الجزيرة:
2025-02-28@06:02:46 GMT

أبرز تطورات اليوم 176 من الحرب الإسرائيلية على غزة

تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT

أبرز تطورات اليوم 176 من الحرب الإسرائيلية على غزة

شهد اليوم الـ176 من الحرب الإسرائيلية على غزة واليوم الـ20 من رمضان، سلسلة تطورات على مختلف الأصعدة، السياسية والميدانية والإنسانية.

ففي هذا اليوم أعلنت وزارة الصحة بغزة أن جيش الاحتلال ارتكب 8 مجازر خلال 24 ساعة، راح ضحيتها 82 شهيدا و90 جريحا، وأضافت الوزارة أن عدد ضحايا الحرب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي ارتفع إلى 32 ألفا و705 شهداء، و75 ألفا و190 جريحا.

ميدانيا

وعلى الصعيد الميداني، أفاد مراسل الجزيرة بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت محيط جسر وادي غزة شمالي محافظة الوسطى بالقطاع، كما أفاد المراسل بوصول جثماني شهيدين لمستشفى غزة الأوروبي إثر استهداف فلسطينيين في عبسان الكبيرة شرق خان يونس، وسقوط مصابين جراء قصف وإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي غرب خان يونس.

كانت المدفعية الإسرائيلية قد استهدفت المناطق الشرقية والغربية لمدينة خان يونس جنوبي القطاع.

في المقابل، أعلنت كتائب القسام أن مقاوميها استهدفوا دبابة ميركافا إسرائيلية بعبوة "شواظ" في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقالت الكتائب إن مقاوميها أوقعوا طاقم الدبابة بين قتيل وجريح وأن 3 مروحيات هبطت لإجلاء المصابين.

من جانبها، قالت سرايا القدس إن مجاهديها خاضوا اشتباكات ضارية مع قوة صهيونية خاصة في محور التقدم بمنطقة "القرارة" شمال شرق خان يونس. كما استهدفوا آلية عسكرية بقذيفة "آر بي جي" في منطقة العقاد غرب المدينة.

وأضافت سرايا القدس أن مجاهديها استهدفوا آلية عسكرية لجيش الاحتلال بقذيفة "تاندوم" في محور التقدم في حي الأمل بمدينة خان يونس.

حصار الشفاء

أفاد مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل حصار مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة لليوم الـ13 على التوالي.

وأضاف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نسف وحرق عددا كبيرا من منازل المواطنين في محيط مستشفى الشفاء.

وأفاد عدد من الفلسطينيين الذين تمكنوا من النزوح من المنطقة أن هناك أعدادا كبيرة من جثامين الشهداء ملقاة على الأرض، وأن الجرحى داخل بعض المنازل لا تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.

ويعاني المحاصرون داخل مستشفى الشفاء من الجوع والعطش بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي للمستشفى.

اعتراف إسرائيلي

وعلى صعيد الانتهاكات، اعترف الجيش الإسرائيلي بقتل رجليْن فلسطينيَين ودفن جثتيهما بواسطة جرافة، بعد أن نشرت قناة الجزيرة مقطعا يتضمن صورا حصرية لواقعتي القتل.

وأظهرت الصور جنود الاحتلال وهم يجرفون جثتي الشهيدين لإخفائهما في الرمال وبين القمامة، بينما كان يشاهد العملية عدد آخر من الفلسطينيين لم يُعرف مصيرهم.

الوضع الإنساني

وفي السياق الإنساني قال المتحدث باسم يونيسيف لشبكة "إيه بي إس" الأميركية إن إسرائيل تتحمل مسؤولية قانونية للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى غزة.

وأضاف أن القيود الإسرائيلية تتسبب في دخول جزء قليل من المساعدات التي يجب أن تصل إلى القطاع، وشدد المتحدث باسم يونيسف على أن وقف إطلاق النار وإيصال مزيد من المساعدات أمر بالغ الأهمية.

وقال إن المنظمة تشعر بالإحباط حين ترى الآباء عاجزين أمام أطفالهم الذين يعانون الهزال، بينما المعبر على بعد دقائق حيث توجد شاحنات المساعدات.

من جهته أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن آلاف المرضى الفلسطينيين لا يزالون محرومين من الرعاية الصحية في ظل وجود 10 مستشفيات فقط تعمل بشكل محدود في أنحاء قطاع غزة.

