لجريدة عمان:
2025-02-03@10:14:16 GMT

هل فعلا يمكن عزل إسرائيل دوليا؟

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT

يبدو أن سيناريوهات بايدن لإنهاء حرب غزة بطريقة تحقق انتصارا تاما لأمريكا وإسرائيل وهزيمة كاملة للفلسطينيين والعرب قد لا تمر مرور الكرام، وإنها ستواجه عقبات وعراقيل ربما تعيد صياغتها وتقلل تجبرها.

فقد أدى صمود المقاومة الأسطوري لمدة 6 أشهر إلى إطالة أمد الحرب وبالتالي لسقوط أمل أمريكا وإسرائيل في حرب خاطفة قاضية تنتهي قبل أن تنتبه الشعوب ويندلع الغضب العالمي في كل مكان ضد جرائم هذه الحرب.

طال الصمود فطالت الحرب فشهد العالم مجازر لأكبر عدد من القتلى والجرحى والمفقودين في حرب معاصرة ٦٥% منهم أطفال ونساء، وشهد أكبر حملة تجويع للشعب الفلسطيني بمنع المساعدات الغذائية والدوائية عنه، تجويع قال تصنيف أممي صدر مؤخرا إنه قد يودي بحياة مليون فلسطيني بشكل وشيك. ومع تهديد نتانياهو الأحمق باجتياح رفح التي يحشر فيها ما يزيد عن مليون ونصف مليون فلسطيني فإن مجزرة بشرية، قد تكون الأكبر في هذا القرن، ليست بعيدة عن الحدوث. كل جرائم الحرب هذه وضعت إسرائيل في عزلة دولية متزايدة وفقدت الدعم التقليدي الذي كانت تحصل عليه وخسرت صورة الضحية التي كانت تنتحلها وتحوّلت في دعوى أمام محكمة العدل الدولية إلى دولة تمارس جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.

هذه العزلة المتزايدة دوليا تضع انحياز أمريكا الأعمى لإسرائيل في حرج كبير أمام العالم، وتهدد جزئيا فرص فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية هذا العام. كما أنها تجعل الحملة الهمجية العسكرية التي تشنها على غزة الآن دون أي غطاء أو شرعية ويحوّلها تدريجيا لدولة مارقة تنتهك القانون الدولي وتستخف بالعالم.

السؤال هنا، هل هناك فرصة حقيقية لأول مرة بعد ٧٥ عاما من جرائم القتل والتطهير العرقي وسرقة واحتلال الأراضي الفلسطينية وإقامة نظام تمييز عنصري «أبارتهيد» ضد الفلسطينيين أن يتم عزل إسرائيل دوليا وأن تنضم أخيرا لنادي الدول التي يتم فرض عقوبات اقتصادية ومالية وحظر سلاح وتواجه مقاطعة رياضية وأكاديمية وثقافية.. إلخ؟

الجواب نعم ولكن تحت سقوف معينة يصعب تجاوزها في ظل النظام الدولي الراهن الذي تقوده وتسيّره حاميتها الأمريكية.

نعم تبلورت مؤشرات حقيقية على إمكانية أن يتطور وضع إسرائيل إلى وضع الدولة المعزولة من المجتمع الدولي في الأسبوعين الماضيين.

المؤشر الأول هو صدور قرار مجلس الأمن الدولي لأول مرة منذ بداية الأزمة بوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان. القرار الذي امتنعت أمريكا عن التصويت ضده ولم تستعمل ضده سلاح الفيتو كان إشارة إلى أن التوجه العام للمجتمع الدولي حيال الأزمة هو ضرورة إنهاء هذه الحرب في أسرع وقت وأن الطرف المسؤول عن استمرارها واستمرار فاتورتها البشرية الفادحة هو إسرائيل. عدم تنفيذ إسرائيل للقرار -وهو أمر أعلنته بوضوح عندما تعهدت باستمرار الحرب والتجويع في غزة- سيجعل دولا عدة تفكر جديا في فرض عقوبات عليها لعدم امتثالها للقرار. الأمر لا يتعلق بحكومات تقدمية مثل كولومبيا ولكن حتى بدول أوروبية؛ فحظر السلاح الذي فرضته كندا وإيطاليا قد يمتد لألمانيا وفرنسا وبريطانيا تحت الضغوط الشعبية والبرلمانية المتزايدة.

