بوابة الوفد:
2024-09-19@16:48:46 GMT

«الجامعة السعيدة»

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT

كلنا عاوزين سعادة..
بس إيه هى السعادة..
ولا إيه معنى السعادة..
قوللى يا صاحب السعادة..
قوللى.. قوللى..
كانت تلك الكلمات هى التى بدأ بها الفنان المصرى الراحل «إسماعيل يس» مونولوج صاحب السعادة، والذى حاول من خلاله عرض مفهوم السعادة ومناقشته، فلكل واحد منا مفهوم مختلف للسعادة، فما يسعدك قد لا يسعد غيرك، تلك السعادة التى احتفل بها العالم منذ عدة أيام فى ٢٠ مارس فيما يعرف باليوم الدولى للسعادة، إذ حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى عام ٢٠١٢ هذا اليوم بموجب قرارها ٢٨١/ ٦٦ بوصفه اليوم الدولى للسعادة اعترافًا منها بأهمية السعادة والرفاه بوصفهما قيمتين عالميتين يتطلع إليهما البشر فى كل أنحاء العالم.


وانطلاقا من الاحتفالات العالمية بهذا اليوم بدأت اليونسكو مشروع المدارس السعيدة ببانكوك فى عام ٢٠١٤، بهدف تقديم نهج بديل لتحسين خبرات التعلم بتصدير السعادة المدرسية، وبالتركيز على الرفاه والمشاركة والشعور بالانتماء للمدرسة، بما يساعد فى تعزيز حب التعلم مدى الحياة، ويسهم بفاعلية فى تخريج نشء سوى عقليًا ومتزن فكريًا يساعد فى دعم عجلة التطور فى كل قطاعات المجتمع.
وما ينسحب على المدارس ينسحب أيضًا على الجامعات بل وتزداد أهميته فى ظل ما تمثله الجامعات للطلاب كمرحلة انتقالية يقع على عاتقها الدور الأكبر فى تأهيل الطالب للتعامل مع سوق العمل والانخراط فى تجارب الحياة بعد التخرج، من خلال الإعداد النفسى والفكرى والأكاديمى والمهنى الذى يُمكّن الشباب من طلاب الجامعة، من خوض تجارب الحياة بشكل يكفل لهم إثبات ذواتهم وتحقيق أهدافهم بما يقودهم إلى حياة ناجحة وسعيدة.
ولا يتحقق ذلك إلا من خلال حياة جامعية سوية قائمة على الاحترام المتبادل بين الأساتذه وبعضهم، فلا يحقد أستاذ على الآخر، أو يذكره بسوء أمام زملائه وطلابه، أو يكيد له المكائد، وكذلك الاحترام المتبادل بين الطالب والأستاذ، وعندما يكون هذا الاحترام مبنيًا على الحب والتقدير، فإنه يبقى أفضل بكثير من ذلك المبنى على الخوف؛ الخوف من العقاب، وحجم المقرر الدراسى، ومستوى سهولة الامتحان، والدرجات التى يحصل عليها فى كل مادة، فلا تكون المحصلة النهائية لهذا الخوف إلا إنسانًا بلا عقل أو حياة، بل إنسان تعيس غير قادر على العيش بسعادة.
أما على المستوى الإنسانى فيكون الطريق إلى جامعة سعيدة هو أن يمزج الأستاذ بين ما يقدمه من مادة علمية وأكاديمية رصينة وبين مشاعر إنسانية راقية، فيقترب من طلابه ليشاركهم أحلامهم وطموحاتهم، ويسمع منهم مشاكلهم ويسهم فى حلها، ويتفاعل معهم اجتماعيًا عبر مواقع التواصل الاجتماعى وفى مواقف الحياة اليومية والمناسبات الاجتماعية، ويفتح باب مكتبه لكل طلابه للاستماع إليهم، والخروج معهم ومشاركتهم أنشتطهم مهما بلغت بساطتها، ومن هنا يجب أن يتشكل الخيط الرفيع الذى ينسج رسالة الأستاذ، ذلك الخيط المغزول من المشاعر الإنسانية والإحساس بالطالب كونه شابًا فى مقتبل عمره من المفترض أن يعيش أجمل مراحل حياته، وله الحق فى أن تتوفر له كل سبل الاطمئنان، فالأستاذ أب وصديق لطلابه، داعم لهم، مستمع جيد لأحاديثهم، معاونًا لهم فى مواجهة مشاكلهم، مرشدهم فى معترك الحياة.
وفى النهاية وفى ظل نُبل رسالة أستاذ الجامعة بعيدا عن أية عقد نفسية أو اجتماعية؛ فليكن هذا المقال بمثابة دعوة للسعى نحو «جامعة سعيدة».

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب
جامعة المنصورة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة المنصورة د أحمد عثمان الكلمات إسماعيل يس صاحب السعادة مفهوم السعادة

إقرأ أيضاً:

عادات ستجعلك أكثر نجاحًا..أهمها التخلي عن وهم السعادة

لا يحدث النجاح بين عشية وضحاها، فهو ليس حدثًا لمرة واحدة يمكن شطبه من قائمة المهام، بل إنه عملية مستمرة - ممارسة مستمرة لتنمية عادات إنتاجية تدفعك نحو تحقيق أهداف المرء.

