ألــوان| راغب عيّاد.. رائد التعبيرية الاجتماعية مزج بين الشعبية والمدنية
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
راغب عياد.. فنان تشكيلي مصري، نجح فى مزج الحياة الشعبية بثقافة المدينة، ليصبح رائدًا للتعبيرية الاجتماعية، حيث استخدم أسلوب المدرسة الواقعية التى تهتم بنقل ومحاكاة الأشكال والأشياء والعناصر من الطبيعية.
ولد راغب عياد عام ١٨٩٢م لعائلة قبطية في حي الفجالة في مدينة القاهرة، درس في مدرسة الفرير الفرنسية، وفي عام ١٩٠٨م كان واحدًا من الطلاب في أول دفعة تلتحق بمدرسة الفنون الجميلة في القاهرة، وفي عام ١٩١١م تخرج فى المدرسة، وعمل بتدريس الرسم في المدرسة الثانوية القبطية والمدرسة القبطية الكبرى أيضًا.
منظوره الفنى والفكرى
اختير عياد في عام ١٩٢٤م، من قبل الرسام الإيطالي باولو فورسيلا للدراسة في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة، وتخرج فى قسم الفنون الزخرفية في روما عام ١٩٢٨م، واقترح تأسيس أكاديمية للفنون المصرية في روما على غرار العديد من الأكاديميات، وعاد إلى مصر محملًا بثقافة وفن أثرى بها بلاده طوال فترة حياته اللاحقة التي عاشها في مصر.
رفض عياد قواعد الأكاديمية البحتة التي كانت تدرس في المؤسسات الفنية في مصر، مثل الرسوم من التماثيل، لأنه كان يعتقد أنها هامدة لا حياة فيها، فتحرر عياد من قواعد الرسم التقليدية، وابتكر أسلوبه الخاص في الرسم، وكان مولعًا بالفنون المصرية القديمة، فجمع بين الأساليب الفنية الحديثة في أوروبا وبين الصور المأخوذة من واقع الحياة المحلية في مصر.
المعارض التي أقامها راغب عياد
أقام الفنان التشكيلي راغب عياد الكثير من المعارض، والتي تخطت الأربعين معرضًا وشاركت أعماله في العديد من المعارض المحلية والدولية.
معارض محلية
شارك راغب عياد في مجموعة المعارض التي نظمتها جمعية محبي الفنون الجميلة تحت اسم ”صالون القاهرة” واستمرت تلك المعارض قرابة النصف قرن وكان عياد دائم المُشركة بها وضمت أهم الأعمال الفنية التي قام بها.
شاركت أعماله في الصالون الأول لفن الرسم ”أبيض-أسود” وذلك بمركز الجزيرة الفنون.
معرض القاعة والذي أُقيم بقاعة بيكاسو في حي الزمالك.
معرض جاليري والذي أُقيم بقاعة أكسترا.
المعرض السنوي (التشكيل في الفن) والذي أقيم بجاليري المسار في دورته الرابعة.
معرض ”فن حائطك” والذي أقيم في قاعة سفر خان بحي الزمالك.
معرض ضفيرة والذي أقيم للربط ما بين المواهب الفنية الجديدة وجيل الرواد تحت مسمى ”الجد والحفيد” وذلك بقاعة أبعاد بمتحف الفن المصري الحديث.
ومعرض “رحلة العائلة المقدسة” والذي أقيم في قاعة بيكاسو في حي الزمالك.
معرض “مفاتيح الإبداع” والذي أقيم في متحف الخزف الإسلامي (قصر الأمير عمرو إبراهيم).
معرض ”من مختار إلى الجاذبية” وذلك جاليري آلت توكس في حي الزمالك.
ومعرض “صالون القاهرة للفنون التشكيلية” الذي أقيم في قصر الفنون.
معرض ”مقتنيات متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية“ وذلك بقاعة “الباب -سليم” وذلك بمتحف الفن المصري الحديث.
معارض دولية
شاركت أعماله في معرضين بالخارج وهما:
معرض ”الفنانون العرب بين إيطاليا والبحر المتوسط” والذي أقيم بقاعة أفق واحد وذلك بمتحف محمد محمود خليل وحرمه
معرض “من النيل إلى الحرمين” والذي أقيم بأتيليه جدة للفنون داخل المملكة العربية السعودية.
