التغيير: وكالات

“حوصرنا داخل المنازل لأكثر من 57 يوما. استهدفت المليشيات الناس، بصورة ممنهجة، وكان القتل يحدث بناء على التصنيف القبلي. لم تستثن المليشيات النساء ولا الأطفال ولا الشيوخ”. هذا ما روته لأخبار الأمم المتحدة لاجئة سودانية سنطلق عليها في هذا المقال اسم فاطمة عبد الله بناء على رغبتها حماية لسلامتها وخصوصيتها.

السيدة فاطمة من سكان مدينة الجنينة في ولاية غرب دارفور، صورت لنا عبر حوار هاتفي ورسائل صوتية ومكتوبة مشهدا مأساويا لأيام من الرعب عاشتها هي وكثيرون من سكان المدينة عقب الحرب التي اندلعت في 15 أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتسببت في مقتل الآلاف في مدينة الجنينة الواقعة أقصى غربي دارفور، وفقا لتقارير.

درست فاطمة عبد الله العلاقات العامة في جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في العاصمة السودانية الخرطوم. وبعد تخرجها، انخرطت في العمل الصحفي، حيث عملت في قسم الإعلام في البعثة المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد) لمدة عشر سنوات غطت خلالها الأحداث في دارفور.

مع اندلاع الحرب الأخيرة في السودان، انقلبت حياتها رأسا على عقب، فاضطرت إلى الفرار إلى مخيم أدري الواقع بالقرب من الحدود السودانية – التشادية، حيث تقيم حاليا مع أسرتها وآلاف اللاجئين الآخرين الذين أجبروا على ترك ديارهم.

تقول السيدة فاطمة إن هذه الحرب بدأت بمشاكل قبلية في منطقتي كرينك وسيسي ثم انتقلت إلى مخيم كريندينق الذي يؤوي نازحين بسبب الحرب التي اندلعت في دارفور قبل أكثر من عشرين عاما.

وأضافت “تحدث الحرب في الجنينة سنويا خلال شهر يناير وأحيانا خلال شهر رمضان، حيث تحدث عمليات قتل وتشريد ودمار مما يجبر الناس على النزوح من المخيم إلى داخل مدينة الجنينة، المسافة بين المخيم والمدينة ليست ببعيدة”.

ولأن عمليات التشريد هذه تحدث بصورة متكررة، تقول فاطمة إن النازحين فضلوا اتخاذ المؤسسات الحكومية والمدارس مراكز للإيواء بدلا من العودة إلى المخيمات “ولم تتبق مؤسسة أو مدرسة في مدينة الجنينة إلا وسكنها النازحون”.

سنويا، عندما تندلع الحرب، مثلما تقول فاطمة، تتعطل الحياة وتغلق الأسواق والمدارس والمؤسسات الحكومية. ثم بعد أن تتوقف، يباشر الناس حياتهم بصورة عادية، وتفتح الأسواق من جديد، ويعود الأطفال إلى المدارس. وتضيف: “عندما اندلعت الحرب الأخيرة في أبريل، ظننا أنها ستكون بنفس المنوال وأنها ستنتهي قريبا. ولكننا، للأسف، اكتشفنا أن الحرب هذه المرة كانت مختلفة عن الحروب القبلية السابقة”.

حرق مركز إيواء النازحين في مدرسة الإمام الكاظم بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، في 27 أبريل 2023 في سياق القتال الدائر في السودان.

“يأجوج ومأجوج”

ثم تتابع فاطمة شرح ما حدث في مدينة الجنينة فتقول: “في حي الجمارك رأيت منظرا مختلفا. عندما اندلعت الحرب وجاء المسلحون، وبعضهم أجانب، أحاطوا المدينة من أربعة محاور. بوصفي صحفية، ذهبت إلى منطقة مرتفعة كي ألتقط صورا فوتوغرافية وكان الجيران كلهم يشاهدون عبر نوافذ المنازل. حيث كان أفراد المليشيات يصرخون ويقولون: ‘يأجوج ومأجوج. نحن المفسدون في الأرض’ ويطلقون رصاصا كثيفا”.

