الشريعة الإسلامية فى مضمونها هى منهج إسلامى متكامل يهدف إلى رعاية مصلحة العباد فى الدنيا والآخرة، فهى تطالب العبد بالعمل والسعى والجد والاجتهاد حتى يحقق رغباته الدنيوية، كما أنها تكلفة بالكثير من العبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج، ليفوز ويسعد بجنة الرحمن فى الآخرة.
كما أنها تنقله إلى حالة روحانية عالية تتسم بالأخلاق الحميدة والسلوك القويم، وقد امتن الله سبحانه وتعالى علينا أن بعث فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذى دعا إلى مكارم الأخلاق وإلى تزكية النفس وخلوها من العيوب والآفات، فكان تزكية النفوس واتصافها بالأخلاق الحسنة من أهم الأهداف التى نادت بها الشريعة الإسلامية، وبينها النبى صلى الله عليه وسلم، وقد قدم النبى صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة لأصحابه حين تمثل جميل الاخلاق واتصف بصفات الكمال، فكان لهم خير قدوة.
والناظر فى سيرة النبى صلى الله عليه وسلم يجد أنه ربط بين خيرية المسلم عند الله بحسن خلقه الذى يُكسبه الحسنات، ويقربه إلى الله سبحانه وتعالى فقال عليه أفضل الصلاة والسلام «ما من شىء أثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله ليبغض الفاحش البذىء» فجعل حسن الخلق هنا عبادة يتقرب بها المؤمن إلى الله، وينال عليها خير الجزاء من الله سبحانه وتعالى، هذا كله وغيره نادت به الشريعة الإسلامية عن طريق النصوص الشرعية فى الكتاب والسنة، تدريبا للمسلم وتربية له للوصول إلى الأفضل فى دينه ودنياه.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى يحذر الأمهات: الدعاء على الأبناء قد يستجاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن النبي صلى الله عليه وسلم قد علمنا آداب الدعاء، وخصوصًا في ما يتعلق بدعائنا على أنفسنا أو أولادنا أو أموالنا.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حوار مع الإعلامي مهند السادات، بحلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أنه من الخطأ الكبير أن ندعو على أنفسنا أو على أولادنا أو على أي أحد آخر في وقت قد تصادف فيه ساعة استجابة، لأن الله قد يستجيب للدعاء في تلك اللحظة.
علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نكون حذرين في دعائناوقال: "علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نكون حذرين في دعائنا، ففي بعض الأحيان قد يصادف الدعاء لحظة استجابة من الله، وهذا ما حدث مع أحد الأشخاص الذين أخبروني عن حادثة مؤلمة، كان رجل يروي لي أنه في يوم من الأيام كان جالسًا مع زوجته، وكان ابنهما الصغير يعبث حولهما ويزعجهما، فغضبت الزوجة وقالت له: 'الله يكسر لك رجلك'، وفوجئوا بعد قليل بأن الابن سقط على السلم وكسر قدمه. سبحان الله! هذا هو ما حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم في أدب الدعاء."
النبي صلى الله عليه وسلم حثنا على الدعاء بالخير لأبنائنا وأسرناوأضاف: "دعونا نتذكر دائمًا أن النبي صلى الله عليه وسلم حثنا على الدعاء بالخير لأبنائنا وأسرنا، حتى في أحلك الظروف، في حادثة أخرى، أخبرني رجل وزوجته أنهما كانا يعانيان من عقوق ابنهما، الذي كان يعاملهما بقسوة ويضربهما بلا رحمة، وصل بهما الحال إلى أن يدعوا عليه، وقالا 'اللهم خذه'، وبعد أسبوع، توفي الابن، وعندما سمع الزوجان الخبر، قال الزوج: 'استرحنا بعدما مات'، ولكننا يجب أن ننتبه أن الدعاء بالهلاك أو الشر ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان دائمًا يدعو لأبنائه ولأمته بالهداية والصلاح."
وأردف: "ما حدث في هذه الحادثة هو قدر الله، ولكن كان يمكن لهما أن يدعوا له بالهداية بدلًا من الدعاء عليه بالهلاك. علينا أن نكون حذرين في دعائنا، خاصة عندما نواجه مشاكل مع أبنائنا أو مع أي شخص آخر، يجب أن ندعو لهم بالصلاح والهداية، لأن الدعاء بالهداية هو الذي يحمل الخير لنا ولهم، فحتى لو كان الابن عاقًا أو ارتكب فعلًا سيئًا، فإننا ندعو له بالهداية والتوبة، لأن الدعاء عليهم لا يفيد."