جوائز وأوسمة
نال راغب عياد تقديرًا لفنه وسام من درجة "فارس" من إيطاليا وذلك عام ١٩٣٦، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية للفنون إضافة إلى وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى وذلك عام ١٩٦٤.
رحيل رائد التعبيرية الاجتماعية
رحل الفنان الكبير راغب عياد عن عمر يناهز ٩٠ عامًا، بعدما قدم العديد من الأعمال الفنية الرائعة التي ما زالت تعرض حتى عصرنا هذا، وكان ذلك في عام ١٩٨٢م.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الفن التشكيلي أقیم فی
إقرأ أيضاً:
طقوس روحانية وتقاليد موروثة في أرض الفيروز.. رحلة رمضانية تروي ألوان التراث في سيناء من صمت الرمال في الديوان إلى هدوء الشواطئ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى شمال سيناء، حيث تلتقى الرمال بلون السماء الزرقاء، تتجلى أسمى معانى التضامن والتكافل الاجتماعى خلال شهر رمضان المبارك.
ففى هذه الأرض الطيبة التى تحتفظ بكل ما هو أصيل من عادات وتقاليد، يعيش أهل البادية الشهر الفضيل بقلوب مفعمة بالأمل والمحبة. حيث تتشابك أصابع الأجيال القديمة مع الجديدة، لتنسج طقوسًا رمضانية تمثل موروثًا ثقافيًا عميقًا يعبر عن قوة الروابط الاجتماعية وحسن الضيافة. من تجهيز الإفطار إلى تبادل الأطباق الغنية بالطعام، ويظل "المقعد" أو "الديوان" هو المكان الذى يعكس روح العائلة والقبيلة، حيث تتجلى أسمى معانى الإيثار والمشاركة.
وهنا لا يعد شهر رمضان مجرد فترة للصيام وفقط ، بل هو لحظة لاحتضان العابرين، ومساندة المحتاجين، والتأكيد على الروح الجماعية.
ويظل شهر رمضان مناسبة فريدة تتجسد فيها روح التعاون والمحبة بين الجميع، حيث يُحتفل به فى الدواوين والمجالس الخاصة بكل عائلة أو قبيلة.
"البوابة نيوز" أجرت جولة فى شمال سيناء والتقت عددا من أفراد قبائلها وشيوخها.
قال الشيخ محمد على الهرش، أحد مشايخ قبيلة البياضية المعروفة بتاريخها الوطنى، بقرية رابعة فى شمال سيناء إن شهر رمضان يحمل فى طياته العديد من العادات والتقاليد القديمة التى نشأ وتربى عليها أهل سيناء، خاصة فى جيل الثمانينيات.
كان شهر رمضان فى ذلك الوقت يظل يحمل نفس الفرحة والبهجة التى اعتاد عليها الجميع. كان الجميع ينتظر إعلان السيد المفتى عن بداية الشهر الكريم، وبعد ذلك يبدأون فى أداء طقوس رمضان المميزة.
وأضاف الهرش فى تصريحات لـ"البوابة نيوز": كان هناك اهتمام خاص بـ«الديوان"، حيث كان رجال القرية يحملون الطعام من منازلهم ويتجهون إلى الديوان الذى يقع بالقرب من الشارع لتسهيل وصول المسافرين والغرباء للإفطار. كان الديوان مكانًا يعج بالحركة والفرح، حيث يجتمع الجميع لتناول الإفطار، ولم يكن الناس يغادرون إلى منازلهم إلا بعد أداء صلاة التراويح.
وتابع الهرش قائلاً: فى وقت الإفطار، كان شباب القرية يتواجدون بالقرب من السيارات يحملون التمر والمياه، كما كانت هناك مطابخ فى كل قرية تقوم بإعداد الوجبات للمحتاجين. أما فيما يخص القضايا العرفية، فكان القضاء العرفى يتوقف فى شهر رمضان باعتباره شهراً للقرآن والإحسان والمودة والرحمة. وكانت القضايا تُؤجل إلى ما بعد الشهر الكريم على أمل أن يهتدى أطراف النزاع خلال هذه الفترة ويُحل الخلاف دون الحاجة إلى جلسات مواجهة.. ولكن، فى حالات نادرة، وخاصة فى القضايا الجسيمة والطارئة، قد يتم عقد جلسة استثنائية، إلا أن القضاء العرفى بشكل عام يبقى متوقفًا طوال رمضان بسبب قدسيته.
الطريقة التقليدية
وقال هانى سويلم؛ من قبيلة البياضية فى مدينة بئر العبد؛ نحرص جميعاً على إقامة إفطار جماعى فى ديوان كل عائلة حيث يلتف الجميع حول مائدة واحدة وفقاً للطريقة التقليدية، ويشارك كل فرد من أفراد العائلة بما تيسر من طعامه، ويتناول الجميع الإفطار سويا، فى جو من المحبة والتآلف بين الجميع.
وأضاف سويلم أنه يشارك الجميع فى نقل الطعام من المنازل وتقديم العصائر، بالإضافة إلى تجهيز القهوة والشاى فى الديوان قبل موعد الإفطار. كما يساهم الشباب فى تجهيز المكان يوميا استعداداً للإفطار ويشارك أيضا أهل الديوان المعروفين بـ«المحلية" فى إعداد المستلزمات الضرورية مثل الشاى والقهوة وجمع الحطب، وتبدأ السهرات الرمضانية عقب صلاة التراويح.
إعداد القهوة
وتابع أن للمرأة دوا كبيرا فهى المسئولة عن تحضير الطعام، وخاصة "الخبز" الذى يتم إعداده على الصاج بالطريقة التقليدية، وذلك فى تجمعات الديوان، أما بالنسبة للمنزل فهى عماد الأسرة.
وقال حسين سالم أحد أهالى قرية رابعة إن الأهالى يهتمون فى شهر رمضان بالأجواء الروحانية، حيث تجتمع العائلات والزوايا الصوفية لأداء صلاة المغرب بعد تناول التمر والماء وتلاوة الأذكار، بالإضافة إلى قراءة جزء من القرآن الكريم جماعيًا أو الاستماع للدعاة.
وأضاف أنه بعد تناول الإفطار، يتم إشعال الحطب فى "الشالية" لإعداد القهوة فالقهوة هى جزء أساسى من الإفطار فى رمضان، حيث تُعد بحرفية خاصة قبل موعد الغروب، لتكون جاهزة للاستمتاع بها بعد الإفطار.
وقال إن الجميع يبدأ فى تحضير المائدة، وكل فرد يؤدى دوره بكفاءة. بين تحضير "اللبّة" الخبز المعد على الجمر و"العجر" طعام مصنوع من طلع البطيخ المشوى مع الطماطم والفلفل أو الباذنجان.
وأوضح سالم أن من أبرز العادات التى يحرص البدو على إيقافها خلال شهر رمضان هى المجالس العرفية وجلسات القضاء العرفي. كما يتم تعليق مراسم الخطبة والزواج حتى نهاية الشهر بسبب أن الاحتفالات تحتاج عدة أيام من التحضيرات، طهى الطعام وتقديمه للضيوف، ولذلك، يصعب تنفيذ هذه المراسم، ويتم تأجيلها إلى ما بعد عيد الفطر.
ثقافة الطعام
فى الأيام الأولى من شهر رمضان، يحرص سكان العريش على تناول وجبة الإفطار على الشواطئ، مستمتعين بمشهد غروب الشمس والجو المعتدل وفى بعض الأحيان، يمتد التجمع بعد صلاة التراويح حتى الساعات الأولى من الفجر، حيث يتناول البعض وجبة السحور قبل العودة إلى منازلهم.
تعتمد سفرة بدو سيناء بشكل كبير على اللحوم، التى تشكل الجزء الأساسى من طعامهم اليومى وخلال شهر رمضان يُوقف الأهالى تناول الأسماك ومشتقاتها لما تسببه من العطش ومن أشهر الأكلات: المندى وهو تقليد سينائى عريق؛ ويُعد المندى من أشهر الأطباق السيناوية التى تشتهر بها المنطقة، حيث يتم طهى اللحوم داخل برميل مدفون تحت الأرض. ويتم ردم الرمال على البرميل لضمان تسوية اللحوم ، مما يضفى على الطبق نكهة مدخنة مميزة.
ومن الأطباق الأخرى التى تميز سفرة سيناء هى المقلوبة، والتى يتم تحضيرها فى إناء كبير يتكون من مكونات بسيطة الباذنجان، البطاطس