الحرة:
2025-03-15@03:41:23 GMT

جولة مفاوضات جديدة.. مماطلة أم تمهيد لـصفقة غزة؟

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT

جولة مفاوضات جديدة.. مماطلة أم تمهيد لـصفقة غزة؟

بعدما بدا أن "المفاوضات غير المباشرة" بين إسرائيل وحركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، بهدف التوصل إلى هدنة وصلت إلى "طريق مسدود"، أعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الضوء الأخضر، لإجراء محادثات جديدة، فما الجديد هذه المرة؟.. وهل اقترب تنفيذ"صفقة غزة"؟.. وما الذي قد يعوق ذلك.

والجمعة، أكد مكتب رئيس وزراء إسرائيل أن نتانياهو وافق على "إجراء محادثات جديدة" من أجل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في إطار اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، والتوصل إلى هدنة في قطاع غزة.

جاء ذلك بعد لقاء نتانياهو رئيسي الاستخبارات "الموساد" والشين بيت، إذ وافق على عقد "جولة من المفاوضات في الأيام المقبلة في الدوحة والقاهرة.. مع تفويض للمضي قدما"، بحسب مكتبه.

ما الذي تغير؟

عُقدت في الأشهر الأخيرة مفاوضات عدة بين إسرائيل وحركة حماس عبر الوسطاء الدوليين، مصر وقطر والولايات المتحدة، ولكن من دون نتيجة، فيما تبادل الطرفان الاتهامات بعرقلتها.

ورفضت الخارجية الإسرائيلية، التعليق على مستجدات المفاوضات وأسباب تغير الموقف الإسرائيلي، وقال المتحدث باسم الوزارة، ليور حياة لـ"موقع الحرة: "لا أستطيع التعليق على المفاوضات".

من جانبه، يشير المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآب شتيرن، إلى أنه "لا بديل عن التفاوض"، وإسرائيل معنية بإطلاق سراح "بعض المختطفين على الأقل"، بواسطة المفاوضات.

وخلال المفاوضات يحاول كل طرف "تحقيق مكاسب" مما يعني إطالة مدة المباحثات والمناقشات، لكن بديل "الفشل" هو استمرار المعركة العسكرية في قطاع غزة، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ويوضح شتيرن أن استمرار القتال يعني استمرار الجيش الإسرائيلي في استهدف حماس، لكن "سيكون لذلك ثمنا باهظا".

وفي حال استمرار المعارك والقتال "فلن يكون هناك إمكانية للإفراج عن المختطفين"، ولذلك فليس لدى إسرائيل "بديل حقيقي" عن التفاوض، وفق المحلل السياسي الإسرائيلي.

وخُطف خلال هجوم حماس نحو 250 شخصا، ما زال 130 منهم رهائن في غزة، يُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم. 

ومنذ بداية الحرب، تم التوصل إلى هدنة واحدة لمدة أسبوع في نهاية نوفمبر، سمحت بالإفراج عن حوالي مئة رهينة تم اختطافهم خلال هجوم السابع من أكتوبر، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين بالسجون الإسرائيلية.

ضغوط أميركية؟

يري المحلل السياسي الفلسطيني، عادل الغول، أن كلمة السر وراء مواصلة التفاوض هو "الضغوط الأميركية على إسرائيل".

وخلال الفترة الماضية تصاعدت التوترات بين إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وحكومة نتانياهو، خاصة بعد امتناع الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض "الفيتو" على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، حسبما يوضح الغول لموقع "الحرة".

ويشير المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن "واشنطن هي الداعم والحليف الأساسي لإسرائيل، ولولا الدعم الأميركي لما استطاعت الحكومة الإسرائيلية مواصلة الحرب في غزة".

ولذلك فالولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لـ"استمرار المفاوضات، وتأجيل الهجوم على رفح إلى نهاية أبريل أو منتصف مايو"، من أجل التفاوض والتوصل لوقف "إطلاق نار مؤقت" لمدة 6 أسابيع، وفق الغول.

مصلحة "مشتركة"؟

بعد حوالي ستة أشهر من بداية الحرب في غزة، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في القطاع المدمر.

والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي الذي يتهم مسلحي حماس بالاختباء في المستشفيات، مواصلة عملياته في مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، شمالي القطاع مؤكدا أنه "قضى على نحو 200 إرهابي" في القطاع منذ 18 مارس، وفق ما ذكرته وكالة "فرانس برس".

وإلى الجنوب في مدينة خان يونس، نقل عدة قتلى وجرحى بسيارات إسعاف إلى المستشفى الأوروبي وفق مشاهد لـ"فرانس برس"، وبين المصابين أطفال يعالجون على أرض المستشفى.

وفي رفح بأقصى جنوب القطاع، عمد عشرات الرجال إلى رفع أنقاض مبنى تعرض للقصف لإخراج الجرحى والجثث، ونجحوا في إخراج صبي صغير.

وتندد الأمم المتحدة بمساعدات غير كافية لتلبية الاحتياجات الهائلة للفلسطينيين خصوصا في الشمال، بينما يتكدس 1.5 مليون شخص، غالبيتهم من النازحين، في رفح الواقعة في الجنوب على الحدود مع مصر.

وتسيطر إسرائيل على تدفق المساعدات إلى غزة، وبعد 5 أشهر من الحرب، يواجه سكان غزة أزمة جوع حادة تقترب من المجاعة، خاصة في الشمال، وفقا للأمم المتحدة وسكان القطاع.

وألقت وكالات الإغاثة باللوم على إسرائيل، التي أعلنت حصارها للقطاع بعد 7 أكتوبر، وتقول تلك الوكالات إن المسؤولين الإسرائيليين أعاقوا تسليم المساعدات من خلال عمليات التفتيش والقيود المشددة.

وتقول إسرائيل إنها تعمل على منع وصول المساعدات إلى حماس، وتقول إن مسؤوليها يمكنهم معالجة مساعدات أكبر مما تستطيع مجموعات الإغاثة توزيعه داخل المنطقة.

ويؤكد شترين أن تصرفات حماس تسببت في نزوح الملايين لخيام في جنوب القطاع، حيث يعاني السكان من أوضاع "سيئة ومؤلمة وموجعة".

ويري المحلل السياسي الإسرائيلي أن حماس قلقة في الوقت ذاته من أن "إسرائيل قد تقوم بالتضحية بالمختطفين من أجل تحقيق النصر العسكري وقتل قادة الحركة".

وبالتالي فحماس أيضا ترغب في التوصل لـ"انفراجة"، وهذا ليس ممكنا إلا عبر التفاوض، حسبما يوضح شتيرن.

ومن جانبه يشير الغول إلى أن إسرائيل تمر بأزمة داخلية ولديها نقص في عدد الجنود والقوات الموجودة في غزة، بالتزامن مع وجود تصعيد داخل الضفة الغربية وعلى الحدود مع لبنان.

وتتصاعد خسائر الجيش الإسرائيلي يوما بعد يوما، وبالتالي فمن مصلحة إسرائيل التوصل لهدنة ووقف إطلاق النار، وفق المحلل السياسي الفلسطيني.

صفقة مرتقبة؟

ويشير الغول إلى أن الإيقاف المؤقت لإطلاق النار، سيقود لتطبيق "خطة جديدة" تبدأ بإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وتنتهي بعودة السلطة الفلسطينية ودعمها بـ"قوة شرطية"، بالتوازي مع مسار سياسي يقود لحل الدولتين.

وتتضمن "الخطة المرتقبة"، تشكيل قوة حفظ سلام أو قوة شرطية عربية لتوزيع مساعدات والإشراف على ميناء غزة المقرر الانتهاء من تدشينه في منتصف مايو، وفق المحلل السياسي الفلسطيني.

وهناك تحفظات على اشراف إسرائيل فقط على الميناء ويوجد مقترحات بوجود "قوة عربية"، والولايات المتحدة تدعم هذا المقترح، حسبما يوضح.

ومن جانبه يؤكد شتيرن أن كل الأطراف معنية بالاستمرار في المفاوضات التي ستقود إلى " صفقة في غزة".

