بوابة الوفد:
2025-06-30@21:54:32 GMT

سد بؤر الفساد

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT

كانت المحليات على مدى عقود متتالية أكبر بؤر الفساد فى مصر، وتلقى الرشاوى وإهدار المال العام باعتراف نظام السلطة السابقة عندما جاء على لسان أحد قيادات الدولة أن الفساد فى المحليات «أصبح للركب»! وسيطر الحزب الوطنى المنحل فى ذلك الوقت على مقاعد تلك المجالس، كما سيطر على مقاليد الدولة كلها، ومع اندلاع ثورة 25 يناير 2011، تم حل كافة المجالس الشعبية المحلية على مستوى الجمهورية، ولكن حتى الآن، أى منذ أكثر من 13 عامًا، لم يتم انتخاب مجالس محلية جديدة، فى الوقت الذى تقدمت فيه الحكومة أكثر من مرة بمشاريع قوانين خاصة بنظام الإدارة المحلية، كان آخرها المشروع المقدم فى أبريل 2017، والذى ناقشته لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب ولكن حتى الآن لم يعلن البرلمان بشكل رسمى عن النسخة النهائية المقرر طرحها على الأعضاء للتصويت، ذلك على الرغم من ضرورة إجراء تلك الانتخابات، التزاما بالدستور الحالى «دستور 2014»، الذى تضمن فى مواده الانتقالية البدء فى تطبيق النظام الجديد للإدارة المحلية بشكل تدريجى خلال خمس سنوات من تاريخ نفاذ الدستور.


ويعتمد النظام المنصوص عليه فى الدستور بشكل أساسى على اللامركزية الإدارية والمالية لوحدات الإدارة المحلية، مع منحها قدرًا كبيرًا من الاستقلالية وسلطة اتخاذ القرارات، وهو يضع تبعًا لذلك التزامًا صريحًا على عاتق السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية بإجراء انتخابات المجالس المحلية قبل بداية 2019، بالإضافة إلى تهيئة الجهاز الإدارى بالدولة وتأهيل العاملين به على كيفية التعامل مع تلك المجالس وفقًا للاختصاصات الجديدة الممنوحة لها بموجب الدستور.
عدم إجراء انتخابات المجالس المحلية حتى الآن رغم مرور السنوات الخمس التى حددها الدستور لعدم صدور القانون المنظم لها، يراه البعض مخالفة دستورية، وفراغًا تشريعيًا، ويرى البعض الآخر أن تجاوز مدة السنوات الخمس على إقرار القانون ليست أزمة دستورية، لأنها تنظيمية وليست ملزمة، وإقرار القانون فى أى وقت سيكون صحيحًا، ولكن فى كل الأحوال لا بد أن يصدر هذا القانون المهم، الذى يأمل الجميع فى أن يكون له دور كبير فى القضاء على الفساد ومواجهة البيروقراطية والروتين الموجود منذ عشرات السنين، كما يأمل الجميع من كل القوى السياسية فى أن يمثل القانون الجديد للمحليات طفرة حقيقية فى الانتخابات المحلية، ويمنح تكافؤ الفرص للجميع ويطبق بشكل حقيقى اللامركزية فى المحافظات والقرى والمراكز والمدن، وأن يكون المحافظ ورؤساء مجالس المدن والقرى أصحاب القرار فى التطوير وتقديم الخدمة للمواطن.
تعتبر مصر من أوائل الدول التى اعتمدت نظام الإدارة المحلية، وذلك عندما أنشأت ما سمى بـ«مجالس المديريات» كفروع للإدارة المركزية فى جميع أنحاء البلاد بموجب «القانون النظامى المصرى»، الذى أصدره الخديو توفيق عام 1883.
ثم جاء دستور 1923، الذى اعترف بنظام الإدارة المحلية على نحو صريح وأوضح اختصاصات والتزامات تلك المجالس، ومن بعده أخذت كل الدساتير المتعاقبة بنفس النظام حتى دستور 1971، الذى صدر بموحبه القانون رقم 43 لسنة 1979، بشأن نظام الإدارة المحلية السارى حاليًا، وبموجب دستور 2014 الحالى، ينقسم نظام الإدارة المحلية فى مصر إلى وحدات الحكم المحلى والتى تتمتع بالشخصية الاعتبارية مثل «المحافظات، المدن، المراكز، الأحياء، القرى»، والتى لها الاختصاص الأصيل فى إنشاء وإدارة جميع المرافق العامة الواقعة فى دائرتها.
يتفق ذلك مع أن الإدارة المحلية أحد أسباب التقدم فى أى دولة، وهذا ما تم رصده فى الدول التى حققت طفرات اقتصادية وخدمات جيدة لمواطنيها، وإذا استطعنا أن ننفذ منظومة جيدة للإدارة المحلية فى مصر بشكل يتواكب مع الأنظمة العالمية للإدارات المحلية، فذلك سيكون نجاحًا كبيرًا للجمهورية الجديدة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن وإهدار المال نظام السلطة قيادات الدولة نظام الإدارة المحلیة

