لجريدة عمان:
2025-03-19@16:53:14 GMT

3 أسباب وراء الاستقرار اللافت لأسعار النفط

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT

ألا يلزم أن ترتفع أسعار النفط الآن؟ فالحرب عادت إلى الشرق الأوسط، وفي البحر الأحمر الذي يُنقل عبره عادة حوالي 12% من النفط المشحون بحرا تتعرض الناقلات إلى هجمات، ومنظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» تضع قيدا على الإنتاج. وذكَّر أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي الناس بشبح عام 1973 عندما قادت حرب أكتوبر (العاشر من رمضان أو عيد الغفران) إلى مقاطعة نفطية عربية رفعت أسعار النفط إلى أربعة أضعاف خلال 3 أشهر فقط.

لكن أسواق النفط ظلت هادئة وتراوح تداول النفط في معظمه بين 75 إلى 85 دولارا للبرميل خلال جزء كبير من العام الماضي.

كانت هنالك استثناءات. فقد صعد خام برنت وهو نفط معياري عالمي إلى أعلى من 85 دولارا للبرميل في الربيع الماضي بعدما قالت «أوبك بلس»، وهي منظمة أكبر تضم روسيا، إنها ستخفض الإنتاج.

وعندما مدَّدت السعودية فترة سريان تخفيضات إنتاجها في سبتمبر قاربت الأسعار المائة دولار للبرميل. كما ارتفعت أسعار السوق مرة أخرى بعد أحداث 7 من أكتوبر. لكن في كل مرة عادت الأسعار بسرعة إلى نطاق 75- 85 دولارا للبرميل وأنهى برنت عام 2023 عند 78 دولارا للبرميل. وهذا أقل بأربعة دولارات عن سعره في بداية ذلك العام.

هنالك 3 أسباب وراء توقع تجار النفط استمرار هذا الاتجاه السعري في عام 2024. أولها العرض (الإمداد) والذي ظل لسنوات المحرك الأكبر لارتفاع الأسعار. ثانيا إن إنتاج النفط يتركز الآن بقدر أقل في الشرق الأوسط مقارنة بما ظل عليه الحال خلال معظم نصف القرن المنصرم. لقد تراجع إنتاجه من 37% من إجمالي نفط العالم في عام 1974 إلى 29% اليوم.

كذلك الإنتاج أيضا أقل تركُّزا وسط أعضاء «أوبك»، ويعود ذلك جزئيا إلى ازدهار النفط الصخري في سنوات العشرية الثانية والذي حوَّل الولايات المتحدة إلى مُصدِّر صاف للنفط لأول مرة منذ عام 1949 على الأقل. كذلك أيضا يساعد تنويع مصادر الإمداد تزايدُ الإنتاج في البلدان غير الأعضاء في «أوبك» مثل غيانا التي أنتجت كميات قياسية من النفط في العام الماضي، ووفقا لحسابات وكالة الطاقة الدولية ستغطي مصادر جديدة إلى جانب الزيادة في إنتاج الولايات المتحدة وكندا معظمَ النمو في الطلب العالمي في عام 2024.

إلى ذلك استمرت صادرات النفط من روسيا، ثالث أكبر منتج في العالم، في التدفق على الرغم من قيود الغرب والذي في عام 2022 فرض 60 دولارا كحدٍّ أعلى لسعر برميل النفط الروسي الذي يُصدَّر عن طريق البحر.

رتب تجار مقيمون في دبي وسنغافورة على الفور أساطيل ناقلات لإرسال كميات هائلة من النفط المخفض إلى المصافي الهندية وغيروا بذلك طرق التصدير المعهودة بسرعة وبراعة مذهلة. ويتم الآن تداول النفط الروسي على نطاق واسع عند سعر أعلى من السقف الذي حدده الغرب. مع ذلك وفي جانب واحد على الأقل نجحت سياسة الغرب. فاستمرار توافر النفط الروسي أعان على منع ذلك الارتفاع المثير في الأسعار والذي كان يخشاه العديدون في عام 2022 عندما حظر الاتحاد الأوروبي واردات النفط الروسية بعد نشوب الحرب في أوكرانيا.

هنالك سبب آخر لهدوء أسعار النفط وهو الطاقة الإنتاج الاحتياطية الوفيرة لأعضاء «أوبك». بمعنى كمية النفط التي يمكن للمنشآت الموقوفة عن العمل الشروع في إنتاجها بعد فترة إخطار قصيرة.

عندما يكون الإنتاج غير كاف لمقابلة الطلب كما كانت هي الحال في بداية العشرية الأولى لم يكن للبلدان المصدِّرة مجال يذكر للاستجابة للزيادات التي حدثت في الطلب، وذلك يمكن أن يرفع الأسعار إلى عنان السماء، أما اليوم فالوضع مختلف.

تقدِّر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن الأعضاء الأساسيين في أوبك لديهم طاقة إنتاج احتياطية تبلغ 4.5 مليون برميل في اليوم. وهذه الكمية أكبر من إجمالي الإنتاج اليومي للعراق، وفي الوقت الحالي يراهن تجار النفط على قدرة «أوبك» على التلطيف من أثر الاختلالات التي يتعرض لها الإمداد.

أخيرا هنالك الطلب نفسه، فالعالم لا تزال لديه شهية قوية للنفط. وحسب وكالة الطاقة الدولية سجل الطلب ارتفاعا قياسيا في عام 2023 وسيظل مرتفعا في عام 2024 لأسباب من بينها النمو في الهند.

