روسيا: ضرورة مراعاة الواقع الجيوسياسي الجديد عند التفاوض
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
عواصم (وكالات)
أخبار ذات صلة زيلينسكي يقدم تعهدا بشأن منشآت النفط في روسيا روسيا تطلق حملة الربيع للتجنيد العسكريصرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، بأنه يتعين على الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أن يأخذ في الاعتبار الواقع الجيوسياسي الجديد عند الحديث عن المفاوضات مع روسيا.
وقال بيسكوف، رداً على تصريحات زيلينسكي، عن إمكانية التفاوض مع روسيا، دون النظر إلى حدود عام 1991: «لقد تغير الواقع الجيوسياسي بشكل كبير، منذ بدء العملية العسكرية الخاصة، وتغيرت حدود كل من أوكرانيا وروسيا»، حسبما ذكرت لوكالة «سبوتنيك» أمس.
وكانت كييف قد ذكرت في وقت سابق أن بدء مفاوضات السلام أمر مستحيل حتى تغادر القوات الروسية أراضي أوكرانيا داخل حدود عام 1991.
وقال زيلينسكي إن روسيا ستكون «مستعدة للحوار» إذا تمكنت أوكرانيا من الوصول إلى حدود 2022 أي ما قبل بدء العملية العسكرية الخاصة، حسبما أفادت تقارير إعلامية.
وفي الأثناء، أعلن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أن المناقشات بشأن «خطة السلام» التي اقترحها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، كانت محور اجتماع جمعه بنظيره الهندي سوبراهمانيام جايشانكار.
والتقى كوليبا مع جايشانكار، في أول زيارة لمسؤول أوكراني رفيع المستوى إلى الدولة الواقعة في جنوب آسيا منذ بدء الأزمة الأوكرانية قبل عامين، إذ ستستمر ليومين، وفقاً لما أوردته «بلومبرغ».
وأضاف كوليبا: «لقد أولينا اهتماماً خاصاً لصيغة السلام والخطوات التالية على طريق تنفيذها»، في إشارة إلى مبادرة تتطلب انسحاباً روسياً من جميع الأراضي الأوكرانية.
واقترح زيلينسكي في ديسمبر من عام 2022، خطة من 10 نقاط لتحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا، وبذل جهود دبلوماسية حثيثة لتقديم خطته لزعماء العالم، وفي طليعتهم الرئيس الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
بدوره، قال جايشانكار في منشور عبر حسابه بمنصة «إكس» إن اجتماعه مع كوليبا «ركز على الأزمة المستمرة وتداعياتها الأوسع نطاقاً»، مشيراً إلى أنهما «تبادلا وجهات النظر بشأن مبادرات مختلفة في هذا السياق»، كما ناقشا وسائل زيادة التجارة في اجتماع بين الحكومتين.
وتعمل سويسرا لاستضافة قمة عالمية للسلام بحلول الصيف، وتسعى إلى تشكيل تحالف واسع من الدول لحل الأزمة الروسية الأوكرانية، إذ قال وزير الدفاع السويسري إنه «من المحتمل جداً ألا تشارك روسيا في الجولة الأولى من المناقشات».
وتدفع الهند التي تربطها علاقات اقتصادية وسياسية عميقة مع روسيا، باستمرار إلى الحوار والدبلوماسية لإنهاء الأزمة، وتحدث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف في وقت سابق من هذا الشهر، إذ ظلت نيودلهي متشككة بشأن نتيجة قمة السلام دون مشاركة روسيا.
وتأتي زيارة كوليبا للهند في وقت تمر فيه أوكرانيا بأصعب الظروف منذ بدء الأزمة في عام 2022، مع سيطرة روسيا على الخطوط الأمامية، ووسط تجميد واشنطن دعمها العسكري الإضافي، بسبب الانقسامات في الكونجرس.
ومع ذلك، أعرب كوليبا عن ثقته في تواصل واشنطن إلى اتفاق لتمرير حزمة مساعدات جديدة، بغض النظر عن نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل.