وأوضح أن هناك حاجة ماسة إلى إجلاء حوالي 9 آلاف مريض إلى الخارج لتلقي العلاج من أمراض مزمنة مثل السرطان وغسيل الكلى، وأشار إلى أنه تمت حتى الآن إحالة أكثر من 3400 مريض إلى الخارج عبر معبر رفح نصفهم تقريبا من الجرحى، كما دعا إسرائيل إلى تسريع الموافقات على عمليات الإجلاء لذوي الحالات الحرجة.

الضفة

وفي الضفة الغربية التي تشهد اقتحامات لقوات الاحتلال بشكل يومي، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 455 فلسطينيا استشهدوا برصاص قوات الاحتلال منذ السابع من أكتوبر(طوفان الأقصى)، بينهم 117 طفلا.

وكان مدير مستشفى الرازي في مدينة جنين قد أعلن السبت استشهاد الفتى معتصم عابد من بلدة قباطية متأثرا بإصابته خلال اقتحام جيش الاحتلال للبلدة.

يوم الأرض

ويحيي الفلسطينيون اليوم السبت الذكرى الـ48 ليوم الأرض، حيث شهدت مدينة سَخْنين بالجليل مسيرة دعت إليها لجنة المتابعة العليا لإحياء ذكرى يوم الأرض، بمشاركة عدد من الفلسطينيين.

واختتمت المسيرة بمهرجان في بلدة دير حنا بمشاركة عائلات شهداء يوم الأرض وقيادة المجتمع الفلسطيني داخل الخط الأخضر. وقبل انطلاق المسيرة تم وضع أكاليل على أضرحة الشهداء في البلدة.

لبنان

وفي لبنان، أصيب عدد من أفراد الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في جنوب لبنان جراء انفجار وقع عند بلدة "رميش" الحدودية، في حين سارع الجيش الإسرائيلي لنفي استهداف أي سيارة تابعة لقوات اليونيفيل في منطقة رميش.

وفي أول تعليق على إصابات مراقبي الأمم المتحدة في جنوب لبنان، قال المتحدث باسم قوات اليونيفيل أندريا تيننتي للجزيرة إن الجهات المختصة في قوات الأمم المتحدة فتحت تحقيقا لمعرفة ظروف الانفجار ومصدره.

وفي السياق أعلن حزب الله مهاجمته 9 مواقع عسكرية إسرائيلية قبالة الحدود الجنوبية للبنان وفي مزارع شبعا المحتلة. وأوضح الحزب أنه هاجم ‏بالمسيرات مقر قيادة اللواء الغربي في يعرا، وأصاب الأهداف بدقة.

كان الحزب قد قال إنه قصف مبنى يتمركز فيه جنود إسرائيليون ‏في مستوطنة أدميت، وتحركاتٍ ‏للجنود داخل موقع الراهب وفي محيطه.

من جانبه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قصف بالطائرات بنى تحتية ومواقع لحزب الله في مناطق الطيبة والناقورة وكفر حنين جنوبي لبنان.

تطورات المفاوضات

في الأثناء نقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية عن مصدر أمني قوله إن محادثات الهدنة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل ستستأنف غدا الأحد في القاهرة.

فيما ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن وفدا يضم ممثلين عن الموساد والاستخبارات والشاباك سيغادر للقاهرة غدا الأحد لبحث صفقة التبادل مع حركة حماس.

وقالت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، في بيان إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو العائق الرئيسي في طريق رؤية أبنائنا.

وأضاف البيان أن سلوك نتنياهو جريمة، وإذا لم نفعل كل شيء لإزاحته، فلن نرى أولادنا، مؤكدين أنهم سيطالبون من الآن بإسقاطه.

وأفادت مراسلة الجزيرة بأن مسيرة احتجاجية حاشدة جابت شوارع مدينة تل أبيب تطالب بالتوجه لانتخابات مبكرة

لقاء ثلاثي

في السياق شدد وزراء خارجية مصر والأردن ومصر في اجتماع ثلاثي بالقاهرة اليوم، على ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وفي مؤتمر صحفي مشترك، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن المجتمع الدولي لا يزال يتعامل مع الشعب الفلسطيني بمعايير غير منصفة بشأن حقوق الإنسان.

من جهته طالب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بالقيام بحراك دولي حقيقي وفرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها على القطاع، وحث مجلس الأمن على اتخاذ قرار ملزم وفقا للفصل السابع يمنع تجويع سكان غزة.

