الجديد برس:

حذر رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، اليوم السبت، من أن أوروبا دخلت “حقبة ما قبل حرب”، معقباً أن “الحرب لم تعد مفهوماً من الماضي” في أوروبا.

وقال توسك خلال مقابلة لتحالف “لينا” (ليدينغ يوروبيين نيوزبايبر ألايانس) الذي يضم ثماني صحف أوروبية “لا أريد إخافة أي أحد، لكن الحرب لم تعد أحد مفاهيم الماضي، بل هي واقع وبدأت قبل أكثر من سنتين”.

وأضاف أن “أكثر المسائل إثارةً للقلق راهناً، هي أن كل السيناريوهات ممكنة، لأننا لم نشهد وضعاً كهذا منذ العام 1945”.

كما أشار توسك إلى أن ذلك قد يكون “مدمراً خصوصاً للجيل الجديد، لكن علينا أن نعتاد على فكرة أن حقبة جديدة بدأت، وهي حقبة ما قبل الحرب وأنا لا أبالغ بكلامي هذا”. ومضى يقول إنه “في حال خسرت أوكرانيا لن يشعر أحد في أوروبا بالأمان”.

كذلك، قال رئيس الوزراء البولندي الذي تعتبر بلاده من الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا إن “أمام أوروبا شوطاً كبيراً تقطعه على صعيد الدفاع، مضيفاً أنه ينبغي أن تكون أوروبا “مستقلة ومكتفية ذاتياً” في المجال الدفاعي.

ولفت إلى أن “عمل أوروبا يتلخص في مواصلة العلاقات عبر الأطلسي مهما كانت هوية الرئيس الأمريكي”، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل.

ومنذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، برزت مخاوف من احتمال توسع رقعة النزاع في بولندا التي تتشارك حدوداً مع أوكرانيا.

وفي وقتٍ سابق، صرح وزير الشؤون الأوروبية البولندي، سيمون سينكوفسكي، بأن بولندا قد تتوقف عن دعم أوكرانيا إذا تقلص الدعم الشعبي لتلك المساعدات.

المصدر: الجديد برس

إقرأ أيضاً:

انقلاب ترامب وتشتت أوروبا يضعان مستقبل أوكرانيا على المحك

يعرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقلباته الشديدة، وبخططه غير المتوقعه والمفاجئة، ولا يزال تحوله السريع إزاء دعم أوكرانيا غير مفهوم بالنسبة للأوروبيين وصادم إلى حد ما.

ويتساءل كثيرون كيف ساءت الأمور في أوكرانيا إلى هذا الحد، وبسرعة كبيرة، ولماذا تحولت الخلافات بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى العلن، وباتت صدامات قوية، بمنحى شخصي في بعض الأحيان، يغلب عليها الطابع الروسي. 

وكبرت الفجوة بين أوروبا وأمريكا، حينما استبعد زعماء التكتل الحليف الأكبر للولايات المتحدة من المحادثات الروسية الأمريكية في السعودية، وتعاظمت مع جهلهم بمضمونها وموعد اتفاق السلام المقترح من قبل واشنطن التي تهدد بإدارة ظهرها للصراع. 

كيف انقلب ترامب على زيلينسكي خلال 48 ساعة؟ - موقع 24مع تصاعد التوتر طويل الأمد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تساءل حلفاء كلا الزعيمين يوم الأربعاء عما إذا كان هذا الخلاف سيقضي على آمال السلام الذي تسعى الولايات المتحدة للتوسط فيه، أم ربما يساهم في تحقيقه.

ومن وجهة نظر أرميدا فان ريغ، رئيسة برنامج أوروبا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث ومقره لندن، "كانت الطريقة التي تم بها تقديم هذا الأمر ــ ضربة تلو الأخرى تلو الأخرى، في غضون أيام ــ بمثابة صدمة حقيقية للقارة الأوروبية"، وفق ما ذكرته شبكة "سي أن أن". 

تيه أوروبي

يعمل الساسة الأوروبيون على تجاوز صدمتهم وغضبهم المفصح عنه في قمة باريس المحمومة التي أشعلت شرارة مجموعة من الأفكار الجديدة المتشددة، الهادفة لتحديد معالم واقع جديد غير مؤكد.

لكن مع ذلك، لا تزال العواصم الأوروبية الرئيسية تائهة في أهدافها. فقد تم طرح قوة لحفظ السلام، وزيادة الإنفاق الدفاعي، ومساعدات عسكرية جديدة. 

