أردوغان الثاني.. هل يغير إمام أوغلو موازين السياسة التركية حال فوزه بالانتخابات؟
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
وضع السياسي التركي المعارض أكرم إمام أوغلو، اسمه خلال السنوات الخمس التي تلت وصوله إلى رئاسة بلدية إسطنبول، في صدارة المشهد السياسي الداخلي عبر لعبه دورا بارزا في تشكيل خارطة التحالفات السياسية في الانتخابات الرئاسية الماضية إضافة إلى إطاحته بزعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو من قيادة حزب "الشعب الجمهوري"، فضلا عن كونه الشاب الذي استطاع نزع زعامة إسطنبول من كنف الحزب الحاكم لأول مرة منذ نحو عشرين عاما.
ومع صعود نجم أكرم إمام أوغلو خلال خوضه السباق الانتخابي المحتدم للفوز ببلدية إسطنبول الكبرى للمرة الثانية على التوالي ضمن الانتخابات المحلية التي تفتح صناديقها أمام الناخبين غدا الأحد، جرى تداول اسم إمام أوغلو مرتبطا بالرئيس التركي في الأوساط المحلية بسبب العوامل المشتركة في مسيرة كلا الرجلين السياسية، لتطلق بعد المنصات الإعلامية المحلية عليه لقب "أردوغان الثاني".
ورغم أن اللقب المتداول لا يخلو من المبالغة سيما أن السياسة التركية متحركة بشدة ولا تتمتع بثبات يجعل من مسيرة أي زعيم طريقا معبدا للآخرين، إلا أن قدرة إمام أوغلو على طرح اسمه بقوة كزعيم جديد محتمل تتجاوز طموحاته حدود أكبر المدن التركية من حيث عدد السكان، لاسيما في فئة الشباب، جعلت منه شخصية بارزة ينظر إليها في كثير من الأحيان على أنها تشكل تهديدا حقيقيا لحكم رجب طيب أردوغان، كما يرى مراقبون تحدثوا لـ"عربي21".
كما أن أكرم إمام أوغلو لا ينفك يلمح خلال حديثه لأنصاره ضمن دعايته الانتخابية، إلى أنه لا ينافس مرشح تحالف الجمهور الحاكم، مراد كوروم، بل يخوض منافسة محتدمة مع الكادر الحكومي من مسؤولين ووزراء في مقدمتهم يأتي الرئيس التركي، وذلك بعد طلب العديد من الوزراء مثل وزير الخارجية هاكان فيدان والداخلية علي يرلي كايا وغيرهما، التصويت لمراد كوروم.
ويخوض أردوغان الذي حقق انتصارا كبيرا على تحالف المعارضة في الانتخابات الرئاسية 2023، غمار السباق الانتخابي بنفسه لاسيما بمدينة إسطنبول، حيث حضر الأحد الماضي أكبر تجمع انتخابي لأنصاره، وشارك على مدى اليومين الأخيرين جولة مكثفة على عدد من أحياء إسطنبول البارزة بهدف دعم كوروم.
ويرى الباحث بالشأن التركي محمود علوش، أن "الظروف التي أحيطت بأكرم إمام أوغلو منذ فوزه برئاسة البلدية عام 2019 والتحولات الكبيرة التي أحدثتها على السياسة التركية الداخلية، لعبت دورا مهما في تحول إمام أوغلو إلى شخصية معارضة بارزة غالبا ما نظر إليها على أنه تشكل تهديدا لحكم الرئيس رجب طيب أردوغان".
ويضيف في حديثه لـ"عربي21"، أن "جانب من هذا التقييم واقعي، لأن أكرم إمام أوغلو استطاع أن ينتزع السيطرة على أهم مدينة في تركيا من حزب العدالة والتنمية، كما أنه استطاع على مدى السنوات الخمس من زعامته لإسطنبول، أن يتحول إلى قيادي بارز على مستوى المعارضة، وقد لعب دور كبير في تشكيل ديناميكيات التحالفات الحزبية في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية. وكان له دور بارز في الإطاحة بكمال كليتشدار أوغلو من زعامة حزب الشعب الجمهوري".
