قتل عشرات الفلسطينيين في الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة الذي دمرته الحرب، حيث وقعت مأساة جديدة، السبت، أثناء توزيع الغذاء على السكان الذين يعانون من الجوع، وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل.

وفي مواجهة خطر المجاعة في القطاع الفلسطيني المحاصر، غادر أسطول صغير قبرص باتجاه غزة لنقل 400 طن من المساعدات الإنسانية، وهي كمية غير كافية في مواجهة الاحتياجات الهائلة.

وبعد نحو ستة أشهر من بدء الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، نفذ الجيش الإسرائيلي غارات جديدة على قطاع غزة أسفرت عن مقتل 82 شخصا على الأقل خلال الـ24 ساعة الماضية، وفق وزارة الصحة التي تديرها الحركة الفلسطينية. وبذلك يرتفع إجمالي عدد القتلى في غزة إلى 32705 غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب الوزارة.

وفي مؤشر الى التدهور الكبير للوضع الإنساني، أفاد مسؤول في الهلال الأحمر الفلسطيني بمقتل خمسة أشخاص وإصابة العشرات جراء إطلاق نار وتدافع أثناء توزيع مساعدات، فجر السبت، في قطاع غزة.

وأظهرت مقاطع مصورة لوكالة فرانس برس قافلة من الشاحنات تتحرك بسرعة أمام نفايات تحترق قرب نقطة توزيع في الظلام قبيل الفجر فيما سمع صراخ الناس ودوي إطلاق نار كان بعضه طلقات تحذيرية، وفق شهود عيان.

يعيش المدنيون مأساة بسبب الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة

ووقع الحادث بحسب الهلال الأحمر بعدما تجمع آلاف الأشخاص بانتظار وصول حوالى 15 شاحنة من الطحين والمواد الغذائية الأخرى، والتي كان من المفترض تسليمها عند دوار الكويت بمدينة غزة في شمال القطاع.

وأفاد شهود عيان وكالة فرانس برس بأن أشخاصا كانوا يشرفون على توزيع المساعدات أطلقوا النار في الهواء، ما تسبب في إصابة عدة أشخاص، لكن دبابات إسرائيلية تتمركز على بعد مئات الأمتار أطلقت أيضا نيرانا "كثيفة"، كما صدمت بعض الشاحنات أفرادا كانوا يحاولون الحصول على مواد غذائية.

وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه "ليس على علم بالحادث".

"ليس لدينا ما يكفي من الطعام"

قبل بضعة أيام، لقي 18 فلسطينيا حتفهم من بينهم 12 غرقا، فيما كانوا يحاولون الحصول على غذاء أنزل بمظلات إلى القطاع. وفي كل مرة، يحدث الأمر نفسه. على اليابسة، يراقب السكان الطرود التي ترمى من الجو ثم يندفعون عند هبوطها ما يتسبب بتدافع.

ووفق الأمم المتحدة، يواجه سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون شخص خطر المجاعة فيما تدخل المساعدات الإنسانية التي تخضع لرقابة من الجانب الإسرائيلي، بكميات قليلة إلى الأراضي الفلسطينية التي تديرها حماس منذ العام 2007.

وقالت أماني (44 عاما) وهي أم لسبعة أولاد لجأت إلى مخيم الشاطئ لوكالة فرانس برس الجمعة "ليس لدينا ما يكفي من الطعام والماء".

والخميس أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بـ"ضمان توفير مساعدة إنسانية عاجلة" لقطاع غزة من دون تأخير مؤكدة أن "المجاعة وقعت".

فلسطينيون يتجمعون على الشاطئ أثناء جمع المساعدات أسقطتها طائرة بشمال قطاع غزة في25 مارس 2024

وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) فيليب لازاريني، إن على إسرائيل "السماح للأونروا بايصال القوافل الغذائية إلى شمال قطاع غزة... يوميا وفتح نقاط عبور برية أخرى".

ورفضت إسرائيل هذه الاتهامات الجمعة مؤكدة أنها غير معنية بتوزيع المواد الغذائية في غزة مع اتهامها وكالات تابعة للأمم المتحدة بعدم القدرة على إدارة كمية المساعدات التي تصل إلى هناك يوميا.

وكانت إسرائيل تعهدت ردا على الهجوم الذي أسفر عن مقتل 1160 شخصا وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية

وخطف خلال هجوم حماس نحو 250 شخصا ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم. 

"أعيدوهم إلى بيوتهم"

في تل أبيب، تظاهر آلاف الإسرائيليين السبت مجددا دعما لأسر الرهائن التي دعت إلى تظاهرة حاشدة أمام مقر الكنيست في القدس الأسبوع المقبل.

وهتفت شيرا إلباغ التي خطفت ابنتها ليري البالغة 19 عاما "أعيدوهم إلى بيوتهم الآن".

وفي حين بدا أن المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل للتوصل إلى هدنة وصلت إلى طريق مسدود، أفاد مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الجمعة، بعد لقائه رئيسي الاستخبارات الإسرائيلية الموساد والشين بيت، بأنه "وافق على جولة من المفاوضات في الأيام المقبلة في الدوحة والقاهرة... للمضي قدما".

تظاهرات في إسرائيل للضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو للتوصل لاتفاق يفرج عن الرهائن في غزة

وعقدت في الأشهر الأخيرة جولات تفاوض عدّة عبر الوسطاء الدوليين مصر وقطر والولايات المتحدة، ولكن من دون نتيجة، فيما تبادل الطرفان الاتهامات بعرقلتها. 

ومنذ بداية الحرب، تم التوصل إلى هدنة واحدة لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر سمحت بالإفراج عن حوالى مئة رهينة خطفوا خلال هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل.

