طائراته حولته بطلا وربما يقول نعم للرئاسة.. ماذا فعل بيرقدار بتركيا؟
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
لعبت طائرات بيرقدار من دون طيار TB2 دورا محوريا بمواجهة الغزو الروسي لسهول أوكرانيا، واستخدمتها أذربيجان ضد القوات الأرمينية في عام 2020. وفي ليبيا، ساعدت على إحباط هجوم شنه أحد أمراء الحرب المدعومين من روسيا.
جعلت هذه الطائرات مهندسها سلجوق بيرقدار، 42 عاما، الذي تدرب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بطلا شعبيا لوضعه تركيا على المسرح العالمي، وربما قد يكون زعيمها المقبل، وفق ما ينقل تقرير من صحيفة "وول ستريت جورنال".
غالبا ما يظهر بيرقدار مرتديا سترة طيران، وهو متزوج من إحدى بنات الرئيس رجب طيب إردوغان، ويتجمع حوله المعجبون في كل مكان يذهب إليه.
وتظهر استطلاعات الرأي أنه أحد أكثر الشخصيات العامة شعبية في البلاد. والآن يروج له أنصاره لخلافة والد زوجته رئيسا للبلاد.
وقال بيرقدار إنه ليس لديه طموحات سياسية، لكنه لن يستبعد ذلك إذا طلب منه إردوغان الترشح في انتخابات مستقبلية.
"ربما سأقول نعم، لكن هذا سيعتمد على الظروف"، يقول بينما يجلس على أريكة جلدية ويدخن سيجارة في صالة تدريب الطيارين في قاعدة عسكرية في إزمير على ساحل بحر إيجة التركي، وفق التقرير.
ويدور السجال الآن بشأن قضية من سيخلف إردوغان بعد أن قال الرئيس في وقت سابق من هذا الشهر إن الانتخابات المحلية في البلاد في نهاية هذا الأسبوع ستكون حملته الأخيرة.
ولا يزال بإمكان الزعيم التركي تغيير رأيه، لكن المراقبين المقربين للسياسة التركية يقولون إن السباق لخلافته قد بدأ بالفعل.
وقال بوراك كاديرجان، أستاذ الاستراتيجية في كلية الحرب البحرية الأميركية، الخبير في السياسة التركية، إن كل الإشارات تتجه نحو بيرقدار.
وولد بيرقدار في إسطنبول لعائلة من المهندسين، وكان والده، أوزدمير بيرقدار، يعرف إردوغان منذ نشأتهما على ساحل البحر الأسود. وبقيا على اتصال عندما أسس شركته لقطع غيار السيارات، في تسعينيات القرن العشرين.
أمضى بيرقدار الشاب معظم شبابه بمصنع العائلة، يبني طائرات يتم التحكم فيها عن طريق الراديو، وقد باتت تلك الطائرات النقطة المحورية لدراساته في أوائل عام 2000، أولا في اسطنبول، ثم في جامعة بنسلفانيا، في نفس الوقت تقريبا الذي بدأت فيه طائرات "بريداتور" الأميركية الصنع تصنع فارقا حاسما بساحات القتال في أفغانستان والعراق.
من هناك، كانت خطوته نحو تجربة نموذجه الأولي للطائرات من دون طيار في مصنع العائلة، في الوقت الذي كانت تركيا تعمل على بناء صناعة أسلحة محلية مستقلة يمكنها مواجهة انقطاع الإمدادات من المنتجين الغربيين.
رأى والد بيرقدار أن مشروعات ابنه يمكن أن يكون لها قيمة عسكرية، وساعد في الترتيب له لاختبارها مع الجيش التركي.
ينسب المسؤولون التنفيذيون والمهندسون في الشركة الفضل إلى بيرقدار في المساعدة في الإشراف على الرحلات التجريبية الأولى لأول طائرة من دون طيار، التي أطلق عليها اسم "Mini U.A.V".
وأظهرت لقطات وثائقية من عام 2003 بيرقدار يشرح أهمية الطائرات غير المأهولة لمجموعة من الضباط العسكريين. وكانت أطروحته للماجستير بعنوان "مناورات الهبوط للمركبات الجوية من دون طيار".
وفي عام 2014 ، قدمت شركة "Bayraktar" نموذجا أوليا لطائرة أكبر من دون طيار، قادرة على حمل الأسلحة باسم "TB2".
ربما لم تكن تلك الطائرة متطورة مثل نظيراتها المصنوعة في الولايات المتحدة، لكن بيرقدار تمكنت من بناء طائرات من دون طيار موثوقة يمكنها التغلب على الدفاعات الجوية من خلال الطيران على ارتفاع منخفض وبطيء.
وينظر الكثيرون في الصناعة الآن إلى TB2 على أنها "كلاشينكوف الطائرات من دون طيار" في إشارة إلى البندقية الروسية الشهيرة التي بقيت رمزا للأسلحة الشخصية للمشاة.
وبحلول موعد الانتخابات الرئاسية التركية العام الماضي، باتت طائرات بيرقدار جزءا أساسيا من العلامة التجارية لإردوغان، وتم إبرازها كرمز للفخر الوطني وتطلعات تركيا للنفوذ العالمي.