ويشير علوش إلى أن "إمام أوغلو استطاع خلال سنوات زعامته لإسطنبول، تعزيز دوره الجديد في السياسة التركية كزعيم معارض جديد لديه طموحات تتجاوز مدينة إسطنبول"، مستدركا: "لكن مقارنته بأردوغان مبالغ فيها لأسباب عديدة، باستثناء أن كلا الشخصين لديهما طموحات تتجاوز إسطنبول سواء عندما وصل أردوغان إلى بلدية إسطنبول عام 1994، أو وصل أكرم إمام أوغلو لها عام 2019".
من جهته، يرى الباحث بالشأن التركي علي أسمر، أن "هناك تشابها كبيرا بين بين أكرم إمام أوغلو وأردوغان من حيث أنهما من المدن المطلقة على البحر الأسود وكلاهما يهتم بكرة القدم وكلاهما تقلدا منصب رئاسة بلدية إسطنبول، ولكن من جانب آخر يوجد اختلاف كبير أيضا بينهما من ناحية الأيديولوجية والتفكير وطريقة الإدارة".
مصير أكرم إمام أوغلو عقب الانتخابات
يخوض أكرم إمام أوغلو الانتخابات المقررة غدا الأحد بقوة أملا في تمديد ولايته المنتهية لخمس سنوات أخرى، لاسيما وأن الدعم الذي دفعه عام 2019 للفوز برئاسة بلدية إسطنبول الكبرى وانتزاعها من كنف الرئيس التركي، لم يعد موجدا هذه المرة نتيجة لانقسام المعارضة على نفسها عقب الهزيمة التي ألحقها بهم أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية عام 2023.
وتمكن إمام أوغلو الذي كان يدير بلدية حي بيلوك دوزو قبل عام 2019، من الفوز بإسطنبول الكبرى عقب الدعم الذي ناله من حزب "الجيد" القومي المعارض حينها، فضلا عن توجيه حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) المعروف الآن باسم المساواة الشعبية والديمقراطية (DEM)، من توجه كتلته التصويتية الكردية لصالح أكرم السياسي التركي المعارض.
أما في هذه الانتخابات، فقد قرر الحزبان خوض السباق الانتخابي دون الانضواء تحت راية أي تحالف، كما أن زعيمة حزب "الجيد" ميرال أكشينار، لا تنفك تهاجم أكرم إمام أوغلو بشدة، بعد الانقسامات التي أدت إلى انهيار تحالف الطاولة السداسية.
الباحث محمد علوش، يوضح في حديثه لـ"عربي21" أن "الوضع الذي يخوض به أكرم إمام أوغلو هذه الانتخابات ليس أفضل مقارنة بما كان عليه الحال عام 2019، بناء على ثلاثة عوامل، أولها خريطة التحالفات الحزبية، حيث كان التحالف عام 2019 بين الشعب الجمهوري والجيد وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، دورا بارز في فوز إمام أوغلو".
ويشدد على أن "المعارضة منقسمة على نفسها اليوم"، مشيرا إلى أن "كل صوت معارض لم يصوت لصالح أكرم إمام أوغلو سيخدم مرشح تحالف الجمهور الحاكم مراد كوروم".
ويلفت علوش إلى أن "العامل الثاني يتعلق بالصراع على زعامة الشعب الجمهوري، حيث لم يكن هذا الصراع موجودا عام 2019 وكان هناك إجماع على دعم أكرم إمام أوغلو، أما اليوم فهناك صراعا على القيادة داخل الحزب، وهذا الصراع الذي كان إمام أوغلو طرفا فيه سيكون له تأثيرا على الانتخابات".
ويرى الباحث أن العامل الثالث يتمثل "بالإحباط الذي يواجه المعارضة بعد الهزيمة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الماضية"، مؤكدا أن "مجموع هذه العوامل يجعل من الصعب على أكرم إمام أوغلو المحافظة على زعامته لإسطنبول".
