الشيخ السديس للمعتمرين: تعاونوا مع رجال الأمن واستشعروا قدسية المكان
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
أكد معالي رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، في كلمة وجهها لقاصدي الحرمين الشريفين في العشر الأواخر من رمضان، التعاون مع الجهات الأمنية، والالتزام بالتعليمات، وعدم التزاحم، واستشعار قدسية المكان، والتحلي بآدابه، واغتنام الأيام العشر، موصيًا الجميع بالتفرغ للعبادة، وعدم الانشغال بالهواتف المحمولة والتصوير.
وهنأ معالي رئيس الشؤون الدينية المسلمين بمناسبة حلول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
وقال في كلمة ألقاها في المسجد الحرام بمناسبة دخول العشر الأواخر: نهنئ الأمة الإسلامية، وولاة أمرنا، وقاصدي الحرمين الشريفين بحلول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ونسأل الله -تعالى- قَبول الصيام والقيام، والمنَّ بالعتق من النار، وأن يوفقنا لقيام ليلة القدر، سائلًا الله أن يجعلها عشرًا مباركة على الإسلام والمسلمين، وعلى ولاة أمرنا، وأن تعم الجميع بنفحاتها وبركاتها.
وأضاف معاليه: أن هذه الأيام فيها ليلة عظيمة هي ليلة القدر، وقد أشاد الله بها في كتابه الكريم، وأن العمل فيها خيرٌ من ألف شهر، وأن الملائكة والروح يتنزلون فيها بالخيرات والبركات، فينبغي علينا أن نحرص على اغتنام هذه الليالي المباركة، وأن نجتهد على أن ندرك هذه الليلة العظيمة؛ التي هي خيرٌ من ألف شهر، فيا له من فضل عظيم، وثواب جسيم، لا يحرم منه إلا محروم.
وتابع قائلًا: إنه كان من هدي نبيكم -عليه الصلاة والسلام-؛ إحياء سنة الاعتكاف في هذه العشر الأواخر من رمضان، فأحيوها؛ مستشعرين مع شرف الزمان شرف المكان الذي نعيشه -ولله الحمد والمنة- في هذا الحرم الآمن، بيت الله الحرام؛ فينبغي علينا تعظيمه: {ذلَك وَمَن يُعَظِّم شَعَائِرَ اَللَّه فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}، ومراعاة آدابه وقدسيته وأمنه وسلامة قاصديه، اتباع تعليمات الجهات الأمنية، والجهات المعنية، والتعاون معهم من البر والتقوى.
وبيَّن فضيلته أن الله منَّ علينا بشرف الزمان بهذه العشر المباركة التي أبان الله فضلها، وبيَّن نبينا محمد مكانتها ومنزلتها، فهذه العشر الأواخر من رمضان لها مكانة عظيمة ومنزلة كريمة؛ ينبغي علينا جميعًا أن نستثمرها فيما يقربنا إلى الله؛ من الأعمال الصالحة، والحرص على الصيام، والمداومة على القيام، وتلاوة القرآن، والبذل في الإنفاق والإحسان، ومكارم الأخلاق، كما كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد جاء عند مسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَجْتَهِدُ فِي رَمضانَ ما لا يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ، وَفِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ منْه ما لا يَجْتَهدُ في غَيْرِهِ”، فواجبنا التشمير والجد والاجتهاد، مخلصين أعمالنا لله: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}، وأن تكون أعمالنا على وفق سنة نبينا محمد .
ووجه معاليه نصائح للمرأة المرتادة للمسجد الحرام؛ بأن تلتزم بالمصليات المخصصة للنساء، وتراعي الآداب، وألا تزاحم الرجال، وأن تحرص على أطفالها، وأن يتأدبوا بآداب الحرم، ولا يشوشوا على المصلين والعاكفين والركع السجود، فيذهب عليهم خشوعهم في مثل هذه الليالي المباركة.
