أول تشكيل بين الجزر.. كيف يستعد مشاة البحرية الأميركية للقتال في آسيا؟
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
استعدادا لأي معارك محتملة، يعيد مشاة البحرية الأميركية تجهيز طرق قتالهم بشكل يجعلهم قادرين على تغطية ساحة معركة تنتقل بين الجزر الآسيوية، وبمواجهة قوات تتمتع بميزة الارتكاز إلى اليابسة.
وينقل تقرير من صحيفة "واشنطن بوست" أن الجيش الأميركي شكل وحدات جديدة مثل فوج "3rd Marine Littoral"، وهي وحدة صغيرة العدد، أخف وزنا وأكثر قدرة على الحركة، يرى قادتها أنها، في الوقت ذاته، تظل أكثر فتكا بالأعداء.
وبعد 20 عاما من القتال البري في الشرق الأوسط، يسعى مشاة البحرية جاهدين للتكيف مع معركة بحرية، يمكن أن تدور عبر آلاف الأميال من الجزر والسواحل في آسيا.
وبدلا من شن هجمات برمائية تقليدية، تهدف هذه المجموعات الذكية إلى تمكين قوة مشتركة، عبر جمع المعلومات الاستخباراتية والبيانات ومشاركتها بسرعة، لمساعدة أسطول المحيط الهادئ والقوات الجوية على صد أي عدوان على الولايات المتحدة والحلفاء والشركاء، مثل تايوان واليابان والفلبين.
وينظر إلى هذه الأفواج الجديدة على أنها جزء من استراتيجية أوسع لمزامنة عمليات الجنود والبحارة ومشاة البحرية والطيارين الأميركيين، مع جيوش الحلفاء والشركاء في المحيط الهادئ.
وينصب تركيزها على مساحة كبيرة، تمتد من اليابان إلى إندونيسيا، وترى الصين أن هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها حوالي نصف مساحة الولايات المتحدة، تقع ضمن مجال نفوذها.
ويقول محللون إن تلك الاستراتيجية الشاملة واعدة. لكنها تواجه عقبات كبيرة، خاصة إذا اندلعت الحرب، وفق الصحيفة.
وبين تلك العقبات، التحديات اللوجستية بمنطقة بحرية شاسعة، والقدرة على تسليم المعدات والتقنيات الجديدة في الوقت المناسب، إذ تعقدها معارك الميزانية في الكونغرس، وصناعة الدفاع المجهدة، فضلا عن عدم اليقين بشأن ما إذا كان الشركاء الإقليميون مثل اليابان سيسمحون للقوات الأميركية بالقتال من جزرهم.
وتشير الصحيفة إلى أن عدم اليقين هذا يمثل العامل الأهم بالنسبة للتخطيط، إذ ترى بكين أن الاستراتيجية الأميركية لتعميق التحالفات الأمنية في المحيط الهادي تصعيدية، مما يثير قلق بعض المسؤولين في الدول الشريكة، الذين يخشون الانجرار إلى صراع بين القوتين.
ووسعت بكين نطاق وصولها في المحيط الهادئ، وبنت جزرا اصطناعية للمواقع العسكرية في بحر الصين الجنوبي، وسعت إلى توسيع القواعد في المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك منشأة بحرية في كمبوديا، تقول المخابرات الأميركية إنها مخصصة للاستخدام الحصري من قبل الجيش الصيني.
وتمتلك الصين أكبر جيش وقوة بحرية وجوية في المنطقة، وتتمتع أيضا بميزة ميدانية محلية. ولديها حوالي مليون جندي، وأكثر من 3000 طائرة، وأكثر من 300 سفينة جاهزة لأي حرب محتملة، فيما يجب على السفن والطائرات الأميركية السفر آلاف الأميال، أو الاعتماد على موافقة الحلفاء لنشر القوات والأسلحة.
وتعد تايوان، الشريك المقرب للولايات المتحدة، الهدف المباشر لمرمى النيران الصينية، ووعد الرئيس شي جينبينغ بإعادة توحيد الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي مع البر الرئيسي للصين بالقوة، إذا لزم الأمر.
لكن سلاح مشاة البحرية الأميركية لديه مخطط للرد، يسمى "تصميم القوة" يشمل الانتشار الأمامي لمشاة البحرية، ووضع الوحدات على خط المواجهة مع جعلها غير مكشوفة، قدر الإمكان للرادار، أو أي رصد إلكتروني الآخر.