وفكرة قطع العلاقات الدبلوماسية أو تخفيض مستواها ستكون مطروحة بقوة إذا استمرت إسرائيل شهورا وربما حتى فقط أسابيع أخرى في شن حربها على غزة وخصوصا في رفح. الاعتراف بدولة فلسطين وهو نوع من العزلة لها أيضا بات كذلك توجها معلنا لنحو نصف دستة من الدول الأوروبية.

المؤشر الثاني هو أمر محكمة العدل الدولية الذي صدر الأسبوع الماضي الذي يأمر إسرائيل بفتح كل المعابر البرية لوصول المساعدات، ووقف أي أعمال ضد الفلسطينيين كمجموعة عرقية وهي هنا لا تشمل فقط المطالبة بوقف حرب إسرائيل ومجازرها اليومية في غزة ولكن أيضا يأمر ضمنا بوقف خطة تهجير الفلسطينيين من غزة.

المؤشر الثالث هو حدوث طفرة نسبية في التحركات الشعبية العربية الداعمة لغزة والضاغطة على الحكومات العربية خاصة التي شهدتها الأردن ومصر والمغرب سواء في ارتفاع أعداد المنضمين إليها من تيارات ورموز سياسية متنوعة ومتباينة أو في ارتفاع وتيرة الغضب من أداء النظام الرسمي العربي.

هذا التطور قد يضع عددا من الحكومات العربية تحت ضغط قاس لاتخاذ مواقف سياسية من إسرائيل ناورت حتى تتجنبها طيلة أشهر الأزمة.. وقد يدفع هذه الحكومات للتحوّل نسبيا من حالة الانصياع لأوامر واشنطن في الأزمة إلى حالة التحذير من أن استمرار الحرب والتجويع على غزة سيهز استقرارها السياسي كنظم معتدلة حليفة للولايات المتحدة.

لكن المؤشرات الحاسمة التي تسرّع أو تبطّئ من إمكانية رؤية المزيد إسرائيل معزولة ومعرّضة لعقوبات دولية هي مؤشرات أمريكية وإسرائيلية. والمعنى هنا أن طريقة قراءة واشنطن في الفترة القليلة المقبلة لاتجاه سير هذه المؤشرات سيحدد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستوقف الاتجاه لعزل إسرائيل بكامل قوتها أم ستسمح بحدوث قدر من هذه العزلة حتى تتأكد من إسرائيل بنتانياهو أو من غيره ستقبل هديتها بإعادة هيكلة الإقليم وصياغة وضع غزة بعد الحرب حسب استراتيجيتها للتطبيع الشامل وبالتوافق مع دول عربية حليفة اختارت هذا التطبيع نهجا ولكنها تريد غطاء سياسيا لا يضعها في مواجهة مع شعوبها.

سيتوقف الأمر على حسم الحزب الديمقراطي بشكل جازم لشكوكه الحالية بأن نتانياهو سيحرم بايدن من صفقة استكمال «المؤسسة الإبراهيمية» المعادية لإيران والمكونة من حلف إسرائيلي- عربي. فهذه الصفقة هي صفقة الأحلام التي وصفت بأنها ستكون أهم إنجاز استراتيجي أمريكي منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، ويراها أنصار بايدن أيضا كتذكرة الفوز التي ستقوده للفوز في الانتخابات القادمة.

إذا تم الحسم فإن الثأر القديم بين الديمقراطيين ونتانياهو خاصة فريق الرئيس الأسبق أوباما ومنهم بايدن نفسه يتم إحياؤه من جديد عندما تحدى نتانياهو أوباما وذهب للكونجرس ٢٠١٦ مدعوا من معارضي الرئيس من الجمهوريين في سابقة لم تحدث من قبل. وقد يصبح الوضع أكثر استقطابا إذا تأكد الديمقراطيون من شكوك أن نتانياهو ربما يكون قد طلب من الإيباك مؤخرا دعم سياساته في حرب غزة عن طريق مخاطبة القاعدة المسيحية الإنجليكانية الصهيونية المؤيدة لإسرائيل وهي قاعدة تقليدية للحزب الجمهوري ومن شأن ذلك أن نتانياهو سيبدو هنا وكأنه يريد التدخل والتأثير في الانتخابات الأمريكية منحازا للجمهوريين.

