لجريدة عمان:
2025-03-04@14:49:12 GMT

«لماذا نكتب؟».. بين صراحة الإجابة والمجاملة

تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT

«لماذا نكتب؟».. بين صراحة الإجابة والمجاملة

لماذا نكتب؟ هل للكتابة جدوى في هذا الزمن المليء بحداثة الصورة بكل تمفصلاتها وتجلياتها والتي تطارد الإنسان حيثما حلّ؟ وهل على الكتّاب أن يرفعوا أقلامهم إلى الأبد ويفسحوا المجال للذكاء الاصطناعي كي يقوم بصياغة النص الإبداعي اللامحدود وتلبية احتياجات القراء الأدبية والفكرية والفنية إلى آخره؟

هذا الكتاب «لماذا نكتب» للكاتبة ميريديث ماران، هو عبارة عن حوارات أجرتها الكاتبة مع مجموعة من الكتّاب الذين يحاولون الإجابة على هذا السؤال الصعب والمصيري «لماذا نكتب؟».

في البدء أتذكر رأي الكاتب جورج أورويل عن مقالته المنشورة سنة 1946 «لماذا أكتب؟» التي وضع فيها قائمة بأربعة دوافع عظيمة للكتابة: أولًا «الأنانية المطلقة» وهي أن تكتب ليتم التحدث عنك وأن يتم ذكرك بعد الوفاة، أما ثانيًا فـ«الحماسة الجمالية» وهي مسرّة تأثير وقع صوت على آخر، في انضباط النثر الجيد، وأما ثالثًا فـ«الدافع التاريخيّ» وهي الرغبة برؤية الأشياء كما هي وحفظها من أجل الأجيال القادمة، وأخيرًا «الغرض السياسي» وهو الرأي والموقف من الأشياء.

تستهل ميريديث حوارها الأول مع الروائية التشيلية الجميلة «إيزابيل الليندي» التي تعد هرمًا في الأدب اللاتيني، إذ تجيب الليندي على سؤال لماذا نكتب؟ بجواب غير عادي، فتقول: «الكتابة أشبه بممارسة الحب، فهي مهمة جدا بالنسبة إليّ حين أجد الكلمة المحددة التي ستخلق الشعور أو تصف الحالة». حيث تشرح الليندي حالتها النفسية قبل الشروع في أي عمل كتابي الذي يبدأ بتاريخ الثامن من يناير في كل سنة جديدة، إذ تهيئ مساحتها الملموسة وتفتح المعاجم وتنظم المسودات الأولى والمواد التي تحتوي على بحوث العمل الجديد، وتظل منكبة على مكتبها لمدة أربع عشرة ساعة، فتقول: «إن لغة الكتابة هي ما يهم ولا شيء آخر».

كما حاورت ميريديث أيضا الكاتب «ديفيد بالداتشي» الذي رشحته مجلة «people» ضمن أجمل 50 شخصا في العالم، إذ يجيب على سؤال لماذا نكتب؟ بأن لو كانت الكتابة جريمة، لكان هو في السجن، فلا يمكن ألا يكتب، فالكتابة كما يراها هي فعل قهري، لا تجعلك تشعر بالرضا عن نفسك وحسب، بل تشعرك بالرضا عن كل شيء.

وفي الفصل الرابع من الكتاب، حاورت ميريديث الكاتب «جيمس فري» الذي حقق كتابه «مليون قطعة صغيرة» أعلى المبيعات في أمريكا، فكان مبتدأ الحوار حول لقائه في عام 2006 مع أوبرا وينفري حين اتهمته بأنه شوّه نفسه في الوقت الذي خدع فيه ملايين القراء، حين قام بفبركة الكثير من تفاصيل حياته التي تتعلق بسيرته الإجرامية وأحكام السجن التي صدرت بحقه، لكن رد جيمس فري كان قويا ودون تبريرات حين قال: «بصراحة لدي عائلة وأحتاج إلى النقود، ولا يوجد قواعد في الفن الحقيقي. ليس عليك الكتابة تحت شكل أدبي معين، ولا يهم إن كنت درست في جامعة متخصصة أو حصلت على شهادة في الكتابة الإبداعية، إما أن تستطيع الكتابة أو لا».

