مي سليم: فتحي عبد الوهاب ممثل عبقري وانبسطت بالعمل معه
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
أشادت الفنانة مي سليم بتعاونها مع الفنان فتحي عبد الوهاب ضمن أحداث الجزء الرابع من مسلسل المداح الذى يشارك فى الماراثون الرمضاني الحالي.
وقالت مي سليم فى برنامج نجوم رمضان اقربلك للاعلامية إنجى على، إنها سعيدة بالعمل مع الفنان فتحي عبد الوهاب لأنه فنان عبقري ومميز، وأنه ليس التعاون الأول بينهما، وأنها تعاونت معه فى عمل آخر، ولكن لم تجمعهما مشاهد ببعضهما ، معلقة: أنبسطت أوي بالعمل مع فتحي عبد الوهاب لأنه فنان عبقري وشاطر .
وأضافت مي سليم ، قائلة : أن تجسيد دور الشيطانة ضمن أحداث مسلسل المداح4 هو دور جديد ومختلف تمامًا لأنها لم تجسد مثل هذه الشخصية من قبل.
وعلى صعيد متصل ، كشفت الفنانة مى سليم عن بعض الكواليس بمسلسل المداح أسطورة العودة وما تعرضت له بعد اول يوم تصوير حيث جمعها مشهد بالفنان فتحى عبد الوهاب.
وقالت مى سليم : أول ما روحت تصوير "المداح" قولتلهم أنا بسمع إن عندكم عفاريت وبجد بيحصلكم حاجة قالولي متخافيش دي حاجات بسيطة، بعدها كنت بصور مشهد مع فتحي عبد الوهاب والولد اللي بيشتغل معايا ماسك الحاجات بتاعتي والجاكيت، وفجأة الجاكيت ولع.
وأضافت مى سليم : الأوضة اللي كنا فيها كان فيها شمع سألت الولد انت جيت ناحية الشمع قالي والله أنا واخد الجاكيت في حضني مجتش ناحيتها، خرجت لأستاذ أحمد سمير فرج سألته إيه دا أنا لسه تاني يوم تصوير والولد اللي كان بيعملي شعري السيشوار فرقع، كل مرة أروح للوكيشن بقرأ كل الآيات القرآنية اللي حفظاها وبشغل قرآن في الكرفان.
مسلسل "المداح - أسطورة العودة" بطولة حمادة هلال، فتحي عبدالوهاب، هبة مجدي، دنيا عبد العزيز، خالد سرحان، محمد عز، حنان سليمان، تامر شلتوت، صبحي خليل، سهر الصايغ، مي سليم، دياب، حمزة العيلي. تأليف أمين جمال، وليد أبو المجد، شريف يسري، إنتاج "سيدرز آرت برودكشن – صباح إخوان"، إخراج أحمد سمير فرج، ويعرض الساعة 8 مساء على قناة mbc مصر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اخبار مي سليم مسلسل المداح4 أبطال مسلسل المداح ٤ ابطال مسلسل المداح مسلسلات رمضان 2024 فتحی عبد الوهاب
إقرأ أيضاً:
سامح قاسم يكتب | فتحي عفيفي.. رسّامُ الغبار النبيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في الزوايا التي لا تزورها الكاميرات، حيث لا يجلس الشعراء ولا يمرّ السائحون، وُلدت لوحات فتحي عفيفي. لم يُولد من رحم الضوء، بل من رحم الغبار، من سعال الآلات، من عرق العامل الذي نسي اسمه، وتذكرَ فقط صوت المخرطة.
فتحي عفيفي ليس فنانًا يرسم، بل كائنٌ يُصغي. يُصغي للحديد وهو يتألم، للحائط وهو يتقشّر، للقلب وهو يُطوى داخل بدلة زرقاء. خرج من حيّ السيدة زينب، لكن قلبه ظلّ هناك، يشرب من كوب الشاي المرّ، ينام على صوت الراديو العتيق، ويتأمل وجوه الرجال الذين لم يتعلموا البكاء، فصاروا يُسرّبونه في صمتهم الطويل.
