إنجازات تحالف العدوان على اليمن
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
تعتمد أمريكا والمتحالفون معها سياسة الحرب واشعالها وسيلة وغاية في إطار استراتيجية (الفوضى الخلاقة) التي تدمر الجيوش والدول لصالح إعادة إعمارها لمصلحتهم، لأنهم يمتلكون شركات إنتاج وتصدير السلاح، ولا يمتلكون مشاريع بناء الإنسان فكرا وثقافة وأخلاقا وسلوكا، لذلك يعملون على تحطيم القيم والمبادئ والأخلاق ونشر الانحلال والتفسخ والمثلية والشذوذ، ورغم أن السعودية والإمارات وغيرهما من الدول المنظومة في الحلف بدأت مسيرتها على أساس ديني مما جعلها تحظى بالقبول، إلا أن ذلك لم يستمر وتتابعت الأحداث حتى تحولت إلى النقيض تلبية لتوجيهات الرعاة الرسميين لإنشاء تلك الإمارات والدول، فأحلوا ما حرموه بالأمس، وأباحوا ما حرم الله.
كانت السياسة السعودية تجاه اليمن تستميل مراكز النفوذ والوجاهات الاجتماعية لضمان تحقيق مصالحها، والسيطرة على القرار الرسمي والشعبي، ومع تطور الحراك الاقتصادي ونمو الرأسمال الإماراتي بفعل التمويلات اليهودية، والهندوسية من جهة، ومن جهة ثانية ازدهار حركة البضائع هناك، بدأ التزاحم في شراء الولاءات من أجل السيطرة بين السعودية والإمارات، إثر التنافس بين الوكيلين الرسميين للحلف الصليبي الصهيوني على مجمل الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي في اليمن، ومن حين لآخر وجدنا أنهما يتفقان على تصفية حساباتهما واختلافاتهما بسفك دماء أبناء اليمن، سواء بالأساليب المباشرة أو بواسطة الوكلاء والعملاء والخونة الإمارات استأجرت القتلة والمجرمين بواسطة شركة أمنية يديرها عملاء الموساد، والسعودية نظرا لتجذر علاقتها تمتلك شبكات متعددة المهام في كل المجالات، وكلما برز فصيل وطني أو وجاهات اجتماعية تغلب المصلحة الوطنية، تناوبت الشبكات الإجرامية على تصفيتهم وتحذير الآخرين من ذات المصير إن هم ذهبوا بعيدا عن تلك الأسس التي رسمها دهاقنة ساسة (الحديقة الخلفية)، ورغم أن اليمن تعتبر هي العمق الاستراتيجي للخليج العربي والجزيرة العربية، إلا أن كل السياسات التي اعتمدها (الأشقاء الأشقياء) كدول، هي تحطيم عوامل القوة والنهوض وعوامل التوحد والتكامل بين مكونات المتجمع اليمني، تارة تحت مسمى الجهوية (شمال وجنوب) أو تحت مسمى ديني (شيعي وسني وزيدي وشافعي) وغير ذلك من المسميات الهادفة إلى تقويض الوحدة الوطنية من أجل السيطرة والتوغل، وممارسة دور الوصاية والقيادة.
وكلما تجاوز أبناء اليمن المخططات التآمرية وأسقطوها، ظهر المستكبرون بوجوه جديدة وحلقات تآمر أخرى، حتى بلغ الأمر ذروته ولم تجد كل تلك المخططات، اعلنوا الحرب، وشكلوا التحالف وأعانهم من نصبوهم حكاما وأمراء بالأسلحة والقرارات الدولية، ليشنوا عدوانا على اليمن في حرب استمرت تسع سنوات من المواجهات العسكرية برا وبحرا وجوا، فرضوا الحصار البري والبحري والجوي، مستهدفين تحطيم الإرادة وإثبات تفوقهم وإفراغ مخازن الأسلحة المكدسة لديهم مقابل توريد النفط للغرب وشراء الأسلحة وتشغيل الأيدي العاملة هناك وتكديس الثروات لدى البنوك التابعة لهم.
