارات العسكرية لبعض الأحباب أو التعليق على تصريحات كباشي اجتماعات شرعية؟ ولماذا لم يبادر القائمون على الصفحة لتحقيق الحياد الإيجابي المطلوب بإصدار بيان لإدانة إطلاق الدعم السريع النار على عضو المكتب السياسي الحبيب هشام عزازة وهو يدافع عن أرضه بقرية العزازة، أو لإدانة الانتهاكات المروعة في ولاية الجزيرة عموما، أو على الأقل التبرؤ من اشتراكنا في تلك الفظائع عبر الإدارة المكونة وفيها بعض منسوبي الحزب؟”.
بدون شرعيةمن جانبها، ردت الأمانة العامة على رباح ببيان مماثل، وقالت إن مجلس التنسيق هو مؤسسة للتنسيق بين مؤسسات الحزب (الرئاسة- المكتب السياسي- الأمانة العامة- رئيس هيئة الضبط- رئيس الهيئة المركزية ومقررها)، وأكدت أن الاجتماعات الأخيرة غير شرعية نسبة لأنها لم تتم بدعوة من رئيس الحزب المكلف ولم تشارك فيها مؤسستا المكتب السياسي والأمانة العامة، ومثل الحضور فيها جانب فقط من عضوية مجلس التنسيق.
وأضافت أن البيان الذي تم نشره بعنوان (بيان للناس) لم يمر بالأطر المؤسسية، ولم يصدر من اجتماع شرعي لمجلس التنسيق، ولم يعرض على رؤساء المؤسسات- رغم محتواه الجيد- ولحرص الأمانة العامة على العمل المؤسسي أرجأت نشره لمزيد من التشاور ترسيخاً للعمل المؤسسي.
وقالت الأمانة العامة، إن حديث رباح الصادق يجانب الواقع والحقائق المجردة، ولو أنها راجعت صفحة الحزب الرسمية لوجدت العديد من البيانات التي تمت فيها إدانة انتهاكات الدعم السريع.
وشددت على أن موقف الحزب المعلن من الحرب ملزم للجميع وهو عدم مساندة أي طرف، والالتزام بالحياد التام بين طرفيها، وأشارت إلى أن الأمين العام هو الناطق الرسمي باسم الحزب، ولا يصدر أي بيان دون موافقة الرئيس المكلف ورئيس المكتب السياسي.
الوسومالإدارة المدنية الجزيرة الجيش الدعم السريع السودان الواثق البرير حزب الأمة القومي رباح الصادق المهدي مجلس التنسيقالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الإدارة المدنية الجزيرة الجيش الدعم السريع السودان الواثق البرير حزب الأمة القومي رباح الصادق المهدي مجلس التنسيق الأمانة العامة المکتب السیاسی الأمة القومی الدعم السریع مجلس التنسیق حزب الأمة
إقرأ أيضاً:
قصف مدفعي عنيف من الدعم السريع على الفاشر.. قتلى وجرحى
أعلن الجيش السوداني، الأربعاء، مقتل 12 مدنيا وإصابة 17 آخرين جراء قصف مدفعي نفذته قوات "الدعم السريع" على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في أحدث موجة من التصعيد العسكري بين الطرفين.
ووفق بيان صادر عن الفرقة السادسة مشاة بالجيش السوداني، فإن الهجوم نفذ باستخدام مدفعية ثقيلة استهدفت أحياء سكنية في المدينة، ما أسفر عن سقوط الضحايا، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى تدمير منازل وممتلكات خاصة.
وأكد البيان أن جميع المصابين يعانون من "إصابات بالغة"، حيث تم نقلهم إلى المستشفيات التي تواجه بالفعل نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات الطبية نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من قوات "الدعم السريع" بشأن القصف، في وقت تواصل فيه الأخيرة خوض معارك شرسة للحفاظ على مواقعها المتبقية في دارفور، بعد أن فقدت السيطرة على عدة مواقع استراتيجية في ولايات أخرى.
ويأتي التصعيد في الفاشر رغم إعلان الجيش السوداني تحقيق تقدم ميداني واسع، حيث تمكن خلال الأسابيع الماضية من استعادة مناطق استراتيجية، أبرزها السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم، إلى جانب وزارات حكومية ومقار أمنية وعسكرية هامة، بما في ذلك المطار الدولي.
وفي ظل تقلص المساحات الخاضعة لسيطرة قوات "الدعم السريع"، لم تعد الأخيرة تهيمن سوى على أجزاء من ولايتي شمال وغرب كردفان، بالإضافة إلى جيوب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأربع ولايات من إقليم دارفور، بحسب تقارير عسكرية.
وتشهد الفاشر، حالة من التوتر والترقب، حيث يخشى السكان من استمرار القصف، وسط تراجع الخدمات الأساسية وانقطاع الاتصالات في بعض الأحياء نتيجة القتال العنيف بين الطرفين، وكما أشارت مصادر طبية إلى أن المستشفيات تعمل بأقل من نصف طاقتها بسبب نقص الإمدادات، مما يجعل إنقاذ الجرحى أكثر صعوبة.
واندلعت حرب مدمرة في السودان منذ نيسان / أبريل 2023 بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، أسفرت عن سقوط أكثر من 20 ألف قتيل، ونزوح نحو 15 مليون شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، ولكن تقريرًا أكاديميًا صادرًا عن جامعات أمريكية أشار إلى أن عدد القتلى قد يكون أعلى بكثير، مقدرًا العدد بنحو 130 ألف قتيل، وسط استمرار القتال واتساع رقعة الدمار.