وتضيف: “حوصرنا داخل المنازل واضطررنا إلى الاختباء تحت الأسرة، والذخائر الطائشة في كل مكان ويمكنك سماع صراخ الناس في الشوارع وتبادل النيران. استمرت الحرب لمدة 57 يوما في الأحياء الجنوبية لمدينة الجنينة. قضى المسلحون على أحياء الثورة والتضامن والجبل والجمارك والزهور. كانت عمليتا الاستهداف والتصفية تحدثان بصورة ممنهجة من بيت لآخر. كانوا يقتلون بلا استثناء ولم تترك النساء أو الأطفال أو الرجال أو الشباب. اعتلى القناصون أسطح المنازل وكانوا يستهدفون كل من يرونه. حدث موت بصورة لا يمكنني وصفها. جاء المسلحون بكميات كبيرة للغاية ثم قسموا أنفسهم إلى جزأين: جزء يقتل وجزء ينهب الممتلكات. لم يكن بعض المسلحين يتحدثون اللغة العربية وكانوا يهددونا بالقتل إذا لم نعطهم الذهب والنقود”.

تقول فاطمة إن أناسا ملثمين اقتحموا منزلها وعن ذلك تقول: “دخل علي أناس ملثمون في منزلي وقال لي أحدهم- يبدو أنه كان يعرفني- أيتها الصحفية لقد كنت تكتبين التقارير في الماضي، ولكن هل يمكنك فعل ذلك الآن؟ أخذوا هاتفي وجهاز حاسوبي وكسروهما أمام عيني، ثم قالوا لي نحن نتابعك لحظة بلحظة وإذا فعلت أي شيء فستندمين على حياتك”.

قالت فاطمة إنها طلبت من زوجها الانتقال إلى الأحياء الشمالية، ولكنه، حسبما قالت، “رفض وقال لي إن شيئا لن يحدث إذا بقينا داخل المنزل”. تم مضت قائلة: “كان لدينا بعض الماء والطعام. عندما بدأت الأمور تسوء أكثر طلب مني زوجي الخروج من المنزل والاتجاه نحو الأحياء الشمالية. أخذت طفلي وخرجت مع جارتي التي كانت قد وضعت طفلا قبل يومين. لفّت الطفل الرضيع بقطعة قماش واصطحبت بقية أطفالها ثم خرجنا كلنا. في الطريق كنا نمر بنقاط تفتيش، ولكننا كنا نحاول تفاديها. كنا نصادف جثثا ملقاة في الشوارع. تجد أسرة كاملة- نساء وأطفالا- مقتولة أمام منزلها. تراكمت الجثث في الشوارع لدرجة يصعب معها المشي من كثرتها”.

حرق جثث الموتى

تقول فاطمة عبد الله: “وصلنا إلى مكان هادئ وظننا أنه آمن. شممنا رائحة شواء لنكتشف بعدها أنها كانت لمئات الجثث المحروقة وكان المسلحون يراقبون ذلك. كان أحد المسلحين يدخن السجائر بينما يراقب مشهد حرق الجثث. وبسبب تراكم الجثث في الشوارع، استغرق الأمر حوالي 6 ساعات كي نقطع مسافة لا تستغرق أكثر من ساعتين في الأيام العادية. لأنه في كل مرة كان يتعين علينا أن نتفادى المشي على الجثث”.

تشير فاطمة إلى ما قالت إنها صعوبات جمة واجهتها هي ومن معها في سبيل عبور الأحياء الغربية- التي تقطنها “القبائل الأفريقية”- والوصول إلى الأجزاء الشمالية الشرقية من المدينة والتي تقطنها “القبائل العربية”. وتضيف: “عندما وصلنا إلى الأحياء الشمالية كان يتملكنا الخوف وكان بإمكاننا سماع الجيران وهم يرددون الشهادة، بصوت عال، استعدادا للموت. سمعت رجلا يصرخ طلبا للنجدة ثم بعد مدة وجيزة سمعت صوت إطلاق النار ثم اختفى الصوت”.

نازحة في مدينة الجنينة وهي تحمل في يديها رصاصا فارغا من آثار الهجمات المميتة التي شهدتها مدينة الجنينة.

شجرة الموتى

تقول فاطمة إن عدد القتلى في الجنينة يقدر بالآلاف، وتشير إلى تقارير أفادت بمقتل أكثر من 15 ألف شخص. تروي قصة شجرة في المدينة أسماها المسلحون بشجرة “الفطائس”، مشيرة إلى أنهم كانوا يُحضرون الناس إليها لإعدامهم رميا بالرصاص حتى تراكم عدد كبير من الجثث ولذلك سموها بـ “شجرة الفطائس”، استحقارا بالقتلى، حسبما تقول.