مساعدات
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، إن أوكرانيا إذا لم تحصل على المساعدات العسكرية التي وعدتها بها الولايات المتحدة وتعرقلها خلافات في الكونجرس، فسيكون على قواتها التراجع «بخطوات صغيرة».
وأضاف زيلينسكي «إذا كان الدعم الأميركي غير موجود، فيعني ذلك أننا ليس لدينا دفاعات جوية، أو صواريخ باتريوت، أو أجهزة تشويش للحرب الإلكترونية، أو طلقات مدفعية من عيار 155 ملليمتراً».
وأضاف «يعني ذلك أننا سنتراجع، سنتقهقر، خطوة تلو الأخرى، بخطوات صغيرة»، وتابع «نحاول العثور على سبيل ما كي لا نتراجع».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: روسيا الكرملين دميتري بيسكوف فلاديمير زيلينسكي أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يمد يده بالسلام مع روسيا: علينا إيقاف الحرب
أبدى الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي، اليوم السبت، رغبته في الدخول في مُحادثات سلام مع روسيا.
اقرأ أيضاً: صحف عبرية: حماس تعمدت إذلال إسرائيل في مراسم تسليم الأسرى
سر مُثير عن مراسم تسليم المُجندات الإسرائيليات في غزة حماس: حافظنا على أسرى الاحتلال التزاما بأخلاقنا وأعرافناوقال الرئيس زيلينسكي، في بيانٍ نشرته وسائل إعلام أوكرانية، إنه يجب على حلفاء أوكرانيا العمل على تحديد صيغة لأي محادثات سلام مقبلة مع روسيا.
وشدد الرئيس الأوكراني على ضرورة إشراك بلاده في أي مُحادثات تتم من أجل الوصول إلى السلام من جديد، وقال :"أي مُحادثات تتم دون تمثيل أوكراني لن تُحقق نتائج حقيقية".
وأضاف :"أتفهم أن الاتصالات في هذا الصدد يُمكن أن تكون بصورٍ مُختلفة، أعتقد أننا يجب أن نُركز على كيفية الوصول إلى سلامٍ عادل".
بدأت الحرب بين روسيا وأوكرانيا في فبراير 2022، لكنها تعود جذورها إلى سنوات من التوتر السياسي والتاريخي بين البلدين. أحد الأسباب الرئيسية هو النزاع حول السيادة الوطنية لأوكرانيا. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، أصبحت أوكرانيا دولة مستقلة، ولكنها ظلت مرتبطة ثقافيًا واقتصاديًا بروسيا. ومع ذلك، بدأت أوكرانيا تميل نحو الغرب، خصوصًا بعد ثورة "الميدان الأوروبي" عام 2014 التي أطاحت بالرئيس الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش.
ردًا على ذلك، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في 2014، مما أثار إدانة دولية واسعة النطاق. تبع ذلك تصاعد الصراع في شرق أوكرانيا، حيث دعمت روسيا الانفصاليين في منطقتي دونيتسك ولوهانسك. يُنظر إلى هذا الدعم على أنه محاولة روسية للحفاظ على نفوذها في المنطقة ومنع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو أو الاتحاد الأوروبي.
من الأسباب الأخرى، المخاوف الأمنية لروسيا. ترى موسكو أن توسع حلف الناتو شرقًا يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، خاصة إذا أصبحت أوكرانيا عضوًا في الحلف. هذا الشعور بالتطويق أدى إلى مطالب روسية بتقديم ضمانات أمنية تمنع توسع الناتو.
بالإضافة إلى ذلك، توجد أبعاد اقتصادية وثقافية. أوكرانيا تمتلك موارد طبيعية كبيرة، بما في ذلك الأراضي الزراعية والغاز الطبيعي، ما يجعلها ذات أهمية استراتيجية. كما تعتبر روسيا أن أوكرانيا جزء من مجالها الثقافي والتاريخي، وترى في تحولها نحو الغرب تهديدًا لهويتها الوطنية.
في النهاية، الحرب تعكس صراعًا أوسع بين الطموحات الروسية للهيمنة الإقليمية ورغبة أوكرانيا في تحديد مستقبلها كدولة ذات سيادة.