بعدها تنتقل ميريديث لحوار الكاتبة «سارة جروين» وكيف كتبت رواية «ماء للفيلة» التي بيع منها أكثر من خمسة ملايين نسخة، وترجمت إلى سبع وخمسين لغة، وصنع منها في عام 2011 فيلم من بطولة ريز وثيرسبون، فتجيب سارة: «قرأت كل شيء منذ ألكساندر بوب وحتى ألكساندر سولجينيتسين، وما عرفته هو أن الكتابة مرتبطة بالقراءة، وإذا أردت أن تكتب فعليك أن تقرأ».

وأما الكاتبة «كاثرين هاريسون» التي اشتهرت بسيرتها الذاتية «القبلة»، التي وضعتها في القائمة القصيرة للكتاب الأمريكيين المعاصرين اللامعين الذين لا يعرفون الخوف، ترد على سؤال لماذا نكتب؟ فتقول: الكتابة هي أداة تفسير العالم، أي بما معناه أن الكتابة هي من يشرح العالم من حولنا، وهو الوصف نفسه تقريبا الذي أدلى به الكاتب «سباستيان جنجر» في الكتاب حين قال: إنني أكتب لنفسي، فأنا أسعى لمعرفة العالم والكتابة هي سبيلي في هذا الأمر.

والعجيب عند الكاتبة «ماري كار» التي كان كتابها «نادي الكذبة» متصدرًا على قائمة النيويورك تايمز لأكثر من سنة، محققا لها مكانة بارزة في الساحة الأدبية الأمريكية، فتقول ماري إنها عادة ما تمرض بعد أن تنهي عملًا كتابيًّا، والصلاة هي التي تجعلها تجتاز هذا الشيء، وإن الكتابة هي الطريق للحلم والاتصال بالآخرين وزيارة الموتى، إذ تردف ماري وتقول: تمر بي أحيان أسأل الرب فيها أن يمنحني الشجاعة لأكتب الحقيقة ولا يهم ما هي. ذكرتني ماري بمقولة همنجواي: «أريد أن أكتب جملة صادقة واحدة» وهذا يفسّر أن أغلب الكتّاب العظماء يعانون.

ومن غرائب الكاتب «مايكل لويس» يقول عن تجليات الكتابة: أمرُّ بتغيرات فسيولوجية غريبة أثناء الكتابة، تتعرق يداي حتى تبتل لوحة المفاتيح، وتخبرني زوجتي بأنني أثرثر بصوت مرتفع، وكما يبدو أني أضحك بصورة هستيرية، وذات مرة كنت أراجع أحد السيناريوهات، وزوجتي -في الغرفة المجاورة- أخبرتني بأنني كنت أمثّل الأدوار والحوارات المكتوبة دون انتباه مني.

وعن الكاتب «آرمستد ماوبين» يجيب عن «لماذا نكتب؟»: إنها طريقتي لفهم كوارثي، ولترتيب بعثرة الحياة، وأيضا سبب آخر لكتابتي: ما زلت أدفع دين المنزل الذي أعيش فيه، وهذا باختصار.

وأخيرا نقف مع الكاتبة «تيري ماكميلان» حيث ترد على هذا السؤال فتقول: أكتب لأتخلص من جلدي الميت، ولأكتشف لماذا يفعل الناس الأشياء التي نفعلها لبعضنا البعض، والكتابة تشعرني كما لو كنت في حالة حب.

وفي الختام حاولت أن اختار بعض ما قيل في هذا الكتاب، ورأي البعض من الكتّاب النخبة، ولا ضير أن أضع رأيي هنا، فبعض الكتّاب كان مجاملا والبعض الآخر كان صريحا جدا في إجابته عن هذا السؤال المهم، ولا شك أن هذا السؤال ملحميّ لكل كاتب حقيقي، وسيظل يمجد فيه إلى آخر حياته، وكما قيل بالنسبة للإنسان الذي لم يعد لديه وطن، تصبح الكتابة مكانًا له ليعيش فيه.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذا السؤال

إقرأ أيضاً:

الكيلو ب 150.. لماذا ارتفعت أسعار ورق العنب بالأسواق؟

مع بداية شهر رمضان المبارك قفزت أسعار ورق العنب بالأسواق ، حيث يتراوح سعر الكيلو من 150 ل 160 جنيهًا ببعض المناطق ،وذلك يرجع إلي عدة عوامل هامة أثرت على  أسعاره بالأسواق. 