تقول فاطمة إن أفراد المليشيات كانوا يرفضون دفن الجثث ولم يكن يسمح لأي شخص بالقيام بذلك أو حتى بالسؤال عن أي مفقود. “وعندما هدأت الأمور وبدأ الناس يبحثون عن ذويهم المفقودين كانوا يقولون لهم اذهبوا إلى شجرة الفطائس. ولم يكن يسمح للنساء بالذهاب إلى هناك للبحث عن ذويهم المفقودين. يسمح فقط للرجال”.

قصة الهروب إلى تشاد

تقول فاطمة عبد الله إن الأمور ساءت كثيرا في اليوم الذي سبق مقتل الوالي خميس عبد الله أبكر. وتضيف: “خرجت على عجل وتركت كل نقودي وممتلكاتي الثمينة وذهبي في المنزل. قمت باستدانة بعض المال واستأجرت سيارة إلى مدينة أدرى التشادية وأخذت ابني وبعض أفراد أسرتي. في اليوم الأول لم نتمكن من الوصول إلى تشاد بسبب المخاوف الأمنية. عدنا من منتصف الطريق. تحركنا في اليوم الثاني وتعرضنا للنهب من قبل المسلحين في الطريق من الجنينة إلى تشاد. أخذوا منا كل شئ لكن وصلنا في نهاية المطاف إلى مخيم اللاجئين في أدري”.

تقول فاطمة عبد الله إن الفارين من الجنينة تعرضوا إلى القتل في طريقهم إلى مخيمات اللاجئين في تشاد، وقد وصل عدد كبير من الأطفال غير المصحوبين بذويهم بسبب مقتل ذويهم في الطريق. وتقول فاطمة إن الجيش التشادي ساعد في نقل العديد من الفارين وبعض الجرحى من الجنينة إلى المخيمات ووفر لهم الماء والغذاء.

معاناة كبيرة داخل مخيمات تشاد

المعاناة كبيرة في المخيمات، حسبما تقول فاطمة، لكنها، في نهاية المطاف، “أخف من الحرب”، مشيرة إلى أن الناس يتغذون على أعلاف الحيوانات وتنقصهم أبسط أساسيات الحياة.

وأضافت: “عند وصولي إلى مخيم أدري أصبت بحالة نفسية سيئة للغاية. ولم يكن بوسعي التركيز مع من يتحدث إليّ، وفقدت الإحساس بالأيام والوقت لكنني تعافيت الآن الحمد لله. من الأشياء المؤثرة أن زوجي لم يتمكن من الخروج معنا في بادئ الأمر وبقي في الجنينة، وعند خروجي ذهبوا إليه وسألوه عني وهددوه بالقتل وأخذوا منه هاتفه. اضطر إلى الخروج من الجنينة وذهب إلى مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة، بوسط السودان. وعند الهجوم على المدينة تمكن من الخروج منها. كنا نعده من المفقودين، ولكنه وصل إلينا في المخيم قبل أسبوعين”.

ثم تختتم حديثها بالقول: “فقدت كل ما أملك. فقدت كل مدخراتي التي جمعتها على مر السنين. سرقوا سيارتي وسيارة زوجي ونهبوا منزلنا واخذوا منه كل شيء حتى الأبواب. سمعنا أنهم بدأوا بهدمه وأخذ الطوب منه وأخشى أنه عندما نعود لن نجد سوى أرض جدباء”.

*فاطمة عبد الله اسم مستعار للسيدة السودانية التي فضلت حجب اسمها الحقيقي لدواع أمنية.

**هذه الشهادة تعبر عن التجربة الشخصية للسيدة فاطمة عبد الله كما روتها لنا من وجهة نظرنا. لا يعبر المقال عن وجهة نظر الأمم المتحدة ومواقفها.

* مركز أخبار الأمم المتحدة

الوسومالجنينة السودان تشاد حرب 15 ابريل خميس عبد الله دارفور مركز أخبار الأمم المتحدة يأجوج ومأجوج

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجنينة السودان تشاد حرب 15 ابريل خميس عبد الله دارفور يأجوج ومأجوج فی مدینة الجنینة فاطمة عبد الله الأمم المتحدة فی الشوارع من الجنینة إلى مخیم أکثر من لم یکن

إقرأ أيضاً:

تحركات لاحتواء الحرب فى السودان.. وفد من مجلس السلم والأمن الإفريقى يزور بورتسودان

يتزايد الاهتمام الدولي، بالحرب في السودان، خلال الفترة الماضية، وتتزايد المساعي والتحركات الدولية، لإنهاء الصراع الدامي في السودان، بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، الزخم الدولي الذى اكتسبته قضية السودان في الآونة الأخيرة، ظهر بقوة في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، نهاية سبتمبر المنصرم، وفى المناشدات الدولية من كافة المنظمات المعنية، لإنهاء الحرب، وضمان سلامة المدنيين ووصول المساعدات لمستحقيها.

