الأنباء المتواترة حول عزم الرئيس السيسى تعين نائب أو أكثر له تبدو جادة وأنه بعد تنصيب الرئيس وأداء القسم الدستورى للولاية الجديدة سيحدث تغير كبير فى بنى النظام السياسى المصرى خاصة أن هذه الفترة هى الأخيرة للرئيس السيسى.
منصب نائب الرئيس دستورى وهو اختيارى للرئيس وكان المنصب مطلبًا شعبيًا حتى منذ عهد مبارك خاصة فى السنوات الأخيرة وما تلاها من ثورتين فى 25 يناير و30 يونيه.
ولكن الأهم من منصب نائب الرئيس هى الصلاحيات التى سيعطيها الرئيس لنائبه، والهدف من تعيينه فى هذا الوقت بالذات لا بد أن يكون واضحًا، ومتسقًا مع الشخص الذى سيقع عليه الاختيار لتولى هذا المنصب الرفيع.
نائب الرئيس حرمت منه مصر منذ تولى مبارك وحتى المرتين الذى تم فيهما نائب للرئيس كانتا قصيرتين وفى ظروف غير طبيعية وبعد ثورات.
المرة الأولى عندما كلف مبارك اللواء عمر سليمان مدير المخابرات قبل 25 يناير بتولى منصب نائب رئيس الجمهورية لامتصاص غضب الشارع ونقل السلطة إلى من يأتمنه مبارك.
وكانت هذه الفترة قصيرة جدًا وسقط المنصب بسقوط وتنحى مبارك.
المرة الثانية جاءت أيضاً بعد ثورة هى 30 يونيه عندما اختير الدكتور محمد البرادعى نائبًا للرئيس وأيضاً كانت مدتها قصيرة، واستقال البرادعى عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة.
أما الآن فنحن أمام ظروف طبيعية ورئيس منتخب لفترة جديدة وربما يريد الرئيس السيسى ضمان انتقال سلس للسلطة بعد نهاية مدته.
أعتقد أن اختيار شخصية مرموقة لهذا المنصب أمر ضرورى وفى رأس الرئيس وحده مواصفات هذه الشخصية، بالإضافة إلى أن الاختيار حق أصيل له.
نحن بحاجة طبعًا لمنصب نائب الرئيس خاصة وأن أعباء رئيس دولة بحجم مصر كبيرة جدًا ويحتاج بالضرورة لمن يساعده وينقل له بعض الاختصاصات وينوب عنه فى العديد من المهام.
أيام ونرى هل تلك الأنباء حقيقية إما أنها مجرد تخمينات.. قرارات ما بعد أداء اليمين للرئيس السيسى سوف تكون كاشفة لمدى التغير الذى سيحدث على مستوى الأفراد والسياسات.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نائب الرئيس الرئيس السيسي نائب الرئیس نائب ا
إقرأ أيضاً:
دوبلير «الجولانى»
المتابع للفيديوهات الأخيرة لقائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولانى أو أحمد الشرع، يجد شبيها يتحرك معه، ويؤدى دورا بالتنسيق مع الحراسة الخاصة به.
نعم.. ثمة «دوبلير» لحماية القائد الجديد من الاغتيال المستقبلى، رغم أنه لا خصومة مع اللاعبين الكبار وهم الأمريكان والروس والإسرائيليين والأتراك.. فقد طمأنهم القائد جميعا.
فقط الخصومة مع إيران، وانصار النظام السابق، وهم من الضعف اللوجيستى والتقنى الذى يستحيل معه الإقدام على تنفيذ اغتيالات فى سوريا.
ليس المثير هنا «الدوبلير» الذى تم ايجاده سريعا وتهذيب لحيته وهندمته بحرفية ومهارة عالية لحماية الجولانى، وإنما المثير هو كيفية الوصول لهذه الخطط التأمينية رفيعة المستوى، بينما الدولة السورية مدمرة تماما حسب الوصف الروسى والواقعى.
فلا جيش ولا شرطة ولا قضاء ولا مؤسسات، بينما تأمين «القائد» يتم على أعلى مستوى استخباراتى.
«الدوبلير» يكشف عمق التنسيق مع أجهزة دولية أعمق من المؤسسات السورية المدمرة، حتى يستقر «الجولانى» على رأس السلطة الجديدة فى سوريا.
قديما كنا نقرأ عن دوبليرات الرؤساء خصوصا الرئيس الراحل صدام حسين، وابنه عدى.
ومعروفة قصة لطيف الصالحى الضابط العراقى السابق الذى استعان به عدى نجل صدام، ليكون شبيهه ويفديه حال الاغتيال.
والمصادفة أن «الصالحى» كان كرديا، وأجرى الأطباء عمليه جراحية لفكه العلوى حتى يتطابق مع الفك المشوه لعدى، وحتى لا يستطيع أن ينطق حرف الراء.
ويقال إنه فر إلى كردستان عام 1991 وساعدته المخابرات الأمريكية فى الانتقال إلى النمسا.. لكن محاولات تجنيده باءت بالفشل، فحاربته المخابرات الأمريكية بعدها واختطفته وسجنته وعذبته عشرة أشهر.
وقد صدر فيلم بلجيكى هولندى يحكى قصته بعنوان «الشيطان المزدوج».
أما صدام الأب فقد أحاطته عشرات الروايات عن الدوبليرات، لدرجة أن اعتقاله فى الحفرة كان «مفبركا» وأن ساجدة زوجته ذهبت ألى زيارته بعد اعتقاله، ولم تمكث معه سوى دقائق لأنها اكتشفت أنه ليس زوجها، وإنما دوبلير.
حتى مشهد الإعدام، قالوا إن شبيه صدام هو الذى خضع لحبل المشنقة ومات معتقدًا أنها تمثيلية.
ومؤخرًا قرأنا عن قصة لا نعرف مدى مصداقيتها ذكرها الجنرال كيريلو أو بودانوف، رئيس المخابرات الأوكرانية، تحكى أن الرئيس الروسى بوتين خلال زيارته لإيران عام 2022 بدا أكثر نشاطا من المعتاد وهو ما يعنى أن دوبليره كان هو الضيف.. وتكرر الأمر نفسه فى زيارة بوتين للجبهة الأوكرانية.
يبقى السؤال: «من يؤمن ويهندم ويدير رأس السلطة الحالية فى سوريا؟».
سؤال ستبرهن عنه الأيام المقبلة.
ونتمنى أن يأتى الوقت الذى نرى فيه الشقيقة سوريا، تقف على أقدام وطنية ثابتة.
حفظ الله مصر وسوريا.