سعى الحلف لتدارك التدخل المباشر أو الاشتباك مع الجيش اليمني وركز كل هجماته على تدمير البنية التحتية من خلال هجماته الجوية التي بلغت أكثر من 274.302 غارة، وحينما يضطر للمواجهة فإنه يستعين بالمرتزقة والعملاء، لأنه يدرك فداحة المواجهة المباشرة، استأجر الجنود من السودان وغيرها، ومرتزقة شركة بلا ووتر وغيرها وقدم الخبراء والغطاء الجوي، وقضى على حلفائه قبل أعدائه تحت ذرائع (نيران صديقة)، دمرت كل تلك الغارات المنشآت الحيوية التي لا علاقة لها بالأهداف العسكرية مما يعني أن الهدف أولا وأخيرا هو تدمير البنية التحتية للنهوض والتقدم، فالمساكن التي دمرت أكثر من نصف مليون على من فيها وبلغ إجمالي الضحايا أكثر من خمسين ألف شهيد، موزعين على الفئات أكثر من أربعة آلاف طفل، والفين وأربعمائة وست وثمانين امرأة والبقية من الشهداء المدنيين، أما الجرحى فبلغ عددهم (31.644) منهم خمسة آلاف طفل، وثلاثة آلاف امرأة، والبقية من المدنيين ومن القوات المسلحة والأمن، وفي سعيه للقضاء على التعليم استهدف العدوان (186) منشأة جامعية ودمر (1331) مدرسة ومركزاً تعليمياً و(427) مستشفى ومركزاً صحياً وتدمير (1843) مسجدا وحظيت المزارع والحقول بنصيب أوفر حيث دمر (12.775) مزرعة وحقلاً واستهدف (10.000) وسيلة نقل و(1000) شاحنة غذاء، و(712) سوقاً تجارياً و(484) ما بين مزرعة دواجن ومواش و(493) قارب صيد، ودمرت الغارات (354) محطة ومولداً كهربائياً و(434) محطة وقود، وفي سعيه لتحطيم التواصل بين المدن وعواصم المحافظات استهدف (7.940) من الطرق والجسور و(15) مطارا و(16) ميناء و(647) من شبكات ومحطات الاتصال ودمر (3332) خزاناً للماء و(2155) منشأة حكومية و(417) مصفاة متعددة الأغراض وأيضا (276) موقعاً للآثار و(146) منشأة رياضية و(67) منشأة إعلامية، وفي تحليل أهداف العدوان نجد أنه حقق أكبر قدر من الإجرام باستهداف المنازل على رؤوس ساكنيها، نصف مليون منزل تم تدميرها، وفي المرتبة الثانية المزارع والحقول (12.775) ووسائل النقل والمواصلات (10.000) والطرق والجسور (7940) مما يؤكد أن توجهات الحلف ليست كما يدعى أنها لحماية ما تسمى بالشرعية، وإنما لتدمير اليمن وتدمير قواعد البناء والتحضير من جامعات ومدارس ومستشفيات، وطرقات ومقومات النهوض الاقتصادي من مزارع وحقول وأسواق ووسائل نقل وحتى الأماكن الأثرية لم تسلم وكذلك المساجد ودور العبادة سواء الأثرية أو غيرها.
إن الإدارة الاستعمارية الجديدة المتمثلة في السعودية والإمارات، تريدان الاستعمار المربح، فالسعودية تمول الجناح التابع لها من خلال استثمار عائدات الحقول النفطية اليمنية التي استولت عليها، وكذلك الإمارات تمول جناحها من خلال الاستيلاء على الثروات والموانئ والجنود، ومن خلال الاحتفاظ بأرصدتهم في بنوكها ولتحقيق التبعية المطلقة فإنها تحتفظ بأسر وعائلات من يعملون لصالحها لديها ولذلك فإن القرار السياسي اليمني مأسور ومحاصر في الرياض وأبوظبي وسيظل كذلك مادام الاستعمار الجديد على شروطه ويتحكم في شؤون اليمن، ولكن ذلك لن يستمر طالما هناك وعي وإرادة وعزم وتصميم على إزالة تلك السياسات الإجرامية في حق شعب عظيم يحمل القيم والمبادئ والإرث الحضاري الممتدة جذوره عبر آلاف السنين سواء في الجاهلية أو الإسلام، شعب مارس الديمقراطية وبنى السدود ونشر الإسلام ولبى دعوة خاتم المرسلين صلوات الله عليه وآله الطيبين الطاهرين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
بعد موافقة ترامب على بيعها للهند.. ما هي الدول التي تمتلك طائرات “إف- 35″؟
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، أن واشنطن سوف تبيع نيودلهي مقاتلات من طراز إف-35، لتصبح بذلك الهند واحدة من الدول القليلة التي تمتلك هذه الطائرات الخفيّة الفائقة التطوّر.
