قال الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر الشريف، إنه لم يبق من رمضان إلا الثلث الأخير، وأن الليلة هي أولى الليالي الوترية من العشر الأواخر، وإذا كان العلماء قد اتفقوا على أن رمضان هو خير الشهور وأفضلها، فإنهم قد اتفقوا كذلك على أن العشر الأواخر منه هي أفضل ما فيه وأعظم لياليه.

وأضاف رئيس جامعة الأزهر، خلال درس التروايح بالجامع الأزهر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحيي في العشر الأواخر الليل كله بأنواع العبادة من صلاة وذكر وقراءة قرآن، تقول أمنا عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجَدَّ وشدَّ المئزر).

وأوضح فضيلته أن ليلة القدر، هذه الليلة العظيمة يُستحب تحريها في العشر الأواخر من رمضان، وقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)، وقدم الرسول طلب "العفو"، وعفوه -جل جلاله- هو محض كرم منه ومنة، لذا تلاه بوصف الكريم، ثم زاد بوصف "تحب العفو" وفرق بين العفو وبين حب العفو، داعيا جموع المسلمين لاغتنام ما في هذه الليالي من خير وفير.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: رئيس جامعة الازهر المسلمين فضل العشر الأواخر من رمضان الجامع الأزهر العشر الأواخر

إقرأ أيضاً:

«تلاوة القرآن».. أفضل الذكر في رمضان

دلت آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية المطهرة على فضل الذكر وعموم نفعه، والثناء على أهله والحث على الإكثار منه، ولا شك في أن من أعظم ما يتقرب به المسلم إلى ربه - عز وجل - خاصة في مثل هذه الأيام المباركات التي يضاعف فيها الأجر، ذكر الله تعالى الذي تحيا به القلوب، وتحط به الخطايا والذنوب، وترفع به الدرجات، فالحمد لله الذي أذن لنا بذكره، ورضي منا بشكره، فيقول الله سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ...)، «سورة آل عمران: الآية 191». ويقول الله عز وجل: (...وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)، «سورة الأحزاب: الآية 35»
وعن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت»، (صحيح البخاري، 6044). ورمضان موسم للتنافس في عمل الصالحات والاجتهاد في تحصيل القربات، فهو شهر الخيرات والبركات، ومضاعفة الأجر والحسنات، فيه تتنزل الرحمات الربانية، وتتجلى النفحات النورانية، والصائم في هذا الشهر الفضيل يسارع إلى مرضاة الله تعالى، ويسابق في اغتنام الأجر والثواب. وفضل الذكر في رمضان عظيم، وأفضل الذكر تلاوة القرآن الكريم، ويتضاعف الأجر والثواب للذاكر في رمضان، والذكر هو رياض المؤمن ومرتعه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» قلت: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: «المساجد» قلت: وما الرتع يا رسول الله؟ قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر»، (سنن الترمذي،). وإن الذاكر لله - عز وجل - يكون في معية ربه تعالى حال ذكره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: «قال الله تعالى: أنا مع عبدي حيثما ذكرني وتحركت بي شفتاه»، (صحيح البخاري). وإن من أفضل الذكر في رمضان تلاوة القرآن الكريم، ولنا في رسول الله ﷺ أسوة حسنة في ذلك، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله ﷺ أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله ﷺ أجود بالخير من الريح المرسلة»، (صحيح البخاري).
فينبغي للصائم أن يُكثر من تلاوة كتاب الله تعالى وتدبر معانيه والتفكر في آياته، كما كان رسول الله ﷺ يعتكف في العشر الأواخر من رمضان ليجتمع قلبه وفكره على ربه عز وجل، ويكثر من ذكره ومناجاته. هذا ولقد سن النبي ﷺ أذكاراً كثيرة، فيها الخير العظيم والثواب الجزيل، منها: أذكار الصباح والمساء، فحري بالصائم أن يواظب عليها في رمضان وغيره من الأوقات، ومنها كذلك: ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: «من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مئة مرة، حطت خطايا، وإن كانت مثل زبد البحر»، (متفق عليه).
فعلى الصائم أن يلازم ذكر الله تعالى دائماً، ولا يغفل عنه أو يتكاسل، وليكن ذلك أفضل ما يشغل به نفسه ووقته بعد أداء الفرائض، حتى يكتب عند الله من الذاكرين الله كثيراً، والذاكرات.

مستحبات في رمضان
إنَّ الصيام من أجلِّ العبادات التي نتقرب بها إلى الخالق -عز وجل- وهو خير زاد للآخرة، وقد جعل الله تعالى أجره على نفسه وتكفل به، مما يدل على عظمة ثواب الصيام، قال جل في علاه في الحديث القدسي عن رَسُولُ اللهِ: «إِنَّ اللهَ يَقُولُ: إِنَّ ‌الصَّوْمَ ‌لِي وَأَنَا أَجْزِي بِه»، فحريّ بالمسلم أن يحرص على صيامه ويحفظه مما يفسده، ويصونه مما يجرحه، فيجتهد في أداء واجباته واجتناب مفسداته، ويحرص على مستحباته وآدابه. إنَّ للصيام مستحبات عديدة، منها: أكلة السحور، والتي بها تتنزل على الصائمين البركات، ويتقوون بها على الصيام والعبادات، فعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ: «‌تَسَحَّرُوا ‌فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»، وتعجيل الفطور من المستحبات أيضاً، ولو على جرعة من ماء، فقد ورد في الحديث أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا ‌عَجَّلُوا ‌الفِطْرَ»، ومن المستحبات كذلك أن يكثر الصائم من العبادات، كذكر الله وتلاوة القرآن وبذل الصدقات وإطعام الطعام وتفطير الصائمين، قال النَّبِيِّ: «‌منْ ‌فَطَّرَ ‌صَائِماً، كَانَ لَهُ، أَوْ كُتِبَ لَهُ، مِثْلُ أَجْرِ الصَّائِمِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئاً». والفطر على رطبات أو تمرات أو جرعات من ماء، سُنة مستحبة. ومن آداب الصيام المستحبة حفظ اللسان وتقليل الكلام.

أخبار ذات صلة من قيم المجتمع في رمضان منصور الفيلي.. سند «البوم 2»

مقالات مشابهة

  • قرار لرئيس الوزراء.. تجديد تكليف محمد فكري في منصب نائب رئيس جامعة الأزهر للبنات
  • رئيس جامعة الأزهر للطلاب للوافدين: اشكروا الله على نعمة الاختصاص بطلب العلم
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العبادة وحسن الخلق وجهان لعملة واحدة
  • أنواع صدقة التطوع.. الأزهر للفتوى يوضحها
  • أدعية العشر الأوائل من رمضان
  • «تلاوة القرآن».. أفضل الذكر في رمضان
  • ما حكم التبتل؟.. نائب رئيس جامعة الأزهر يجيب
  • رئيس جامعة الأزهر: تغييب الشباب بالمخدرات طريق لإضعاف الأوطان
  • ما حكم التبتل؟.. نائب رئيس جامعة الأزهر يجيب (فيديو)
  • رئيس جامعة الأزهر: التيسير سمة أصيلة في التشريع الإسلامي وآيات الصيام خير دليل