كيف أصلي التهجد؟.. علي جمعة يوضح تفاصيل صلاة النافلة (فيديو)
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
تزامناً مع حلول الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، يهتم المسلمون بالبحث عن سؤال كيف أصلي التهجد؟، وذلك كون تلك الصلاة من النوافل التي يتميز بها شهر الصيام وتصدح بها المساجد ويهرول إليها الصائمون القائمون.
وحول الجواب عن سؤال كيف أصلي التهجد، أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية أن صلاة التهجد هي ذاتها صلاة قيام الليل، لكنها تختلف عن صلاة القيام في أنها تكون بعد أن ينام المصلي نومة يسيرة، ثم يقوم للتهجد في منتصف الليل كما هو مستحب، فيصلي ركعتين خفيفتين، ثم يصلي بعد ذلك ما شاء من ركعات، ويستحب أن تكون صلاته ركعتين ركعتين؛ لأن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى» أخرجه البخاري، فهذا الحديث يبين أن الأفضل أن يسلم المصلي بعد كل ركعتين.
صلاة التهجد لها العديد من الطرق والحالات التي يجوز أداؤها بها، ومنها أن ينام من أراد أداء صلاة التهجد ولو نومةً يسيرةً، ثمّ يقوم في منتصف الليل فيصلّي ركعتين خفيفتين، ثمّ يصلي بعد ذلك ما شاء من ركعات، وعليه أن تكون صلاته ركعتين ركعتين؛ فيسلّم بعد كلّ ركعتين، وبعد أن يُتمّ ما أراد من صلاة التهجُّد يوتِر بركعة واحدة كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلَّم، ويجوز له كذلك أن يوتر بثلاث ركعات، أو بخمس.
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها «أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم، كان يصلِّي من اللَّيلِ 13 ركعةً؛ يوتِرُ من ذلكَ بخمسٍ لا يجلسُ إلَّا في آخرِهنَّ»، وعن عائشة رضيَ اللَّهُ عنها، أنَّهُ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يصلِّي من اللَّيلِ 9 ركَعاتٍ لا يجلسُ فيها إلَّا في الثَّامنةِ، فيذكرُ اللَّهَ ويحمَدُهُ ويدعوهُ، ثمَّ ينهضُ ولا يسلِّمُ، ثمَّ يقومُ فيصلِّي التَّاسعةَ، ثمَّ يقعدُ فيذكرُ اللَّهَ ويحمدُهُ ويدعوهُ، ثمَّ يسلِّمُ تسليمًا يسمِعُناهُ، ثمَّ يصلِّي ركعتينِ بعدما يسلِّمُ وهوَ قاعدٌ، فتلكَ إحدى عشرةَ ركعةً، فلمَّا أسنَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وأخذهُ اللَّحمُ، أوترَ بسبعٍ وصنعَ في الرَّكعتينِ مثلَ صُنعِهِ في الأولى، وفي لفظٍ عنها: فلمَّا أسنَّ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وأخذهُ اللَّحمُ أوترَ بسبعِ ركعاتٍ لم يجلس إلَّا في السَّادسةِ والسَّابعةِ، ولم يُسلِّمْ إلَّا في السَّابعةِ، وفي لفظٍ: صلَّى سبعَ ركعاتٍ، لا يقعدُ إلَّا في آخرِهنَّ».
دعاء التهجدويمكن ترديد صيغ مختلفة من الدعاء في صلاة التهجد ومنها:
- اللهم اهدِنا فيمَن هديت، وعافِنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقِنا شر ما قضيت، أنك تقضي ولا يُقضى عليك، إنه لا يذل مَن واليت، ولا يعِزُ من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، لك الحمد على ما قضيت، ولك الشكر على ما أعطيت، نستغفُرك اللهم من جميع الذنوب والخطايا ونتوب اٍليك.
- اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلّغُنا به جنتَك، ومن اليقين ما تُهّون به علينا مصائبَ الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعِنا وأبصارِنا وقواتِنا ما أبقيتنا، واجعلهُ الوارثَ منّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصُرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا اٍلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا، ولا تُسلط علينا بذنوبِنا من لايخافُك فينا ولا يرحمنا".
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صلاة التهجد التهجد العشر الأواخر من رمضان رمضان صلاة التهجد
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: من رضى بقضاء الله أرضاه الله بجميل قدره
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه كان يقول: «ما أبالي على ما أصبحت، وما أمسيت أحبَّ إليَّ؛ لأني لا أدري أيهما خير لي»؛ تسليمًا ورضًا على كل حال، فكل ما يأتي منك يا ربي جميل.
وأضاف: ولكن الرضا يحتاج إلى تدريب ومراقبة ؛ لأن طبيعة الإنسان أنه يجزع عند المصيبة ، ويسعد بالفرح . والإمام الغزالي في «الإحياء» يورد لنا بقصة لطيفة حدثت بين سيدنا علي بن أبي طالب- وكان عالمًا ومربيًا- وبين عدي بن حاتم الطائي. فقد رأى سيدنا علي عديًّا مكتئبًا، فقال: «يا عدي، ما لي أراك كئيبًا حزينًا؟». فقال: «وما يمنعني أن أكتئب؟ فقد قُتل ابناي وفقئت عيني». فقال: «يا عدي، من رضي بقضاء الله جرى عليه وكان له أجر، ومن لم يرضَ بقضاء الله جرى عليه وحبط عمله».
أي : يا عدي، القضاء نافذ لا محالة، فإما أن ترضى، وإما أن تسخط، الرضا لن يرد قضاء، كما أن السخط لن يرده . فالقضاء ماضٍ لا محالة. فما رأيك: أن ترضى وتؤجر، أم أن تسخط فيحبط عملك؟
وأوضح أن هذه القصة تبين الفرق ما بين الرضا والصبر ، وهما معانٍ متولدة بعضها من بعض، فالرضا يساعد الإنسان على الصبر ، كما في قوله تعالى : {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ}. ومتى يكون الصبر جميلًا؟ عندما لا يكون فيه تبرُّم ولا اعتراض على مراد الله.
وأكد أن الرضا يزيل الحزن، ويساعد على الزهد، ويعين على التوكل والتسليم، ويفتح للإنسان بصيرةً تجعله يفهم الأشياء على حقيقتها، وهو أن كل شيء في هذا الكون إنما يكون بمراد الله سبحانه وتعالى، فلا يتم شيء إلا بخلقه وإرادته جل وعلا.