شخصيات إسلامية.. الحسن البصري، رحمه الله
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
الإمام الحسن البصري، رحمه الله، كان مقبلاً على الآخرة، زاهداً في أمر الدنيا، هو الحسن بن يسار الْبَصْرِيُّ الْفَقِيه القارئ الزَّاهِد العابد سيد زمانه، وإمام أهل عَصْره، ولد بِالْمَدِينَةِ سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر، وكانت أمه تضعه عند أم المؤمنين أم سلمة زوجة النبي ﷺ لترضعه، ثمَّ نَشأ بوادي القرى، سمع من عُثْمَان وَهُوَ يخطب، ورأى طَلْحَة وعلياً، وروى عن أبي بكرة والنعمان بن بشير وجندب بن عبدالله وَسمرة بن جندب وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر وأنس بن مالك وخلق كثير من الصَّحَابَة وكبار التابعين، ومناقبه كثيرة ومحاسنه غزيرة، وَكَانَ رَأْساً فِي الْعلم والْحَدِيث إِمَاماً مُجْتَهداً كثير الاطلاع، عارفاً بالْقُرْآن وَتَفْسِيره، رَأْساً فِي الْوَعْظ والتذكير، والحلم والْعِبَادَة والزهد والصدق والفصاحة والبلاغة والشجاعة.
وقَالَ قَتَادَةُ: مَا كَانَ أَحَدٌ أَكْمَلَ مُرُوءَةً مِنَ الْحَسَنِ.
وكان الحسن البصري عاملاً بعلمه، قَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: «لَمْ أَرَ أَقْرَبَ َقْولاً من فِْعل، من الحسن»، وكان غزير العلم، قال الربيع بن أنس: اخْتَلَفْتُ إِلَى الْحَسَنِ عَشْرَ سِنِينَ، فَلَيْسَ مِنْ يَوْمٍ إِلا أَسْمَعُ مِنْهُ مَا لَمْ أَسْمَعْ قَبْلَ ذَلِكَ.
وأَجْرَى اللهُ عَلَى لِسَانِه الْحِكْمَة، فَلَهُ الأقوال المؤثرة، ومن ذلك: قوله: (رَحِمَ اللهُ عَبْداً وقف عِنْدَ هَمِّهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَعْمَلُ حَتَّى يَهُم، فَإِنْ كَانَ خَيْراً أَمْضَاهُ، وَإِنْ كَانَ شَرّاً كَفَّ عَنْهُ).
وقوله: (إِنَّمَا الْفَقِيه الزاهد في الدُّنْيَا الْبَصِيرُ بِدِينِهِ، الْمُدَاوِمُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ).
وقوله: (قَلْبُ الْمُؤْمِنِ وَرَاءَ لِسَانِهِ، فَإِذَا هَمَّ أَحدكم بِأَمْرٍ تَدَبَّرَهُ، فَإِنْ كَانَ خَيْراً تَكَلَّمَ بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ سَكَتَ، وَقَلْبُ الْمُنَافِقِ عَلَى طَرَفِ لِسَانِهِ، فَإِذَا هَمَّ بِشَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ وَأَبْدَاهُ).
وقوله: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَحْسَنَ الْعَمَلَ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ أَسَاءَ الظَّنَّ بِرَبِّهِ فَأَسَاءَ الْعَمَلَ». وقوله: «اطلب العلم طلباً لا يضر بالعبادة، واطلب العبادة طلباً لا يضر بالعلم، فإن من عمل بغير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح».
وقوله: (إن الرجُلَ لَيَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَتَكُونُ نُوراً فِي قَلْبِهِ وَقُوةً فِي بَدَنِهِ، وإن الرّجُلَ لَيَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَتَكُونُ ظُلْمَةً فِي قَلْبِهِ وَوَهْناً فِي بَدَنِهِ).
وقال مالك بن دينار: قلت للحسن ما عقوبة العالم إذا أحب الدنيا؟ قال موت القلب، فإذا أحب الدنيا طلبها بعمل الآخرة، فعند ذلك ترحل عنه بركات العلم، ويبقى عليه رسمه.
قال رجل لابن سيرين قبل موت الحسن البصري: رَأَيْت كَأَن طائراً أخذ أحسن حصاة بِالْمَسْجِدِ. فَقَالَ ابْن سِيرِين: إن صدقت رُؤْيَاكَ مَاتَ الحسن. فلم يكن غير قليل حَتَّى مَاتَ الحسن. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الحسن البصري رمضان
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يختطفون شخصيات تربوية وأكاديمية وطبية في إب وسط اليمن
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
تشهد محافظة إب، وسط اليمن، موجة متصاعدة من حملات الاختطاف والاعتقال التعسفي تنفذها جماعة الحوثي، طالت العشرات من الأكاديميين والتربويين والأطباء في مختلف مديريات المحافظة، في خطوة أثارت استياء واسعاً في الأوساط المجتمعية والحقوقية.
وقالت مصادر محلية إن “مليشيا الحوثي اختطفت الدكتور محمد قايد عقلان، مدير دار القرآن الكريم في منطقة اليهاري، بعد يوم واحد فقط من تصفية مدير دار القرآن الكريم في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، الشيخ صالح حنتوس، في جريمة فجرت موجة غضب واسعة”.
وأشارت المصادر إلى أن اعتقال الدكتور عقلان جاء ضمن حملة واسعة شنتها مليشيا الحوثي خلال الأسبوعين الماضيين، واستهدفت كوادر من قطاعات التعليم والصحة، من أبرزهم: الدكتور أحمد ياسين (طبيب قلب)، والدكتور صادق اليوسفي، والدكتور ثائر الدعيس والدكتور نبيل اليفرسي، وكذلك فيصل عبدالله الشويع، ومحمد طاهر، طلال سلام”، وجميعهم من أبناء مديرية العدين غرب محافظة إب.
وتقول مصادر حقوقية وإخبارية، إن حملات الاختطاف الحوثية في محافظة إب تصاعدت بشكل لافت منذ نهاية مايو الماضي، وبلغت ذروتها في الأسبوعين الأخيرين، وسط تجاهل تام من سلطات الجماعة لأي مطالب شعبية أو حقوقية بإيقاف هذه الانتهاكات.
ويطالب أهالي المختطفين الجهات والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان، المحلية والدولية، بالتدخل العاجل للإفراج عن ذويهم، ووقف حملات القمع والترهيب التي تنتهجها جماعة الحوثي بحق المدنيين في محافظة إب.