لكن من المستبعد أن يقود الطلب إلى ارتفاع كبير في الأسعار. فالنمو الاقتصادي العالمي ليس في المستويات التي بلغها في بدايات العشرية الأولى من هذا القرن. والصين التي ظلت لفترة طويلة أكبر مستورد للنفط في العالم تعاني من نموٍّ اقتصادي هزيل، كما تجعلها التغييرات الهيكلية لاقتصادها أقل احتياجا للنفط، ففي العام القادم على سبيل المثال نصف السيارات الجديدة التي ستباع في الصين من المتوقع أن تكون كهربائية.

كما ستكون للسياسات المناخية الأخرى آثار مشابهة في بلدان أخرى. وفي الأجل الطويل سيقود تحوُّل العالم بعيدا عن النفط إلى المزيد من المرونة في السوق تجاه الصدمات الجيوسياسية وتخفيضات الإنتاج.

إن الضربات التي شنتها مؤخرا المُسيَّرات الأوكرانية على المصافي الروسية رفعت سعر برنت فوق 85 دولارا للبرميل لأول مرة منذ أوائل نوفمبر، لكن في الوقت الحاضر ارتفاع الأسعار يبدو متواضعا. ولن يكون من اليسير زعزعة استقرار أسواق النفط في هذا العام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دولارا للبرمیل أسعار النفط فی عام

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسعار النفط بـ1 بالمائة بسبب المخاطر في الشرق الأوسط

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1% الثلاثاء لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ بداية الشهر، مدعومة بعدم الاستقرار في الشرق الأوسط وخطط الصين لتحفيز اقتصادها.

صعدت عقود خام برنت بمقدار 84 سنتًا، أو 1.2%، إلى 71.91 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 09:11 بتوقيت غرينتش، فيما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنفس المقدار 84 سنتًا، أو 1.2%، لتصل إلى 68.42 دولارًا.

التوترات الجيوسياسية ترفع الأسعار

حصلت أسعار النفط على دعم إضافي بعد تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمواصلة الضربات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن ما لم يوقفوا هجماتهم على السفن في البحر الأحمر. كما صرّح ترامب يوم الاثنين بأنه سيحمل إيران المسؤولية عن أي هجمات ينفذها الحوثيون، الذين تدعمهم طهران.

في الوقت نفسه، قالت السلطات الصحية الفلسطينية إن الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 200 شخص يوم الثلاثاء، في تصعيد جديد بعد أسابيع من المفاوضات الفاشلة لتمديد الهدنة التي أوقفت القتال في يناير.

الاقتصاد الصيني يعزز الطلب على النفط

إلى جانب الضربات الأميركية في اليمن، عززت عدة عوامل أخرى السوق، حيث أشار محللون في بنك ING إلى أن الصين كشفت عن خطط لإنعاش الاستهلاك المحلي، كما جاءت بيانات مبيعات التجزئة واستثمارات الأصول الثابتة أقوى من المتوقع.

وكان مجلس الدولة الصيني قد كشف يوم الأحد عن خطة عمل خاصة لتعزيز الاستهلاك المحلي، تتضمن زيادة الدخل وتقديم إعانات لرعاية الأطفال.

كذلك، أظهرت بيانات رسمية يوم الاثنين أن معالجة النفط الخام في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، ارتفعت بنسبة 2.1% في شهري يناير وفبراير مقارنة بالعام السابق، مدعومة بتشغيل مصفاة جديدة وزيادة السفر خلال عطلة رأس السنة القمرية.

الرسوم الجمركية الأميركية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي

حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) يوم الاثنين من أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب ستؤثر سلبًا على النمو في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، مما سيؤدي إلى تراجع الطلب العالمي على الطاقة.

قال روبرت ريني، رئيس استراتيجية السلع والكربون في بنك Westpac: « مع تزايد الإمدادات العالمية واستمرار الرسوم الجمركية والحروب التجارية في التأثير على الطلب العالمي، نعتقد أن الأسعار ستتراجع في النهاية إلى منتصف الستينيات من الدولارات. »

زيادة المعروض العالمي من النفط

فيما يخص المعروض النفطي، كشفت وثيقة لشركة PDVSA الفنزويلية، اطلعت عليها وكالة رويترز يوم الاثنين، أن الشركة وضعت ثلاثة سيناريوهات تشغيلية لمواصلة إنتاج وتصدير النفط من مشروعها المشترك مع « شيفرون » حتى بعد انتهاء ترخيص الشركة الأميركية الشهر المقبل.

محادثات بوتين وترامب بشأن أوكرانيا وتأثيرها على السوق

تتجه الأنظار أيضًا إلى المحادثات المقررة يوم الثلاثاء بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إنهاء الحرب في أوكرانيا.

ويرى المستثمرون أن أي اتفاق سلام محتمل قد يتضمن تخفيف العقوبات على روسيا، مما يسمح بعودة إمداداتها النفطية إلى الأسواق العالمية، وهو ما قد يضغط على الأسعار.

عن (رويترز) كلمات دلالية أسعار المغرب بترول نفط وقود

مقالات مشابهة

  • حرب غزة وعدم الاستقرار وغلاء الأسعار تسبّب هجرة يهودية معاكسة لأوروبا
  • ارتفاع أسعار النفط بـ1 بالمائة بسبب المخاطر في الشرق الأوسط
  • جولدمان يتوقع تراجعاً أعمق لسعر النفط بفعل تباطؤ النمو الأميركي وأوبك+
  • اللحمة بـ 280.. أسعار اللحوم والأسماك بالوحدة المحلية في الوادي الجديد
  • هجمات أميركا على الحوثيين ترفع أسعار النفط
  • ارتفاع أسعار النفط
  • النفط يرتفع 1%
  • باركليز يخفض توقعاته لسعر برنت في 2025 بسبب ضعف الطلب
  • برلمانية: زيادة الإنتاج المحلي للبترول يدعم الاستقرار المالي للدولة
  • 5 أسباب وراء الهجمات الأمريكية على الحوثيين