وأوضح ترامب “بدءا من هذا العام، سنزيد المبيعات العسكرية للهند بمليارات الدولارات. كما أنّنا نمهّد الطريق أمام تزويد الهند، في نهاية المطاف، بمقاتلات شبح من طراز إف-35″، وفق وكالة فرانس برس.
وفي حال تمت الصفقة فإن الهند سوف تنضم إلى عدد محدود من الدول التي تمتلك تلك المقاتلة المتطورة، أو في طريقها إلى امتلاكها، وهي: الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، و إيطاليا، وهولندا، والنرويج، والدنمارك، وبلجيكا، وبولندا، وألمانيا، وفنلندا، وسويسرا، ورومانيا.
وخارج القارة الأوروبية فإنها لديها تلك الطائرات أو تستعد لللحصول عليها وأهمها: أستراليا، واليابان، وكندا، كوريا الجنوبية، سنغافورة.
وفي منطقة الشرق الأوسط فإن إسرائيل، هي من تمتلك ذلك الطراز من الطائرات، بينما قال قال مسؤول كبير في الحكومة الإماراتية في سبتمبر الماضي، إن بلاده لا تتوقع استئناف المحادثات بشأن صفقة بمليارات الدولارات لشراء طائرات مقاتلة من طراز إف-35.
وجاء كلام المسؤول الإماراتي وقتها ردا على تقرير لوكالة رويترز جاء فيه أن أبوظبي ستسعى لإعادة إحياء صفقة بمليارات الدولارات مع الولايات المتحدة لشراء طائرات مقاتلة من طراز إف-35 وطائرات مسيرة مسلحة إذا عاد ترامب للبيت الأبيض.
وفي حال تمت الصفقة في أي وقت فإن الإمارات سوف تكون أول دولة عربية تحوز على تلك المقاتلة.
في العام 1997 اختيرت شركتا بوينغ ولوكهيد مارتن لصنع نموذج تجريبي للطائرة التي حلقت أول مرة في أكتوبر عام 2000.
الطائرة تنتمي إلى الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة الشبحية، وتمتلك مجموعة واسعة من القدرات جعلتها تعرف بأنها “أفضل مقاتلة في العالم”.
وفي يونيو من عام 2001، أصبحت المقاتلة أول طائرة حربية في التاريخ تقوم بالتحليق من الأرض إلى الجو بشكل عمودي، بدون الحاجة إلى مدرج، وفقا لموقع المقاتلة على الإنترنت.
وتتمتع الطائرة، أيضا، بخاصية “الإقلاع القصير” التي تمنحها القدرة على حمل حمولات أكبر والإقلاع من مدرج قصير للغاية.
وظهرت المقاتلة إلى العلن أول مرة خلال طيران تجريبي عام 2006، وسلمت أول نماذج الطائرة إلى الجيش الأميركي عام 2010 لكنها دخلت الخدمة رسميا عام 2015.
وفي العام 2012 أصبحت بريطانيا أول دولة – عدا الولايات المتحدة – تحصل على نسخة من الطائرة.
خلال هذه الأعوام كانت الشركة المصنعة تختبر وتحلق بالموديلات الأكثر حداثة من الطائرة، F35 A و B و C والمصممة خصيصا للعمل مع أفرع محددة من القوات المسلحة.
ووفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست، فإن بإمكان المقاتلة القيام بمهام الهجوم البري والاستطلاع الجوي والدفاع الجوي للقوات العسكرية الأميركية والقوات المتحالفة معها.
ويمكنها اكتشاف مركبات وطائرات العدو قبل وقت طويل من رصدها، حيث صمم شكلها الخارجي ومنصات الأسلحة والوقود وأجهزة الاستشعار المدمجة لتحقيق أقصى أداء للتخفي.
يستطيع الطيار من خلال الخوذة المتطورة التي يرتديها البقاء على معرفة تامة بما يجري في ميدان المعركة لعشرات الأميال، حيث تستطيع رادارت الطائرة المتطورة التقاط وتحليل بيانات المركبات المعادية واستهداف العديد منها في وقت واحد.
ويمنح محرك الطائرة المتطور مسافة تحليق أطول بـ30 بالمئة مقارنة بالنماذج السابقة، كما إنها تمتلك نظام أسلحة من الجيل الخامس JASSM القادر على تحطيم الأهداف بدقة من مسافات كبيرة تجعل الطائرة آمنة ضد نظم الدفاع الجوي.
وتصف شركة لوكهيد مارتن النظام بأنه “أول صواريخ كروز” المحمولة جوا التي صنعتها.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتساب