- في قوله تعالى: « وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ» من هما المقصودان في كلام الكفار هنا؟

هذه الآية الكريمة تبكت الكفار في العذاب يوم القيامة وتحكي ما يصدر منهم على سبيل التحقق ولذلك ابتدأت الآية الكريمة بقوله تعالى «وقال الذين كفروا» بصيغة الماضي التي تفيد تحقق ذلك وكأنه واقع لا محال وفيه من التبكيت والوعيد بالمشركين ما لا مزيد عليه، ثم حكى قولهم «رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ» والذي يدل عليه السياق، وقاله عدد كبير من أهل التفسير، إن المقصود بالتثنية هنا صنفان، صنف المضلين من الإنس وصنف المضلين من الجن بهذا الإطلاق والعموم، ومنهم من عبر بفريق المضلين من الإنس وفريق المضلين من الجن، فإن غواية هذا الإنسان من جملة أسبابها الاستجابة لأهل الضلال،

ولوساوس الشيطان، فالاستجابة لهذه الوساوس من الفريقين هي التي أفضت بالعبد إلى العذاب والعياذ بالله، ويحكي ربنا تبارك وتعالى عن هؤلاء أنهم في الآخرة لا يرون كبار المجرمين وكبار المضلين الذين تسببوا لهم في الغواية في جملة ما تسببوا فيه فكأنهم يبحثون عنهم ثم يطلبون من ربهم تبارك وتعالى، أن يريهم إياهم لمزيد من الإهانة والإذلال لهم بأن يجعلهما الله تعالى أي أن يجعل الصنفين تحت أقدامهم ليكونا من الأسفلين.

ذهب بعض المفسرين إلى أن المقصود بهذه التثنية إبليس؛ لأنه أصل العصيان وأصل الكفر، وابن آدم الذي قتل أخاه وهو كما يقولون قابيل لكن هذا القول مع انتشاره عند عدد من مفسري السلف، إلا أنه لا يصلح لهذا السياق على الصحيح؛ لأن الحديث إنما هو عن كل المكلفين الذين أصابتهم الغواية وانحرفوا عن طريق الهداية، فيحكي الله تبارك وتعالى هذا عن مجموعهم ولذلك تنبه كثير من المفسرين إلى أن المقصود إنما هو كل من أضل غيره من الجن والإنس وأنزلهم منزلة الفريقين، ففريق الإنس لأنهم متحدون في أسباب الغواية والإضلال وفريق الجن كذلك متحدون في إحداث الغواية والإضلال للمكلفين. والله تعالى أعلم.

- رجل لديه مبلغ من المال أعده لبناء البيت حان الآن وقت زكاته، ويريد بعد رمضان أن يشتري المكيفات واللوازم الأخرى، فهل يخرج الزكاة؟

إذا كان أعده فقط، ولم يدخل في عقود، ولم يتعلق بذمته حق لغيره في هذا المال فإنه في هذه الحالة يزكي هذا المالك؛ لأنه في ملكه يتصرف فيه كيف يشاء وملكه له ملك تام، فإن كان بلغ النصاب وحال عليه الحول فإن عليه أن يزكي هذا المال والله تعالى أعلم.

- ما معنى قوله تعالى «وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ» ؟

هذا الجزء من الآية جاء بعد بيان المحرمات من النساء فالله تبارك وتعالى يقول: « وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا» فالمقصود هو إثبات حكم الصداق فالله تبارك وتعالى يقول: « وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً» فيلزم الله تبارك وتعالى الأزواج بأداء هذه المهور إلى النساء، وفريضة قيل بأنها فرض واجب لازم لهن عليكم وقيل بأن فريضة بمعنى مقدرة، إذن أثبت حكم لزوم الصداق للنساء من الرجال في مقابل الاستمتاع بهن.

ثم قال « وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ» وهذا يمكن أن يكون بصورتين يمكن أن يكون بأن تعفو المرأة عن بعض الفريضة الثابتة لها، أو أن يزيد الرجل تفضلا منه فوق الفريضة فهذا هو المقصود، فلا نكاح إلا بصداق، فلا جناح عليهم فيه لا حرج ولا إثم عليهم في ذلك.

