الأردنيون يستقبلون رمضان بـ«المنسف» و«قمر الدين»
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
نبيلة صوالحة، رئيسة جمعية المرأة الأردنية في أبوظبي، تستحضر طقوس رمضان في المملكة الأردنية الهاشمية، مؤكدة، أن الأردن تبدأ الاستعدادات للشهر الفضيل مبكراً، وسط مشاعر روحانية، وتكافل وتراحم بين مختلف فئات المجتمع، موضحة أنها نقلت طقوس وعادات وتقاليد بلادها إلى الإمارات العربية المتحدة التي تعيش فيها مدة تزيد على 18 عاماً، كما سمح لها وجودها في بلد التسامح والتعايش الاطلاع على عادات وتقاليد الإمارات وبقية الشعوب، التي تقضي فيها أيام الشهر الكريم، وتمارس طقوسها بحرية ومحبة.
نموذج للتعايش
قالت صوالحة، إن الإمارات التي تأسست على قيم المحبة والألفة والتعاون مع الآخرين، تمثل نموذجاً فريداً في التعايش وقبول الآخر، ما جعل الجاليات العربية والإسلامية تستحضر طقوس بلدانها في رمضان وكأنها في بلادها، في جو يسوده الإخاء والتلاحم، حيث تعيش أكثر من 200 جنسية على أرض واحدة بكل محبة وسلام وأمان، مؤكدة أن أجواء رمضان الروحانية والإنسانية في الإمارات تعكس مدى هذا التآلف بين مختلف الجنسيات.
سيرة روحانية
وعن طقوس وعادات الشهر المبارك، شهر الصوم والتعبّد والكرم، أشارت صوالحة إلى أن نفحاته في الأردن تبدأ في شهر شعبان، حيث الاستعدادات في البيوت والأسواق التي ترتدي حلة جديدة من زينة ومؤونة ومأكولات وملابس تراثية رمضانية، كما يستحضر الناس روح الزمن القديم من عادات وتقاليد وطقوس، ما يجعل رمضان حالة متفردة تنعكس على الشارع والمجتمع.
صدقات وصلة رحم
وأوردت صوالحة، أن الشهر الفضيل تلتقي فيه القلوب على فعل الخير، حيث تزيد فيه الصدقات والعطاء وصلة الأرحام، وتنظم العزائم، ويبادر الناس لمساعدة المحتاجين والفقراء بإخراج زكاة الفطر، وتكثر فيه الزيارات والتجمعات العائلية حول مائدة الإفطار في بيت كبير العائلة، وتبادل أطباق الطعام الأردنية مع الجيران، مؤكدة أن المائدة الرمضانية الأردنية تزخر بالعديد من الأطباق التراثية والعصرية، ويأتي على رأسها شوربة «الرشوف» وطبق «المنسف» العريق، الذي لا تخلو منه مائدة، والعديد من الأطباق الرمضانية المرتبطة بالذاكرة الشعبية الأردنية. أخبار ذات صلة طارق لطفي: «العتاولة» صراع أشقاء.. والدراما قادرة على التثقيف «شعر الابتهال» في النادي الثقافي العربي
عادات رمضان
وأفادت دلال الزغول، نائبة رئيسة جمعية المرأة الأردنية، أن الإمارات أرض محبة وسلام، يمارس فيها جميع الشعوب طقوسهم الرمضانية في جو يسوده التآلف والاحترام، وعن عادات رمضان في الأردن قديماً، قالت إن أهل القرية كانوا يجتمعون على الإفطار على مائدة بالقرب من الجامع إكراماً لإمام المسجد، حيث يحضر كل شخص طبقاً من بيته لوضعه على سفرة رمضان، وفي حال تزامن رمضان مع فترة الصيف، كانوا يجتمعون في بيت أحد رجال القرية، في مكان يسمى «المصيف»، وبعد الإفطار يستعدون لصلاة التراويح، ثم يتسامرون ويتحدثون في أمور تهم بلدهم وأولادهم المغتربين أو المبتعثين خارج الدولة، وكان للرسالة القادمة من الغائب أثر كبير، حيث يقرأها الوالد على مسامع الجميع، ومن أهم الأطباق الرمضانية التراثية «الرشوف»، وهو طبق يُعد من البرغل والعدس واللبن مع قدحة بصل بزيت الزيتون.