والفكرة، تنقل الصحيفة، هي استخدام تلك القوات "الاحتياطية" التي تصل إلى الآلاف في مسرح العمليات في أي وقت، لتمكين القوة المشتركة الأكبر من نشر قوتها الجماعية بمواجهة العدو.
وبحسب الخبراء، يتوقع أن يكون التشكيل الجديد هو الأول على الأرض في أي صراع، حيث يمكنه، على سبيل المثال، جمع المعلومات لإرسال إحداثيات إلى قاذفة B-1 تابعة للقوات الجوية حتى تتمكن من إطلاق صاروخ على فرقاطة صينية على بعد مئات الأميال.
كما يمكن إرسال بيانات الهدف إلى الفلبين مثلا ليتم توجيه صاروخ كروز إلى مدمرة في بحر الصين الجنوبي، المتنازع عليه.
ورغم أن مشاة البحرية لم تعد مثقلة بالدبابات، فإن فريق القتال الساحلي التابع للوحدة الجديدة، وهو كتيبة مشاة، سيقوم بتشغيل أسلحة متطورة يمكنها إطلاق صواريخ على سفن العدو على بعد 100 ميل بحري للمساعدة في منعه من الوصول إلى نقاط الصراع البحرية الرئيسية، مثل مضيق تايوان.
وتقول الصحيفة إنه بحلول أكتوبر، سيكون لدى كل فوج بحري ساحلي 18 قاذفة من طراز "Rogue NMESIS" قادرة على إطلاق صاروخين هجوميين بحريين في وقت واحد.
ولتجنب كشف "NMESIS" بالرادار، يحرص مشاة البحرية على أن يكون نصب القاذفات بشكل متباعد، كما سيتم تمويهها وتحريكها بشكل متكرر، بالإضافة إلى التواصل بشكل متقطع فقط، وهو تكتيك اختبر مؤخرا في أوكرانيا.
وتنقل الصحيفة عن قائد الوحدة الجديدة قوله إن الدور الأكثر قيمة للوحدة ليس شن ضربات قاتلة. بل القدرة على "رؤية الأشياء في ساحة المعركة، والحصول على بيانات الاستهداف، وفهم ما يجري عندما لا يستطيع الآخرون ذلك"، لأن البنتاغون يتوقع، في حرب محتملة مع الصين، أن يتم التشويش على الأقمار الصناعية الأميركية أو تدميرها وتعطيل شبكات الكمبيوتر الخاصة بالسفن.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: مشاة البحریة فی المحیط
إقرأ أيضاً:
حماس: موقفنا من الإدارة الأميركية الجديدة يعتمد على سلوكها تجاه شعبنا
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الأربعاء إن موقفها من الإدارة الأميركية الجديدة، يعتمد على مواقفها وسلوكها العملي تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وقضيته العادلة.
جاء ذلك في بيان لها تعليقا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية بفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وأشارت الحركة إلى أن جميع الإدارات الأميركية المتعاقبة، منذ احتلال فلسطين عام 1948، كانت لها مواقف سلبية من القضية الفلسطينية، وكانت دائما الداعم الأكبر للاحتلال الإسرائيلي في جميع المجالات.
وأضافت أن الإدارة الأميركية السابقة منحت مسارا منحازا للاحتلال والعدوان، عبر منح مجرمي الحرب الإسرائيليين غطاء سياسيا وعسكريا، للمضي في أبشع حروب الإبادة، مما أثبت دورها كشريك كامل في قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
وطالبت حماس بوقف الانحياز الأعمى للاحتلال الإسرائيلي، والعمل الجاد والحقيقي على وقف حرب الإبادة والعدوان في قطاع غزة والضفة الغربية، ووقف العدوان على الشعب اللبناني، ووقف تقديم الدعم العسكري والغطاء السياسي الاحتلال.
وقالت الحركة إن الرئيس الأميركي المنتخب مُطالب بالاستماع للأصوات التي تعالت من المجتمع الأميركي نفسه منذ أكثر من عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رفضا للاحتلال والإبادة الجماعية، واعتراضا على الدعم والانحياز للاحتلال.
وتابعت أن على الإدارة الأميركية الجديدة، أن تعي أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأنه لن يقبل بأي مسار ينتقص من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، بدعم أميركي مطلق، عن نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ووسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان عن 3013 شهيدا و13 ألفا و553 جريحا، بينهم، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح.