المظاهر الرمضانية في باريس والمدن الفرنسية ( صور)
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
يعتبر الإسلام هو الديانة الثانية في فرنسا إذ يشكل المسلمون ما يقارب ال10% من إجمالي السكان، ولأن فرنسا منفتحة علي الأديان والثقافات يوجد الآن ما يزيد علي 2260 مسجد وزاوية للعبادة بفرنسا وما يقارب ال60 مسجد ومركز إسلامي تغطي سائر المدن الفرنسية، ومن أشهرها وأقدمها المسجد الكبير بباريس التابع لمجلس الديانة الإسلامية.
استطاعت الجالية الإسلامية الكبيرة في باريس وسائر المدن الفرنسية أن تجعل لأعيادها وشعائرها الدينية طابعا مميزا يختلف عن سائر المدن الأوروبية الأخري.
وأصبح الفرنسيون أنفسهم يشعرون بعبق تلك المناسبات ويرون الكثير من المظاهر الاحتفالية المتعددة بتعدد أبناء الجالية الإسلامية فيما بينها والتي تجتمع في احتفالياتها حول ظاهرة بعينها وإن تفاوتت فيما بينها في اختلاف العادات والتقاليد ولكنها في النهاية تتعلق بالمناسبة الدينية والتوحد حول شعائرها وأداء فرائضها، وكل ذلك بالفعل أثري الاحتفالات والمناسبات المختلفة، وبدأ المسلم المهاجر يعيش الجو الديني والترفيهي فانكسر حاجز الغربة، ومن أهم تلك المناسبات الغالية علي قلوب المسلمين وقلوب الجالية الإسلامية بفرنسا هو قدوم شهر رمضان المبارك والاستعداد الكبير له ليصبح بتعدد مظاهره علي قائمة الاحتفالات الدينية الأخري، وقد لوحظ أنه من عام لعام تتزايد المظاهر الاحتفالية به من خلال استعداد الجالية لاستقباله لدرجة بسبب تعدد الجاليات تشعر بأنك تري احتفالات ومظاهر الاحتفال والاستعداد له من صلاة وإفطار وصدقات لكل بلاد العالم الإسلامي، فمع اليوم الأول من هذا الشهر اكتظت السلع الرمضانية وشتي متطلبات الجالية في المحلات العربية والفرنسية وأيضا في الأسواق الشعبية التي تقام في الأحياء الباريسية طوال الأسبوع وفي شتي المدن الفرنسية الأخري،
فالسلع الرمضانية منتشرة ومتوافرة لدي البائعين مع إقبال كثيف لأبناء الجالية علي الشراء لإعداد الأطعمة المختلفة وإعداد الحلوي الرمضانية الشرقية منها والمغاربية التي تقدم عند الإفطار، وتكثر الزيارات في جو من التآخي والكرم العربي والإسلامي للضيافة داخل البيوت وخارجها بالمطاعم العربية التي تقدم الأطعمة المعدة لهذا الشهر وتتنافس فيما بينها لجلب الزبائن من الصائمين، كذلك تمتلئ محلات البقالة العربية ومحلات بيع اللحوم علي الشريعة الإسلامية وأيضا محلات الحلوي الرمضانية بمسمياتها المختلفة التي يحرص الصائم علي تناولها عند الإفطار،
كما تجد مظاهره بالأسواق الشعبية المنتشرة في باريس والمدن الفرنسية، لذلك تتصدر مبيعاتها بجانب التمور والمكسرات واللحوم قائمة المشتريات ثم إن الأحاديث التي تدور قبل وإثناء تناول الإفطار وتناول حبات التمر من أيد لأيد مع التهنئة بالإفطار والشهر المبارك، ثم تناول أكواب الحليب بالقهوة المصحوبة بالفطائر والحلوي إيذانا بقدوم أطباق الشوربة، وكذلك يشعر الصائم بالجو الرمضاني الذي افتقده في بلاده. ويعتبر المسجد الكبير بباريس وكأنه قبلة المسلمين في فرنسا وعادة تجد تجمعات كبيرة للمصلين وبخاصة أثناء صلاة الجمعة و صلاة التراويح وداخل المسجد تنبعث روائح طيبة من المسجد كالبخور ورائحة المصلين الطيبة وتجد في مدخل المسجد كميات كبيرة من المساعدات العينية كالمأكولات والأطعمة والتمور والألبان والمياه التي يقدمها المقتدرون من أبناء الجالية في شكل صدقات للفقراء والمحتاجين الذين ينتشرون حول المساجد لطلب الحاجة تماما مثل ما يحدث عند ساحات مساجدنا الشهيرة بالقاهرة والمدن المصرية.
كما أن الإذاعات العربية كإذاعة الشمس والشرق وإذاعة فرنسا المغرب تقوم بتقديم البرامج الدينية والترفيهية والأغاني الرمضانية والفوازير وكثير من البرامج المعدة لشهر رمضان وبخاصة البرامج المفتوحة مع جمهور الصائمين، وتقوم إذاعة الشرق بنقل صلاة التراويح من الحرم مباشرة للجالية الإسلامية بفرنسا. لقد تضافرت كل تلك العادات وخلفت الإحساس بالجو الرمضاني في العاصمة الباريسية وسائر المدن الفرنسية لكثرة عدد الجالية الإسلامية بها، وانتقلت مظاهرها إلي باقي العواصم الغربية الأخري، لذلك قامت الأسواق والمحلات الفرنسية الكبري بتقديم السلع الرمضانية وأطعمة الحلال لأبناء الجالية.ففي محلات كارفور الشهيرة ومحلات اوشان، وكذلك محلات أودي، ومترو تجد أنواعا كثيرة من أجود التمور العربية وبخاصة الجزائرية والتونسية، والمكسرات بكل أنواعها والمشروبات والألبان والحلوي، واللحوم التي كتب عليها مذبوحة حسب الشريعة الإسلامية ناهيك عن المحلات والمقاهي العربية. وفي الإحياء الشعبية الشهيرة في باريس كمنطقة باريس الشهيرة بالدائرة الثامنة عشر تجد تجمعات الشباب من أبناء الجالية والإقبال علي شراء الكتب الدينية وأشرطة القرآن وشراء البخور وغيرها،
كما تسمح السلطات الفرنسية للمساجد والمقاهي والمطاعم بفتح أبوابها لوقت متأخر من الليل تشجيعا منها لأبناء الجالية ليتمكنوا من ممارسة شعائرهم وعادتهم الرمضانية، ففي وقت متأخر من الليل تشهد بعض المقاهي والمطاعم المغاربية ممارسة بعض الألعاب الجماعية من أجل الترفيه والترويح وهي ألعاب مخصصة لشهر رمضان، كما تشهد حركة السير في الطرق بباريس ازدحاما كبيرا وبخاصة في الساعة التي تسبق موعد الإفطار مما يسبب ارتباكا كبيرا وتشكل حالات طوارئ طوال الشهر المبارك لتنظيم حركة المرور في الإحياء التي تسكنها أغلبية عربية وإسلامية كما يلاحظ خلو الكثير من المطاعم الفرنسية والعربية طوال شهر رمضان حتي أصبح الفرنسيين وغيرهم من الجنسيات الأخري يعرفون رمضان ويقدرونه جيدا بعد أن أصبح جزءا من ثقافتهم، إن قضاء رمضان في فرنسا بما يحتوي عليه من مظاهر سرية لإقبال الجاليات الإسلامية عليه والقيام بالعبادة علي أكمل وجه يعتبر من أجمل الأيام التي تعيد للأذهان أزمنة التراث الإسلامي وعاداتها الأصيلة في بلداننا كما أنه يدخل البهجة في النفوس ويؤثر علي أجواء الحياة وطابعها بفرنسا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: باريس شهر رمضان السلطات الفرنسية المدن الفرنسية الجالیة الإسلامیة المدن الفرنسیة فی باریس
إقرأ أيضاً:
مصدر دبلوماسي بجوبا يكشف ل “المحقق” حقيقة وضع الجالية السودانية ويؤكد: “ما جرى معزول”
أكد مصدر دبلوماسي رفيع بعاصمة جنوب السودان، جوبا، أن أوضاع الجالية السودانية بالعاصمة وولايات دولة جنوب السودان تشهد استقراراً بدرجة كبيرة،
و قال المصدر لموقع “المحقق” الإخباري (الخميس) إن البعثة الدبلوماسية السودانية بجوبا أصبحت لا تتلقى حالياً بلاغات أو شكاوى اعتداءات من الجالية كما كان في الفترة السابقة.
لهذه الأسباب:
و أرجع المصدر الهدوء لعاملين الأول جهود حكومة جنوب السودان بالانتشار الكثيف للقوات الأمنية للسيطرة على الأوضاع فضلاً عن فرضها لحظر التجوال لمدة 12 ساعة (من 6 مساءاً إلى 6 صباحاً) فيما شكل قرار قطع الشبكة عن مواقع التواصل الاجتماعي عاملاً مهماً فى تخفيف حدة بث خطاب الكراهية الهمجي المؤجج للأزمة من قبل بعض العناصر.
عودة الحياة:
و كشف المصدر عن عودة الحياة إلى طبيعتها مشيرا إلى أن التجار عادوا الى مواقع عملهم و تم فتح الأسواق. و أشار المصدر في هذا الصدد إلى أن إغلاق الأسواق الذى تم في 16 يناير الماضي و حتى 31 منه، و شمل أيضاً إلى جانب التجار السودانيين تجار من دول أخرى على رأسها الصومال و إثيوبيا و إريتريا ألحق ضرراً كبيراً بالمواطن الجنوب سوداني ، حيث أصبحت هنالك حالة شلل تام بالسوق و ارتفعت الأسعار بسبب الندرة معتبراً أن الشلل الذى أصاب السوق كان أحد أهم الارتدادات السالبة للأزمة، ولم يستبعد المصدر أن يكون نجم عنها تكلفة اقتصادية باهظة و ذلك بسبب تضرر المواطن في احتياجاته اليومية، الأمر الذي أسهم في خلق خطاب مضاد للخطاب السائد فضلا عن اتاحته لمساحة كبيرة للأصوات الجنوب سودانية التى تتسم بالعقلانية و الموضوعية فى التعامل مع الأزمة و المطالبة بأن تتم محاسبة الذين تسببوا في التحريض.