أما وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني فقال إن بلاده تتشاور مع دول أخرى بشأن مبادرة فرنسية في مجلس الأمن تشمل معايير حل الدولتين.

وأضاف سيجورني أن هدف فرنسا هو تحقيق السلام، وأنها تستطيع تحقيق توافق بشأن مبادرتها من منطلق عضويتها الدائمة في مجلس الأمن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات جیش الاحتلال المتحدث باسم خان یونس

إقرأ أيضاً:

ماذا لو جرت الانتخابات الإسرائيلية اليوم؟

قد يعتقد البعض أن التعاطي مع هذا السؤال سابق لأوانه؛ فحكومة بنيامين نتنياهو، رغم ما تواجهه من مناكفات داخلية بين الأحزاب الشريكة فيها، أو داخل معسكرات حزب الليكود نفسه، ستصمد حتى نهاية فترة ولايتها الحالية. 

وقد يفترض البعض الآخر أن مشاركة الأحزاب العربية التقليدية ستكون مسألة خلافية، إذا ما أُخضعت برامجها ومواقف قياديّيها لاشتراطات القوانين الإسرائيلية الجديدة، الرامية إلى “تعقيم” تلك المواقف وإفراغها من المضامين السياسية التاريخية، كما نصت عليها دساتير تلك الأحزاب وبرامجها الانتخابية المعلنة.

في هذه الحالة ستواجه جميع هذه الأحزاب عائقا “دستوريا” غير مسبوق، من شأنه أن يفضي إلى استحالة مشاركتها في العملية الانتخابية المقبلة، أو منعها من المشاركة فيها؛ ولن يسعفها، هذه المرة، التوجه إلى المحكمة العليا الإسرائيلية التي تواجه، هي نفسها، حملة ضارية وعلنية من قبل بنيامين نتنياهو وحزبه وسائر أحزاب ائتلافه، حيث بات وجودها ودورها التقليدي مهددين، وسقوطها في أحضان القوى اليمينية الجديدة، كسقوط سائر أجهزة النظام القديم ومؤسساته، أقرب إلى الواقع.

قد يفرح دعاة مقاطعة الانتخابات الإسرائيلية من نشوء هذه الحالة، لكنني لست منهم ولا مثلهم؛ فأنا يشغلني هذا الهاجس على خلفية التداعيات الحاصلة في منطقتنا، وداخل إسرائيل بداية؛ لاسيّما بعد أن اكتسبت فكرة تهجير الفلسطينيين “شرعية” واسعة، لا بسبب ما أعلنته إدارة الرئيس دونالد ترامب إزاءها وحسب؛ بل بسبب شيوعها وتقبلها من قبل أكثرية أفراد المجتمع الإسرائيلي وشرائحه، وقناعتهم بأن تهجير الفلسطينيين ممكن، وأن التخلص منهم سيريح إسرائيل إلى الأبد، وسيؤمن نجاتها، خاصة بعد أن أثبت هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 أن السلام والتعايش مع الفلسطينيين، أمران مستحيلان، كما تؤمن تلك الأكثرية. 

هنالك بين الفلسطينيين من يستخفّ بهذه المخاوف، ولا أعرف ما هي ضماناتهم؛ وهناك من يأخذها على محمل الجد والقلق، لكنهم يعِدون الله والأرض وشعبهم بالصمود وبمقاومة تلك المشاريع مهما كانت الأثمان التي سيدفعونها ومهما عظمت التضحيات، ولهم في تجربة الحرب الجارية على غزة وعلى الضفة الغربية المحتلة برهان وفي صمودهم إعلان: بأن لا نزوح عن الوطن ولا هجرة ولا تهجير.

لا يمكن التنبؤ كيف ستنتهي الأحداث الجارية ولا كيف ستكون الحالة الفلسطينية بعدها. فحماس تدير معركتها حول مصيرها ومكانتها في غزة وفق مصالحها السياسية، ورؤاها الحركية الخاصة، ويبدو أنها تؤثر أن تفعل ذلك بالتنسيق مع بعض القوى الإقليمية والدولية، وليس من خلال أي إطار وحدوي فلسطيني جامع؛ بينما تواجه سائر الفصائل الفلسطينية المنتظمة تحت خيمة منظمة التحرير الفلسطينية حالة من الالتباس والضعف، أدت عمليا إلى استقواء البعض على المنظمة نفسها، حتى بات وجودها مهددا وتقويض دورها في رسم مستقبل القضية الفلسطينية محتملا.