سيسرع من إمكانية حدوث العزلة الدولية لإسرائيل أن تفقد واشنطن الأمل في قدرة الطبقة السياسية والمؤسسة العسكرية والأمنية على تحويل اختلافها مع نتانياهو واتفاقها مع استراتيجية بايدن إلى موقف عملي يضغط على نتانياهو تعديل مواقفه أو يؤدي لفتح باب تغيير الحكومة الحالية عبر انتخابات مبكرة. فغانتس يبدو حتى الآن سياسيا مترددا وخاضعا لابتزاز الشارع الإسرائيلي المتطرف الداعم لاستمرار الحرب. لكن إذا تراجع نتانياهو وسمح لبايدن أن يحقق له كل أهدافه وبيد عربية وفلسطينية ودون استنزاف إسرائيل في وحل غزة مستقبلا.. أو إذا تمكن غانتس وآيزنكوت وغيرهما من المختلفين مع نتانياهو مع دعم من الدولة العميقة الإسرائيلية من إزاحته سياسيا من الطريق فإن أمريكا ستمكن إسرائيل من الإفلات من العقاب للمرة الألف وتحول دون تنامي عزلتها الدولية وتضغط بنفوذها على محكمة العدل الدولية لعدم إدانتها بالإبادة الجماعية. وستبقي على قرارات الفصل السابع الملزمة بغزو دول عسكريا مقصورا على العرب والمسلمين كما حدث في العراق وأفغانستان. وتبقي على العقوبات العسكرية والاقتصادية والمالية المخيفة على خصومها مثل إيران وسوريا وروسيا وكوريا الشمالية.

حسين عبدالغني إعلامي وكاتب مصري

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: إسرائیل فی

إقرأ أيضاً:

هل تذهب تركيا إلى الحرب مع إسرائيل من أجل سوريا؟

كانت العلاقات بين إسرائيل وتركيا متوترةً لأكثر من عقد من الزمان، على الرغم من أن البلدين حافظا على علاقات دبلوماسية وتجارية خلال عدة أزمات، بيد أننا الآن أمام واقع مختلف، أصبحت فيه تركيا ـ القوى الإقليمية العظمى في المنطقة ـ على عتبة إسرائيل المنهكة من الحرب.

 شهدت أوائل ديسمبر/ كانون الأول 2024 سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الأمر الذي جعل تركيا وإسرائيل أقرب إلى صراعٍ "خفي" على ما يصفه المراقبون بـ"الهيمنة الإقليمية".

ويعتقد " جوليان ماكبرايد" في مقال في "فورين بوليس إن فوكس" (FPIF) أن الضربات الإسرائيلية ضد ما وصفه بـ"أصول الحكومة السورية الجديدة" قد تكون في صالح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ توقع ـ والحال كذلك ـ أن تطلب الحكومة الانتقالية الجديدة بقيادة هيئة تحرير الشام، الدعم العسكري التركي الكامل، ما يجعل أنقرة قد حلت فعليًا محل حزب الله والحرس الثوري الإيراني، كأحدث تهديد على الحدود مع إسرائيل.

لقد تبادل أردوغان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تصريحاتٍ قاسية وخشنة، على مر السنين، وقبل ذلك، حافظت الدولتان على علاقة قوية وودية، فيما كان أردوغان منتقدًا صريحًا لإسرائيل ومدافعًا عن الفلسطينيين.

إعلان

 وكانت إحدى أسوأ نقاط العلاقات في عام 2010 عندما انتهى أسطول بقيادة تركية – يهدف إلى كسر الحصارالإسرائيلي على قطاع غزة ـ إلى اشتباك مع القوات الإسرائيلية ومقتل 10 مواطنين أتراك، واتهم أردوغان إسرائيل بارتكاب جرائم حرب.

تحسنت نسبيًا العلاقات في عام 2017، لكن العلاقات الودية النسبية، لم تدم طويلًا، ففي عام 2018، استدعى الجانبان سفراءهما عندما تسببت التوترات بشأن قطاع غزة والقدس في حدوث خلاف بين البلدين، وبعد ذلك، كانت هناك محاولة أخرى لإصلاح العلاقة، شملت زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى أنقرة في عام 2022.

