حكم قراءة القرآن الكريم من المصحف في صلاة التراويح.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما حكم قراءة القرآن الكريم من المصحف في صلاة التراويح؟ فأنا أريد ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك، ولكني لا أحفظ القرآن الكريم كاملًا، فهل يجوز لي القراءة من المصحف الشريف في الصلاة؟.
وقالت دار الإفتاء، إن ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح هو أمرٌ محمود، وفعلٌ مرغوب، وسُنة متبعة، ويجوز شرعًا الاستعانة على تحصيل ذلك بالقراءة من المصحف ولا حرج في ذلك.
وذكرت دار الإفتاء، أنه من المقرر شرعًا أن أفضل قراءة للقرآن الكريم ما كانت في الصلاة؛ لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ فِي الصَّلَاةِ أَفْضَلُ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ، وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ مِنَ التَّكْبِيرِ وَالتَّسْبِيحِ، وَالتَّسْبِيحُ أَفْضَلُ مِنَ الصَّدَقَةِ، وَالصَّدَقَةُ أَفْضَلُ مِنَ الصَّوْمِ، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ» أخرجه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان".
وولما كانت قراءة القرآن في الصلاة أعظم أجرًا وأكثر ثوابًا من القراءة خارجها؛ استحب العلماء ختم القرآن في الصلاة؛ حتى يتحصل في ختمه على أفضل الأجر وأعظمه.
وأوضحت دار الإفتاء، أن ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح سنة متبعة عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسار عليها التابعون من بعدهم؛ فعن أبي عثمانَ النَّهدِيِّ قال: "دَعَا عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِثَلَاثَةِ قُرَّاءٍ فَاسْتَقْرَأَهُمْ، فَأَمَرَ أَسْرَعَهُمْ قِرَاءَةً أَنْ يَقْرَأَ لِلنّاسِ ثَلَاثِينَ آيَةً، وأَمَرَ أَوْسَطَهُم أَنْ يَقْرَأَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ آيَةً، وأَمَرَ أَبْطَأَهُمْ أَنْ يَقْرَأَ عِشْرِينَ آيَةً" أخرجه الإمامان: ابن أبي شيبة في "المصنف"، والبيهقي في "السنن الكبرى".
أمَّا بخصوص القراءة من المصحف في صلاة التراويح: فالمختار للفتوى جواز القراءة من المصحف فيها بلا كراهة؛ لما أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه": "أَنَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا كَانَ يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِنَ الْمُصْحَفِ"، وفي رواية الإمام مالك في "الموطأ": "كَانَ يَقُومُ يَقْرَأُ لَهَا فِي رَمَضَانَ"، وأخرجه الإمام ابن أبي شيبة في "مصنفه" عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: "أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَعْتَقَتْ غُلَامًا لَهَا عَنْ دُبُرٍ، فَكَانَ يَؤُمُّهَا فِي رَمَضَانَ فِي الْمُصْحَفِ".
وقد نص على جواز القراءة من المصحف في صلاة التراويح جماعة من السلف الصالح منهم: ابن سيرين، والحسن، والحكم بن عتيبة، وإسحاق بن راهويه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: من المصحف فی صلاة التراویح القراءة من المصحف القرآن الکریم دار الإفتاء ختم القرآن فی الصلاة
إقرأ أيضاً:
الإفتاء تُحذر من الترويج لمقاطع قراءة القرآن بالموسيقى
أكدت دار الإفتاء المصرية أن القرآن الكريم أنزل هدايةً ونورًا ورحمةً للناس، وأمر الله عز وجل بتدبر آياته والانتفاع بها، مع حفظ حدوده واحترام قدسيته. وشددت الدار على ضرورة المحافظة على الكيفية والهيئة التي تواتر نقل القرآن بها عبر الأجيال، دون إخلال أو تحريف، باعتبار ذلك أمانة دينية عظيمة.
موقف الإفتاء من قراءة القرآن بالموسيقى
صرحت دار الإفتاء أن خلط تلاوة القرآن الكريم بالموسيقى يعد إخلالًا بقدسية النصوص القرآنية، مما يحول التلاوة من وسيلة للهداية إلى نوع من اللهو. وأوضحت أن هذا التصرف يتعارض مع الكيفية المتواترة التي انتقلت بها تلاوة القرآن، مشيرة إلى أن العديد من علماء الإسلام اعتبروا هذا الأمر من الكبائر، لما فيه من استخفاف بكتاب الله.
وأوضحت الإفتاء أن التغني بالقرآن الكريم، الوارد في الحديث الشريف: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ»، يعني تحسين الصوت بالتلاوة بما يناسب معاني القرآن، وليس إضافة الموسيقى. وأضافت أن الموسيقى تؤدي إلى التشويش على الآيات وتمنع تدبر معانيها، وهو ما يخالف مقصد الشريعة من قراءة القرآن.
دعت الإفتاء المسلمين إلى الإعراض عن مقاطع الفيديو التي تحتوي على تلاوات مصحوبة بالموسيقى، موضحة أن مشاهدتها تساهم في نشر هذا المنكر. وأكدت أن القرآن الكريم غني بذاته عن أي مؤثرات خارجية، فهو كتاب هداية ميسر للحفظ والتدبر، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ﴾.
خلصت دار الإفتاء إلى أن إدخال الموسيقى مع تلاوة القرآن محرم شرعًا، ويعد انتهاكًا لحرمة القرآن الكريم. ودعت الجميع إلى توقير كلام الله وحفظ هيبته، مؤكدة أن القرآن لا يحتاج إلى إضافات موسيقية لتحفيز تدبره أو حفظه.