نَفَتِّشْ للغَرِيق نَلقَى المِطَفِّح فات
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
????️الذي يقرأ سورة طه سيجد أن الأمر الإلهي بالذهاب إلى فرعون قد تكرر ثلاث مراتٍ ردَّاً على استفهامات موسى عليه السلام ، وكان مما جاء في التراث اليهودي وتلقَّفه التراث الإسلامي عن ربَّ العزة مخاطباً الكليم: بعثتُك إلى خلقٍ ضعيفٍ من خلقي ، بطِر نِعمتي ، وأمِن مكري ، وغرَّته الدنيا عنِّي ، حتى جحد حقِّي ، وأنكر ربوبيتي ، وزعم أنه لا يعرفني ، فإني أقسم بعزَّتي لولا القدر الذي وضعتُ بيني وبين خلقي ، لبطشت به بطشة جبَّارٍ يغضب لغضبه السماوات والأرض والجبال والبحار ، فإن أمرتُ السماء حصبتهُ ، وإن أمرت الأرض ابتلعتهُ ، وإن أمرت الجبال دمَّرتهُ ، وإن أمرت البحار غرقتهُ ، ولكنه هان عليَّ ، *وسقط من عيني* ، ووسعه حِلمي ، واستغنيت بما عندي ، وحقي إني أنا الغني لا غني غيري.
????️في موسم السقوط الذي بدء بشعار تسقط بس .. سقط البعض عن العروش والمناصب ، وسقط البعض من السلطة والمكاسب ، وسقط البعض في بئر الخيانة والخنا والارتزاق ، وسقط البعض في وحل النفاق ، وسقط البعض من عيون الناس .. والساقطون تعرفهم بلحن القول ، فما أضمر أحدٌ شيئاً في نفسه إلا ظهر في فلتات لسانه ، ورغم أن موسم السقوط لايزال محتدماً غير أننا نرى كيف ثبَّت الله الكثيرين بالقول والفعل الثابت في زمانٍ أزاغت فيه الدراهم العيون والأقدام.
????️عندما تسقط أقنعة الخونة والمنافقين يكون لارتطامها دويٌّ كقصف الرعد في آذان من كانوا يدخرونهم لغير هذا ، وألمٌ في قلوب من كانوا مرجوِّين عندهم قبل هذا ، ولا يسمع ذاك الدَّوِي ولا يشعر بذاك الألم أشباه الأنعام الذين لهم آذانٌ يسمعون بها ، وأعينٌ لا يبصرون بها ، وقلوبٌ لا يفقهون بها ، وجزى الله الشدائد كل خيرٍ.
*قد هيّؤوكَ لأمرٍ لو فطنتَ لهُ*
*فاربأ بنفسكَ أن ترعى مع الهملِ*
اللواء (م) مازن محمد إسماعيل
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً: