دراسة هامة تظهر الارتباط بين فيتامين (د) وشدة الصدفية!
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
يرتبط نقص فيتامين (د) بزيادة كبيرة في شدة الصدفية، وفقا لبحث أمريكي على ما يقرب من 500 حالة، في واحدة من أكبر الدراسات حتى الآن.
ويقول طبيب الأمراض الجلدية بجامعة براون، إيونيونغ تشو، وزملاؤه إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الأشخاص الذين يعانون من حالة الجلد المزعجة التي تؤثر على أكثر من 8 ملايين شخص في الولايات المتحدة قد يستفيدون من الأطعمة الغنية بفيتامين (د) أو المكملات الغذائية.
وتعرف الصدفية بأنها مرض مناعي يتسم بتحول سريع غير طبيعي لخلايا الجلد، وسببه الدقيق غير واضح. ويُعتقد أنه ينشأ من استعداد وراثي ناتج عن عوامل بيئية. وأي شخص يعاني من تراكم الخلايا الميتة المزمن، والذي يسبب بقعا متقشرة وحكة، يعرف أن الصدفية يمكن أن تكون مؤلمة وتنطوي على أكثر من مجرد الصحة البدنية. حتى أن بعض الناس يفترضون خطأ أنه معدٍ.
وتقول طالبة الطب راشيل ليم من جامعة براون، التي قدمت البحث في NUTRITION 2023 في بوسطن في 25 يوليو: "تظهر كريمات فيتامين (د) الاصطناعية الموضعية كعلاجات جديدة لمرض الصدفية، لكن هذه عادة ما تتطلب وصفة طبية من الطبيب".
ويعتقد العلماء أن فيتامين (د) يلعب دورا في منع تطور الأمراض الجلدية عن طريق تعديل الاستجابة المناعية والعمل مباشرة على خلايا إصلاح الجلد.
ويقول تشو: "مع تزايد الاهتمام العام بمكملات الفيتامينات، أردنا إجراء مزيد من الدراسة للعلاقة بين مستويات فيتامين (د) وشدة الصدفية".
وقام تشو وليم وباحثون آخرون في جامعة براون وكلية ماساتشوستس بفحص بيانات أكثر من 40 ألف شخص تم جمعها بواسطة المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية (NHANES) بين عامي 2003 و2014.
وتم تقييم مستويات فيتامين (د) لدى الأفراد وشدة مرض الصدفية لديهم في مجموعة تمثل سكان الولايات المتحدة.
ويوضح تشو: "لقد بحثت دراسات قليلة عن هذا الارتباط في مجموعات من الناس، خاصة في عدد كبير من سكان الولايات المتحدة، أو فحصت هذه العلاقة من خلال عدسة التغذية السريرية".
وكشفت بيانات من NHANES عن 491 حالة من حالات الصدفية، مع 162 حالة تم الإبلاغ عنها بين عامي 2003 و2006 و329 حالة تم الإبلاغ عنها بين عامي 2011 و2014.
إقرأ المزيدواستخدم الباحثون مساحة سطح الجسم المصابة بالصدفية المبلغ عنها ذاتيا لقياس شدة المرض في كل فرد. كما قاموا بجمع بيانات عن مستويات فيتامين (د) من عينات الدم.
ويقول ليم: "استخدمت دراسة سابقة واحدة فقط، نُشرت في عام 2013، بيانات NHANES لتحليل العلاقة بين فيتامين (د) والصدفية. تمكنا من إضافة المزيد من البيانات الحديثة، والتي زادت عدد حالات الصدفية التي تم تحليلها بأكثر من ثلاثة أضعاف، ما جعل نتائجنا أكثر حداثة وقوة إحصائية من البيانات المتوفرة سابقا".
وبعد تعديل البيانات لمراعاة عوامل نمط الحياة مثل العمر والجنس والعرق ومؤشر كتلة الجسم وعادات التدخين، وجد التحليل أن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين (د) يعانون من الصدفية الأكثر حدة. وأولئك الذين يعانون من المزيد من مساحة سطح الجسم المصابة بالصدفية لديهم مستويات منخفضة من فيتامين (د). ومن ناحية أخرى، كلما كان جلد الشخص أقل تأثرا بالصدفية، كان متوسط مستويات فيتامين (د) أعلى.
