قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، إنه لن يسمح لإيران بصنع قنبلة نووية حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة. وفي رده على سؤال عما سيفعله مع إيران، بعد أن أصبحت قريبة جداً من القنبلة النووية، قال ترامب في مقابلة صحافية: "حسنًا، لا أريد أن أخبرك بذلك. لأنني لا أعتقد أنه من المناسب أن أخبرك بذلك، لكنني لا أعتقد أنه يمكنك السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي.

لا أعتقد أن هذا من حقي".     وأضاف "موقفي الآن هو أن أخبركم بذلك ولكني أود أن أقول لكم هذا – لقد كنت قوياً جداً بشأن عدم امتلاك إيران سلاحاً نووياً إلى درجة أنهم … لم يكن لديهم المال حرفياً"، كاشفاً أن "إيران كانت على بعد 35 يومًا فقط من القنبلة النووية، بمجرد اتخاذ القرار".   وتابع قائلا "لن يمتلكوا سلاحًا نوويًا أبدًا. يمكنهم الحصول على سلاح نووي في 35 يومًا. أمامي سبعة أشهر لتولي منصبي، وتسعة أشهر لأتولى منصبي. يمكن أن تحدث الكثير من الأشياء السيئة في تلك الفترة. هذا كثير. هذا كثير. مثل الأبدية. سبعة أشهر في هذا العالم، وخاصة في الشرق الأوسط، حيث يكون هناك قتال شديد وقابل للاشتعال، هذه فترة طويلة من الزمن، يمكن أن تحدث الكثير من الأشياء السيئة. وأيضًا، يمكن أن تحدث الكثير من الأشياء الجيدة "إذا حدث ذلك. إذا كان لدينا رئيس حقيقي، إذا كان لدينا رئيس يعرف ما كان يفعله، ويستطيع أن يجمع جملتين معًا، فيمكن حل هذه المشكلة بسرعة كبيرة".   ولفت الرئيس الأميركي السابق إلى أن "الاقتصاد الإيراني انهار خلال فترة رئاسته بسبب العقوبات التي فرضها عليها".   وتابع "لقد قلت للعديد من الدول، (47 دولة)، وتحدثت إلى العديد منهم شخصيًا، إذا اشتريتم النفط من إيران، فلن تقوموا بأي أعمال تجارية في الولايات المتحدة، وسوف نقوم بفرض رسوم جمركية على منتجاتكم.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

مرحى للأسطح المخدوشة

لا يمكننا قراءة علاقتنا بالعالم المادي والحسي في اتجاه واحد. يبدو أن وصم الأشياء المادية واتهامها واتهام من يهتمون بها أمر مغر على الدوام. ربما بدأت بالتفكير على هذا النحو بعد قراءة فيلسوف علم الاجتماع دانيال ميلر الذي يكتب عن علاقتنا بالمادة، مثل علاقتنا بالبيوت وتأثيثها وزخرفتها، والأشياء التي تملأ مساحتها، يقول ميلر: إن هذه الأشياء تعكس فاعليتنا وعجزنا في الوقت نفسه. إن الثقافة المادية داخل منازلنا تُظهر مساحة استيلائنا على العالم الأكبر وهي تمثيل مباشر لهذا العالم داخل مجالنا الخاص. يستخدم ميلر التعاطف في بحوثه كأداة وممارسة لعلاقتنا بالأشياء، فهو يعتبر على الدوام أن ثمة علاقة حميمة تجمعنا بالماديات. ليس من الصعب تخيل ذلك، إذا رأينا كيف أننا نستهلك ونبذر المال من أجل الحصول على الحب والإعجاب والقبول من الآخرين، جميعنا يفعل ذلك وإن بدرجات متفاوتة وبغض النظر عن واجب الالتزام أخلاقيًّا تجاه العالم الذي نعيش فيه، والذي يحتّم علينا فحص ممارسة الاستهلاك في أنها ممارسة جشعة تساهم في ترسيخ مصانع الاستغلال لشعوب فقيرة ومعدمة لصالح أصحاب رؤوس الأموال إلا أن ما يجري بيننا وبين الأشياء معقد جدًّا.