قيل إن الآية تشمل أيضا ما كان من أمر المتعة حينما كانت مباحة ذكر هذا طائفة من المفسرين أن الآية تشمل أيضا ما يتعلق بزواج المتعة قبل نسخه إذ الصحيح أن نكاح المتعة قد ثبت نسخه ورفع حكمه ولكنهم حملوا الآية أنها تشمل أيضا حكم نكاح المتعة وأنه يتعلق بزواج المتعة أن للمستمتع بها الفريضة الصداق، فإذا تراضوا فيما بعد على الزيادة فإنه يزيد لها في الفريضة، لكن حكم المتعة كما تقدم قد نسخه ورفع حكمه وثبت النهي عنه بأدلة من كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أما في كتاب الله تعالى فمن مثل قوله: « وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ» جاء الاستثناء للأزواج النساء وملك اليمين والمرأة المستمتع بها ليست من هذين.

وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه نهى عنها عليه الصلاة والسلام في عام خيبر، والله تعالى أعلم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الله تبارک وتعالى الله تعالى

إقرأ أيضاً:

كيف تختم القرآن كاملا في شهر رمضان قراءة وتدبر؟.. بخطوات بسيطة

أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رمضان شهر الرحمة والعتق من النار شهر القرآن، ومنذ أن يبدأ شهر رمضان يبدأ المسلمون فى قراءة القرآن الكريم ويعكف أغلب المسلمون فى أغلب أوقات النهار والليل فى قراءة القرآن الكريم، ويكثر البحث من مسلمي العالم عن كيف نختم القرآن كاملا في شهر رمضان قراءة وتدبر؟، لذا يقدم موقع صدى البلد كيف نختم القرآن كاملا في شهر رمضان قراءة وتدبر؟.

كيف تختم القرآن كاملا في شهر رمضان قراءة وتدبر؟

تدبر القرآن من صفات أهل الإيمان، قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2]، وقال تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [صّ:29].

والقرآن هو نور الله لعباده، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً [النساء:174]، وقال تعالى: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الشورى:52].

كيف تختم القرآن كاملا في شهر رمضان قراءة وتدبر ؟ 

فعلى العبد أن يجاهد نفسه على تدبر القرآن، ومما يعين على ذلك ما يلي:

1- استشعار عظمة الله، أن هذا القرآن هو كلامه سبحانه وأمره ونهيه لعباده.

2- اختيار الأوقات المناسبة لتلاوة كتاب الله كبعد الفجر مثلاً حيث يكون الذهن خالياً من المكدرات.

3- استجماع الذهن، والاستعاذة بالله من الشيطان وكيده.

4- اجتناب الذنوب والمعاصي، فإنها سد منيع يحول دون تدبر القرآن والاستفادة منه.

5- تحري الحلال من المطعم.

6- مصاحبة العلماء العاملين.

كيف اقرأ القرآن بخشوع ؟ 

7- انتبه لاسم السورة فمحور السورة يدور حولها.

8- اهتم بمطلع السورة، فغالبًا ما يكون مطلع السورة هو موضوعها.

9-انظر إلى خاتمة السورة ستجد الرابط بين مطلعها وختامها.

10-حاول أن تلاحظ وتُمعِن النظر في نهاية أيّ سورة ومطلع السورة التي تليها وستجد أن هناك رابطا ما (ربما لا يظهر لك من أول قراءة).

11-لا تغفل عن أفعال الله في السورة، (خلق- جعل- سخر- أنزل..) فهذا يزيد من معرفتك بربك.

12-لاحظ الألفاظ المتكررة والمتشابهة في السورة، فهي مفاتيح لفهمها.

13-تفكر في أسماء الله الواردة في السورة وعلاقتها بالآيات.

14-ركز على الأمثال التي ضربها الله في السورة، فالمثل يكون لتقرير أمر مهم.

15-ركز أيضا على القصص الواردة في السورة، بحيث تخرج من السورة وأنت تستحضر أنه ذكر بها قصة كذا.

16-حاول أن تلاحظ أركان الإيمان الـ6 في السورة إن وجدت (الإيمان بالله/ الملائكة/ الكتب/ الرسل/ اليوم الآخر/ القدر).

18-استخدم مصحفا في هوامشه معاني الكلمات أو تفسير مبسط لتفهم السياق العام، ثم أبحر في التدبر وأسقط الآيات على حياتك، واسأل نفسك كيف أستفيد من هذه الآية في واقعي، وسجل ذلك في دفتر خاص. (جهز دفترك من الآن)

19-لا تربط نفسك -حال قراءتك للختمة- بالأجزاء، بل حاول أن تقرأ سورا متكاملة حتى لا ينقطع المعنى (قدر الاستطاعة)، واجعل لنفسك أوقاتًا محددة تنقطع فيها عن الملهيات لتقرأ فيها (اقرأ بالمعنى والوقت وليس بالجزء والوجه).