استغلال:
و تابع المصدر: “هناك مجرمين و متفلتين يستغلون الأزمات لممارسة السرقة والنهب، و لكن هنالك أيضاً محرضين معروفين للرأي العام يبثون خطاب الكراهية”.
و أكد أن الخطاب المضاد لخطاب الكراهية أسهم في خلق حالة استقرار تصدى بصفه جبرية للذين حاولوا جعل المسألة مستدامة.
“ارتباط مصالح”
و حول عمليات الإجلاء للرعايا السودانيين أكد المصدر الدبلوماسي في حديثه مع “المحقق” أن هنالك بعض أفراد الجالية فضل البقاء بالجنوب لارتباطهم بمصالح اقتصادية تجارية أو عملية كالأطباء و أساتذة وطلاب الجامعات، وأضاف أن هؤلاء وجدوا تفاعلا إيجابياً بعد رجوعهم لأماكن عملهم عكس ما كان متوقعاً حيث كان ينتاب البعثة القلق من حدوث حالات شد و جذب،
مشيراً إلى أن طلاب الجامعات جلسوا لامتحاناتهم وفق الجداول الموضوعة أصلا من قبل جامعاتهم دون حدوث أي احتكاك ، بل على العكس فقد وجدوا الدعم و المساندة من زملائهم الجنوب سودانيين.
حدث معزول:
و اعتبر المصدر أن ما حدث للجالية بدولة جنوب السودان أمر معزول عن غالب أهل جنوب السودان، و أن من قامت به فئة ضيقة و منبتة ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي فى أن يكون لها صوت عالٍ طغى على أصوات الآخرين و أن ما حدث لا يمثل راى غالب أهل جنوب السودان الذين يربطهم بالسودان التاريخ كما أنه لا يمثل غالب النخب المثقفة و المتعلمة و أساتذة الجامعات ، و تابع بقوله ..بل حتى المواطن البسيط كان ينتقد هذا السلوك
علاقة خاصة:
و لفت إلى أن بعض الأحياء شكلت لجان داخل المدن من الشباب لحماية اصحاب البقالات الصغيرة و الدكاكين من التجار السودانيين في جوبا و الولايات الأخرى عازياً ذلك للعلاقة الوثيقة التى قامت بين المواطنين الجنوب سودانيين و تجار الشمال الذين كثيرا ما يشيرون إلى أنهم يراعون لأوضاعهم المالية عبر منحهم احتياجاتهم بالدفع الآجل أو ما يعرف (بدفتر الشهر) خلاف الجنسيات الأخرى من التجار الأجانب بدولة الجنوب الذين يطالبون بالدفع العاجل .
الترحيل الطوعى:
و فيما يلى العودة الطوعية أشار المصدر إلى أنه و نتيجة لهدوء الأوضاع و عودتها إلى طبيعتها فقد أنسحب بعض من الذين قيدوا أسماءهم للعودة للوطن و ذكر مثالا لذلك منطقة (بور) حيث سجل (170) سودانياً للعودة غير أن الذين غادروا ضمن عمليات التفويج الذى تفذته السفارة (23) فقط أي بنسبة انسحاب بلغت 80% حيث فضل هؤلاء البقاء نتيجة التطمينات و أن الوضع عاد إلى طبيعته لمواصلة عملهم بالجنوب ، و قال المصدر إن البعثة تمكنت حتى الآن من إجلاء 4127 مواطناً و مواطنة عبر (26) رحلة جوية (تاركو – بدر ) كمرحلة أولى كان آخرها يوم الثلاثاء الماضى و لفت إلى أن السفارة منحت اولوية الاجلاء للأسر و الأبناء ثم الشباب.
مرحلة لاحقة:
و كشف المصدر عن أن الترتيبات تمضي لإنفاذ المرحلة الثانية من الإجلاء حيث تطالب مجموعة أخرى فى مدينتي واو و أويل بالاجلاء لافتا إلى أن التنسيق و الترتيب جاري حاليا مع مجلس السيادة الإنتقالي و سلطة الطيران المدني و الشركات لإجلائهم و هى أن كل الأطراف مستعدة لتسيير جسر جوي آخر لإجلاء الراغبين فى العودة الطوعية إلى أرض الوطن .
حضور برغم الظروف؛
المصدر أكد أنه برغم عمليات الاجلاء التى تمت حتى الآن ، إلا أن وجود السودانيين بدولة جنوب السودان ما زال قائما من خلال حضورهم فى الأعمال التجارية و القطاع الصحي و التعليم العالي و العام و أكد أن المدارس السودانية لم تتأثر بالأزمة و أن الطلاب السودانيين انتظموا فى مدارسهم وأن عدداً منهم سوف يجلسون لإمتحانات الشهادة السودانية للعام (2024) م المقرر له الفترة المقبلة و تابع يمكننا القول أن الأمور عادت إلى نصابها.
المحقق – مريم أبشر – خاص
إنضم لقناة النيلين على واتساب