بين مؤيد ومعارض.. لافتة منع الأطفال من دخول المسجد تثير نقاشا كبيرا بمواقع التواصل الاجتماعي
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
أعرب مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن انزعاجهم من بعض مظاهر الإزعاج التي يحدثها الأطفال الذين يرافقون أمهاتهم إلى المساجد في صلاة التراويح، حيث طالبوا بتوعية الآباء والأمهات وتثقيفهم بأهمية مراعاة حرمة المسجد وخشوع المصلين.
وانتشرت صورة لورقة معلقة بأحد المساجد تخير النساء بأنه يمنع اصطحاب أطفالهن، وتأمر من لديها أطفال بالصلاة في بيتها، وهي الواقعة التي أثارت العديد من ردود الأفعال المتباينة بين مؤيد لمضمونها وبين رافض لها، حيث يبسط كل طرف دلائله الموضوعية والدينية للبرهنة على رأيه.
وقال أحد المتفقين مع مضمون الورقة الداعية لمنع اصطحاب الأطفال للمسجد: "شيء جيد اصطحاب أولادكم لصلاة التراويح بالمسجد، لكن علموهم أن للمسجد حرمة وهو مكان للصلاة وليس مكان للعب والكلام والجري بين المصلين، فهم يشوشون على المصلين بالكلام والضحك و فيهم من يخلق بلبلة غير مقبولة تماما".
وأضاف آخر؛ " أنا أوافق صاحب الورقة الرأي، هذا أمر جيد، غير أن المسؤولية لا يتحملها الأطفال لوحدهم لأنهم لا يزالون صغارا، ولا يميزون بين الخطأ والصواب، فقط أنصح الأمهات والمصلين بنصح الأطفال قبل اصطحابهم للمسجد، خاصة وأن أغلبهم لا ينصح أطفاله باحترام حرمة المسجد باعتبارهم صغارا، ولا يزالون غير قادرين على استيعابها".
وبينما يفتقر رأي الفئة الأولى للدلائل الشرعية القائلة بعدم اصطحاب الأطفال للمنزل، يسهب أصحاب الرأي الثاني في استحضار بعض الأحاديث والمواقف التي تزكي طرحهم في فضل اصطحاب الأطفال للمساجد قصد تقوية رابطهم بالدين الإسلامي والصلاة كعماد له.
وفي نفس السياق قال أحد النشطاء:"المسجد يا سادة يُعرف بالجامع لأنه يجمع في داخله كل نشاط يمكن أن تتخيله، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه في المسجد، وكان يمازح أصحابه في المسجد، وكان الصبية يلعبون في المسجد، وكان الحبشة يلعبون التحطيب في المسجد وهم رجال كبار ورسول الله صلى الله عليه وسلم يشاهدهم!".
وأضاف: "أما عن الأطفال فقد كان رسول الله - صلى عليه وسلم - يصلي بالناس وهو يحمل أمامة حفيدته على كتفه فإذا سجد وضعها فإذا قام حملها، وفي إحدى المرات جاء الحسن أو الحسين حفيدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فركب على ظهره وهو يصلي بالناس؛ فأطال رسول الله السجود فلما قضيت الصلاة قال الناس: يا رسول الله أطلت السجود حتى ظننا أنك قد قبضت! فأخبرهم سيد الخلق صلى الله عليه وسلم أنه أطال سجوده حتى لا يزعج الطفل الراكب على ظهره، بل تخيلوا أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يومًا في الصلاة ثم سمع بكاء صبي مع أمه في الخلف فخفف من صلاته رحمة بالصبي".
وختم قائلا: "كل هذه المواقف ثم يأتي إنسان ويضع هذه اللافتة في بيت الله عز وجل! هذه الصورة كارثة بكل المقاييس؛ وتزعجني جدا محاولات منع الأطفال من المساجد بحجة أنهم يلعبون، وما المشكلة في لعبهم؟! نعم لا شك أنه على الأهل توعية الأطفال وتعليمهم لكن في النهاية هم أطفال غير مكلفين شرعًا، رب العالمين لا يحاسبهم على أخطائهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم عاملهم بهذه الرحمة ثم تريد أن تحاسبهم أنت؟ اتركوهم في بيت الله الذي ليس ببيتكم لتتحكموا في من يدخله".
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم رسول الله فی المسجد
إقرأ أيضاً:
لوموند الفرنسية: لبنان دفعت ثمنا كبيرا منذ نشأة حزب الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشف تقرير أنه على مدى ثلاثة عقود، هيمن حزب الله على المشهد السياسي والعسكري في لبنان، مقدمًا نفسه كحركة مقاومة بينما يدفع البلاد بشكل منهجي نحو المزيد من التدهور والدمار.
وبحسب صحيفة “لوموند” الفرنسية فإن الحرب الأخيرة، التي أسفرت عن دمار غير مسبوق وانهيار اقتصادي، ليست سوى الفصل الأخير في تاريخ طويل من تصرفات حزب الله المتهورة التي شلت لبنان.
وبينت الصحيفة أنه منذ ظهوره في الثمانينيات، انخرط حزب الله في صراعات عديدة، بشكل رئيسي مع إسرائيل، وفي كل مرة جر لبنان إلى حروب مدمرة. حرب 2006 وحدها تسببت في أضرار تجاوزت 3.6 مليار دولار، وتشريد مئات الآلاف وتدمير البنية التحتية الحيوية.
ومؤخرًا، أدى الصراع بين أكتوبر 2023 وديسمبر 2024 إلى تفاقم وضع لبنان الهش بالفعل، مما أدى إلى أضرار تزيد عن 6.8 مليار دولار، وانكماش اقتصادي بنسبة 7.1% في عام 2024، وتشريد ما يقرب من مليون شخص.
وبحسب الصحيفة، مع ذلك، فإن الدمار الذي ألحقه حزب الله يتجاوز بكثير الصراعات العسكرية. على مدى الثلاثين عامًا الماضية، رسخ الحزب نفسه في النظام السياسي اللبناني، وسيطر على المؤسسات الرئيسية وعطل الإصلاحات الأساسية. بدلًا من الاستثمار في ازدهار البلاد، أعطى حزب الله الأولوية لتوسعه العسكري، وحول مليارات المساعدات والموارد لتمويل عملياته شبه العسكرية بينما تنهار البنية التحتية في لبنان.
ونوهت الصحيفة أن لبنان كان يعرف ذات يوم باسم "سويسرا الشرق الأوسط"، مركزًا إقليميًا للخدمات المصرفية والسياحة والتجارة، لكن اليوم، تحت تأثير حزب الله، أصبح مرادفًا للانهيار المالي وعدم الاستقرار السياسي.
ومنذ عام 2019، عانى لبنان من واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في التاريخ الحديث، حيث فقدت عملته أكثر من 95% من قيمتها، وجمدت البنوك حسابات المودعين، وارتفعت معدلات الفقر إلى أكثر من 80%.
وأشارت الصحيفة إلى أن دور حزب الله في عمليات التعريب والفساد والتجارة الحدودية غير القانونية أدت إلى زيادة شل الاقتصاد، أدت سيطرة الحزب على طرق التهريب الرئيسية إلى خسارة مليارات الإيرادات للحكومة اللبنانية، مما أدى إلى تفاقم أزمة الديون في البلاد.
في الوقت نفسه، امتنع المانحون الدوليون مرارًا وتكرارًا عن تقديم المساعدة المالية بسبب قبضة حزب الله على السلطة ورفضه تنفيذ إجراءات مكافحة الفساد، بحسب الصحيفة.