بينما تتصارع أوكرانيا مع الصراع الدائر والحاجة إلى تعزيز قواتها المسلحة، تولت العديد من الألوية العسكرية زمام الأمور بنفسها، وأطلقت حملات تجنيد مبتكرة لجذب أعضاء جدد. هذه المبادرات، التي أفاد بها صحيفة نيويورك تايمز، تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الوحدات المتعطشة للقوات في تجديد صفوفها وسط الهجمات الروسية المتواصلة.

وفي مدن مثل كييف، أصبحت اللوحات الإعلانية الرائعة وملصقات الشوارع المزينة بصور القوات المقاتلة والشعارات الوطنية مشهداً مألوفاً، وهو ما يعكس الجهود الحثيثة التي تبذلها الألوية لتجنيد المواهب الجديدة. وتتسم هذه الحملات بالحماسة القومية، وتتناقض مع نظام التعبئة الرسمي، الذي تنتقده العديد من الوحدات باعتباره مختلًا ومرهقًا.

وقد برز أحد هذه الكتائب، ذئاب دافنشي، كمثال بارز، حيث تحول من مجموعة شبه عسكرية إلى جزء لا يتجزأ من القوات المسلحة الأوكرانية. بقيادة المسعف القتالي الذي تحول إلى مسؤول التجنيد دميترو كوزياتينسكي، يبحث اللواء بنشاط عن أعضاء جدد من خلال عمليات توظيف مصممة خصيصًا تسمح للمرشحين باختيار الأدوار بناءً على مهاراتهم واهتماماتهم.

على عكس عملية التعبئة الرسمية، التي تحدد المناصب بشكل عشوائي، تعطي ذئاب دافنشي الأولوية للتجنيد الفردي، وإجراء مقابلات مكثفة وتوفير المرونة للمجندين لاختيار عدم الرضا إذا كانوا غير راضين. ويهدف هذا النهج إلى معالجة المخاوف بين الأوكرانيين بشأن الزج بهم في القتال دون تدريب كاف.

وفي حين واجهت جهود التوظيف التي تبذلها الحكومة انتقادات بسبب العقبات البيروقراطية والفساد، فقد اكتسبت الحملات التي تقودها الألوية زخماً بسبب فعاليتها وشفافيتها. تستفيد العديد من الوحدات من منصات التواصل الاجتماعي مثل Instagram للوصول إلى جمهور أوسع وتبديد المفاهيم الخاطئة حول الخدمة العسكرية.

ومع تزايد أعداد الضحايا والحاجة إلى مجندين جدد أصبحت ملحة على نحو متزايد، يدرك القادة العسكريون الأوكرانيون أهمية استراتيجيات التجنيد المبتكرة في دعم القدرات الدفاعية للبلاد. على الرغم من التحديات، تظل كتائب مثل ذئاب دافنشي صامدة في مهمتها، وتجسد المرونة والتصميم في مواجهة الشدائد.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

تونس تشهد العديد من «الهزّات الأرضية» خلال أيام.. هل هنالك إمكانية لحدوث «زلزال»؟

شهدت تونس منذ بداية فبراير الجاري، عدة هزات أرضية ضرب معظمها ولاية سيدي بوزيد، وآخر الهزات التي ضربت تونس وقعت يوم أمس الأربعاء، حيث بلغت قوتها 3.5 درجات، على بُعد 8 كلم شرق المكناسي، وشعر بها عدد من سكان المعتمدية، فما أسباب هذه الهزات وهل هنالك إمكانية لحدوث زلزال؟

وول ذلك، أوضح رئيس مصلحة البحث والتطوير في الجيوفيزياء بالمعهد الوطني للرصد الجوي حسان الحامدي، أن “أسباب تسجيل هذه الهزات تعود بالأساس إلى نشاطات تكتونية تحت سطح الأرض”.

وبحسب إذاعة “موزاييك اف ام التونسية”، أشار الحامدي، “إلى أن المنطقة التي تشهد هذه الهزات تقع بالقرب من حدود الصفائح التكتونية، وبحكم أن البلاد التونسية تقع في الضفة الشمالية للصفيحة الإفريقية التي هي في حركة مستمرة نحو الصفيحة الأوروآسيوية، فإن هذه المناطق تشهد تراكم توترات وطاقة هائلة بسبب انزلاق صفائح (اندساسها تحت صفائح أخرى) أو تلاقيها (تصادمها) أو تباعدها”.

وبين رئيس مصلحة البحث والتطوير أن “المناطق التي شهدت الهزات الأرضية توجد فيها شبكة متداخلة من الفوالق والصدوع النشطة حاليا، والتي عندما تتراكم فيها كمية كبيرة من الطاقة تصل إلى حد معين فتتلاشى متمثلة في هزّات أرضية نشهدها على السطح، وهذا ما يبرر كون هذه المناطق متحركة وتشهد منذ بداية الشهر الحالي عدة هزات أرضية”.

وأشار حسان الحامدي، إلى أن “الهزة الأولى كانت الرئيسية، ووقعت بمنطقة المكناسي في ولاية سيدي بوزيد، في الثالث من فبراير، بقوة 4.9 درجات على سلم ريختر، ثم تلتها عدة هزات ارتدادية ضعيفة نوعا ما ومرتبطة بالرجّة الرئيسية، باعتبار تقاربها معها في الزمن وحدوثها في الأماكن ذاتها والقريبة منها.

وشدد على أن احتمال حدوث زلزال مدّمر ينتج عن هذه الهزات ضعيف، موضحا أن إمكانية حدوث هزات أخرى أمر وارد”.

ولفت الحامدي إلى “أن الهزات الأرضية المسجلة لم تسبب أضرارا كبيرة على مستوى البنية التحتية أو الأرواح البشرية، ما عدا بعض الشقوق في بعض البنايات”.

مقالات مشابهة

  • 55 شركة أردنية تلجأ إلى قانون الإعسار
  • ما هي الدروس التي استخلصها الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا؟
  • ما هي المعادن الأرضية المهمة في أوكرانيا التي يريدها ترامب ؟.. تفاصيل
  • شرطة أبوظبي تتابع الدورة التدريبية لتأهيل المجندين
  • «ذئاب روما» يلتهم بورتو في «يوروبا ليج»!
  • الدوري الأوروبي.. ذئاب روما تلتهم بورتو وتتأهل لدور الـ16
  • تونس تشهد العديد من «الهزّات الأرضية» خلال أيام.. هل هنالك إمكانية لحدوث «زلزال»؟
  • وزير الاتصالات: نعمل على توفير البيئة الداعمة لجذب الاستثمارات المحلية
  • فوربس الشرق الأوسط تكرّم دينا أبو طالب ضمن أقوى 10 سيدات في قطاع التسويق لعام 2025
  • روسيا تستعيد 64% من الأراضي التي سيطرت عليها أوكرانيا في كورسك