أدى العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، إلى دفع أردوغان إلى إعلان قطع كل العلاقات مع الدولة اليهودية، بعد أن أعلن الطرفان عن فرض حواجز تجارية متبادلة على بعضهما البعض في أبريل/ نيسان من العام الماضي.

كما انضمت تركيا إلى العريضة التي رفعتها مؤخرًا، جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، في محكمة العدل الدولية والتي تتهمها بارتكاب إبادة جماعية ضد المدنيين الفسطينيين. وخلال الحرب، زودت تركيا غزة بأطنانٍ من المساعدات الإنسانية.

كما اختفت السياحة، التي كانت تشكل جانبًا رئيسيًا من العلاقات الثنائية بين تركيا وإسرائيل، تقريبًا، ولا توجد حاليًا رحلات جوية مباشرة بين البلدين، وهو الطريق الذي كان في السابق أحد أكثر الطرق التي تغادر من إسرائيل.

وعندما اغتيل الزعيم السياسي الفلسطيني إسماعيل هنية، في طهران المجاورة، نُكست الأعلام التركية، ورد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عملية الاغتيال بإعلان يوم حداد وطني، بالتزامن مع قرار حجب تطبيق إنستغرام بعد حذفه منشوراتٍ تنعى هنية.

التطورات الأخيرة في سوريا، والتي تركت البلاد في مواجهة مفتوحة، دفعت تركيا وإسرائيل إلى إرسال قواتهما إلى الأراضي السورية، لكن في مناطق مختلفة.

إعلان

وقبل انهيار نظام الأسد العائلي في دمشق، كتب الباحث التركي مُراد يشيلتاش في صحيفة الصباح اليومية يوم 11 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قائلًا: إنه "يتعين على المجتمع العسكري والأمني والاستخباراتي في تركيا أن يعيد النظر في كيفية التعامل مع الموجة الجديدة من انعدام الأمن في الشرق الأوسط، وإن التوترات العسكرية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، والسياسات الإسرائيلية العدوانية في غزة، ولبنان، وسوريا، والغموض الإستراتيجي للولايات المتحدة، تجعل من الضروري إعادة النظر في عقيدة الأمن والدفاع في تركيا.

ويتعين على المجتمع الإستراتيجي التركي أن يفهم أن عقيدة الأمن القائمة على الدفاع لن تكون كافية للتعامل مع الموجة الجديدة من انعدام الأمن في الشرق الأوسط، وينبغي له أن يطور سياسة من شأنها أن تعزز الردع الإستراتيجي لتركيا وقدرتها على الصمود".

وقد فُسرت هذه التوصية ـ في حينها ـ بأنها تشير ضمنيًا إلى التهديد الإسرائيلي الذي بدأ في التوحش والتغول على المنطقة المتماسة مع تركيا وحدودها الساخنة في جنوبها.

وبعد انهيارالأسد، الذي بدا وكأنه ـ في تفاصيله ـ قرارٌ تركي، قالت البروفيسورة إفرات أفيف، الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون التركية من قسم التاريخ العام بجامعة بار إيلان ومركز بيغن- السادات للدراسات الإستراتيجية، لصحيفة ميديا لاين: "هناك احتمالات بحدوث مواجهة عسكرية مستقبلية بين إسرائيل وتركيا. وهذا أمر غير مسبوق، كما هي الحال مع كل الأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخرًا".

ويعتقد الإسرائيليون أن المواجهة العسكرية بين تركيا وإسرائيل ـ إذا حدثت ـ ستكون غير مسبوقة، سواء كانت متعمدة أو غير متعمدة، فإسرائيل، التي لا تزال في خضم حرب وتعاني من صدمة الهجوم المروع الذي شنته حماس على الحدود، أصبحت أقل تسامحًا مع احتمال وقوع مفاجآت مماثلة على حدود أخرى.

إعلان

وقالت أفيف: إن "إسرائيل لا تستطيع أن تسمح لإيران أخرى بالتواجد على حدودها الشمالية حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة مع تركيا، وإذا سمحت تركيا لنفسها بغزو سوريا، فلا يمكنها أن تطلب من إسرائيل سحب قواتها من هناك، وإسرائيل بحاجة إلى حماية مصالحها".

