حدث فى 20 رمضان .. قصة اغتيال على بن ابى طالب
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
حدث في مثل هذا اليوم عشرون من رمضان عام 40 هـ ، تعرض علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، الذى ضرب بسيف مسموم، حيث كان يئم المسلمين في صلاة الفجر في مسجد الكوفة، وفي أثناء الصلاة ضربه عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه، وتوفي بعد ذلك اليوم بثلاثة أيام وقد اختلف في سن علي بن أبي طالب يوم أن قتل والراجح أنه كان في 63 من عمره.
حدث فى 20 رمضان .. قصة فتح المسلمين لمكه حدث فى الخامس عشر من رمضان.. وفاة أبو بكر الخوارزمي
أصبح علي الخليفة بعد اغتيال عثمان رضي الله عنه عام 35 هـ / 656 م، ومع ذلك واجه معارضة من البعض في المشرق بما في ذلك حاكم بلاد الشام، معاوية بن أبي سفيان، واندلعت فتنة سُميت الفتنة الأولى "فتنة مقتل عثمان"، داخل الدولة الإسلامية المبكرة مما أدى إلى إسقاط الخلفاء الراشدين وإنشاء الدولة الأموية، بدأ الأمر عندما اُغتيل الخليفة عثمان بن عفان عام 35 هـ / 656 م واستمر حتى أربع سنوات في عهد علي، بعد أن وافق علي على التحكيم مع معاوية الأول بعد وقعة صفين (36 هـ/ 657 م)، حدثت ثورة ضده من قبل بعض أفراده، و المعروفين فيما بعد باسم الخوارج ، قتلوا بعض أنصار علي.
كان من أسوأ تداعيات حرب صفين ظهور فرقة الخوارج التي استباحت دماء المسلمين وكفّروهم وكفّروا عثمان وعليًا ومعاوية وسائر الصحابة والتابعين، وقطعوا السبيل وسفكوا دماء الأبرياء، فتصدى لهذه الفرقة الضالة أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه- وشتت شملهم في معركة النهروان سنة 38هـ، مما زاد من نقمة الخوارج على المسلمين عمومًا وأمير المؤمنين علي خصوصًا، فاجتمع ثلاثة منهم وهم: عبد الرحمن بن ملجم، والبرك بن عبد الله، وعمرو بن بكر، واتفقوا على قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وكان وقتها في الكوفة، وأمير الشام معاوية بن أبي سفيان، وأمير مصر عمرو بن العاص.
اغتيال علي بن أبي طالب…
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن الكثير تحت عنوان "ذكر مقتل أمير المؤمنين على بن أبى طالب.. وما ورد من الأحاديث النبوية من الأخبار بمقتله وكيفيته".
كان أمير المؤمنين رضى الله عنه قد تنغصت عليه الأمور، واضطرب عليه جيشه، وخالفه أهل العراق، ونكلوا عن القيام معه.
واستفحل أمر أهل الشام، و صالوا وجالوا يمينا وشمالا، زاعمين أن الإمرة لمعاوية بمقتضى حكم الحكمين فى خلعهما عليا وتولية عمرو بن العاص معاوية عند خلو الإمرة عن أحد، وقد كان أهل الشام بعد التحكيم يسمون معاوية الأمير.
علي بن أبي طالب..
وكلما ازداد أهل الشام قوة ضعف جأش أهل العراق، هذا وأميرهم على بن أبى طالب خير أهل الأرض فى ذلك الزمان، أعبدهم وأزهدهم، وأعلمهم واخشاهم لله عز وجل، ومع هذا كله خذلوه وتخلوا عنه حتى كره الحياة وتمنى الموت، وذلك لكثرة الفتن وظهور المحن، فكان يكثر أن يقول: ما يحبس أشقاها، أى ما ينتظر؟ ماله لا يقتل؟ ثم يقول: والله لتخضبن هذه ويشير إلى لحيته من هذه ويشير إلى هامته.
كما قال البيهقى: عن الحاكم، عن الأصم، عن محمد بن إسحاق الصنعاني، ثنا أبو الحراب الأحوص بن جواب، ثنا عمار بن زريق، عن الأعمش، عن حبيب بن أبى ثابت، عن ثعلبة بن يزيد قال:
قال علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه لحيته من رأسه فما يحبس أشقاها؟
فقال عبد الله بن سبع: والله يا أمير المؤمنين لو أن رجلا فعل ذلك لأبدنا عترته.
فقال: أنشدكم بالله أن يقتل بي غير قاتلي.
فقالوا: يا أمير المؤمنين ألا تستخلف؟
فقال: لا ولكن أترككم كما ترككم رسول الله ﷺ.
قالوا: فما تقول لربك إذا لقيته وقد تركتنا هملا؟.
أقول: اللهم استخلفت فيهم ما بدا لك، ثم قبضتني وتركتك فيهم فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم.
ذكر ابن جرير، وغير واحد من علماء التاريخ والسير وأيام الناس: أن ثلاثة من الخوارج وهم: عبد الرحمن بن عمرو المعروف: بابن ملجم الحميري ثم الكندي، حليف بني حنيفة من كندة المصري، وكان أسمر حسن الوجه، أبلح شعره مع شحمة أذنيه، وفى وجهه أثر السجود.
والبرك بن عبد الله التميمي، وعمرو بن بكر التميمي أيضا - اجتمعوا فتذاكروا قتل على إخوانهم من أهل النهروان فترحموا عليهم.
وقالوا: ماذا نصنع بالبقاء بعدهم؟ كانوا لا يخافون فى الله لومة لائم، فلو شرينا أنفسنا فأتينا أئمة الضلال فقاتلناهم فأرحنا منهم البلاد وأخذنا منهم ثأر إخواننا؟
فقال ابن ملجم: أما أنا فأكفيكم على بن أبي طالب.
وقال البرك: وأنا أكفيكم معاوية.
وقال عمرو بن بكر: وأنا أكفيكم عمرو بن العاص.
فتعاهدوا وتواثقوا أن لا ينكص رجل منهم عن صاحبه حتى يقتله أو يموت دونه، فأخذوا أسيافهم فسمّوها واتعدوا لسبع عشرة من رمضان أن يبيت كل واحد منهم صاحبه فى بلده الذى هو فيه.
فأما ابن ملجم فسار إلى الكوفة فدخلها وكتم أمره حتى عن أصحابه من الخوارج الذين هم بها، فبينما هو جالس فى قوم من بنى الرباب يتذاكرون قتلاهم يوم النهروان إذ أقبلت امرأة منهم يقال: قطام بنت الشجنة.
قد قتل على يوم النهروان أباها وأخاها، وكانت فائقة الجمال مشهورة به، وكانت قد انقطعت فى المسجد الجامع تتعبد فيه.
فلما رآها ابن ملجم سلبت عقله ونسي حاجته التي جاء لها، وخطبها إلى نفسها فاشترطت عليه ثلاثة آلاف درهم وخادما وقينة، وأن يقتل لها على بن أبى طالب.
قال: فهو لك ووالله ما جاء بى إلى هذه البلدة إلا قتل علي، فتزوجها ودخل بها ثم شرعت تحرضه على ذلك وندبت له رجلا من قومها، من تيم الرباب يقال له: وردان، ليكون معه ردءا، واستمال عبد الرحمن بن ملجم رجلا آخر يقال له: شبيب بن نجدة الأشجعي الحروري قال له ابن ملجم: هل لك فى شرف الدنيا والآخرة؟
فقال: وما ذاك: قال؟ قتل علي.
فقال: ثكلتك أمك، لقد جئت شيئا إذا كيف تقدر عليه؟
قال: أكمن له فى المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه، فإن نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا، وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا.