كل لوحة له، ليست عملًا فنيًا، بل مَعلمًا من معالم الأرواح المنسية. كأنه لا يرسم بفرشاته، بل بأظافر جدته، بحنين أبيه، بأحزان أم لم تتعلم القراءة لكنها تحفظ وجه الله في التجاعيد.
في مصنع ٥٤ الحربي، تعلّم أن الحديد له قلب. أن الآلة تُحب. أن الندبة في ذراع العامل ليست عيبًا، بل ختمًا سماويًا. هناك، صادقَ الصدأ، وراقبَ الحزن وهو ينسكب على الخشب والبشر معًا، ثم عاد إلى مرسمه كي يُعيد رسم العالم كما يراه: عالم لا يخجل من شقوقه، ولا يتجمّل.
لوحاته ليست أنيقة. بل صادقة.
ليست لامعة. بل دامعة.
فيها صوت السلم المكسور، وهمهمة الخوف، وبكاء الليل في أذن امرأةٍ تصنع الغداء من الهواء.
هو فنان من طينة نادرة، لا يرى في الألوان بهجة زائلة، بل يرى فيها توثيقًا للعابر، للمنكسر، للهامشي الذي لا تكتبه الصحف. في الأحمر يرى الجرح، وفي الأزرق يرى الغياب، وفي الأبيض يرى جسدًا خرج من العمل ولم يعد.
لوحات فتحي عفيفي ليست مُجرد صُورٍ للمكان، بل هي رحلة في ذاكرة الإنسان، رحلة في قلب العالم الذي يعجّ بالآلات والبشر، بالأحلام التي لا تُكتب، وبالأفكار التي لا تتسع لها الصحف. هنا، في تفاصيل هذا العالم، تجدُ الأجساد غير المرئية تُحاول أن تصرخ، لكنهم لا يمتلكون سوى فمٍ صامت وأيدٍ مهشمة. ولهذا، فقد حمل عفيفي هذه الهمسات الصامتة في لوحاته، وأعطاها حقها في التعبير. فنراه يغير وجه الحياة في كل لون يرسمه، في كل حركة فرشاة تُمرّ على القماش، كأنه يعيد استكشاف المعنى في الأشياء البسيطة.
في جوائزٍ مثل جائزة التحكيم في بينالي القاهرة السابع عام 1998، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون عام 2023، كان تكريمًا له، ولكن في حقيقة الأمر كان تكريمًا لكل هذه الوجوه التي رسمها، لكل هذه الأرواح التي لم تجد طريقًا للتعبير عنها سواه. لم يكن عفيفي بحاجة إلى الكلمات ليُعبّر عن نفسه؛ فقد كانت أعماله هي اللغة الأكثر صدقًا، وهي الأداة التي لم تترك بابًا مغلقًا إلا وفتحته، ولم تترك ملامح غريبة في عالمه إلا وأخرجتها من الظلام إلى النور.
لكن الفضل الأكبر في أعماله لا يكمن في الجوائز ولا في التصفيق الحاد، بل في قدرته على جعلنا نرى الحياة كما هي، دون تكلف، دون تجميل، فقط بكل شجاعتها وأحزانها. هو لم يرسم الحياة كما نريدها، بل كما هي بكل قبحها وجمالها. وفي لوحاته، نجح في أن يجعلنا نتأمل في تفاصيل تلك الحياة التي تمرّ دون أن نلتفت إليها. هو لم يكن فنانًا يخبئ الحقيقة في ألغازٍ معقدة، بل كان يضعها أمامنا كما هي، بشكل مباشر، عميق، وحميم.
فقد عرفت لوحاته الطريق إلى القلب، كما عرفت طريقها إلى الذاكرة. فتحي عفيفي، بكل ما يحمله من حزنٍ وطموح، رسم لنا مدينة من صمت وأصوات، مدينة لا نراها، لكنها دومًا في قلوبنا. وبذلك، لم يكن فقط فنانًا يقتصر عمله على الألوان والفرشاة، بل كان شاعرًا أيضًا، يسرد تاريخًا ضاع بين الزوايا، ويغني للأشياء التي لا يسمعها سوى الصامتون.