على ضوء ذلك، يشدد على أن "أهمية هذه الانتخابات بالنسبة لإمام أوغلو والسياسة الداخلية التركية، هو أن فوز الأول هو البوابة الحتمية لترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، لذلك هذه الانتخابات مفصلية بالنسبة لطموحات إمام أوغلو التي تتجاوز الزعامة على إسطنبول".
ويوضح أن "أي خسارة لأكرم في هذه الانتخابات ستشكل تهديدا وجوديا لحالته السياسية وستقوض إلى حد كبير قدرته على مواصلة مسيرته السياسية على مستوى السياسة العامة ودوره داخل الشعب الجمهوري".
"رابح في الحالتين"
في المقابل، يرى أسمر في حديثه لـ"عربي21"، أن إمام أوغلو رابح على الحالتين، لأنه في حال تمكن من الفوز بالانتخابات المحلية فسيكون رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، وفي حال خسر فسيكون رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض"،
ويضيف أن بناء على ذلك، فمن الممكن القول إن "إمام أوغلو مستمر في مشواره نحو رئاسة البلاد".
وفي ما يتعلق بانقسام المعارضة، يوضح أسمر أن "إمام أوغلو لا يزال يلقى دعما كبيرا من الأحزاب المعارضة، لأنه تحول إلى أيقونة بالنسبة لهم". ويتطرق الباحث التركي إلى كتلة الناخبين الأكراد، موضحا أن "هناك مرشحا لحزب المساواة والديمقراطية الكردي، ولكن هذا المرشح عبارة عن فزاعة فقط".
ويضيف أنه "من جانب آخر هناك حزب الجيد، الذي رشح شخصية خاصة به ولكن بعض أعضاء حزب الجيد لن يسلموا لكلام رئيسة الحزب ميرال أكشنار وسيصوتون لصالح أكرم إمام أوغلو. فهو الوحيد الذي استطاع سلب إسطنبول من الحزب الحاكم بعد سنوات طويلة".
وعن منافس إمام أوغلو، وهو مراد كوروم الذي يحظى بدعم تحالف الجمهور المكون من "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" و"الاتحاد الكبير"، يشدد أسمر على أن "اختياره كان اختيار موفقا ويوجد حاليا منافسة كبيرة بين الشخصيتين وهذا الشيء الذي افتقدناه في الانتخابات السابقة".
ويرجح أن "الفائز سيفوز بفارق قليل، ويوجد عوامل كثيرة من شأنها أن تؤثر على نتيجة الانتخابات كالتحالفات الحزبية والكتلة الرمادية التي لا نعلم لن ستصوت، فضلا عن الكتلة التي لن تصوت ولا نعلم من أي طرف ستكون وكم سيكون معدلها، لذلك من الممكن أن نشهد بعض المفاجئات".
من جهته، يقول علوش في حديثه لـ"عربي21"، أن الانتخابات المحلية سيكون له انعكاسات بطبيعة الحال على السياسة الداخلية التركية، لأن النتائج التي ستفرزها ستكون على ثلاث مستويات، مستوى زعامة أردوغان، وعلى مستوى حالة أكرم إمام أوغلو، وعلى مستوى وضع داخل أكبر حزبين معارضين، وهما الشعب الجمهوري والجيد".
ويشدد على أن "هذه المستويات كلها ستعمل على إعادة تصميم السياسة التركية خلال الفترة المتبقية من ولاية أردوغان الرئاسية"، حسب تعبيره.
عوامل حاسمة
يرى الباحث علوش أن هناك عوامل حاسمة في انتخابات إسطنبول على وجه التحديد، موضحا أن "العامل الأساسي يتعلق بخريطة التحالفات الحزبية وكيفية تفاعلاتها، بمعنى أنه في حال استطاع حزب المساومة والديمقراطية الكردي أن يوجه جميع الكتلة الناخبة الكردية لدعم أكرم إمام أوغلو، فهذا الأمر سيرفع من فرص إمام أوغلو لأن الصوت الكردي سيكون عاملا ضمن العوامل الحاسمة، لكنه ليس العامل الحاسم الوحيد.