وفي الأسبوع الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي، حذر أحدث تقرير للجنة "ناجل" ـ التي شكلتها الحكومة الإسرائيلية ـ حول ميزانية الدفاع وإستراتيجية الأمن، مما وصفه بطموحات تركيا لاستعادة نفوذها الذي كان سائدًا خلال العهد العثماني، وأنها قد تؤدي إلى تصاعد التوترات مع إسرائيل، وربما تتصاعد إلى صراع مسلح، وسلط التقرير الضوء على خطر تحالف الفصائل السورية مع تركيا، مما يشكل تهديدًا جديدًا وقويًا لأمن إسرائيل.

أوصت لجنة ناجل بأن تستعد إسرائيل على نطاقٍ واسع لسيناريوهات المواجهة العسكرية المحتملة في المنطقة الشمالية (سوريا)، حيث استثمرت تركيا أموالًا وقوات كبيرة.

في اليوم الذي صدر فيه تقرير "ناجل" ألمح الرئيس التركي طيب أردوغان، إلى أنه لا يستبعد استخدام القوة، ضد أي تدخل إقليمي، يراهن على التنوع الطائفي والإثني لتقسيم سوريا، وبما يهدد الأمن القومي التركي، وقال: إن أنقرة مستعدة للتدخل لمنع أي تقسيم لسوريا وستتخذ أيضًا "الإجراءات اللازمة" إذا لاحظت "أدنى خطر".

لا شك في أن القوتين الإقليميتين؛ إسرائيل وتركيا، قد استفادتا بشكل كبير من تفكك المحور الذي تقوده إيران، وخاصة في سوريا، ومع ذلك، سوف تحتاج كلٌ من الدولتين إلى آلية لخفض التصعيد والحوار لتجنب الصراع في المستقبل، وعلى الرغم من اختلافاتهما، فإن الوساطة الدولية، وخاصة من جانب الولايات المتحدة، يمكن أن تحول دون إبقاء الحكومتين؛ الإسرائيلية والتركية في "وضع حرج" في الشرق الأوسط المتضرر والمتعب من الحرب.

إعلان

وثمة قاسم مشترك، بين منظري السياسة الخارجية الأميركية، إذ إنه بالرغم من الصراع المتزايد بين إسرائيل وتركيا، فمن الممكن اتخاذ عدة خطوات لمنع القوتين الإقليميتين من الاصطدام.

 فقد أعلنت إدارة ترامب، المعروفة بموقفها الحازم في الشرق الأوسط، مؤخرًا عن عزمها إعادة النظرفي سياساتها تجاه المنطقة، وتوثيق علاقتها بأردوغان باعتباره وسيطًا إقليميًا مهمًا ولا يمكن القفز على حضوره أو تجاهله، وهو الموقف الذي سيضع على رأس مهامها في المنطقة، الحد من التوترات بين الشريكين الإقليميين الرئيسيين، ويتوقع الأميركيون أن يستضيف ترامب وزيري خارجية تركيا وإسرائيل في واشنطن لمحاولة إنعاش وإحياء تطبيع العلاقات بين البلدين مجددًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • إبراز مقوماتها الأثرية الفريدة.. استراتيجية الدولة لتنمية السياحة وتعزيز قدرتها التنافسية دوليا (إنفوجرافات)
  • هل تذهب تركيا إلى الحرب مع إسرائيل من أجل سوريا؟
  • ‏حماس تطالب الوسطاء بإلزام إسرائيل بإدخال مواد الإغاثة التي نص عليها اتفاق غزة ووقف الانتهاكات
  • كيف يمكن لترامب أن يكون صانع سلام؟
  • حازم عمر: صفقة الهدنة الحالية بغزة تطبيق حرفي لوثيقة مايو 2024 التي رفضتها إسرائيل
  • نتانياهو يبحث استئناف الحرب في غزة
  • “قبور للأحياء”: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون الفلسطينيون من سجون إسرائيل تعكس تعذيبًا وتجويعًا ممنهجًا
  • زي النهارده.. توقيع معاهدة سلام تورون التي أنهت الحرب البولندية الليتوانية التوتونية
  • بعد 470 يوما من الحرب.. خسائر إسرائيل في غزة بالأرقام
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم