مع استمرار الحرب وعدم رغبة أطرافها في الجلوس إلى طاولة المفاوضات أصبحت فكرة الهجرة هدفا رئيسيا لأغلبية الشباب الذين تبدلت أولوياتهم بمرور الزمن

التغيير – فتح الرحمن حمودة

أيام قليلة تكاد تنقضي وتكمل حرب الجنرالات في السودان عامها الأول بعد أن أحدثت تغيرات كثيرة أثرت سلبيا على السودانيين في كافة مناحي الحياة العامة.

منذ إطلاق الرصاصة الأولى تغيرت حياة الغالبية العظمى من الشباب والشابات في السودان بشكل خاص.

وفي محاولة تسليط الضوء على ذلك استمعت «التغيير» إلى بعض الشباب والشابات الذين تغيرت حياتهم بالكامل بعد أن فقدوا كل شيء ولم يعد لديهم مستقبل واضح يلوح في الأفق حتى يبنوا عليه حياتهم.

أصبح التفكير حول المستقبل المجهول والإجابة عن سؤال هل سوف أغادر البلاد أم أبقى على أرض الوطن هو الشاغل الأساسي لهؤلاء الشباب، وظل هذا السؤال عالقا في أذهان الكثيرين منهم لشهور عدة. هناك من فضلوا اللجوء إلى دول أخرى بينما رأى آخرون أن من الأفضل البقاء في السودان لأسباب مختلفة.

لم يكن قرار اللجوء وترك البلاد سهلا بالنسبة لـ «يسرا النيل» التي كانت تخطط للتخرج من الجامعة وتحقيق مستقبل مبهر في مجال عملها إلا أن كل ذلك انتهى مع بداية الحرب التي غيرت أحلامها نحو واقع مفروض قسرا .

بدأت « يسرا» حياة جديدة ومختلفة تماما عن واقع ما قبل 15 أبريل من العام الماضي بعد أن ظلت في حالة من الإحساس بالعجز والغربة داخل وطنها.

وكان عنف الحرب سببا كافيا في أن يجعلها تجرب النزوح والهجرة القسرية إلى مكان آخر بعد أن استطاعت التكيف والعطاء مع الواقع الجديد كإيجابية وحيدة للحرب.

مع استمرار الحرب وعدم رغبة أطرافها في الجلوس إلى طاولة المفاوضات أصبحت فكرة الهجرة هدفا رئيسيا لأغلبية الشباب الذين تبدلت أولوياتهم بمرور الزمن.

لم تكن للحرب إيجابيات بالنسبة لـ « محمد الإمام » الذي كان قد رهن جميع أمواله في إيجار مقر لمشروع أحلامه لمدة لم تتجاوز الثلاثة شهور قبل اندلاع الحرب حتى انتقل إلى دولة أخرى في محاولة البحث عن حياة أفضل.

الظروف الصعبة التي خلفتها حرب «الجنرالات» أجبرت الغالبية العظمى من الطلاب والدارسين أيضا للتخلي عن أحلامهم التي رسموها سابقاً مشكلة لهم منعطفا جديدا لم يكن متوقعا .

الشاب « فضيل عمر» الذي كان قد استأنف دراسته بعد سبع سنوات من التوقف هو واحد من الشباب الذين تخلوا عن دراستهم بسبب الحرب التي سببت له إحباطا كبيرا وأضاعت من أمامه الكثير من الفرص التي بات يرى من الصعب تعويضها.

أجبرت الحرب « فضيل» على رؤية الكثير من المشاهد البشعة التي تركت آثارا سيئة بداخله إلى جانب تحجيمها من قدرته على التواصل مع أصدقائه وشعوره بالعجز والفشل.

قصص هولاء الشباب نذر قليل من آلاف القصص المأساوية والمحزنة التي حدثت للشبان والشابات السودانيين الذين تغيرت حياتهم «180» درجة منذ بداية الحرب في ابريل من العام الماضي.

يتفق جميع هولاء الشباب الذين تحدثوا لـ «التغيير» على أن هذه الحرب «عبثية» لا معنى لها يجب أن تتوقف عبر مفاوضات تفضي إلى سلام دائم للبلاد.

مع استمرار حرب «الجنرالين» سيظل الشباب السوداني أكثر من يدفع فاتورتها مما يؤثر على حاضر ومستقبل البلاد في شتى مناحي الحياة.

 

الوسومالشباب السوداني حرب الجنرالين حرب السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الشباب السوداني حرب الجنرالين حرب السودان

إقرأ أيضاً:

في رسالة إلى مجلس الأمن .. الإمارات تدفع مجددا من أجل تعزيز السلام، وتشدد على أن استمرار العنف يؤكد بأن أيا من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني

 

دعت الإمارات العربية المتحدة، في بيان هام، تضمن رسالة الدولة إلى مجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تجنب حدوث مجاعة وشيكة في السودان، وأكدت دعمها لجميع المبادرات الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار، والعودة إلى الحكومة المدنية، بما يشمل توجيه دعوة رسمية لجميع الأطراف المعنية، والأطراف المتحاربة للمشاركة في محادثات جدة.
وفي هذا السياق، أشادت بعثة دولة الإمارات، في رسالتها إلى المجلس، بالجهود التي تقوم بها أوغندا، وبما يبذله مسؤولو الاتحاد الإفريقي والقادة الإقليميون من أجل إنهاء هذه الأزمة.
وكانت دولة الإمارات قد ضمّت صوتها إلى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي في دعوته التي وجهها إلى زعماء الفصائل المتحاربة للاجتماع تحت رعاية الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) بلا مزيد من التأخير، وللمشاركة في الاجتماع السياسي الشامل المرتقب في أديس أبابا خلال الفترة من 10 إلى 15 يوليو 2024.
ووجهت دولة الإمارات، في بيان صدر في نيويورك، نداء عاجلاً لمواجهة خطر المجاعة، وتواصل دولة الإمارات التأكيد على أهمية السماح بمرور وتسهيل الإغاثة الإنسانية العاجلة بشكل مستدام إلى المدنيين المحتاجين.
“يجب على المجتمع الدولي زيادة الدعم المقدم إلى السودان، فالاستجابة لهذه الأزمة أمر في غاية الأهمية، ولا يمكن استمرار عرقلتها من جانب الفصائل المتحاربة التي لا تمثل مصالح الشعب السوداني، وفي هذا السياق، تواصل دولة الإمارات تركيزها على العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين للتخفيف من خطر المجاعة، وتشجيع الأطراف المتحاربة على المشاركة بشكل إيجابي في عملية سياسية، كما تدعم دولة الإمارات كافة المبادرات الرامية إلى إنهاء هذا النزاع، وتؤمن إيماناً راسخاً بأن محادثات السلام، يجب أن تحظى بدعم جميع من يرغبون في رؤية حل سلمي لهذا النزاع”.
وجددت دولة الإمارات دعمها “لجهود خفض التوترات، وتنفيذ وقف إطلاق النار، ودفع المفاوضات قُدُماً، مما يفضي إلى استعادة حكومة شرعية تمثل كافة أفراد الشعب السوداني”، ويؤكد العنف المستمر أن أياً من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني، وتشدد دولة الإمارات مجدداً على أنه لا يوجد حل عسكري لهذا النزاع.
كما ردت دولة الإمارات على الادعاءات الزائفة التي أطلقها ممثل القوات المسلحة السودانية ضد الدولة، فأبرزت الأدلة المفنّدة ما يلي:
– الصور من جوازات السفر التي زعمت القوات المسلحة السودانية أنها “عثرت عليها في ساحة القتال” كانت في الواقع صورا فوتوغرافية، مأخوذة عن طريق الماسح الضوئي لبيانات ستة جوازات سفر تخص عاملين في المجال الخيري، ورجل أعمال زار السودان قبل فترة طويلة من بدء النزاع، وتتناقض الادعاءات التشهيرية الموجهة ضد هؤلاء الأفراد بشكل صارخ مع الترحيب الذي تلقوه في السابق من السلطات السودانية، ويمتلك جميع الأفراد جوازات سفرهم، ويحتفظون بحقهم في اتخاذ الإجراءات القانونية.
– صورة المركبة المصفحة التالفة التي نشرها ممثل القوات المسلحة السودانية وأخطأ في تحديدها على أنها “مركبة مصفحة من طراز نمر ذات تصميم داخلي من طراز فورد “، إن البيان الإماراتي يوضح بشكل قاطع أنها ليست مركبة من طراز نمر، وفي الواقع، لم يتم تصنيع أي مركبة “نمر” باستخدام الهيكل الخارجي أو المقصورة الداخلية لمركبة فورد.
– ترفض دولة الإمارات الادعاءات الزائفة بشأن توريد أسلحة ومعدات عسكرية لطرف متحارب، ولم تقدم الإمارات أي أسلحة أو معدات ذات صلة بأي نوع إلى أي من الأطراف المتحاربة منذ بداية النزاع. وقدمت دولة الإمارات مساعدات عسكرية للسودان قبل اندلاع النزاع، وذلك بناءً على طلب حكومة السودان، من خلال وزارة الدفاع السودانية والقوات المسلحة السودانية، لدعم جهود السودان في الحفاظ على السلام والاستقرار في البلاد، وطلب الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، بصفته رئيساً لمجلس السيادة الانتقالي لجمهورية السودان آنذاك، رسمياً المساعدة العسكرية من دولة الإمارات، في إطار اتفاقية الدفاع الموقعة بين البلدين في 29 يوليو 2020، وكان الدعم والمساعدة من قبل دولة الإمارات متسقاً مع التزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
– صور الهواتف تعود للهواتف التجارية التي كانت تُباع على نطاق واسع منذ عقود مضت، هذه الأنواع عبارة عن هواتف مدنية قديمة لم تعد قيد الإنتاج، إن شعار وعلامات شركة “اتصالات” التي تظهر على بعض الهواتف قديمة، يعود تاريخها إلى ما قبل عام 2000، ولم تعد تستخدم من قبل الشركة.
وقال متحدث باسم حكومة دولة الإمارات: “إن الادعاءات التي قدمها الممثلون السودانيون، ليست أكثر من افتراءات ليس لها سياق أو أدلة مؤيدة، ويجب تجاهلها بإجراءات موجزة”.
كما يسلط البيان الضوء على العلاقات العميقة بين البلدين، “إن آثار هذا النزاع محسوسة بشدة من قبل كافة أفراد الجالية السودانية الكبيرة المتواجدة في دولة الإمارات، والذين يشكلون جزءاً مهماً من مجتمعنا، ويعكس وجودهم عمق العلاقات المتجذرة بين البلدين”.
ويوضح البيان، المساعدة المباشرة والكبيرة التي تقدمها دولة الإمارات لشعب السودان، فقد سعت دولة الإمارات إلى المساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب السوداني، وبعد أن رفضت القوات المسلحة السودانية للأسف عرضنا المقدم في 25 مايو 2023 لإنشاء مستشفى ميداني في السودان لتقديم المساعدات والدعم الطبي، أنشأت الإمارات العربية المتحدة مستشفيين ميدانيين بالقرب من الحدود التشادية السودانية، ولا يزالان يشكلان شريان حياة بالغ الأهمية لأولئك الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية.
علاوة على ذلك، وقعت دولة الإمارات الأسبوع الماضي اتفاقيات جديدة مع الأمم المتحدة لزيادة مساعداتها المقدمة إلى السودان، وخصصت مبلغ 70 مليون دولار أمريكي إضافية، كمساعدات للسودان من خلال الشركاء الرئيسيين ووكالات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى مبلغ 130 مليون دولار أمريكي قدمتها كمساعدات إنسانية إلى السودان منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.
وستواصل دولة الإمارات تقديم قضيتها من خلال الأمم المتحدة للمساعدة في إنهاء النزاع، وإزالة ضباب المعلومات المغلوطة من المناقشات الدولية والتي تسعى إلى حجب الطريق نحو حل النزاع وإنهاء المعاناة في السودان.
ويمكن الاطلاع على البيان الكامل للبعثة الدائمة لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الرابط:

بيان البعثة الدائمة للإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة رداً على الادعاءات الزائفة التي وردت في رسالة الممثل للسودان لدى مجلس الأمن والمؤرخة في 10 يونيو 2024


مقالات مشابهة

  • بعد أن يسدل الستار علي الحرب العالمية الثالثة في السودان يمكن اجراء مناظرة سياسية بين الجنرالين
  • عادل عسوم: إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
  • الحرب تفاقم معاناة آلاف مرضى السرطان بالسودان
  • استمرار استعدادت منتخب القليوبية للقاء منتخب السويس في دور الثمانية
  • احتفالية كبرى بذكرى ثورة 30 يونية بإدارة شباب دكرنس
  • باحث: نتنياهو يحرص على استمرار الحرب لتحسين صورته أمام مجتمعه
  • الإمارات: استمرار العنف يؤكد أن الأطراف المتحاربة لا تمثل الشعب السوداني
  • في رسالة إلى مجلس الأمن .. الإمارات تدفع مجددا من أجل تعزيز السلام، وتشدد على أن استمرار العنف يؤكد بأن أيا من الأطراف المتحاربة لا يمثل الشعب السوداني
  • السودان والأسئلة المفتوحة
  • استمرار الاحتجاجات الشعبية في كينيا رغم إلغاء قانون الضرائب