مجلس السلم والأمن الإفريقي يزور بورتسودان
وفى هذا الصدد، يكثف الاتحاد الأفريقي جهوده لإنهاء الأزمة السودانية، إذ يخطط لعقد اجتماع للجنة الرئاسية المخصصة لمجلس السلم والأمن التابع له، أكتوبر الجاري وإجراء زيارة ميدانية إلى بورتسودان، الخميس.

ويزور مدينة بورتسودان الخميس، أعضاء مجلس السلم والأمن الأفريقي، في زيارة ليوم واحد، بقيادة مصر، إذ ستستلم رئاسته هذا الشهر.

وتهدف الزيارة إلى التواصل مع أصحاب المصلحة واستكشاف السبل المؤدية إلى السلام المستدام، ومن المنتظر أن يلتقي أعضاء المجلس بكبار المسئولين في الدولة على رأسهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في لقاء يتوقع أن يناقش قضية الحرب وعضوية السودان في الاتحاد الأفريقي التي تم تعليقها.

فيما يعقد الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، رئيس اللجنة الرئاسية المؤقتة المعنية بالسودان التابعة لمجلس السلم والأمن، اجتماعاً للجنة هذا الشهر، ودعت لجنة السلم والأمن أعضاء الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي إلى دعم جهود اللجنة لإنهاء الصراع بسرعة، وفقا لصحيفة المشهد السوداني.

وخلال اجتماع يوم 25 سبتمبر الماضى، أعرب مجلس السلم والأمن عن قلقه البالغ إزاء استمرار القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وخاصة الاشتباكات الأخيرة في الفاشر، شمال دارفور، مدينا الهجمات على المدنيين، والعنف ضد النساء والأطفال، وتعطيل إيصال المساعدات.

ووقتها جدد مجلس السلم والأمن دعوته إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وأكد على الحاجة الملحة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات، كما طالب قوات الدعم السريع برفع حصارها للفاشر وحث الجانبين على ضمان المرور الآمن لعمال الإغاثة، وفقا لصحيفة سودان تربيون.

وأكد مجلس السلم والأمن التزامه بالحل السلمي، وحث جميع الجهات الفاعلة الخارجية على تجنب تأجيج الصراع، ودعا إلى مزيد من التنسيق بين الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد) والدول المجاورة.

منسقية النازحين واللاجئين تحذر من تدهور الوضع في دارفور
ومن جهتها، أعربت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين عن قلقها العميق إزاء التدهور الذى وصفته بالكارثي في دارفور وجميع أنحاء السودان، حيث أضحت الأوضاع الإنسانية مأساوية بشكل غير مسبوق نتيجة استمرار الحرب.

وذكرت المنسقية أن الضحايا يعانون من القصف الجوي والمدفعي العشوائي، إضافة إلى سوء التغذية وانتشار الأمراض في ظل غياب الأدوية والرعاية الصحية. وأكدت أن مستقبل الأطفال بات مظلماً مع انهيار النظام التعليمي بالكامل، وفقا لما نقلته وسائل إعلام سودانية.

ومن جهته قال آدم رجال، الناطق الرسمي باسم المنسقية، في بيان إن معدلات سوء التغذية وصلت إلى مستويات خطيرة نتيجة نقص الغذاء والدواء، مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا، خاصة بين الأطفال والنساء والمسنين في مخيمات النزوح المنتشرة في دارفور وأجزاء أخرى من السودان.

وسلط البيان الضوء على تدهور الأوضاع في مخيمات النزوح مثل أبو شوك، زمزم، وأبو جا، إلى جانب تزايد الأزمات في مراكز الإيواء.

وتفاقمت المأساة الإنسانية مع استمرار الاشتباكات والعنف في مناطق أخرى من دارفور، مثل مخيمات شنقل طوباي، فتابرنو، كساب، كلمة، وعطاش، حيث تعاني هذه المخيمات من نقص حاد في الموارد الأساسية، مثل الغذاء والدواء، إضافة إلى تفشي الأمراض وخطر المجاعة.

وأشار البيان أيضاً إلى أن الظروف الطبيعية مثل السيول والأمطار الغزيرة التي أدت إلى انهيار المنازل زادت من حجم المعاناة الإنسانية، وسط فشل دولي في وقف إطلاق النار ووضع حد للحرب المستمرة.