20-إن مررت بأوصاف المؤمنين فقف واعرض هذه الأوصاف على نفسك لتتخلق بها.

21-إذا مررت بأوصاف المنافقين والكافرين فاعرضها على نفسك أيضا لتتجنبها.

22-توقف عند صفات أصحاب الجنة والنار، وكذلك الأوامر والنواهي، وانظر ما نصيبك منها، لأن القرآن يخاطبك.

23-قيِّد ما يشكل عليك من معاني ودونه في ورقة، ثم ارجع إلى تفسيره في أحد التفاسير الموثوق بها.

24-لا تمل.. لن تجد المعاني التدبرية عند اللقاءات الأولى مع الآيات.. صاحب القرآن بحب.. (وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ).

25-شَمِّروا.. جددوا النيات واشحذوا الهمم، ولا تنس الدعاء لنفسك بأن يفتح الله بصيرتك وقلبك (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا).

فضل قراءة القرآن الكريم فى رمضان 

1. صفاء الذهن، حيث يسترسل المسلم بشكل يومي مع القرآن الكريم، فيتتبع آياته وأحكامه، وعظمة الله في خلقه.

2. قوة الذاكرة؛ فخير ما تنتظم به ذاكرة المسلم هو آيات القرآن الكريم، تأملًا، وحفظًا، وتدبرًا.

3. طمأنينة القلب، حيث يعيش من يحافظ على تلاوة القرآن الكريم وحفظ آياته بطمأنينة عجيبة، يقوى من خلالها على مواجهة الصعاب التي تواجهه، فقد قال– تعالى-:«الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، ( سورة الرعد: الىية 28).

4. الشعور بالفرح والسعادة، وهي ثمرة أصيلة لتعلُّق قلب المسلم بخالقه، بترديده لآياته وتعظيمه له.

5. الشعور بالشجاعة وقوَّة النفس، والتخلُّص من الخوف والحزن والتوتر والقلق.

6. قوة في اللغة، فالذي يعيش مع آيات القرآن، وما فيها من بلاغة محكمة، وبيان عذب، ولغة قوية، تقوى بذلك لغته، وتثرى مفرداته، ولا سيَّما متى عاش مع القرآن متدبرًا لمعانيه.

7. انتظام علاقات قارئ القرآن الاجتماعيَّة مع النَّاس من حوله، حيث ينعكس نور القرآن على سلوكه، قولًا وعملًا فيحبب الناس به ويشجعهم على بناء علاقات تواصليَّة معه، فيألف بهم، ويألفون به.

8. رفع قدرةالإنسان الإدراكيَّة في مجال الفهم والاستيعاب، فالمسلم المنتظم بعلاقته مع كتاب الله دائم البحث والتدبر في معانيه، مقلبًا لكتب التفسير يتعلم كل ما هو جديد من معاني القرآن العظيمة.

9. نيل -رضى الله تعالى- وتوفيقه له في شؤون الدنيا، يجده بركة في الرزق، ونجاة من المكروه.

10. الفوز بالجنة يوم القيامة، حيث يأتي القرآن الكريم يوم القيامة يحاج عن صاحبه الذي كان يقرؤه، شفيعًا له.

مقالات مشابهة

  • هل الإيذاء من الأقارب يبيح قطيعة الرحم.. الإفتاء توضح
  • أمين مكتب المفتي العام بسلطنة عمان: مصر حصن الأمة والمدافع عن قضاياها
  • بيتروس يعلم فتاتين من نجران اللغة البرتغالية ويتفاعل معهما: تبارك الله.. فيديو
  • كيف تختم القرآن كاملا في شهر رمضان قراءة وتدبر؟.. بخطوات بسيطة
  • ذنوبي كثيرة هل يتوب الله علي؟.. الشيخ محمد كساب يجيب
  • المفتي السابق يكشف حكم من يصوم ولا يصلى
  • الشيخ محمد كساب يوجه رسالة عن التوبة والرجوع إلى الله: «لا تيأس»
  • كيف ترد بذكاء؟
  • علام: صيام الجنب في نهار رمضان صحيح
  • تفاصيل لقاء حسين الشيخ مع القنصل البريطاني العام في رام الله