«المنسف»
وأكدت الزغول، أن الأكثرية يستقبلون رمضان بإعداد طبق «المنسف»، والذي له بروتوكول خاص في إعداده، حيث يوضع خبز «الشراك» في وعاء يسمى «السدر»، ويوضع فوقه الأرز المطبوخ بالسمن البلدي، ويُرص فوق الأرز لحم الضأن المطبوخ بلبن «الجميد»، ويوضع على اللبن بهارات المنسف، ثم يزين بمكسرات الصنوبر واللوز المقلي، ويتم تشريب اللبن حول «السدر»، ويبدأ بتناول الطبق من الأسفل للأعلى، وهناك أطباق أخرى حسب المواسم، مثل «الخبيزة» «الحميض»، شوربة العدس، ومن أهم المشروبات «قمر الدين»، والشاي والقهوة السادة، التي تُقدم بعد الإفطار، أما الحلويات فهناك «الزلابية»، والتي تقلى بزيت الزيتون، وترش بالسكر، وهناك الفطيرة المكونة من خبز شراك مقطع، يتم فركه بالسمن البلدي ورش السكر عليه.
تضامن اجتماعي
من جهتها، قالت سهير السعدون، من جمعية المرأة الأردنية في أبوظبي، إن انتشار موائد الرحمن، من مظاهر رمضان في الأردن، وهي تعبير صادق عن التراحم والمحبة والألفة، لافتة إلى أنها من أشكال التكافل الاجتماعي، حيث يشارك الأغنياء طعامهم الرمضاني بعمل خيام رمضانية في المساجد يُطلق عليها «موائد الرحمن»، لتقديم وجبات الإفطار إلى جميع الفئات المحتاجة وعابري السبيل، كما أن لجان الزكاة وفاعلي الخير والجمعيات تنشط لإيصال الطعام إلى جميع المناطق، وهذه الظاهرة قديمة في الأردن، حيث كان الناس يحملون طعامهم إلى مائدة قريبة من الأحياء المكتظة كشكل من أشكال التكافل والتضامن الاجتماعي.
مدفع رمضان
وأشارت شهرزاد حمدان، مسؤولة اللجنة الثقافية في جمعية المرأة الأردنية في أبوظبي، إلى أن رمضان في الأردن، تتزايد فيه وتيرة اللقاءات العائلية وتجمعات الأصدقاء بعد الإفطار، حيث تبدأ الأحاديث حول المواضيع الاجتماعية والتاريخية ومناقشة الأفكار والقضايا الآنية والعادات القديمة، ومن المظاهر الثقافية خلال الشهر الفضيل مدفع رمضان بالعاصمة عمان، ترسيخاً لثقافة تاريخية عريقة، وهو تقليد متبع في الكثير من البلدان العربية ضمن أجواء رمضانية روحانية مبهجة.
«المسحراتي»
ومن طقوس رمضان الجميلة في الأردن «المسحراتي»، حيث أشارت السعدون إلى أن «المسحراتي» شخص يتطوع لإيقاظ الناس لتناول السحور، حاملاً دفاً أو علبة حديد فارغة يطرق عليها بالعصا وينادي قبل الإمساك بساعتين (يا نايم وحد الدايم، وحد الله يا غالي وحد الباري، سحور، سحور)، وفي يوم العيد يقصد بيوت الحي لإكرامه، إما بشيء مادي، أو هدية من ملابس وعطور وحلوى.