ارتفاع أسعار ورق العنب

و فى هذا الصدد ، كشف حسين أبوصدام نقيب الفلاحين عن أسباب ارتفاع أسعار ورق العنب بالأسواق،  حيث وصل سعر الكيلو إلي 150 جنيهًا ، موضحًا أن المتواجد فى الأسواق حاليا هو بشائر الإنتاج فقط ومازالنا فى أول الموسم .

ولفت "أبو صدام " خلال تصريحات لـ"صدي البلد   ، إلي  أن زيادة الإقبال على شرائه مع قدومشهر رمضان  مع قلة المعروض أدى إلي زيادة أسعاره بالأسواق.

أسعار ورق العنب 

وقال "نقيب الفلاحين " ، إن قلة المعروض من ورق مع كثرة الطلب عليه ، حيث أن المصريين تفضل أكل محشى ورق العنب فى شهر رمضان  هو السبب الأساسي في جنون أسعاره ، مشيرا إلى أن أسعار ورق العنب لن ترتفع لأكثر من ذلك الأيام المقبلة، وذلك بعد دخول شهر رمضان المبارك وارتفاع حرارة الجو مما يزيد أوراق المحاصيل وبالتالي زيادة أوراق العنب .
 

موعد انخفاض أسعار ورق العنب 

وقال إن موعد انخفاض أسعار ورق العنب بالأسواق يأتى فى نهاية شهر رمضان ، مع قلة الطلب عليه ، وزيادة أوراق العنب 
 

موسم العنب

وأكد أن موسم قطف العنب في مصر عادة يبدأ في مايو وينتهي في سبتمبر، وتنتشر زراعة العنب في كافة ربوع مصر؛ بمساحة حوالي 200 ألف فدان تقريبا، وإجمالي إنتاج يصل إلى 1.7 مليون طن سنويا، ونصدر منه نحو 140 ألف طن كل عام، والباقي ما بين استهلاك محلي وفاقد.

ونوّه بأن محصول العنب يحتل المركز الثاني في التصدير، من بين جميع أنواع الفاكهة المنزرعة في مصر، بعد الموالح.

وأوضح نقيب الفلاحين، أن محافظة المنيا تعد من أكبر المحافظات زراعة للعنب بزراعة بمساحة 18 ألف فدان من إجمالي زراعات العنب على مستوي الجمهورية، بالإضافة إلى محافظة البحيرة والدقهلية مراكز زراعة العنب الرئيسية في مصر.

مقالات مشابهة

  • طالبة تتخرج في مدرسة ثانوية أميركية بامتياز ولا تستطيع القراءة أو الكتابة
  • أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يعلم أن انتهاء الحرب يجبرهم على الإجابة على إخفاقات كثيرة مضت
  • بعد مطالبته بكشف قتلة يحيى موسى.. مليشيا الحوثي تختطف الكاتب الحراسي بذمار
  • الرقب: نتنياهو يعلم أن انتهاء الحرب يجبرهم على الإجابة على إخفاقات كثيرة
  • الدور المصري الذي لا غنى عنه
  • منارة الفاروق في خطر.. لماذا تأخرت أعمال الصيانة؟
  • بعد دعوته للتقسيم.. السفير البريطاني يثني على “صراحة” موسى الكوني
  • الكيلو ب 150.. لماذا ارتفعت أسعار ورق العنب بالأسواق؟
  • دعاء الصائم عند الإفطار مستجاب .. انتهز وقت الإجابة
  • رامز جلال يسأل أحمد العوضي: "لسه بتحب ياسمين عبدالعزيز".. والأخير يمتنع عن الإجابة