هنالك فيلسوف آخر أخذ هذا التفكير إلى بعد آخر، وهو بيونج شول هان الذي يشغل وظيفة أستاذ في جامعة دير كونست في برلين، وكان قد أصدر كتبًا اجتاحت المكتبات، وباتت تُعدّ بالنسبة لكثيرين طريقة لرؤية العالم بعين صافية. وبغضّ النظر عن فلسفته، التي سبق وأن كتبتُ في نقدها في مساحتي الأسبوعية هذه، إلا أنها مثيرة وجديرة بالنقاش، يرى شول هان كما يتضح في أحد حواراته النادرة الذي أجراه مع مجلة زيت فيزن، أن الجمال يشترك بين الشمع الذي يزيل الشعر والآيفون وبين منحوتات جيف كونز، إنه مهووس ومفتون بتتبع العلاقات بين هذه الأشياء وعندما يُسأل عن العلاقة بين هذه الأشياء يقول: إن ما يجمعها كلها هي الرغبة في الوصول للنعومة. فشاشة الآيفون وهيكله مصقولان وناعمان، هنالك شاشات أجهزة أخرى غير قابلة للخدش، والشمع أيضا يهدف لأن تكون البشرة ناعمة وملساء، كما أن منحوتات كونز ناعمة لا خدوش فيها ولا انكسارات. إلا أن شول هان يأخذ هذا التفكير في العلاقات لمساحة أوسع من مجرد التفكير في حميمية وجمالية المادة من حولنا عندما يفكر كيف أن هوسنا بهذه المادة الجميلة وتعريفنا للجمال في انعدام الخدش وفي تحقيق النعومة الخالصة يعكس خوفنا من الأذى، والطريقة التي ننظر بها للعالم، فيقول: «ماذا يضر وجود بعض الخدوش على سطح شيء ما؟ لماذا هذا السعي المحموم للحفاظ على السطح أملس؟» فلنفكر مثلاً في أن الوقوع في الحب لم يعد مسموحًا به، بل إن بعض اللغات مثل الفرنسية تعبر عنه بشكل سلبي ذلك لأنه يفضي للإصابة والأذى والجروح، علينا أن نتجنب العاطفة إذن حتى لا نتألم حتى لا يتم خدشنا. لقد قمنا بعكس هذا، إذن فعلى الأشياء المادية حتى المتناهية الصغر ألا تكون معرضة للكسر ولا التلوث عليها أن تكون برّاقة.

ومن ناحية أخرى يبدو أننا نعتمد على الأشياء لكي نعكس هويتنا، هذا السعي المحموم هو الآخر للتعبير عن الذات عند جيلنا كله. فنحن نرتدي الملابس التي تعكس ما إذا كنت «قوطيًّا» مثلاً أو «محافظًا» أو «كلاسيكيًّا» وغيرها من التنويعات. فنحن نشتري السيارة ونختار لونها كما نرى الحياة وكما نفضلها، وعندما أتجول مع صديقتي المفضلة في المحال التجارية، وعندما نُجرب قطعة ملابس فإننا نستخدم معجما من نوع: لكنني لا أحسُّ بها، كما لو أن هنالك رابطًا ميتافيزيقيًّا خفيًّا ينبغي أن يجمعنا حتى بالقميص الذي سنرتديه. نقول أحيانًا لا تشبهني هذه «العباية» إذ عليها أن تمثلني وأن تصدّرني للعالم وأن تُعلن عنّي، وأن تجعلني قابلة للتصنيف، حتى لا يتعرض لي إلا أولئك الذين يشبهونني وتمكنوا من التقاطع مع خياراتي المادية وفهموا دوافعها. أتجنب المختلفين بهذه الطريقة، وأتجنب أن يرفضوني، وأتجنب هذا الإيذاء الذي لم يعد مسموحًا به في عالم نريد أن نكون فيه محبوبين فحسب.

ما زلتُ أظن أن نقاشنا العام حول الماديات محدود، ويقمع المخيلة، الجميع يتحدث عن سياسات التوفير والادخار، نمزح عاليًا بشأن ازدحام المجمعات التجارية في أيام الرواتب، لكن علينا أن نفكر فيما هو أبعد من ذلك. ما الذي يجعلنا مهووسين باقتناء هذه الأشياء؟ وما الذي ينقصنا في مجال العالم السياسي لكي نعوضه عبر الاستهلاك وعبر هذا السعار في التملّك والاقتناء، ولماذا تبدو الحرية الوحيدة المتاحة لنا هي حرية أن نرتدي القميص الذي نحسه؟.

أمل السعيدي كاتبة وقاصة عمانية

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يتسلم ردا من حماس على مقترح الصفقة ويتحدث عن دراسته
  • وزير "القنبلة النووية" الإسرائيلي.. جدل بشأن "احتلال سيناء"
  • مرحى للأسطح المخدوشة
  • مستشار خامنئي: إيران قد تغير عقيدتها النووية حال تعرضت لخطر وجودي
  • مستشار خامنئي: إيران قد تغير عقيدتها النووية حال تعرض لخطر وجودي
  • خرازي: إيران لا تسعى لامتلاك نووي والحرب على حزب الله قد يتوسع
  • مستشار خامنئي لا يستبعد تغيير إيران لعقيدتها النووية عند وجود تهديد جدي
  • المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة ردا على تصريحات ترامب: الحرب في أوكرانيا لا يمكن حلها في يوم واحد
  • الجلطة الدموية.. ما هي أنواعها وأسبابها وأعراضها وكيفية علاجها؟
  • الجلطة الدموية.. ما هي أنواع وأسبابها وأعراضها وكيفية علاجها؟