وظهر الرئيس في أحد ملصقات الحملة مرتديا سترة طيران مماثلة للشاب بيرقدار ، ومنذ ذلك الحين، ردد بيرقدار بعض خطابات إردوغان القومية.
وبيرقدار وشقيقه هالوك، الذي أصبح الرئيس التنفيذي لشركة بايكار بعد وفاة والدهما عام 2021، هما من بين الدائرة الداخلية لمستشاري إردوغان وقد توليا أدوارا أكثر بروزا في تمثيل البلاد في الخارج، وفق الصحيفة.
وتخلص الصحيفة في تقريرها أن أي من أبناء إردوغان لا يمتلك سيرة ذاتية للإنجازات مماثلة لبيرقدار الذي يرى معجبوه نجاحه إشارة إلى مستقبل أفضل للبلاد.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: من دون طیار
إقرأ أيضاً:
إردوغان يعوّل على دبلوماسية الهاتف مع ترامب ويدعوه لزيارة تركيا
أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، أن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، "ستؤثر بشكل كبير على التوازنات السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط"، موضحا أنه يعوّل على "دبلوماسية الهاتف" مع الرئيس المقبل للولايات المتحدة.
وجاءت تصريحات إردوغان أثناء حديثه لصحفيين على متن طائرة، عقب اختتام زيارته لكل من قرغيزستان والمجر.
وقالت وكالة أنباء الأناضول، إن الرئيس التركي أجرى محادثة ودية مع ترامب. وأوضح إردوغان أنهما ناقشا خلالها مجريات العملية الانتخابية والعلاقات بين تركيا والولايات المتحدة.
وأضاف: "كانت هناك تعبيرات إيجابية من ترامب بشأن العلاقات المستقبلية مع تركيا، وقد دعوته لزيارة بلادنا، وأتمنى أن يلبي دعوتنا".
وتحدث إردوغان عن التحديات الحالية التي تواجه المنطقة، قائلًا: "نحن نواجه تحديات متعددة، بينها القضية الفلسطينية والأزمة بين روسيا وأوكرانيا.. التعاون بين تركيا والولايات المتحدة قد يسهم في معالجة هذه المسائل".
واعتبر أن "تخفيض ترامب للدعم العسكري الأميركي المقدم لإسرائيل، يمكن أن يكون خطوة جيدة نحو تهدئة النزاعات"، معبرًا عن أمله في أن يعمل الفائز بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة على إنهاء الحرب في قطاع غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وأشار إردوغان إلى أن تركيا تتطلع للعمل مع إدارة ترامب لوضع حد للحرب بين روسيا وأوكرانيا، مضيفا: "نأمل بأن نرى إدارة أميركية تتبنى منظورًا لحل الأزمة، مما يسهل علينا إنهاء هذه الحرب".
مقترح في تركيا لتعديل دستوري يمنح لإردوغان الترشح لولاية رئاسية جديدة قدم دولت بهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية المتشددة التي تشارك الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في الحكومة، اليوم الثلاثاء، مقترح تعديل دستوري لتمكين الرئيس من الترشح مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية المقبلة.كما أعاد إردوغان التأكيد على القضية المتعلقة بنية تركيا إنشاء "حزام أمني" من 30 إلى 40 كيلومترا على طول حدود البلاد مع سوريا والعراق، مضيفا: "سنواصل محادثاتنا مع ترامب في الفترة الجديدة، ونناقش كيف سنشكل تطورات الشرق الأوسط حسب التطورات، عبر دبلوماسية الهاتف كما في السابق".
وزاد: "على سبيل المثال، سنقوم بتقييم انسحاب القوات الأميركية من سوريا.. وكيف سينهون دعمهم لمنظمات (ي بي جي) و(بي واي دي) و(حزب العمال الكردستاني) الإرهابية؟".
كما أعرب عن أمله بأن يسهم ترامب في "تحقيق الاستقرار والسلام الدائم في المنطقة"، محذرًا من أن استمرار السياسات التي انتهجتها إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، "قد يؤدي إلى تفاقم النزاعات وانتشار الصراعات"، وفق تعبيره.
ترامب أم هاريس.. ماذا تريد تركيا؟ لا تشهد الأوساط السياسية في تركيا، سواء على ضفة الحكومة أو المعارضة أي حماسة بشأن النتائج التي ستكون عليها الانتخابات الأميركية، وتنعكس هذه الحالة أيضا على وسائل الإعلام والصحف التي تتركز تغطيتها على نقل أخبار الاستحقاق بتفاصيله العامة، دون الغوص بأي تفاصيل.وفيما يتعلق بعلاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، أكد إردوغان على أهمية تحقيق علاقة "قائمة على المساواة". ودعا الاتحاد إلى تبني نهج "يعوّض عن الوقت الضائع".
وبين عامي 2017 و2021، التقى ترامب بالرئيس التركي 9 مرات خلال رئاسته، وكان أحد هذه اللقاءات خلال زيارة إردوغان لواشنطن، على خلاف المسار الذي اتبعه جو بايدن.
ولم يقم بايدن منذ توليه الرئاسة رسميا في 2021 بأي زيارة إلى تركيا، كما لم يقم باستضافة نظيره التركي في البيت الأبيض، رغم أن الأخير كان في الولايات المتحدة لبرامج أخرى، خلال السنوات الماضية.