وحلل تشو وزملاؤه بشكل منفصل النسبة المئوية للأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين (د)، والذي تم تعريفه على أنه أقل من 50 نانومول لكل لتر من الدم. وقارنوا ذلك بالمستويات الأربعة لمنطقة سطح الجسم المصابة بالصدفية.
وفي المجموعة التي لديها أعلى مستوى من مساحة سطح الجسم المصابة بالصدفية، كان 39% من الأشخاص يعانون من نقص فيتامين (د)، مقارنة بـ 25% في المجموعة التي لديها أدنى مستوى من مساحة سطح الجسم المصابة بالصدفية.
وتشير هذه العلاقة إلى أن فيتامين (د) قد يؤثر على كيفية تطور الصدفية وتطورها.
وتم ربط نقص فيتامين (د) سابقا بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، في حين أن المكملات، عندما تكون المستويات غير كافية، قد تقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية وتخفيف أعراض الاكتئاب.
ويقول ليم: "تشير نتائجنا إلى أن اتباع نظام غذائي غني بفيتامين (د) أو مكملات فيتامين (د) عن طريق الفم قد توفر أيضا بعض الفوائد لمرضى الصدفية".
ولاحظ الباحثون أن الأشخاص المصابين بالصدفية يجب أن يتحدثوا إلى أطبائهم وأطباء الأمراض الجلدية قبل تناول مكملات فيتامين (د).
يذكر أن النتائج الأولية لم تخضع بعد لمراجعة النظراء، على الرغم من اختيار الدراسات لعرضها من قبل لجنة من الخبراء.
تم تقديم الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للتغذية، NUTRITION 2023.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا امراض فيتامينات نقص فیتامین یعانون من أکثر من
إقرأ أيضاً:
الدين العام في الدول العربية يصل إلى مستويات تاريخية.. عاجل
عواصم - الوكالات
سجّل الدين العالمي مستوى قياسيا غير مسبوق بلغ 337.7 تريليون دولار بنهاية الربع الثاني من العام الجاري، مدفوعا بتراجع الدولار الأميركي وتحوّل البنوك المركزية الكبرى نحو سياسات نقدية أكثر تيسيرا، وفق ما أفاد معهد التمويل الدولي.
وأشار المعهد إلى أن حجم الديون ارتفع بأكثر من 21 تريليون دولار خلال النصف الأول من عام 2025، وهي زيادة مماثلة لما شهده العالم خلال جائحة كورونا عام 2020، حين تراكمت الديون بوتيرة غير مسبوقة.
وأضاف التقرير أن الصين، فرنسا، الولايات المتحدة، ألمانيا، بريطانيا واليابان تصدرت قائمة الدول التي شهدت أكبر ارتفاع في حجم الديون، في حين تراجع الدولار بنسبة تقارب 9.75% منذ بداية العام.
وبلغت نسبة الدين العالمي إلى الناتج المحلي الإجمالي 324%، مقابل 242% في الأسواق الناشئة، حيث ارتفع إجمالي ديون هذه الأسواق إلى نحو 109 تريليونات دولار.
الدين العام.. سلاح تمويل يتحول إلى عبء اقتصادي
يعرف الدين العام بأنه إجمالي الالتزامات المالية المترتبة على الحكومات نتيجة الاقتراض الداخلي والخارجي، سواء عبر السندات أو أدوات الدين المختلفة، ويُقاس عادة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي لقياس عبء الدين على الاقتصاد الوطني.
ورغم أنه يمثل أداة تمويل أساسية لتمويل الإنفاق وسد العجز، إلا أن تضخمه المفرط يحوّله إلى عبء يحد من النمو ويقيد الموازنات.
