«أبو عاصي» يدعو للعمل على مشروع تفسير للقرآن جديد يناسب العصر
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
قال الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أستاذ التفسير وعميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر، إنه من أجل التخلص من الإسرائيليات الموجودة في كتب المفسرين القدامى مثل الطبري والقرطبي وابن كثير، يجب أن نعمل تفسيرًا، ندخل فيه الأحاديث الصحيحة ويكون تفسيرا بالأحاديث.
وأوضح الدكتور محمد أبو عاصي خلال لقائه مع الإعلامي الدكتور محمد الباز، مقدم برنامج «أبواب القرآن»، عبر فضائيتي «الحياة» و«إكسترا نيوز»، أن السنة لم تبين كل القرآن، ويجب أن نعمل على مشروع تفسير للقرآن جديد يناسب العصر، معقبًا: «نفسي في تفسير للقرآن يسمى بالتفسير المصلحي، أي نفسر الآيات القرآنية بما يحقق مصالح الناس».
واستطرد أستاذ التفسير: «فمثلا فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه» يأتي الأئمة ما عدا الإمام مالك ويقولون إن حالة الضرورة تتناول بقدر، يعني لو فرضا مضطر لأكل الميتة يقولون كل بما يسد الرمق فقط، لكن الإمام مالك يقول كل حتى تشبع، علامة تونس الطاهر بن عاشور وهو صاحب مقاصد الشريعة بعد الشاطبي وهو مالكي يقول لتحافظ على حياتك تأكل حتى تشبع أصبحت ضرورة لاستبقاء النفس، هذا تفسير يحقق مصلحة الإنسان».
وأضاف عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر: «آية الرضاعة، الإمام مالك يقول إذا كانت امرأة من علية القوم وامرأة مرفهة لا ترضع، بالعرف لا يجب عليها الرضاع، ويخصص النص بالعرف القائم ليحقق المصلحة».
وتابع «أبو عاصي»، بأن الفتوى التي نأخذها من القرآن مثلا في قضية الإشهاد في الطلاق، الطاهر بن عاشور يرى وجوب الإشهاد على الطلاق والشيخ محمد الغزالي أيده في وجوب الإشهاد على الطلاق، فلماذا لا نأخذ به؟».
وأشار إلى أن الفتوى التي نأخذها من القرآن في قضية الإشهاد في الطلاق، قال بها الطاهر بن عاشور الذي يرى وجوب الإشهاد على الطلاق، وأيده في ذلك الشيخ محمد الغزالي، متسائلًا: «لماذا لا نأخذ به؟».
وذكر أستاذ التفسير: «الأخذ برأي الجمهور أن الإشهاد ليس واجبًا، وإنما مندوب، نعم مندوب وليس واجب عند الجمهور، لكن إذا كانت المصلحة الآن للحفاظ على الأسرة تقتضي وجوب الإشهاد، وله مستند لماذا لا نلجأ إليه؟ الطلاق الثلاث في عهد النبي عليه الصلاة والسلام كان يقع طلقة واحدة، عندما يقول واحد لمراته أنت طالق ثلاثا، كانت تحسب واحدة، وجاء عمر جعله يقع ثلاثا، أما القانون المصري من عهد الشيخ المراغي تغير والفتوى الآن على أن الطلاق الثلاث بلفظ واحد يقع طلاقا واحدًا، لكن الأئمة الأربعة على أنه يقع ثلاثة وبالتالي بعض المتشددين والمستمسكين بالمذاهب لا يخرج عن هذا، ويضلل الآخر ويتهمه أنه باع الدين، ومعيش الناس في الزنا والحرام».
ولفت محمد أبو عاصي إلى أن الطاهر بن عاشور قال إن عمر قضى الطلاق الثلاث ثلاثة، وفتوى عمر ليست ملزمة، ثانيا كان الأمر قضاء جزئي ليس بمطرد، والمقصد من أن ربنا جعل الطلاق 3 مرات ليعطي سعة للناس للمراجعة، فيراجع نفسه ويعطي فرصة ثانية، بينما لما تمضي الطلاق الثلاث بلفظ واحد وتوقعه ثلاثا لم تعطي سعة للناس.
وقال عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر: «المصلحة تقتضي أن الطلاق الثلاث بلفظ واحد يقع طلقة واحدة، يجب أن نفسر الآيات التفسير المصلحي وننتقي من كلام الأئمة التفاسير التي لا تخرج عن النص والتي تخدم مصالح الناس».
وأوضح أبو عاصي، أن عدم الأخذ بتفسير القرآن تفسير مصلحي، مرجعه إما الجهل أو أننا نؤثر السلامة، وهناك أصابع خفية منها التيار السلفي لا يريد أي اجتهاد جديد، عندهم كل شيء لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو بدعة حتى لو أمر يستوجبه الواقع الآن.
وأضاف: «مثلا لو صليت الجمعة وذكرت ربنا بصوت مرتفع يقولك بدعة لأن النبي لم يفعله، صدق الله العظيم بعد القرآن بدعة عند ابن عثيمين وهو من مشايخ السعودية، يقول في فتاويه إنك لو قرأت القرآن وقلت صدق الله العظيم هذه بدعة، النبي لم يقولها».
وعقب أستاذ التفسير: «صدق الله العظيم، ليست آية لكن في القرآن ما يؤيدها "قل صدق الله"، وأحد الشباب ناقشني مرة وقال الشيخ في الجامع يقول صدق الله العظيم وهذه بدعة، رديت عليه قلت له ربنا يقول قل صدق الله، فقال لكن لم يقل "قل صدق الله العظيم"، قلت له أنت تجعل أننا عندما نصف الله بالعظمة بدعة؟».
وتابع أن قول «صدق الله العظيم» في نهاية قراءة القرآن متواترة عن المشايخ، وهم قرئوا على مشايخهم، تواتر عملي، أن الناس إجلالا للقرآن تقول صدق الله العظيم، فما البدعة في هذا؟
وأردف عميد كلية الدراسات العليا السابق بجامعة الأزهر: «السلفيين عندهم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة بدعة، الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام جهرًا بعد الأذان بدعة، أي ذكر تقوله بصوت مرتفع بدعة، الاحتفال بالمولد النبوي بدعة الاحتفال بالأعياد القومية بدعة، كل شيء بدعة لأن القاعدة لديهم كل شيء النبي لم يفعله بدعة، بينما الحكم الشرعي أن خطاب الله المتعلق بأفعال المكلفين بالاقتضاء أو التخيير، والاقتضاء يعني الطلب إما طلب فعل وإما طلب ترك، طلب الفعل الجازم الوجوب، طلب الفعل غير الجازم الندب، النهي الجازم التحريم النهي غير الجازم الكراهة، والتخيير الإباحة، يبقى بعرف الحكم حرام وحلال وواجب ومندوب من خطاب الله».
وذكر: «وإذا لم يكن هناك خطاب لا يكون حرام، لأن الترك ليس بحجة، يعني ترك النبي لا يدل على المنع، مثلا بعد صلاة الجمعة الناس اجتمعت في المسجد تقرأ قل هو الله احد 3 مرات، النبي كان له أذكار مأثورة أذكار الصباح وأذكار المساء».
وأشار محمد سالم أبو عاصي إلى أن الأوراد عند السادة الصوفية نوعان، أوراد أخذوها من الكتاب والسنة ولا شيء فيها، وأوراد قالوها عن تجارب شخصية، مثلا قال دعاء من نفسه أو ذكر معين في شدة ربنا فرج عنه هذه الشدة صارت تجربة شخصية.
واختتم أستاذ التفسير حديثه: «ما دامت المعاني صحيحة ومعاني سليمة نقبلها، لكن هناك مشكلة ساعات تلزمني بما لم يلزمني الله يعني مثلا تروح للشيخ يقول لك قل يا لطيف ألف مرة، القرآن لم يذكر هذا إلا مرة أو مرتين في سورة يوسف إن ربي لطيف لما يشاء، يعني المقصود أن الأوراد إذا كانت متفقة مع الكتاب ومع السنة وإذا كانت بمعاني لا تختلف عن أصول الدين فنحن نقبلها».
اقرأ أيضاًسالم أبو عاصي: القرآن أرسى قواعد الحوار.. وضرب نموذجا بـ«إبليس» و«الملائكة»
سالم أبو عاصي يبرئ طه حسين: لم يطعن في القرآن
سالم أبو عاصي: مصطفى محمود جنح كثيرًا بالقرآن للنظريات العلمية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أبو عاصي التفسير العصر القرآن القرآن الكريم تفسير تفسير القرآن تفسير القرأن الكريم تفسير القران تفسير سورة صدق الله العظیم أستاذ التفسیر سالم أبو عاصی تفسیر ا
إقرأ أيضاً:
هل يجوز هبة ثواب تلاوة القرآن للأحياء؟ دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول:هل يجوز للإنسان أن يهب ثواب قراءة القرآن الكريم لشخص لا يزال على قيد الحياة؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال: إنه لا خلاف في أنه يجوز للمسلم إذا عمل عملًا صالحًا أن يدعو الله تعالى بأن يهب مثل ثواب عمله هذا إلى من شاء من الأحياء أو الأموات، فإذا فعل ذلك فإنه يصل إن شاء الله تعالى.
هبة ثواب الصدقة للوالدينوورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "هل يجوز أن أخرج صدقة وأهب ثوابها لوالديَّ بعد موتهما، وما فضل ذلك؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، بأن الله تعالى قد أوجب بِرَّ الوالدين والإحسان إليهما في مواضعَ كثيرة؛ منها قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ۞ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 23، 24].
وأوضحت، أن الأمر بالبر في آيات القرآن الكريم لا يحصر برهما في حال دون حال، ولا في زمان دون آخر، فيجب على الولد أن يبر والديه حال حياتهما، وإن فاته ذلك في حياتهما فلا أقل من أن يبرهما بعد وفاتهما؛ روى أبو داود في "سننه" عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي عليَّ من بر أبويَّ شيءٌ أبرهما به بعد موتهما؟ قال: «نَعَمْ؛ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا».
وذكرت أن من بر الوالدين كذلك: أن يتصدق ويهب ثواب الصدقة لهما، لا سيما إذا كانت صدقة جارية، فإن ذلك يصل إليهما؛ روى الإمام البخاري في "صحيحه" عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن أمي تُوُفيَتْ، أينفعها إن تصدَّقتُ عنها؟ قال: «نَعَمْ»، قال: فإن لي مَخْرَفًا، فأنا أشهدك أني قد تصدقت به عنها.