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء: مصر ستصبح مركزًا إقليميا للصناعة في الشرق الأوسط وأفريقيا

هنأ رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري بمناسبة قرب حلول ذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة، والتي تعد ذكرى عزيزة على الجميع وبداية لتصحيح المسار للدولة المصرية.

وأوضح «مدبولي» خلال المؤتمر الصحفي الذى عقده عقب افتتاح مصنع بوش للأجهزة الكهربائية بمدينة العاشر من رمضان اليوم السبت يرافقه عدد من الوزراء -أن اليوم نشهد افتتاح صرح عالمي لشركة B.S.H العالمية في مصر والذى يضاف إلى مجموعة صروح أخرى بالدولة المصرية والتي نجحت في اجتذاب كبري الشركات العالمية لافتتاح مراكز تصنيع في مصر بحيث تصبح مركزًا إقليميا للصناعة في مختلف القطاعات.

وأشار إلى أن هذا الصرح الذى يتم افتتاحه يعد ثالث صرحا في قطاع الأجهزة المنزلية، بعد افتتاح الرئيس لشركة هير الصينية وبيكو التركية، مشيرا إلى ان الدولة كانت خريطة على مقابلتهم بصورة شخصية والذهاب إليهم واقناعهم بأن مصر منطقة جذب كبيرة جدًا.

وأكد على النجاح في أعطاهم التخصيص المباشر للأرض والرخصة الذهبية وتذليل جميع العقبات في افتتاح هذه المصانع، لتصبح هذه المصانع ليس فقط مركزا للتصنيع في مصر ولكن أيضا مركزا في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ولفت إلى أن هذه الافتتاحات جاءت نتيجة لجهود كبيرة جدا من الحكومة ومتابعة يومية من الرئيس عبد الفتاح السيسي ودعمه لفكرة نهضة الصناعة في مصر، وأن مصر تتحول لمركز حقيقي للصناعة على مستوي الشرق الاوسط وأفريقيا.

وبين رئيس الوزراء أن مصنع بوش تم افتتاحه على أعلى مستوي وأن نحو ألف مصري بيعمل بهذا المصنع تم تدريبه على أعلى مستوي ليخرج المنتج ذو جودة عالية ويضاهي المنتج الذى نتجه الشركة من أي مكان آخر على مستوي العالم.

وأشار إلى نصف الإنتاج الذى ستنتجه الشركة من المصنع في مصر والذى يقدر حجم إنتاجها من البوتاجازات تصل 350 ألف وحدة سنويا سيكون للتصدير، لافتا إلى أن نصف المكون المحلي من المنتج يقترب من 50% وخلال عامين سيصل إلى 70% فضلا عن أن الشركة تدرس إدخال منتجات جديدة لتكون مصر مركزًا إقليميا.

اقرأ أيضاًرئيس الوزراء يهنئ الشعب المصري وشعوب الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة العام الهجري الجديد

رئيس الوزراء يُعلن موعد استئناف ضخ الغاز للمصانع المتوقفة

رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا لبحث واستعراض فرص وتحديات صناعة السكر

مقالات مشابهة

  • الإدارة المحلية والبيئة تناقش احتياجات المعتقلين وسبل تقديم الدعم لهم
  • الفساد والحرام عملة واحدة
  • «وزيرة التنمية المحلية»: الحكومة لن تتخلى عن سكان الإيجار القديم عند تطبيق القانون
  • ثورة 30 يونيو.. 12 عامًا على الانطــلاق «قضية اقتحام السجون»
  • كريمة أبو العينين تكتب: وحش الكون
  • وزيرة التنمية المحلية تشارك في الجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون قواعد وإجراءات التصرف في أملاك الدولة الخاصة
  • الوداع ليس بعيدا.. مصطفى شلبي على أعتاب الرحيل عن الزمالك
  • شيكابالا في قلب العاصفة.. هل يكمل المشوار أم يغادر؟
  • انطلاق اختبارات الموسم الثاني لمشروع "مواهبنا مستقبلنا " بثقافة الغربية
  • رئيس الوزراء: مصر ستصبح مركزًا إقليميا للصناعة في الشرق الأوسط وأفريقيا