لسنا، نحن المواطنين الفلسطينيين داخل إسرائيل، في منأى عما يحصل في العالم وحولنا وداخل إسرائيل أيضا، ولا في مأمن من تداعياته؛ فوفق المنطق التهجيري الذي تتبناه حكومة نتنياهو، وتجسده ممارسات جيشها في غزة وفي مناطق واسعة في الضفة الغربية، لا يجوز لنا أن نفترض أننا خارج قواعد هذا المنطق، ولا أن نفترض أن مصممي الاستراتيجية الإسرائيلية لا يرون بوجودنا، مليوني مواطن فلسطيني “مُعاديا” داخل دولتهم، عائقا أمام تحقيق “حقهم” بالعيش في دولة يهودية “نقية” من واجبها أن تؤمّن لمواطنيها اليهود الأمن في حيّزات خالية من المخاطر التي يسببها وجود الأغيار/ العرب بينهم.

 لا أقول ذلك من باب التهويل أو الترهيب، كما سيّدعي البعض؛ فمن يتابع تصريحات بعض الوزراء وأعضاء الكنيست وعدد من المسؤولين في الأجهزة الحكومية والأمنية، يسمع ويعرف أن جميعهم يؤمنون بضرورة إيجاد “حل جذري” لمشكلة وجود العرب المعادين داخل الدولة؛ ويكفي أن نتذكر، كمثال على نواياهم، اقتراح رفع السيادة الاسرائيلية عن منطقة المثلث، وإلحاق سكانه العرب بالأردن، أو أن نتذكر تهديدنا شبه اليومي بأن من لا يثبت بشكل قاطع ولاءه للدولة، ويقبل بجميع قوانينها فليرحل إلى غزة أو لأي دولة عربية أخرى. لم تكتف هذه الحكومة بإطلاق تحذيراتها وتهديداتها للمواطنين العرب، بل شرعت باتخاذ خطوات فعلية باتجاه تنفيذ ما تعلنه وملاحقة المواطنين العرب، والتضييق عليهم، مستندة في اجراءاتها القمعية إلى منظومة قوانين جديدة تستهدف تحجيم هوامش حريتهم وحرمانهم من حقوقهم الأساسية.

لقد اشتدت حملات التنكيل والقمع والملاحقة بعد السابع من أكتوبر، فبدأ آلاف العمال والموظفين والمهنيين يواجهون أوامر طردهم من العمل، أو تقديمهم إلى القضاء بتهم التحريض والمس بأمن الدولة بسبب تعبيرهم عن رأيهم إزاء ما يجري مع الفلسطينيين وتضامنهم الانساني البديهي مع شقاء الناس هناك.

لقد قرأنا في الأسبوعين الأخيرين عن عيّنات من هذه الحالات، كانت من بينها قضية الفنان الساخر نضال بدارنة، الذي منعته الشرطة الإسرائيلية من تقديم عروضه على المسرح، ثم قامت باعتقاله والتحقيق معه قبل الإفراج عنه، وكذلك قضية اعتقال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي فادي أبو يونس والتحقيق معه، وقضية اعتقال الصحافي سعيد حسنين.