ودعت المنسقية الأطراف المتحاربة لوقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب التي ألحقت أضرار جسيمة بالشعب السودانى، وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية وفعالة للضغط على طرفي النزاع لوقف القتال، وتفعيل القرارات الدولية لحماية المدنيين، خاصة الأطفال الذين حُرموا من التعليم.

وناشدت المجتمع الدولي، وكافة السودانيين، للتحرك فوراً لإنهاء الحرب المدمرة التي مزقت النسيج الاجتماعي ودمرت التراث الثقافي للسودان، محذرة من أن البلاد قد تنزلق نحو حرب شاملة بين كافة الأطراف.

الأمم المتحدة: 3.4 مليون طفل معرضون لخطر الأمراض الوبائية
ومن جهة أخرى، دقت الأمم المتحدة جرس إنذار فيما يخص الأطفال في السودان، وأشارت إلى أن 3.4 ملايين طفل سوداني معرضون لخطر الأمراض الوبائية، بينما تواصل الكوليرا انتشارها الكبير.

وقال مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية "أوتشا" في بيان، إن السودان يعاني حاليًا من تفشي العديد من الأمراض، بما في ذلك الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة والحصبة الألمانية.

وتابع البيان :"يُقدر أن 3.4 ملايين طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بالأمراض الوبائية، وذكر المكتب الأممي أن الأزمات تنبع من الانخفاضات الكبيرة في معدلات التطعيم وتدمير البنية التحتية للصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة.

وجاء في بيان الأمم المتحدة: "بعد أكثر من 17 شهرًا من اندلاع الصراع في السودان، تشير سلسلة من المسوحات التغذوية الأخيرة في 18 ولاية إلى تدهور مثير للقلق في الوضع الغذائي، أصبح السودان الآن بين البلدان الأربعة الأولى في العالم التي تعاني من أعلى معدل انتشار لسوء التغذية الحاد الشامل بنحو 13.6 في المائة".

وأكد أن :"المسوحات المعتمدة للرصد والتقييم الموحد للإغاثة والانتقال، سجلت معدلات سوء التغذية الحاد الشامل بنسبة 30 بالمئة وما فوق عتبة المجاعة، في مناطق اللت والطويشة وأم كدادة في شمال دارفور غربي السودان".

وكشفت المنظمة الأممية، أن الصراع المستمر في بعض أجزاء السودان يجبر المزيد من الناس على الفرار من منازلهم ويؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني بالفعل، وأشارت إلى أن حوالي 8.1 مليون شخص نزحوا داخليًا داخل البلاد منذ اندلاع النزاع.

وأكدت أن حوالي 2.2 مليون شخص عبروا الحدود إلى الدول المجاورة مصر وتشاد وإفريقيا الوسطى وإثيوبيا وليبيا وجنوب السودان وليبيا، هربا من نيران الحرب.

إصابات الكوليرا تتجاوز 18 ألف
وفيما يخص الوضع الوبائى أعلنت وزارة الصحة السودانية الثلاثاء، تسجيل 188 إصابة جديدة بوباء الكوليرا في ولايات كسلا والقضارف ونهر النيل، والنيل الأبيض.

وأوضحت الوزارة في بيان، أن عدد الإصابات بالوباء ارتفعت إلى 18 ألفا و382 إصابة بينها 545 وفاة، وفقا لصحيفة المشهد السودانى.

اليوم السابع:  

مقالات مشابهة

  • كاتب فلسطيني لـ"نيويورك تايمز": المدارس في غزة أصبحت للموت وليس للتعليم
  • في “حرب جديدة”.. جيش العدو يطالب أهالي مدينة غزة وشمالها بالإخلاء فوراً
  • “حزب الله” يستهدف تجمع “الكريوت” المحاذي لساحل خليج مدينة حيفا (فيديو)
  • بنغازي: الشهادة الصحية من “مكافحة الأمراض” شرط قبول الطلبة الوافدين بمؤسسات التعليم
  • قصص من قلب دارفور عن إنسانية المتطوعين رغم المخاطر
  • (فيديو) حزب الله يدك تجمّع “الكريوت” المحاذي لساحل خليج مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة
  • عيساوي: خط الرجعة
  • ‏"اليونيفيل" تقول إن قواتها ما زالت في مواقعها في جنوب لبنان رغم طلب إسرائيل نقل بعضها
  • عائشة الماجدي: قريباً سوف نسمع الجنينة حُرة ✌️
  • تحركات لاحتواء الحرب فى السودان.. وفد من مجلس السلم والأمن الإفريقى يزور بورتسودان