ورغم قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف إطلاق النار، فإن حدة القتال لم تتراجع.

منظمة الصحة "قلقة للغاية"

السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي الذي يتهم مقاتلي حماس بالتحصن في المستشفيات، مواصلة "عملياته" لليوم الثالث عشر على التوالي داخل مستشفى الشفاء، أكبر مجمع استشفائي في مدينة غزة، وفي محيطه.

ووفق منظمة الصحة العالمية، لا يزال 100 مريض و50 عاملا صحيا في المجمع. وقال المدير العالم للمنظمة الأممية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر منصة إكس "نحن قلقون للغاية".

معارك مستمرة في محيط مجمع الشفاء الطبي في شمال غزة

من جهتها، تقول حماس إن القوات الإسرائيلية موجودة أيضا في مستشفيي ناصر والأمل الواقعين في مدينة خان يونس (جنوب).

وإلى الجنوب، يتجمع في رفح 1,5 مليون فلسطيني، غالبيتهم من النازحين، يخشون هجوما بريا إسرائيليا أمر نتانياهو الجيش بالإعداد له. 

وبينما تعارض الولايات المتحدة هذا الهجوم، وافقت الإدارة الأميركية مؤخرا على نقل قنابل وطائرات مقاتلة إلى حليفتها الإسرائيلية بقيمة مليارات الدولارات، بحسب ما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين.

إقليميا، أعلنت الأمم المتحدة السبت إصابة ثلاثة من مراقبيها العسكريين ومترجم بانفجار بالقرب منهم خلال دورية على طول الخط الأزرق في جنوب لبنان، مؤكدة أنها "تحقق في أصل الانفجار" الذي اعتبره رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي "حادثا خطيرا".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فرانس برس قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

سموتريتش: مستوطنة جديدة مقابل كل اعتراف بالدولة الفلسطينية

هدد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم الاثنين الأول من تموز 2024 ، بإقامة مستوطنة جديدة مقابل كل اعتراف جديد بالدولة الفلسطينية.

وخلال مؤتمر صحفي نقلته صحيفة "هآرتس" العبرية، قال سموتريتش: "مقابل كل دولة تعترف من جانب واحد بالدولة الفلسطينية، سنقيم مستوطنة جديدة، وبالتالي نبرز إلى الواجهة الفكرة الوهمية المتمثلة بإقامة دولة فلسطينية والتي ستعرّض وجود دولة إسرائيل للخطر".

وأضاف زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف: "التصريح بتشريع خمس بؤر استيطانية هو رد على الخطوة الأحادية الجانب التي اتخذتها الدول التي اعترفت مؤخرا بالدولة الفلسطينية".

وخلال الأسابيع الماضية، اعترفت كل من أيرلندا وإسبانيا والنرويج وسلوفينيا وأرمينيا بدولة فلسطين، ما يسمح بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها.

وعليه، قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، الأسبوع الماضي، "شرعنة 5 بؤر استيطانية بالضفة الغربية وتحويلها إلى مستوطنات".

وعن الأوضاع في غزة ، دعا سموتريتش إلى تشكيل حكومة عسكرية في القطاع بعد التقارير عن قرب إعلان الجيش عن انتهاء مرحلة القتال العنيف في قطاع غزة والانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب.

واعتبر أن "الحكومة العسكرية في غزة هي التي ستسمح للجيش الإسرائيلي باحتلال المنطقة والسيطرة عليها ومنع عودة حماس واستعادة قوتها".

وادعى: "لقد حقق الجيش إنجازات عظيمة في ضرب حماس والبنية التحتية المعادية، لكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل، لن نوقف الحرب حتى نحقق جميع أهداف الحرب المتمثلة في تدمير حماس وإعادة جميع الرهائن".

وفي معرض الحديث عن المساعدات الإنسانية الواصلة لقطاع غزة، طالب سموتريتش بـ"تحمل (تل أبيب) مسؤولية توزيعها وذلك لضمان عدم وصولها إلى حماس".

ولأكثر من مرة، قالت مؤسسات أممية إن إسرائيل تفرض قيودا على دخول المساعدات لقطاع غزة ما يجعل تقديم الاستجابة الإنسانية "أمرا مستحيلا".

كما عدّ الوزير الإسرائيلي الإفراج عن مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية "فضيحة وفشل كبيرين".

وصباح الاثنين، أطلقت إسرائيل سراح أبو سلمية بعد اعتقاله في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وذلك ضمن 54 أسيرا أفرجت عنهم بسبب الاكتظاظ في سجونها، وفق صحيفة "معاريف" العبرية.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • مسؤول إسرائيلي يكشف السبب وراء تنفيذ عملية جديدة في الشجاعية
  • هجمات 7 أكتوبر.. دعوى قضائية على 3 دول
  • سموتريتش: مستوطنة جديدة مقابل كل اعتراف بالدولة الفلسطينية
  • أكاديمي إسرائيلي يستعرض تاريخ الصراع مع حماس.. لن ترفع الراية البيضاء
  • يديعوت أحرونوت: غضب من صحفية يابانية نفت ارتكاب حماس عمليات اغتصاب
  • مسؤول إسرائيلي: تل أبيب ترصد إمكانية تغير موقف حماس من مقترح صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة
  • خطط ما بعد الحرب تقترح عيش الفلسطينيين داخل جزر وفقاعات في قطاع غزة
  • مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة اقترحت لغة جديدة بشأن مقترح الرهائن ووقف إطلاق النار بغزة
  • بؤس وانتظار للموت.. الحياة في غزة لا تطاق
  • صياغة أميركية جديدة للتوصل لاتفاق وقف النار بغزة