فقال: ويحك لو غير على كان أهون عليّ؟ قد عرفت سابقته فى الإسلام وقرابته من رسول الله ﷺ، فما أجدني انشرح صدره لقتله.
فقال: أما تعلم أنه قتل أهل النهروان؟
فقال: بلى.
قال: فنقتله بمن قتل من إخواننا.
فأجابه إلى ذلك بعد لأى ودخل شهر رمضان فواعدهم ابن ملجم ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت.
وقال: هذه الليلة التى واعدت أصحابي فيها أن يثأروا بمعاوية وعمرو بن العاص فجاء هؤلاء الثلاثة - وهم: ابن ملجم، ووردان، وشبيب، وهم مشتملين على سيوفهم فجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي، فلما خرج جعل ينهض الناس من النوم إلى الصلاة.
ويقول: الصلاة الصلاة فثار إليه شبيب بالسيف فضربه فوقع في الطاق، فضربه ابن ملجم بالسيف على قرنه فسال دمه على لحيته رضي الله عنه.
ولما ضربه ابن ملجم قال: لا حكم إلا لله ليس لك يا على ولا لأصحابك، وجعل يتلو قوله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ } [البقرة: 207].
ونادى علي: عليكم به، وهرب وردان فأدركه رجل من حضرموت فقتله، وذهب شبيب فنجا بنفسه وفات الناس، وُمسك ابن ملجم وقدم على جعدة بن هبيرة بن أبى وهب فصلى بالناس صلاة الفجر، وحمل على إلى منزله، وحمل إليه عبد الرحمن بن ملجم فأوقف بين يديه وهو مكتوف - قبحه الله - فقال له: أى عدو الله ألم أحسن إليك؟
قال: بلى.
قال: فما حملك على هذا؟
قال: شحذته أربعين صباحا وسألت الله أن يقتل به شر خلقه.
فقال له علي: لا أراك إلا مقتولا به، ولا أراك إلا من شر خلق الله.
ثم قال: إن مت فاقتلوه وإن عشت فأنا أعلم كيف أصنع به.
فقال جندب بن عبد الله: يا أمير المؤمنين إن مت نبايع الحسن؟
فقال: لا آمركم ولا أنهاكم، أنتم أبصر.
ولما احتضر على جعل يكثر من قول لا إله إلا الله، لا يتلفظ بغيرها.
وقد قيل: إن آخر ما تكلم به: { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّا يَرَهُ } [الزلزلة: 7].
وقد أوصى ولديه الحسن والحسين بتقوى الله والصلاة، والزكاة، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، والحلم عن الجاهل، والتفقه في الدين، والتثبت في الأمر، والتعاهد للقرآن، وحسن الجوار، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، واجتناب الفواحش.
ووصاهما بأخيهما محمد بن الحنفية، ووصاه بما وصاهم به، وأن يعظمهما ولا يقطع أمرا دونهما وكتب ذلك كله فى كتاب وصيته رضي الله عنه وأرضاه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حدث فى مثل هذا اليوم عام 40 هـ أثناء الصلاة علی بن أبی طالب أمیر المؤمنین عمرو بن العاص رضی الله عنه عبد الله على بن قال له
إقرأ أيضاً:
وشم الشباب .. اختراق شرق اوسطي جديد !
بقلم : حسين الذكر ..
قبل أيام سلم عليّ احدهم بلهفة واكبار متسائلا ..
-: ( أستاذ لقد أكملت بكالوريوس اعلام وأريد الحصول على ( باج ) صحفي ) . فاجبته :
بعد ذاك انتقل الى طرح أسئلة مفاجئة كانه حرق المراحل الطموحة .. فقال ???? هل يسمح لي حمل مسدساً بموجب الباج ؟ هل اسافر به الى أي دولة ؟ هل تقدر تاثر عليهم يسجلون صفتي رئيس تحرير ) . ???? يا بُني عليك ان تقدم اوراقك وربما ي يرجوا لك اختبارا اوليا .. ثم تعمل في الميدان بجدية كي تثبت للناس شخصيتك الصحفية فان الباج وحده لا قيمة له ، فلا تتعجل ولا تقزم طموحاتك بما ليس له صلة بالصحافة ) ..
