يبدو أن موائد الرحمن تراجعت كثيرا هذا العام، ولم تعد كما كانت رغم أنها فى سنوات سابقة ملأت الشوارع والأحياء، ويبدو أن الحالة الاقتصادية تركت آثارها على الناس، واكتفى كل واحد أن يلبى طلبات أسرته أو جيرانه ..
وموائد الرحمن تقليد مصرى جميل وكثير من الناس كانوا يحرصون عليه ، ولم يكن مقصورا على الأحياء الفقيرة ولكنه كان ينتشر فى كل أحياء مصر ، وكنت تراه فى الريف المصري، وكان أثرياء الريف يقيمون الولائم فى هذه المناسبة الطيبة .
ولاشك أن الأحوال الاقتصادية وارتفاع الأسعار تركت آثارها على موائد الرحمن .. ومن المفارقات العجيبة أن أسعار اللحوم ارتفعت بصورة مخيفة مع ارتفاع بقية السلع حتى الأسماك اقتربت كثيرا من أسعار اللحوم، ومازال الناس ينتظرون قرارات عاجلة من الحكومة لوقف جشع التجار ، ولم يعد هناك شىء رخيص حتى الفاكهة والخضراوات وسلع مثل السكر والأرز ..
كانت موائد الرحمن تجمع المصريين فى رمضان وتعطى للشهر الكريم مذاقا خاصا ومشاعر تتسم بالرحمة والتواصل، ولكن الأزمات غيرت طباع الناس حتى القادرين منهم وسوف تبقى موائد الرحمن تقليدا مصريا خالصا وربما تعود كما كانت حين تتراجع الأسعار قليلا وتعود رغبة الناس إلى ما كانت عليه فى يوم من الأيام .. لم تكن موائد الرحمن للأثرياء فقط، ولكنها كانت من سمات الشخصية المصرية، الفقراء قبل الأغنياء، وكان الجميع يجلسون على موائد واحدة تقديرا للشهر الكريم وحرصا على علاقات اجتماعية أصيلة بين أبناء الوطن الواحد..
يبدو أن الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار قد تركت آثارها على المصريين حتى الأثرياء منهم..
فاروق جويدة – بوابة الأهرام
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: موائد الرحمن
إقرأ أيضاً:
لقد كانت أيام ديسمبر هي أجمل أيام حميدتي
“معنوياتنا كل يوم داقة الدلجة”
كان على حميدتي أن يدخر مقولته هذه للأيام السوداء التي يمر بها وتمر بها قواته حاليا. فهذا هو أنسب وقت لها.
لقد كانت أيام ديسمبر هي أجمل أيامك. ما تعيشه الآن هو المعنى الحقيقي لانهيار المعنويات.
لقد تم خداعك هذه المرة أيضا، ولكنك لا تستطيع أن تخرج كعادتك السابقة لتقول خدعوني وتستعطف الشعب الذي قتلته وشردته.
كيف تستطيع أن تعيش بعد الآن دون أن تتشكى؟ هذه مصيبة بالنسبة لشخص يحب لعب دور الضحية بقدر حبه للسلطة إن لم يكن أكثر.
أنت الآن ضحية فعلا ولكنك مع ذلك لا تستطيع أن تستمتع بوضعك كضحية وكأنه امتياز .. ضحية لا تستدعي أي تعاطف.
حليم عباس