ورفع معاليه باسمه واسم أئمة ومؤذني وعلماء ومدرسي وقاصدي الحرمين الشريفين؛ التهنئة للقيادة الرشيدة -حفظها الله- بحلول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والدعاء الوافر لهم؛ على عنايتهم الجليلة والرعاية الفائقة للحرمين الشريفين، وخدمة قاصديهما، جعله الله في موازين حسناتهم.
وأعلن رئيس الشؤون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي أن موعد صلاة التهجد سيكون في تمام الساعة 30 :12، مراعاة للزحام في الحرمين الشريفين، وحرصًا على التيسير والتسهيل على القاصدين.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الحرمین الشریفین العشر الأواخر من
إقرأ أيضاً:
هل يجوز تعدد صلاة الجمعة بالمسجد الواحد لضيق المكان؟.. الإفتاء تجيب
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: "هل يجوز تعدد الجمعة في بلاد سويسرا -نظرًا لضيق المكان- في المسجد الواحد من أذان الجمعة حتى أذان العصر؛ نظرًا لظروف المسلمين في تلك البلاد؟
وأجابت دار الإفتاء عن السؤال قائلة: إنه يجوز تكرار الجمعة في المسجد الواحد في الوقت المحدد للجمعة بمصلين مختلفين وبإمام مختلف إذا دعت حاجة المسلمين في تلك البلاد إلى ذلك، على أن يكون التعدد بقدر الضرورة فقط ولا يتجاوزها.
المقصود من إقامة صلاة الجمعة
وأشارت الى انه من المعلوم شرعًا أن المقصود من إقامة صلاة الجمعة إظهار شعار الاجتماع واتفاق الكلمة؛ ولذا اشترط جمهور العلماء لصحة صلاة الجمعة ألا يسبقها ولا يقارنها جمعة أخرى في بلدتها إلا إذا كبرت البلدة وعسر اجتماع الناس في مكان واحد فيجوز التعدد بحسب الحاجة.
ونوهت ان للشافعية في ذلك قولان: أظهرهما – وهو المعتمد – أنه يجوز التعدد بحسب الحاجة، وقيل: لا يجوز التعدد ولو لحاجة، وفَرَّعوا على ذلك -مراعاةً لخلاف الأظهر- أنه يستحب لمن صلى الجمعة مع التعدد بحسب الحاجة ولم يعلم أن جمعته سبقت غيرَها أن يعيدها ظهرًا احتياطًا؛ خروجًا من الخلاف.
ولفتت الى أن الحنفية يجيزون -على المعتمد عندهم- أن تؤدَّى الجمعة في مِصرٍ واحد بمواضع كثيرة؛ حيث ذكر الإمام السرخسي أن هذا هو الصحيح من مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى.
فتحرر من ذلك ما يأتي:
• أن من شرط صحة صلاة الجمعة عند جمهور العلماء عدم سبقها أو مقارنتها بجمعة أخرى في نفس البلدة إلا لحاجة.
• أنه يجوز تعدد الجمعة إذا كانت هناك حاجة لذلك؛ كضيق مكان أو عسر اجتماع.
• أن هناك من العلماء من يُجِيز تعدد صلاة الجمعة في المِصر الواحد مطلقًا ولو لغير حاجة، وذلك في المساجد التي يأذن وليُّ الأمر بإقامة صلاة الجمعة فيها.
وبينت انه قياسًا على ما ذُكِرَ: فإنه يجوز إقامة الجمعة أكثر من مرة في مسجد واحد بمصلين مختلفين وبإمام مختلف؛ نظرًا لضيق المكان، ولعدم وجود مسجد آخر في هذه البلدة، ولأن بعض المسلمين ليس أولى بصلاة الجمعة من غيره، وأن الضرورات تبيح المحظورات، والضرورة تقدَّر بقدرها.
وبناء على ذلك فإنه يجوز تكرار الجمعة في المسجد الواحد في الوقت المحدد للجمعة، وأن يكون التعدد بقدر الضرورة فقط ولا يتجاوزها؛ نظرًا لحاجة المسلمين في تلك البلاد.