مماطلة في تنفيذ "الصفقة"؟

يتحدث الغول عن "إمكانية كبيرة" لسقوط الحكومة الإسرائيلية، مما يدفع نتانياهو للمراهنة على "عامل الوقت" والمماطلة في "تطبيق الخطة الجديدة".

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني أن نتانياهو" يراهن على خسارة بايدن الانتخابات المقبلة، حتى تقل الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، وقد تأتي إدارة جديدة (أكثر دعما لإسرائيل)".

ومن جانبه، يشير شتيرن إلى أن وزيرا المالية، بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي، إيتمار بن غفير، يهددان بالاستقالة والانسحاب من الحكومة في حل الوصول لصفقة يكون "ثمنها باهظ".

وهذا ما لا يريده نتانياهو، ولهذا السبب فهو "يماطل ويفضل شراء الوقت ولا يريد أن تتم الصفقة حاليا"، وفق المحلل السياسي الإسرائيلي.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما تسبب بمقتل 32705 فلسطينيا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 75190، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس، السبت.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المحلل السیاسی الإسرائیلی المحلل السیاسی الفلسطینی الجیش الإسرائیلی إطلاق النار من جانبه قطاع غزة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

من واشنطن يبحث مستقبل مفاوضات الولايات المتحدة المباشرة مع حماس

ووفقا للبرنامج، فإن هذه المفاوضات التي جرت بأمر مباشر من ترامب، قد تكون نوعا من الميكافيلية السياسية، رغم أن إسرائيل أبدت استياءها منها.

وبحث البرنامج ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل هذه المفاوضات رغم الرفض الإسرائيلي، أم أنها ستتراجع عنها إرضاء لتل أبيب.

وهذه المفاوضات ليست الأولى التي تجريها الولايات المتحدة مع حركة تصنفها "إرهابية"، فقد كسرت مبدأ سابقا بعدم تفاوض واشنطن مع من يبتزها.

فقد سبق أن تفاوضت مع حركة "أيلول الأسود" عندما احتجزت عددا من الرهائن الأميركيين بمن فيهم السفير الأمير ونائب رئيس البعثة الدبلوماسية بالخرطوم عام 1973.

وقد طلبت الحركة آنذاك الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين في عدد من الدول بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن الرئيس ريتشارد نيكسون أعلن آنذاك أن واشنطن لا تتفاوض مع من يبتزها، وبعدها بساعات قتل الدبلوماسيان الأميركيان اللذان كانا محتجزين لدى الحركة.

لسنا وكيلا لإسرائيل

ووفقا للمبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر، فقد تناولت المباحثات مع حماس الإفراج عن الأسير الأميركي الحي آلي ألكسندر وأربعة آخرين موتى.

وشملت النقاشات أيضا ما يمكن التوصل إليه في نهاية المطاف، كما قال بولر إن حماس أبدت استعدادا لهدنة طويلة الأمد تضمن نزع سلاحها وعدم تعريض إسرائيل للخطر وإعادة إعمار القطاع.

إعلان

لكن تل أبيب لم تخف انزعاجها من هذه المفاوضات التي جرت بعيدا عنها، وقد كتب رئيس معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ديفيد ماكوفسكي مقالا قال فيه إن الضغط على حماس واستمرار الردع الأميركي يتطلبان تنسيقا أميركا مع إسرائيل في المفاوضات والمواقف.

ولم تقف إسرائيل صامتة إزاء هذه المفاوضات، فقد شنت حملة انتقادات واسعة لبولر الذي أكد مرارا اهتمامه بمصير الأسرى الإسرائيليين. لكن المبعوث الأميركي خالف المعتاد أيضا ورد بقوة على هذه الانتقادات قائلا إن الولايات المتحدة ليست وكيلا لتل أبيب وإن لديها معايير محددة تلتزم بها.

المحامي والمؤرخ جيمس روبينوت قال إن ما حصل مؤخرا يشير إلى أن ترامب يواصل الإدارة من خلال الفوضى من أجل الوصول لأمر ما، مشيرا إلى أن الشارع الأميركي "لا يقبل التفاوض مع الإرهابيين لكن هذه الأمور تجري خلف الأبواب المغلقة حتى لو صرح الرئيس بعكس ذلك".

أما الكاتب ومستطلع الرأي جون زغبي فقال إن غالبية العالم العربي لا تعتبر حماس إرهابية، وترى أنها ممثل شرعي لغزة، في حين أن الولايات المتحدة وآخرين لا يرونها كذلك، وهذا أمر يؤثر في تقييم هذه المفاوضات.

لذلك، فإن الحكم على مواقف المواطنين الأميركيين والإسرائيليين أيضا من هذه المفاوضات يبدو معقدا لأن هناك من سئم الحرب ويرى أن على ترامب فعل ما من شأنه وقفها أيا كان. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة سبق لها التفاوض مع حركة طالبان الأفغانية التي كانت تصنفها إرهابية أيضا.

ترامب لن يتخلى عن إسرائيل

أما السفير جيمس جيفري -المبعوث الأميركي السابق لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية– فقال إن الرؤساء الأميركيين بخلاء ولا يتشاركون القرارات التي يتخذونها بشأن بعض الدول كما هي الحال مع أوكرانيا حاليا.

ويرى جيفري أن ترامب يحاول توسيع اتفاقات أبراهام خصوصا مع المملكة العربية السعودية، ومن ثم فإنه قد يتخذ خطوات تؤدي إلى حدوث توترات مع إسرائيل، وهو ما يحدث الآن.

إعلان

وخلص إلى أن ترامب سيواصل فعل كل ما من شأنه توسيع التطبيع، لكنه لن يدير ظهره لإسرائيل ولن يقبل بعدم تخلي حماس عن سلاحها حتى لو أدى ذلك لعدم عودة الأسرى.

وأضاف "الأمر يتوقف على حجم التنازلات التي سيقبل الإسرائيليون بتقديمها، لكن ترامب لن يقبل في النهاية بتعرض إسرائيل لهجوم آخر".

أما الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، فقال إن تفاوض الولايات المتحدة المباشر مع حماس ليس إلا تغييرا في طريقة التفاوض لأنها تتفاوض معها بالفعل بشكل غير مباشر منذ بداية الحرب.

ووفقا للبرغوثي، فإن فشل إسرائيل في القضاء على حماس واسترداد الأسرى بالقوة والسيطرة على قطاع غزة دفع واشنطن للتفاوض مع الحركة في محاولة لمساعدة بنيامين نتنياهو في تحقيق ما فشل فيه.

وهناك سبب آخر دفع ترامب لهذه الخطوة -برأي البرغوثي- وهو عدم ثقته في رغبة نتنياهو التوصل إلى صفقة تعيد بقية الأسرى الموجودين في غزة خوفا على حكومته.

ويعتقد البرغوثي أن الاتصال مع حماس أصبح أكثر عمقا لأنهم أدركوا عدم قدرة إسرائيل على تحقيق الأهداف المطلوبة، وقال إنه لا يعتقد أن هذه الاتصالات ستتوقف.

وختم بأن ترامب يريد الحصول على أموال واستثمارات من دول المنطقة ولا يريد إنفاق أموال على حروب غيره، ومن ثم فهو يتحرك بالطريقة التي تحقق مصالحه أيا كانت.

13/3/2025-|آخر تحديث: 13/3/202511:11 م (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • تفاصيل مفاوضات الساعات الـ72 الأخيرة بين حماس وإسرائيل
  • إسرائيل ولبنان في نفق المفاوضات الحدودية
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: سنبقى بالمواقع الـ5 جنوبي لبنان بغض النظر عن المفاوضات
  • من واشنطن يبحث مستقبل مفاوضات الولايات المتحدة المباشرة مع حماس
  • وسائل إعلام عبرية تتحدث عن مقترح جديد لصفقة الأسرى.. وتفاؤل حذر (تفاصيل)
  • وسائل إعلام عبرية تتحدث عن مقترح جديد لصفقة الأسرى.. وتفاؤل حذر
  • جولة مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار تبدأ اليوم
  • حركة الفصائل الفلسطينية تعلن بدء جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة
  • حماس تبدأ محادثات المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار في غزة من الدوحة
  • ارتفاع حصيلة القتلى الفلسطينيين في غزة.. بدء جولة مفاوضات جديدة مع إسرائيل