ويوضح أنه حتى في حال فوز إمام أوغلو بدعم الأكراد "فسيتعين عليه أيضا الحصول على أصوات من جبهة حزب الجيد، وهنا يبرز العامل الثاني المهم وهو أداء الجيد في هذه الانتخابات"، مشيرا إلى أنه "في حال استطاع الجيد الحفاظ على قاعدته التصوتية التي تقدر بنحو 8 إلى 9 في مدينة إسطنبول، فهذا سيخدم مراد كوروم، لأنه هذه الأصوات بمجرد امتناعها عن دعم إمام أوغلو ستصب في صالح كوروم بطبيعة الحال".
و"هنا يبرز عامل ثالث مهم يتعلق بالتحالفات وهو أداء حزب الرفاه من جديد المحافظ في الانتخابات، لأنه كتلته التصويتية تقدر بنحو 3 بالمئة في إسطنبول، وفي حال استطاع هذا الحزب المحافظة على هذه الكتلة ورفعها من خلال استقطاب الأصوات المعارضة أو المنشقة عن العدالة والتنمية، ستخدم أكرم إمام أوغلو بمجرد امتناعها عن دعم كوروم"، كما يقول علوش.
وشدد الباحث في حديثه لـ"عربي21"، على أن كل صوت في هذه الانتخابات مهم المنافسة محتدمة بشدة، لذلك أي تفاعل لهذه العوامل الثلاثة: الصوت الكردي والصوت القومي والصوت المحافظ، ستشكل بالتأكيد نتائج انتخابات إسطنبول".
وفي ظل التركيز الإعلامي في إسطنبول على رئاسة البلدية الكبرى، ينبه علوش إلى أهمية "المنافسة على بلديات المقاطعات، لأنها ستحدد نتائج السباق على رئاسة البلدية الكبرى"، مشيرا إلى أن "أهم هذه المقاطعات هي اسنيورت، لأنها تشكل الكتلة الأكبر من الناخبين في إسطنبول، وبالتالي المعركة ستتركز هناك، لأن خسارة العدالة والتنمية لهذه المقاطعة عام 2019 كانت سببا مباشرا في خسارته إسطنبول الكبرى".
هل الفائز بإسطنبول يفوز بتركيا حقا؟
تتحول الانتخابات المحلية في تركيا إلى انتخابات تتمحور حول إسطنبول بطريقة مثيرة للاهتمام حيث يتم تشكيل تحالفات وانهيار أخرى حول بلديتها الكبرى، وفقا للكاتب التركي عبد القادر سيلفي.
وبلا شك يدرك الرئيس التركي الذي تولى رئاسة بلدية إسطنبول عام 1994، أهمية المدينة الواقعة في قلب الحياة التركية على كافة صعدها السياسية والاقتصادية والثقافية، كما يحفظ الأتراك مقولة "من يحكم إسطنبول يحكم تركيا" التي تشيع في الأوساط التركية على نطاق واسع، في إشارة إلى أهمية المدينة في الخارطة السياسية.
وكان الرئيس التركي عبر عن هذه الأهمية في أكثر من مناسبة، خصوصا في أول خطاب له عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية الماضية، حيث أكد على عزمه تكليل فوزه بالفترة الرئاسية الجديدة بانتصار يمحو أثر الضربة القاسية التي وجهها حزب الشعب الجمهوري المعارض، في انتخابات البلديات عام 2019.
ويعيد المراقبون الذي يحاولن ربط مساري أكرم إمام أوغلو وأردوغان ببعضهما البعض مقولة "من يحكم إسطنبول يحكم تركيا"، مشيرين إلى أن دخول إمام أوغلو المشهد السياسي من بوابة بلدية إسطنبول، سيتيح له في ظل سطوع نجمه الوصل بشكل حتمي إلى كرسي الرئاسة في الانتخابات العامة عام 2028.