 تزامنت هذه الاعتقالات مع حملات تحريض مبرمجة ضد عدد من القيادات السياسية والمؤسسات الحزبية وجمعيات المجتمع المدني ومعظمها مستهدفة ومهددة بالملاحقة القضائية وبالقصاص. لقد أصدر “مدى الكرمل، المركز العربي للدراسات الاجتماعية والتطبيقية” مؤخرا من حيفا ورقة أعدتها الباحثة غادة مجادلة، تحت عنوان “أصوات مكتومة وفضاءات معسكرة: الأطباء الفلسطينيون في المستشفيات الاسرائيلية بعد السابع من أكتوبر”، استعرضت فيها واقع هذه الشريحة في ضوء “حوادث ملاحقة الأطباء وغيرهم من مقدمي الرعاية الصحية أثناء الحرب على غزة. وقد تواترت تقارير عديدة عن طرد فلسطينيين من أماكن عملهم في إسرائيل بسبب التعبير عن تضامنهم مع ضحايا غزة، من خلال اعتباره “دعما للإرهاب” وهو ما يمكن استخدامه ذريعة للفصل عن العمل”.لن أرهق القراء بتفاصيل الورقة وبمضامينها القيّمة، فخلاصتها ببضع كلمات جاءت على لسان معدّتها “أن نظام الرعاية الصحية الإسرائيلي يشكّل جزءا لا يتجزأ من بُنى الدولة، ولا يمكن اعتباره من وجهة نظر سياسية فضاء محايدا”.
لقد اشتدت حملات التنكيل والقمع والملاحقة بعد السابع من أكتوبر، فبدأ آلاف العمال والموظفين والمهنيين يواجهون أوامر طردهم من العمل، أو تقديمهم إلى القضاء بتهم التحريض والمس بأمن الدولة بسبب تعبيرهم عن رأيهم
احتوت الورقة شرحا مفصلا ومعطيات مقلقة عن حالة الأطباء والعاملين الفلسطينيين في جهاز الرعاية الصحية الاسرائيلي، وهي الحالة التي تنطبق، برأيي، على جميع قطاعات العمل والمرافق التشغيلية، حيث يخضع فيها المواطن الفلسطيني لضغوطات تفرزها الفضاءات المجندة قوميا والمعسكرة ذهنيا وغير المحايدة، فنحن نواجه “مرحلة أخرى من التصعيد الخطير والفاشي”، كما وصفها محمد بركة رئيس “اللجنة العليا لمتابعة قضايا الجماهير العربية”، في منشور شامل وضعه على صفحته قبل ثلاثة أيام، وأشار فيه إلى رزمة من إفرازات هذا التصعيد الخطير والفاشي ومظاهر الملاحقات وتضييق الخناق، ودور المؤسسات القضائية فيه ووسائل الإعلام المجندة وتواطؤ المؤسسة الرسمية وأعوانها مع ظاهرة الجريمة وعصاباتها.

لقد دعا محمد بركة في منشوره “إلى تعزيز الوحدة الوطنية والاجتماعية وإلى العمل المشترك والبناء في كل مجالات حياتنا” وأشار إلى ضرورة “العمل في الشارع الاسرائيلي السياسي والإعلاني والشعبي لتجنيد أوسع الأوساط الممكنة (في واقع صعب للغاية)، وإلى التحرك على المستوى الدولي لمنع الاستفراد بنا من خلال حكومة ترى في مجرد وجودنا مشكلة”.

لن يختلف اثنان على ضرورة العمل وفق ما عدّه محمد بركة كضرورات من أجل “منع الاستفراد بنا، من خلال حكومة ترى في مجرد وجودنا مشكلة”؛ فتعزيز الوحدة الوطنية والاجتماعية، وضرورة العمل في الشارع الإسرائيلي السياسي والإعلاني، والتحرك على المستوى الدولي هي المبادئ التي تعلمنا أهمية أن يضمنها المظلوم إلى جانبه في صراعه مع الظالم، وهي في حالتنا الراهنة، إذا أردنا أن نقف ونصمد في وجه الفاشية والفاشيين، ضرورات بحاجة إلى ترجمات فعلية وفورية على أرض الواقع؛ وهي في الوقت نفسه مبادئ أساسية للعمل السياسي، لكنها بحاجة إلى تصريف وتجسيد من خلال إيجاد الأطر السليمة وبناء الجبهة السياسية المناسبة، رغم صعوبة الواقع الشديدة، كي لا نفيق ونكتشف أن الانتخابات للبرلمان الاسرائيلي ستجري غدا، وأن سفن “العودة” قد جهزتها حكومة إسرائيل الرعناء في مرافئ الأمل! ويبقى السؤال ماذا لو ستجري الانتخابات غدا؟

مقالات مشابهة

  • ماذا لو جرت الانتخابات الإسرائيلية اليوم؟
  • إعلام فلسطيني: آليات الاحتلال تطلق النار تجاه بلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس
  • الحرب على مقدسات الأمة .. العدو الإسرائيلي يدمر (1109) مساجد في غزة
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: استعادة المحتجزين تتطلب استعداد الجيش لاستئناف الحرب
  • ما الدروس التي استخلصتها شعبة الاستخبارات الإسرائيلية من فشل السابع من أكتوبر؟
  • فلسطين.. استعدادات في خان يونس لاستقبال الأسرى المتوقع الإفراج عنهم
  • طيران الاحتلال يشن غارة على شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة
  • تخوف إسرائيلي من ثماني تطورات تُنذر بتصعيد أمني في القدس المحتلة
  • باحث في الشؤون الإسرائيلية: نتنياهو يراوغ لعدم استكمال مراحل اتفاق غزة
  • باحث في الشؤون الإسرائيلية: نتنياهو يراوغ لاستمرار الحرب على غزة