السحور
عن وجبة السحور الأساسية في رمضان، قالت سهار غرايبة، عضو اللجنة الاجتماعية في جمعية المرأة الأردنية في أبوظبي، إن السحور في الأردن له طقوس خاصة، بداية من نصف الليل، حيث تعمل ربة الأسرة على إعداده للعائلة، ومن الذكريات الجميلة في قريتي «حوارة» (مدينة إربد) تقليد مهم لا يوجد في أي مكان، حيث يقوم المؤذن بالمناداة بالجامع «العطشان يشرب».
وأضافت «أما في دولة الإمارات الحبيبة التي تجمع ثقافات متعددة، تعلمنا عادات وتقاليد جديدة من الجيران الذين نتبادل معهم الأطباق، ناهيك عن الإفطارات في مختلف الخيام الرمضانية، وزيارة المساجد، وتبدأ الاحتفالات بالشهر الكريم قبل رمضان، ومنها الاحتفاء بمناسبة النصف من شعبان (القرقيعان)».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأردن رمضان عادات وتقالید فی الأردن رمضان فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
تفقد عدد (11) أسد و(4) ضباع .. مدير عام قوات حماية الحياة البرية يختتم زيارته إلى المملكة الأردنية الهاشمية
تلبية لدعوة رسمية تلقاها من سمو الأميرة عالية بنت الحسين استهل اللواء شرطة عصام الدين جابر الحقار مدير عام قوات حماية الحياة البرية زيارته للمملكة الأردنية الهاشمية بجولة شملت محمية المأوى للطبيعة والبرية وتعرف على طبيعة عملها والطرق الحديثة لإيواء الحيوانات البرية التى تحتاج إلى رعاية شاملة وعناية خاصة. وفى تصريح (للمكتب الصحفى للشرطة) أوضح اللواء عصام الحقار أن الزيارة بحثت سبل التعاون المشترك مع الجانب الأردنى فيما يلى تطوير وترقية أعمال الحياة البرية والمحافظة على البيئة مبينا أنه وخلال الزيارة إطمأن على الحيوانات البرية التى تم إجلاؤها وإنقاذها من السودان عند نشوب الحرب من حديقة السودان بسوبا إلى ولاية الجزيرة ومن ثم إلى حديقة الدندر بالمدينة ومنها إلى بورتسودان ثم الأردن بمحمية المأوى وهى محمية متخصصة فى إيواء الحيوانات المفترسة التى يتم جلبها من أماكن النزاعات ومناطق الحروب وتعمل على تهيئة البيئة بصورة تضاهى البيئة الطبيعية التى تعيش فيها هذه الحيوانات البرية. وفى ختام زيارته للمملكة أشار سيادته أنه إلتقى صاحبة السمو الملكي الأميرة عالية بنت الحسين رئيس هيئة المديرين لكل من مؤسسة الأميرة عالية ومحمية المأوى للطبيعة والبرية حيث تم التباحث حول سبل تعزيز التعاون المشترك الثنائى والدولى وذلك عبر فتح قنوات اتصال بين المنظمات العالمية المعنية بالحياة البرية والإدارة العامة للحياة البرية في السودان مضيفا أنه تم الإتفاق على دعم محمية الدندر فى زمن الحروب من خلال إعتماد وإقرار مقترح للحماية البرية بالتنسيق مع منظمة أسترالية متخصصة ومهتمة بشؤون وقضايا الحياة البرية يتم إنفاذه بالسودان وتفيد متابعات (المكتب الصحفى للشرطة) بأنه وخلال إندلاع أحداث التمرد تم إجلاء وإنقاذ عدد (11) أسد وعدد (4) ضباع وهى الأن متواجدة بمحمية المأوى بالأردن وبحالة جيدة وسيتم إستردادها عند إستقرار الأوضاع الأمنية بالبلاد. المكتب الصحفي للشرطة إنضم لقناة النيلين على واتساب