في هذا السياق، يشدد أسمر على أن "هذه المقولة صحيحة ولكن غير دقيقة"، مشير إلى أن "أحد أسباب وصول أردوغان للرئاسة كان تقلده منصب رئاسة بلدية إسطنبول سابقا، ولكن لم يكن السبب الوحيد و يوجد أسباب اخرى دعمت نجاح أردوغان في مشواره السياسي، منها تاريخه مع حزب الرفاه بالإضافة إلى الطاقم التأسيسي القوي لحزب العدالة والتنمية بالإضافة إلى عامل التوقيت والزمن، فحزب العدالة والتنمية تم تأسيسه بمرحلة زمنية كان الشعب التركي متعطشا للتغيير".
لذلك يرى الباحث التركي أنه من الأصح أن يقال إن "الحصول على إسطنبول سبب واحد للحصول على تركيا ولكن ليس السبب الوحيد".
من جهته، يشير الباحث بالشأن التركي محمود علوش، إلى أن هذه المقولة "لا تصلح للسياسة العامة في تركيا لأن ما ينطبق على أردوغان لا ينطبق على غيره"، مشددا على أن المقولة ذات الصلة "كانت مصممة لإسقاطها على أردوغان لأنه وصل إلى رئاسة البلاد من بوابة بلدية إسطنبول، لكن حتى عندما فازت المعارضة عام 2019 ببلدية إسطنبول لم تتمكن من الوصول إلى الرئاسة في انتخابات 2023".
وفي حين يوضح أن "في حال استطاع أكرم الفوز ببلدية إسطنبول من جديد فهذا الأمر سيحوله إلى زعيم معارض جديد تتجاوز زعامته إسطنبول، وبالتالي سيشكل تهديدا قويا لحكم أردوغان وأيضا سيكون مشروع رئيس جديد للبلاد"، يستدرك علوش بالقول إن "هذا الأمر يتوقف في النهاية على مجموعة من العوامل الأخرى لأن السياسة التركية متحركة وتديرها مجموعة من الديناميكيات المتشابكة والمعقدة للغاية، ولا تقتصر فقط على ما يريده أردوغان أو ما يتطلع إليه أكرم إمام أوغلو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية إمام أوغلو أردوغان تركيا تركيا أردوغان اسطنبول إمام أوغلو سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الانتخابات الرئاسیة الانتخابات المحلیة فی هذه الانتخابات العدالة والتنمیة السیاسة الترکیة أکرم إمام أوغلو الشعب الجمهوری إسطنبول الکبرى الرئیس الترکی فی حدیثه لـ مراد کوروم على مستوى عام 2019 إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
هل ينجح أردوغان في حل الخلاف بين السودان والإمارات.. وماهي فرص نجاح الوساطة التركية؟
استعرض تقرير لوكالة "RT" آراء خبراء ومحللين سياسيين بشأن فرص نجاح تركيا في لعب دور الوسيط لحل الخلافات بين السودان والإمارات.
وأشار التقرير إلى عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أيام، استعداد بلاده للتوسط لحل "الخلاف" بين السودان والإمارات لإحلال الأمن والسلام في السودان.
وجاء عرض الرئيس التركي بالتدخل للمصالحة بين السودان والإمارات بعد ساعات من إعلان تركيا نجاح وساطتها في تحقيق المصالحة وحل الخلاف بين الصومال وإثيوبيا، والذي قالت عنه الرئاسة التركية أن "الاتفاق بين البلدين سيسهم في السلام في المنطقة".
ورحب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني بـ"أي دور تركي يسهم في وقف الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع"، وثقته في مواقف الرئيس التركي وحكومته الداعمة للشعب السوداني وخياراته".
وتحدث خبراء متخصصون في الشأن السوداني لـ RT عن دعوة الرئيس التركي ومدى نجاحها في تحقيق المصالحة بين السودان والإمارات في ظل اتهامات من حكومة الخرطوم بأن الإمارات هي الداعم الأكبر لقوات الدعم السريع في الحرب الدائرة السودان.
ويرى المحلل السياسي السوداني الدكتور أمجد فريد، أن تركيا بعد نجاحها في تغيير الأوضاع في سوريا والتوسط لإطفاء التوتر بين إثيوبيا والصومال تسعى بشكل حثيث إلى "تعزيز نفوذها في المنطقة ككل وتقديم نفسها كلاعب أساسي وعامل مساعد على الاستقرار"، حتى أنها تقدمت بدعوة للمصالحة بين السودان والإمارات.
تخدم جهود وقف الحرب
ويؤكد المحلل السياسي السوداني أن الدعوة التركية "بلا شك إيجابية وقد تخدم جهود وقف الحرب في السودان" وأنها تضع الأمور في نصابها الصحيح، معتبرا دعوة الرئيس التركي بأنها "تتعامل مع الامارات كفاعل أساسي في اشعال حرب السودان" عبر امدادها المستمر للدعم السريع بالعتاد والسلاح.
ويضيف السياسي السوداني في حديثه لـ RT أن التحدي الأساسي الذي سيواجه هذه المبادرة هو من جانب دولة الإمارات والتي تسعى "لتحقيق مكاسب كلية شاملة في فرض نفوذها على السودان من خلال الدعم السريع، او بعض العناصر المدنية المنخرطة في تحالف تقدم والتي انخرطت في محاولة تشكيل حكومة موازية كخطوة في طريق تقسيم السودان".
وأشار "فريد" إلى أن المبادرة التركية تتزامن مع جهود مماثلة من جانب الكونغرس الأمريكي الذي بدأت فيه تحركات لفرض حظر على تصدير السلاح على الإمارات حتى تتوقف عن إمداد الدعم السريع، وهو ما يضمن "الضغط الدولي على دولة الإمارات في وقف دعم قوات الدعم السريع".
وكان السيناتور الديمقراطي الأمريكي كريس فان هولين، قدم مشروع قانون في مجلس الشيوخ الأمريكي في 21 نوفمبر الماضي لتعليق مبيعات الأسلحة للإمارات على خلفية اتهامات بتسليحها قوات الدعم السريع أحد طرفي الصراع في السودان، كما تقدمت النائبة الديمقراطية سارة جاكوبس بمشروع مماثل في مجلس النواب.
ويؤكد المحلل السياسي السوداني أن المدخل الصحيح الذي دللت عليه المبادرة التركية والأمريكية أنها "وضعت دور الإمارات في مكانه الصحيح بعيدا عن الأقنعة والمجاملات الدبلوماسية والتي تحاول تصويرها على أنها وسيط أو مراقب محايد في عمليات السلام السودانية".
وقبل أيام كشف وزير الخارجية السوداني علي يوسف عن مجموعة من المحددات التي يجب الاتفاق عليها قبل دخول القيادة السودانية في مفاوضات رسمية مع دولة الإمارات في مقدمتها "وقف الدعم العسكري واللوجستي الذي تقدمه الإمارات للدعم السريع" والالتزام بالحفاظ على وحدة السودان وسيادته ومؤسساته وقواته المسلحة.
بينما يرى المحلل السياسي السوداني عثمان ميرغني أن الدعوة التركية وإن كان هدفها إيجاد نوع من التفاوض بين السودان والإمارات إلا أنها "لم تحدد على أي شكل سيكون هذا التفاوض أو مستواه" على غرار ما حدث في عملية المصالحة بين إثيوبيا والصومال.
وقف الدعم ضغطٌ لأجل التفاوض
ويؤكد المختص في الشؤون السودانية أن السودان لديها شرط أساسي هو "وقف الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع". وفي حال تحقق هذا الشرط فإن عملية المصالحة مع الإمارات ستكون أسهل، وهو موقف أعلن عنه وزير الخارجية السوداني بأنه "شرط لا رجعة فيه".
ورجح المحلل السياسي السوداني أن قطع الدعم عن قوات الدعم السريع سيسهل كثيرا حل الأزمة السودانية وأنه "في ظل التقدم الذي يحققه الجيش السوداني لن يكون أمام طرفي الصراع في السودان إلا العودة لطاولة المفاوضات" وهو ما يرجح عودة مسار جدة للمفاوضات