الاقتصادات الكبرى تتصدر قائمة المديونية
وفق أحدث البيانات الدولية:
الولايات المتحدة: 37.64 تريليون دولار
الصين: 18.31 تريليون دولار
اليابان: 10.23 تريليونات دولار
المملكة المتحدة: 3.7 تريليونات دولار
فرنسا: 3.6 تريليونات دولار
إيطاليا: 3.27 تريليونات دولار
ألمانيا: 2.92 تريليون دولار
كندا: 2.3 تريليون دولار
الهند: 2.19 تريليون دولار
البرازيل: 1.71 تريليون دولار
أما عند احتساب نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، فتتصدر اليابان (229.6%) تليها السودان (221.5%)، ثم سنغافورة، اليونان، البحرين، إيطاليا، جزر المالديف، الولايات المتحدة، فرنسا وكندا.
الديون العربية.. تحدٍّ اقتصادي وهيكلي متفاقم
تشير بيانات عام 2024 إلى أن العديد من الدول العربية تواجه عبئا متصاعدا من الديون العامة، مما يثقل كاهل موازناتها ويحد من قدرتها على الاستثمار في التنمية.
أبرز الدول العربية من حيث حجم الدين:
مصر: 377.8 مليار دولار
السعودية: 280 مليار دولار
الإمارات: 166.8 مليار دولار
الجزائر: 116.7 مليار دولار
العراق: 112.3 مليار دولار
المغرب: 100.3 مليار دولار
قطر: 92.3 مليار دولار
لبنان: 70.8 مليار دولار
السودان: 66.6 مليار دولار
البحرين: 56.8 مليار دولار
أما بالنسبة إلى نسبة الدين للناتج المحلي (2025)، فتأتي السودان (221.5%) والبحرين (142.5%) في الصدارة، تليهما الأردن، مصر، تونس، اليمن، المغرب، الجزائر، العراق، وقطر.
الاقتصاد العالمي على حافة جبل الديون
تُظهر دراسات مركز ميركاتوس بجامعة جورج ماسون أن تراكم الديون يرفع كلفة خدمتها ويقلّص الإنفاق التنموي، ما يؤدي إلى تباطؤ النمو وتراجع التصنيفات الائتمانية.
كما تشير تقديرات الأونكتاد إلى أن الدين الخارجي للدول النامية بلغ 31 تريليون دولار، فيما تجاوزت خدمة الدين 487 مليار دولار عام 2023، مع تخصيص 61 دولة أكثر من 10% من إيراداتها للفوائد، أي أكثر مما تنفقه على التعليم أو الصحة.
ويعيش أكثر من 3.4 مليارات شخص في دول تنفق على الفوائد أكثر مما تنفقه على الخدمات الأساسية.
الذهب.. الملاذ الصاعد فوق جبل الديون
ترافق تضخم الديون مع ارتفاع غير مسبوق في أسعار الذهب، إذ تدفع موجات الاقتراض الحكومات إلى زيادة المعروض النقدي، مما يضعف العملات الورقية ويعزز الطلب على الأصول الحقيقية.
ويقول الخبير الاقتصادي بيتر شيف: "الذهب لا يفقد قيمته، بل الدولار هو الذي يتراجع".
ويؤكد الخبير وليد الفقهاء أن تجاوز الدين العالمي 330 تريليون دولار دفع البنوك المركزية إلى تعزيز احتياطاتها من الذهب تحسبا لأي اضطرابات مالية، مشيرا إلى أن العالم يتجه نحو نظام نقدي أكثر اعتمادا على الأصول الحقيقية.
خلاصة المشهد
العالم اليوم يعيش فوق جبل ديون غير مسبوق، يتآكل معه استقرار النظام المالي العالمي، بينما يسطع الذهب مجددا كـ"عملة الثقة" في زمن فقدت فيه العملات الورقية جزءا كبيرا من قيمتها.
وفي ظل هذا المشهد، تتزايد الدعوات لإعادة النظر في بنية النظام النقدي العالمي، وإرساء قواعد أكثر صلابة توازن بين النمو والاستدامة المالية.