ويقول بعض الخبراء، إن التطورات المتسارعة في أوكرانيا تدفع نحو ظهور زعيم جمعي في أوروبا قادر على حشد الجميع وراء نية عالمية، وبناء جسر بين كييف وواشنطن، وأبرز المرشحين لذلك كير ستارمر من بريطانيا، وإيمانويل ماكرون من فرنسا، وكلاهما سيزور واشنطن العاصمة الأسبوع المقبل. 
ورغم محاولات أوروبا لإظهار الوحدة، إلا أن القارة باتت معروفة بتفردها حيال شؤون الدفاع، وكل زعيم رئيسي فيها يعاني من صداع انتخابي أو اقتصادي في الداخل. بالإضافة إلى ذلك، هناك القضية الشائكة المتمثلة في متى، وبأي قوة، يجب الرد على ترامب؛ مع علم الحكومات المؤكد أن تمزيق هذه العلاقة قد نقلب لصالح موسكو. 
وقال المحلل الدفاعي البريطاني نيكولاس دروموند لشبكة سي إن إن، "نحن لا نريد تمزيق علاقتنا بأمريكا. ولكن ماذا تفعل عندما يصبح أقرب حليف لك على علاقة مع أسوأ أعدائك؟.

ومنذ لحظة فوز ترامب في الانتخابات، قال فان ريغ، "كان ينبغي لرؤساء الحكومات الأوروبية أن يجتمعوا ... لمعرفة ما ستكون عليه الخطة الأوروبية. لكن هذا لم يحدث حقاً"، وبدلاً من ذلك، انتظرت حتى الآن للتصرف بإلحاح حقيقي.  

مستقبلان 

ويرى الخبراء مستقبلان للصراع، أحدهما انتهائه باتفاق سلام، والآخر بدونه. لكن من المرجح أن يتطلب أي منهما قيادة أوروبية؛ وأوضحت إدارة ترامب أن أولوياتها تكمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وعلى حدودها الخاصة.
واتخذ رئيس الوزراء البريطاني ستارمر أول خطوة مهمة لدفع الحكومات الأوروبية وراء هدف مشترك، حيث أعلن هذا الأسبوع عن تحول ملحوظ في السياسة: ستكون بريطانيا مستعدة لوضع قوات على الأرض للحفاظ على السلام المتفق عليه في أوكرانيا، ولن ينجح هذا المقترح وفق الخبراء بدون "الدعم" الأمريكي. وقال المسؤولون، إن "مثل هذا الدعم من المرجح أن يركز حول القوة الجوية، وأن يتم التحكم فيه من دولة عضو في حلف شمال الأطلسي مثل بولندا أو رومانيا".

وتعترض فكرة القوات على الأرض عوائق، فهي ليست شائعة عالمياً، وفي حالة أوروبا، فإن بولندا التي تفتخر بأكبر جيش لحلف شمال الأطلسي في أوروبا وتشكل لاعباً مهماً في أوكرانيا، مترددة حيالها، خوفاً من أن يجعل ذلك حدودها أكثر عرضة للخطر، ويرجح أن تنضم لها في حال رفعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا ميزانياتها الدفاعية.

ورغم ما يحشد من حلول للصراع الطويل، هناك احتمال صارخ بأن يرفض زيلينسكي اتفاق السلام المتفق عليه بين الولايات المتحدة وروسيا، أو أن لا يوافق بوتين على قوات حفظ السلام، ومن ثم يصبح دعم أوروبا ضرورياً، إذا كانت أوكرانيا تريد مواصلة حرب صعبة دون تاريخ انتهاء، وهذا يعني برأي الخبراء، أكثر من مجرد كلمات؛ إذ ستحتاج أوروبا إلى سد الفجوة في المساعدات العسكرية أيضاً.

مقالات مشابهة

  • فرسان ترامب.. مقاربة جديدة للعلاقات الأمريكية الروسية بشأن أوكرانيا
  • «رويترز»: أمريكا تضغط على أوكرانيا بشأن اتفاق المعادن
  • رئيس الوزراء المجري: أوكرانيا لن تكون أبدا عضوا في الاتحاد الأوروبي
  • روبيو: بحثت مع وزير الخارجية البولندي أهمية زيادة الإنفاق الدفاعي لدول الناتو
  • انقلاب ترامب وتشتت أوروبا يضعان مستقبل أوكرانيا على المحك
  • روسيا تحذر بريطانيا من إرسال قوات إلى أوكرانيا
  • هل انتهت حقبة غوارديولا مع مانشستر سيتي؟
  • رئيس الوزراء الجديد .. السير في طريق وعرة
  • كيف تواجه أوروبا ضغوط ترامب في أوكرانيا؟
  • أحمد موسى يكشف تفاصيل المخطط الغربي الجديد لتهجير أهالي غزة.. فيديو