وبحسب ما جاء في تقرير نشره موقع Bible Scripture، فإن البعض يقعون في فخ التفكير في أن النجاح يتطلب جهودًا ضخمة أو تغييرات جذرية في نمط الحياة. إنها أفكار أبعد ما يكون عن الحقيقة. في الواقع، يمكن أن تؤدي الإجراءات الصغيرة المتسقة إلى تحولات كبيرة في وقت أقل مما قد يعتقد البعض. وفيما يلي خمس عادات من هذا القبيل - عادات يمكن أن تجعل الشخص أكثر نجاحًا في أقل من شهر:

1- تحمل المسؤولية الكاملة

إن الحياة عبارة عن سلسلة من الخيارات، بعضها يحتفل به الشخص، وبعضها الآخر يمكن أن يندم عليه. ولكن بغض النظر عن النتيجة، فإن كل قرار يتخذه يلعب دورًا حاسمًا في تشكيل مصيره. يمكن أن يعزو البعض أخطاءهم إلى عوامل خارجية - رئيس صعب، أو بيئة غير داعمة، أو نقص الفرص.

من السهل أن يلعب الشخص لعبة اللوم، لكن الواقع هو أن هذا لا يقود إلى أي نتيجة إيجابية. إن التمكين الحقيقي - النوع الذي يغذي النجاح - يأتي من تحمل المسؤولية الكاملة عن الحياة بما فيها من صواب أو خطأ، لأنه المفتاح لأبواب النجاح.

2. تنمية ممارسة الوعي الذاتي

إنه أمر غير مريح وفوضوي يفضل الكثيرون تجنبه، إن الوعي الذاتي هو أيضًا أحد أهم المحفزات للنمو والنجاح لأنه نقطة البداية للتغيير.

إنه مرآة تعكس نقاط القوة والضعف والمخاوف والمعتقدات المحدودة. ووفقًا لما ذكره خبير الرفاهية بروفيسور تشيكي ديفيس، إن العيش وفقًا لقيم الشخص يمكن أن يجعله أكثر سعادة. ولكن يجب أن يعرف الشخص قيمه حقًا وماهيته وقدراته كي يمكنه أن يكون ناجحًا حقًا.

لذا ينبغي أن يبدأ الشخص بالانتباه إلى أفكاره ومشاعره وأفعاله، وأن يلاحظ أنماط الأشياء التي يفعلها بشكل روتيني من دون حتى التفكير فيها، وأن يوجه الشخص لنفسه أسئلة حول تصرفاته وردود أفعاله. عندئذ سيبدأ الشخص في رؤية نفسه بوضوح أكبر وفي فهم ما يحفزه وما يخيفه، والأهم من ذلك ما يهمه حقًا، إن رحلة اكتشاف الذات تفسح الطريق وتمهده لتحقيق النجاح.

3. تقبل التحديات

يمكن أن يشعر الشخص بالإحباط بسبب العقبات والنكسات. لكن بدلًا من النظر إلى العقبات والتحديات باعتبارها فشلًا، يمكن اعتبارها دعوة للتكيف والتطور. يمكن أن يعتبر الشخص العقبات، التي يمكن أن تعطل مسيرته، فرصًا للتعلم والنمو. يتطلب هذا التحول في المنظور الصبر والمرونة والكثير من التعاطف مع الذات. لكن تكون المكافأة رائعة وهائلة. إن السعادة تحتوي على بذور الإمكانية الإبداعية إذا كان الشخص على استعداد للبحث عنها بصبر ومثابرة.

4. التخلي عن وهم السعادة

يمكن أن يتحول السعي الدؤوب وراء السعادة إلى فخ يجعل الشخص يشعر بعدم الرضا واليأس إلى الأبد.

إن الحقيقة هي أن الحياة لا تتعلق فقط بمطاردة لحظات عابرة من الفرح أو المتعة. إن الأمر يتعلق باحتضان الطيف الكامل للتجارب الإنسانية - الخير والشر وكل شيء بينهما. يتعلق الأمر بتعزيز العلاقات ذات المغزى، وقبول تحديات الحياة، وبقاء الشخص صادقًا مع نفسه.

5. الأولوية للعلاقات الأصيلة

وفقًا لدراسة، أجراها باحثون من جامعة هارفارد، إن جودة العلاقات هي مؤشر أكثر أهمية لرضا الحياة من الرصيد المصرفي أو الحياة المهنية أو مكان الإقامة أو السيارة الفارهة.

يقع الكثيرون في خطأ إهمال جانب حاسم من الحياة في سياق سعيهم لتحقيق النجاح. إنهم ينغمسون في تحقيق الأهداف والتطلعات لدرجة أنهم ينسون الأهمية العميقة للعلاقات الأصيلة.

إن العلاقات الأصيلة لا تتعلق بالتواصل الاجتماعي فحسب، إنما هي تتعلق بمشاركة الخبرات وإلهام النمو وتقديم الدعم في أوقات الحاجة. إنها تتعلق بالاحترام المتبادل والتعاطف والتعاون. ومن الأفضل أن يكون لدى الشخص عدد قليل من العلاقات ذات المغزى بدلًا من الكثير من العلاقات السطحية.

مقالات مشابهة

  • أستاذ نفسي يحذر من اقتباس حياة السوشيال الزوجية: وهمية ومليئة بالغش
  • أستاذ صحة نفسية: الحياة الزوجية على السوشيال ميديا «وهمية» ومليئة بالغش
  • طارق كامل: مدرسة السعادة تعزز التعليم وتوفر فرص متساوية للجميع
  • الأعراس الباذخة.. الغواية في زمن الحرب
  • جورجينا: غمرتني السعادة بالسفر إلى السعودية عندما أخبرني رونالدو أنه سيلعب في النصر
  • مستقبل الحوسبة الكمومية في ظل الخوف من الشتاء الكمومي
  • مدرسة السعادة توزع 20 ألف كرتونة أدوات مدرسية وتدفع المصروفات لـ5 آلاف طالب
  • عادات ستجعلك أكثر نجاحًا..أهمها التخلي عن وهم السعادة
  • الخيميائى وطاقة الشر (٣)
  • وزيرة السعادة التونسية تبتعد عن ملاعب التنس