تعد ظاهرة الوشم بحضارات عالمية متنوعة عادة اجتماعية متوارثة اذ تمثل وسيلة جمالية حرصت النساء عامة على التزيّن بها في ظل انعدام وسائل التجميل الأخرى . فالوشم على الجسد سابقا يتم بعملية بسيطة من خلال غرز الابر بالجسد مع مزج ما يسمى ( بالسخام الأسود ) الذي يوجد بقعر أواني الطهي .
مع انه كان يمثل إرثا اجتماعيا قديما وشكل من أشكال التعبير الجمالي .. الا ان البعض حرمه ، كما كانت الحكومات سابقا لا تتهاون مع من يحمل وشم بسيط على جسده بالنسبة للرجال خاصة .. حتى عده البعض صفة تعبيرية عن الانحراف والشقاوة … سيما في الخدمة العسكرية او بمراكز الشرطة والامن والجوامع والتجمعات الاجتماعية ودوائر الدولة بل يصعب على شاب ان يخطب فتاة وهو يتظاهر بوشم بارز لدلالته السلبية قيميا .
بعد الالفية الجديدة وما بشرنا فيه من شرق اوسطي جديد تغير كل شيء وانفتحت بلاد العرب على مصراعيها تحت اجندة ضاربة واضحة المعالم تجلت أهدافها وانتشرت عبرها سبل الرذيلة والانحطاط بشكل عجيب كأن العالم كله كان يقف متاهب لنا فما ان سقط الجدار حتى انحدر سيل التفاهة يعبث ويؤسس لثقافات جديدة لم تكتف بانتشارها بل تحاول سحق وازاحة كل قيم أخلاقية لا تستسيغها وتعتقد انها تقف حجر عثرة في طريق انتشارها وبث انحطاطها .
في طريقي لعملي اقلتني سيارة اجرة تاكسي فلفت انتباهي وشم على احدى ذراعي السائق بصورة لا تتسق مع وسامته وكياسته .. فمازحته سائلا : ( متى وشمت ولماذا ) ؟ فقال : ( تحديدا عام 2010 وشمت بدوافع مراهقة مع مجموعة من الشباب كنا جميعا نعتقد انها وسيلة جمالية لجذب الفتيات ) .. فسالته : ( والان كيف تنظر للامر ) ؟ فقال : ( اشعر بتأنيب الضمير وجلد الذات مما فعلته بنفسي وابحث عن وسيلة متيسرة للخلاص من ذلك القلق والخجل الدائم ) !.
فقلت : ( هون عليك يا ولدي .. لم تات بجرم عظيم ، فقد كنت تبحث عما يعالج الآمك الروحية ويلبي مطامحك الوجدانية وما حصل طبيعي ويتسق مع جيل الشباب الحالي في ظل انفتاح مؤجند فرض علينا قسرا وهو يضرب أعماق قيمنا الاجتماعية ويطيح باولادنا واجيالنا الواحد بعد الاخر .. ليس جنايتكم بل هي مسؤولية الحكومات والنخب الدينية والاجتماعية والثقافية التي كان يجب ان تأخذ دورها وتنهض بتهيئة إجابات عصرية على شكل ( مودات وصرخات ) تنبع من قيمنا الحضارية المتجذرة وتتناسب مع البيئة العربية كي لا يضطر الشباب للتغرب والبحث عن انموذجية يقتدون بها ويقلدونها كثقافة مستوردة من حضارات لا تتناسب مع بيئتنا ، هنا تكمن علية الامر ومسؤولية اهل الفكر والعقيدة) . حسين الذكر